شبكة ذي قار
عـاجـل










على ما يبدوا أن وقاحة العدو الصهيوني والتي فاضت لتكون طوفان جارف يستهدف كل ما حوله من البشر والحجر ,أمام مرأى ومسمع العالم بأسره , وفي ظل وجود أنظمة العار التي تحكم الوطن العربي والتي دائما تواجه الكيان الصهيوني بسلاحها الفتاك والفريد من نوعية في طمر رأسها في الرمال ووضع الأصابع في الأذان لتبقي مخالبها شاخصة على الحدود لتكون العقبة الكبيرة أمام زحف الجماهير العربية لمواجهة هذا الكيان الغاصب , فكانت تلك الردود المتكررة من أنظمتنا دافعا قويا لهذا الكيان في أن يستمر بوقاحته ليجعل لها محطات هنا وهناك !!!


فإيطاليا مثلا كانت هي المحطة الأخيرة التي حط بها قطار الوقاحة الصهيونية يوم أمس ليعلن رئيس بلدية العاصمة الإيطالية روما عن نيتهم في تسير قافلة من روما إلى غزة تحمل اسم الجندي الصهيوني " جلعاد شاليط " المأسور لدى حركات المقاومة الفلسطينية والذي اخذ العالم اجمع يتباكى عليه ليل نهار ويتلوا علينا قصته حتى بتنا نعرف أدق تفاصيل حياته كاسم أمه وأبيه والمأكولات المفضلة لديه وحتى نمرة حذائه , دون أن يتطرق هذا العالم الأصم الأبكم لذكر معاناة أسرانا في سجون الاحتلال والذين يصل عددهم إلى ما لا يقل عن 11 ألف أسيراً يمارس عليهم شتى أنواع العذاب الجسدي والنفسي عدى عن الإهانات اليومية والشتائم النابية التي يتعرض لها أسرانا , فجلعاد شاليط والذي اسم امه " أفيفا " أي معناه ربيعه يريد العالم أن يسير إليه قوافل ليحرروه من المقاومة الفلسطينية بعد أن كان العالم بأسره يواجه القوافل التي كانت ترسل الى غزه لتحرر ما لا يقل عن مليون ونصف المليون فلسطيني محاصرون بسجن كبير يقطع عنهم فيه الطعام والدواء والكهرباء , ففي كل مره لمحاولة عبور أي قافلة إلى غزة يبدأ زعماء العالم في التسابق إلى الأمم المتحدة لشجب واستنكار الحدث بسبب أن هذه القافلة اجتازت الحدود الصهيونية لتبدأ بالتبرير والتهليل والتبريك لهذا الكيان على جرائمه ومذابحه التي ارتكبها من أجل ضرب القوافل لأنه بذلك يدافع عن حدوده , مع العلم أن الكيان الصهيوني في دستوره لا يملك حدود ويستخدم سياسة "جلد الإبل" الذي إذا امتلئ بالطعام تمدد وكبر وكلما قل مخزونه بداء بالانكماش ولكن هم ما يمدد جلدهم هي الدماء التي يسفكوها ولا شيء غير ذلك.


فجلعاد شاليط هو جندي محتل يمارس الإرهاب المنظم بحق أبناء شعبنا وأسر وهو في ساحة معركة فلو تبدلت الصورة وقام جلعاد شاليط بأسر أحد الفلسطينيين أو احد المقاومين لصفق له العالم أجمع و أحنى له الرؤوس لأنه قام بالقبض على إرهابي ولكن عندما استطاعت المقاومة الفلسطينية أسره ليحموا شعبنا من إرهابه أصبحنا إرهابيين ففي كلا الحالتين نحن في نظر العالم مجرمون وإرهابيون !! ولكن إذا كنا نحن أصحاب الأرض ونحن العزل والمحاصرين إرهابيين فماذا يكون الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح والمحتل لأرضنا بالقوة ؟؟!!


إن العمل على تسيير القوافل من روما إلى غزة له دلالات عديدة نقرأ منها بعض الأمور اليسيرة التي ربما تحدث بالمستقبل فلا نستبعد مثلاً أن تحمل هذه السفن عناصر من الكوماندوز الصهيوني والمخربين الصهاينة والمدججين بالسلاح ليقوموا بارتكاب جرائم جديدة على الأرض , أو لربما تكون هذه السفن الضخمة التي ستأتي محمله بالأجانب ويقوم الموساد الصهيوني بتفجيرهم وقتلهم ويلصقوها كعادتهم بـشعبنا الفلسطيني ليزيدوا من نقمت العالم علينا , فالاحتمالات كثير والأمور المترتبة عليها أكثر ولكن يجدر بنا أن نتوقف هنا على بعض الأسئلة التي تدور في ذهني وذهن كل من وصل إليه الخبر , فإذا أراد الغرب أن يحضر قوافل من أجل تحرير جلعاد شاليط فلماذا لم نشهد منهم موقف مشابه لتحرير أسرانا ؟؟!!! وإذا كان جلعاد شاليط يستحق أن تجلب له قافلة ضخمه لتحريره فكم قافلة يلزمنا لتحرير أسرانا وأرضنا ؟؟!!! أم أن جلعاد شاليط من البشر ونحن مخلوقات هبطت على الأرض وليست من البشر ؟!!! ولو ردت المقاومة الفلسطينية على هذه البواخر ومنعتها من أن ترسي على أرضنا سيصفها العالم بأنها تدافع عن حدودها كما فعل مع العدو الصهيوني ؟؟!!! أم سيتهمنا مجدداً بالإرهاب؟؟!!!

 

 





الثلاثاء١٢ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أسعد عطاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة