شبكة ذي قار
عاجل










لم أكن في حاجة الى مراجعة تاريخ  الجرائم في عراق 2006 لأدرك أن تمثيلية قاسم عطا الجديدة عن جريمة لم تحدث رغم اعتراف مرتكبه ، هي كما قلت مجرد تمثيلية خائبة. ولكني مع ذلك ولتحري الدقة قضيت يوم امس وبعض اليوم في البحث عن هذه الجريمة التي وصفت من قبل أبواق الببغاوات ( أجهزة الإعلام التي لا عقل له ) أنه ( مرعبة ) ( شنيعة ) ( أفظع جريمة ) . يكفي أن تسأل : ماذا تريد القصة أن تقول؟ لتعرف اذا كانت حقيقية او كاذبة حسب قوانين الكذابين ، لابد من أشخاص يصادقون على الكذبة لترسخ أكثر في عقول الناس. وهاهي وزيرة المرأة في حكومة الاحتلال تطالب بالقصاص السريع. وهاهو نائبهم علي الشلاه يطالب لجنة الامن والدفاع في برلمانهم  باجراء تحقيق عاجل في علاقة زعيم القائمة العراقية اياد علاوي مع الارهابي فراس فليح الجبوري واجراء تحقيق شامل بعلاقة بعض الاطراف السياسية بالمجموعات الارهابية ...    بهذا تكون القصة قد اكتملت أدلتها وأركانها: اعتراف تلفزيوني - وزيرة تعضدها - نائب يصدقها ويضيف اليها- قاسم عطا يظهر في حوار صادق جدا مع مذيع في قناة العراقية حول الجريمة الشنعاء التي لم تحدث.   الجريمة التي لابد ان لديكم الآن فكرة عنها من الروابط أعلاه او مباشرة من الأخبار التي يذيعها قاسم عطا عند كل مفصل مصيري في تاريخ العملاء. ولكن مع ذلك ولهواة أفلام الرعب ، إليكم القصة كما رواها قاسم عطا بلسانه  نقلا عن الاعترافات ، قائلا: « إن المجرمين قاموا بإيقاف موكب زفاف يعود لشخص شيعي ينتمي إلى عشيرة بني تميم من أهالي الدجيل وعروس سنية من أهالي التاجي ، بعد أن فجروا عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي من أجل دفعهم للدخول إلى طريق زراعي جانبي » .   وأضاف أن « مجموعة يقدر عددها بنحو 20 شخصا يرتدون زي الجيش وبينهم شخص ينتحل صفة ضابط برتبة نقيب ، ويدعى نجم العزاوي ، قامت باقتياد المشاركين في الموكب إلى بيت ، وعزل النساء عن الرجال والأطفال » . وتابع: « ألقوا الأطفال ، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عام ، بالنهر بعد أن ربطوا أجسادهم بالأثقال » . وقام أفراد المجموعة فيما بعد « باغتصاب العروس أمام عيني زوجها داخل قبو في مسجد الحنبلي ، قبل أن يقطع أحد المسلحين ثديها ويتركها تنزف حتى الموت » . وحسب عط ، أعدم أفراد المجموعة « الرجال بعد وضع عصابات على أعينهم ثم قاموا برميهم في نهر دجلة » ، مشيرا إلى أنها "العملية الأبشع على الرغم من الكثير من الجرائم التي ارتكبوها". وقال فليح في اعترافاته المتلفزة: « إنه تم اغتصاب النساء واحدة تلو الأخرى ومن ثم قتلهن أيض ، والأطفال وضعناهم مع كتل من الأثقال ورميناهم في النهر وكان عددهم 15 طفل » . وتابع: « أما العريس والعروس فإن إبراهيم نجم عبود وسفيان جاسم شهاب وحكمت فاضل إبراهيم وضرغام اصطحبوهما إلى المفتي الذي يكنى بأبي ذيبة ، وهو مصري الجنسية ، وكان ذلك داخل جامع الحنبلي؛ حيث أمر باغتصاب العروس وقتلها مع زوجه » . وذكر فليح أن أفراد المجموعة أنزلت العروسين « إلى سرداب الجامع وتم اغتصاب العروس أمام زوجها من قبلنا جميعا وبعدها اقتدناهما إلى النهر؛ حيث قام إبراهيم بقتل العريس ثم قام حكمت فاضل إبراهيم وجمعة ، المكنى بأبي منجل ، بقطع ثدي العروس التي ظلت تنزف حتى فارقت الحياة » .   في النسخة الأخرى من القصة وحسب اصول الكذب المخربط :   ان قتل الرجال واغتصابات النساء لم تحدث في بيت وانما في مضيف شيخ اسمه الشيخ محجوب في منطقة الفلاحات. وأن العصابة اقتادت الاشخاص في موكب الزفاف مع عشر سيارات كانت بحوزتهم إلى مضيف الشيخ محجوب في منطقة الفلاحات ، و"قمنا بعزل الرجال والنساء والأطفال ، فقامت جماعة الشيخ محجوب بقتل الرجال بطلقات نارية ورميهم في النهر. وبعدها تم اغتصاب النساء واحدة تلو الأخرى داخل المضيف "   **   هل يمكن أن نصدق أن موكب زفاف من 70 شخصا و10 سيارات منطلق من الدجيل بلدة العريس الى التاجي بلدة العروس ( ربما لجلب العروس الى بيت زوجها في الدجيل؟ ) ، قد اختفى بالقتل ، ولم ينتبه أهل الدجيل ولا أهل التاجي؟ ولم يسأل عنهم أحد؟ وأن الجريمة لم تعرف أو تذع أخبارها الا بعد 5 سنوات حين اعترف الجناة؟   رجعت الى أرشيف حوادث 2006 المشار اليه أعلاه ، وكان قد وثق حتى جرائم قتل شخص واحد ، وليس 70 شخص ، وقد وجدت في بعض الجرائم تشابها مع فقرات من هذه الجريمة ولكن لاتمت لها بصلة. مثلا:     في 23 حزيران 2006 عثر على 5 جثث في نهر دجلة ، ولكنها كانت لجماعة من العمال اختطفوا وهم يركبون حافلات المصنع ( منشأة النصر ) بين بغداد والتاجي ، وكان الخاطفون قد اطلقوا سراح النساء والأطفال.   كان هناك استهداف لحفل زفاف في بغداد 31 تشرين اول 2006 ولكن بتفجيرانتحاري.   في 5 كانون اول 2006 فجر ( متمردون ) سيارة مفخخة من أجل ايقاف سيارة مني باص كان بداخلها موظفو حكومة من الشيعة وقتل 15 منهم. ( مماثلة لاستخدام تفجير لتحويل مسار الموكب الى طريق معين في قصتنا موضوع البحث )   حسن ، دعونا نصدق أن حادثا خطيرا وكبيرا ويمس حياة عائلات في الدجيل وفي التاجي ، لم يرد ذكره طوال خمس سنوات. دعونا نقرأ التفاصيل الدقيقة كما أوردتها اعترافات ( الجناة ) وتصريحات ( قاسم عط ) .   1- الجاني الأول فراس فليح الجبوري حاصل على شهادتين جامعيتين ( ماجستير ) احداهما في العلوم السياسية. وانه يرأس منظمة حقوق انسان ، وانه شارك في المظاهرات السلمية في ساحة التحرير مطالبا بالإفراج عن المعتقلين. لكنه في القصة مجرم سايكوباثي يقتل ويغتصب بأشنع الطرق وفي أماكن مقدسة ، وهو يتظاهر بالورع والتقوى ، وله علاقة باياد علاوي. انضم في 2005 الى الجيش الإسلامي ثم الى القاعدة. ( الرسالة هنا: المشاركون في المظاهرات مجرمون ومنافقون واصدقاء علاوي. اعضاء فصائل المقاومة ( الجيش الإسلامي ) تحولوا الى أعضاء في القاعدة ، فما يسمى مقاومة هو في الواقع ارهاب )   2- قاسم عطا الكذاب لا يفرق بين ( بيت ) و ( مضيف ) مع الاختلاف الواضح والمعروف في الشكل والوظائف بين هذا وذاك.   3- تم التخلص من الأطفال وتم التخلص من  الرجال ، واغتصبت النساء ( واحدة تلو  الاخرى ) وهذا ما لم أفهمه. أريد أن اتصورهذه العملية. هل المقصود أن الواحدة كانت تقاد الى المضيف بمفردها ويغتصبها رجال العصابة كلهم وبعد الانتهاء منها يأتون بالثانية وهكذا؟ كم كان عددهن وكم كان عدد العصابة؟ وكم من الوقت استغرقوه في هذه العملية ؟ ومن أين الطاقة المتجددة لهؤلاء المغتصبين؟ هل كانوا مستعجلين لانهاء الجريمة واخفاء آثاره ، أم انهم كانوا يملكون الوقت كله؟ طبعا الشيء الذي نسي عطا أن يذكره هو هل كانت هؤلاء النساء والرجال القتلى والأطفال كلهم ( شيعة ) ؟ أم بينهم سنة من أهل العروس؟ لأن المقصود في الرسالة هنا هو انها جريمة طائفية ارتكبها سنة في حق شيعة ( الرسالة هنا: إنهم -السنة- حيوانات )   4- ثم بعد ذلك تحدث مبادرة غريبة. بعد كل هذا القتل والعربدة ، يتذكر الجناة انهم استبقوا العريس والعروس ( مسك الختام ) ويتذكرون في نفس الوقت أنهم مسلمون ، وعليه ينبغي استفتاء المفتي الخاص بهم. والصدفة الجميلة انه مصري ( طبعا أليسوا هم الآن من القاعدة ؟ ) واسمه ( أبو ذيبة ) مع أن صحفيا عراقيا تخصص - كما يقول- في اجراء محاورات مع قادة فصائل المقاومة وتسجيل قصصهم وبطولاتهم ، يقول أن ابا ذيبة عراقي أبا عن جد وان مسرح عملياته كانت الانبار وهيت. ولم يكن مفتيا وانما مقاتلا. ولكن لابأس تشابه كنية!! المهم .. لماذا لم يسألوا المفتي حول قتل واغتصاب 68 شخصا ولكنهم سعوا من أجل فتوى فيما يفعلونه بالعروس والعريس؟ ( الرسالة هنا: مفتي القاعدة مصري ، وأنه يحلل الحرام: الأغتصاب والقتل ) .      5- المفتي يفتي باغتصاب العروس امام أنظار زوجه ( الرسالة هنا: هذا هو دين الاسلام على المذهب السني )   6- يأخذون العروس وزوجها الى سرداب في الجامع ! يتم اغتصابها من قبل جميع رجال العصابة امام زوجها. ( الرسالة هنا: إن جوامع السنة هي للقتل والاغتصاب )   7- يأخذونهما الى النهر.. يرمى الزوج في النهر ، ويقطع ثدي  المرأة من قبل ( ابو منجل ) احد افراد العصابة ويتركها تنزف حتى الموت. ( الرسالة هنا: إنهم ساديون سايكوباث. لديهم شهوة التعذيب بأبشع صورها. هؤلاء لا ينفع معهم الا إعدامهم قصاص )   وفي مجمل القصة .. لا يفهم القاريء أو المستمع : لماذا قتل واغتصب هؤلاء؟ ماهو الدافع؟ إذا صدقنا القصة يعني ان جزءا كبيرا من المجتمع العراقي بجوامعه ورجال دينه ، مجرمون مرضى لا علاج لهم الا محوهم من على وجه البسيطة. هل هذه هي الرسالة الأخيرة التي يريدون توجيهها الآن؟ هل هي دعوة لحرب أهلية جديدة؟ يكفي أن تقرأ تعليقات الأخوة المؤمنين على الجريمة في المواقع المختلفة لترى الأثر التي تركته القصة في نفوس العراقيين المغمضين الذين يصدقون أي شيء بدون مراجعة.   قد أميل الى تصديق أن الجريمة وقعت فعلا ولكن من قام بها هم نفس فرق الموت المرتزقة التي كانت تقوم بمثل هذه العمليات السرية ( بيارق مزيفة ) لاشعال فتيل الحرب.   ولكن كيف نصدق أن القصة وقعت ، وليس لها ذكر في أي صحيفة او موقع طوال عام 2006. لقد بحثت كثيرا. ويحق لي أن أسأل: هل أصبحت الإعترافات المتلفزة هي دليل الجريمة الوحيد؟ أين  الجثث؟   أسألكم : هل لأحدكم أي خبر عن هذه الجريمة قبل أن يخرج قاسم عطا بهذه التمثيلية؟ أرسلوا أية معلومة وأنا على استعداد لإعترف بالخطأ وأعيد حساباتي




الثلاثاء٢٦ ÑÌÜÜÜÈ ١٤٣٢ ۞۞۞ ٢٨ / ÍÜÜÒíÜÜÑÇä / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق عشتار العراقية طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان