شبكة ذي قار
عـاجـل










يتأكد مرة أخرى مع عملية " جيرونيمو " التي قام بها الجيش الأمريكي في الأول من مايو 2011 لاغتيال من يسميه أسامة بن لادن رئيس تنظيم القاعدة ضخامة وسذاجة الأكاذيب التي نسجت وما تزال تنسج من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الأطلسي لتسويق حروبها القائمة واللاحقة وانتشار قواتها الضخم في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وخاصة بخصوص غزوها واحتلالها غير الشرعي للعراق أمام الرأي الأمريكي أولا ومن ثم الغربي والعالمي.


وما يلفت النظر في خطابات بوش أمس واوباما اليوم هو التشابه التام والترابط في موضوعات الخطب التي تلقى بهذه المناسبة او تلك كما لو كان هذا الرئيس وذاك موظفين عاديين لا أكثر ليس لهما الا ان يقرئا ما يكتب لهما من خطابات فحسب. فكلنا يتذكر خطاب المجرم بوش الذي قال فيه ان الله كلمه ليغزو العراق، وان الحرب التي تقودها بلاده هي حرب صليبية ، واليوم خاطب أوباما الشعب الأمريكي ليقول له : لم نقم بعملية اغتيال أسامة بن لادن لأننا أقوياء وأغنياء بل لأننا الأمة الوحيدة المباركة من الله المحب للحرية وللعدالة. لقد رأى العالم أجمع دون ان يحرك ساكنا الى أين أدت أكاذيب بوش بالعراق وشعبه الى يومنا هذا ! فماذا يخفي لنا رئيس الولايات المتحدة اوباما بدوره في إعلان موت رئيس ما سمته وكالة المخابرات الأمريكية بعد أسبوع من أحداث نيويورك في أيلول عام 2001 فقط بتنظيم القاعدة؟
بدءا لا بد من الإشارة الى ان المعاهد الأمريكية نفسها أحصت أكاذيب طاقم الرئيس الأمريكي خلال فترة حكمه بعدد 932 كذبة رسمية فكم كذبة غير رسمية لم تحصها هذه المعاهد لتشيني ورايس وتينت ورامسفيلد وطاقم المحافظين الجدد من أستاذة كذبهم كيسنجر وبريجنسكي الى طلابهم بيرل وفيث وولفيتز وبريمر وادامز الى باق العصابة الصهيونية؟ ولماذا علينا نحن أهل ضحايا العراق وغيره خاصة بعد ان تم الاعتراف بكذبة أسلحة الدمار الشامل ان نصدق ما تقوله أدارة حرب الولايات المتحدة ؟ واذا لم نصدق هذه الأكاذيب أتهمنا نحن وغيرنا في أوربا وفي العالم العربي وغيره بأصحاب نظرية المؤامرة ؟


لقد أعلن الرئيس أوباما صاحب جائزة نوبل للسلام في الأول من مايو ان القوات الأمريكية Navy Seals قامت بعملية عسكرية خاصة ضد بيت أسامة بن لادن رئيس تنظيم القاعدة واغتالته في آبت آباد الباكستانية . وأن قواته قد ألقت بالجثة في بحر العرب محترمة أصول الشريعة الإسلامية جون ان تقوم القوات الأمريكية بإظهار الهارب الخطير وعرضه للعالم كما فعلت مع الرئيس الراحل صدام حسين !؟


وقد نشر الأعلام الأمريكي ابتداءا صورة قديمة سبق نشرها في2006 تحت أدارة بوش. وقام الأعلام الباكستاني نشر الصورة المرسلة له من الصديق الأمريكي لكنه سرعان ما سحبها عقب احتجاجات مواطنيه-غير المتحضرين- الذين سبق لهم ان شاهدوا الصورة محتجين على أكاذيب أعلامهم وتبعيتها للولايات المتحدة وانتهاك السيادة الباكستانية .بينما نقلت القنوات الأمريكية والعالمية فرح واحتفالات الأمريكيين المتحضرين بهذه الكذبة الجديدة لأداره بلادهم في ساحة Ground Zero ،الساحة التي وقعت فيها عملية نيويورك. بعد ذلك وبضغط من بعض أجهزة الأعلام والشكوك التي أمتلئ بها الانترنت الذي حل محل الأعلام الكاذب للحكومات الغربية تم نشر صورا أخرى عن العملية لا يظهر فيها بن لادن بل أشخاص باكستانيون تم قتلهم. وتبع ذلك نشر فديو لبن لادن قالت الولايات المتحدة أنها وجدته في بيته يظهر رجلا مسنا جانبيا بحيث لا يمكن التعرف عليه ! حتى رد على هذا الفديو بنفس الطريقة السابقة ممن رأه وهو لماذ سيقوم رجل بأخذ صورة جانبية له وهو يشاهد فديواته في التلفزيون ؟


على ما يبدو لا يهم الولايات المتحدة الأمريكية تلال الأكاذيب التي تسوقها في حروبها على العالم العربي والإسلامي بل انها مصرة مع سبق الإصرار على اعتماد الكذب وتلفيق الإرهاب لكل هدف تريد احتلاله وتدميره ومن ورائها حلف شمال الأطلسي. تستمر بالكذب مع كل رئيس جديد.غير عابئة حتى بما نشر في صحفها من أخبار حول أسامة بن لادن والتي ربما تكون الأصح لفضح جرائم الإدارة الأمريكية والبروباغندا التي تضخها كأعلام تدمير شامل ضد العرب والمسلمين. فقد أوردت الصحافة الأمريكية في تموز 2001دخول بن لادن المستشفى الأمريكي في دبي للعلاج من مشاكل في الكلية. بعدها نقل الى مستشفى في راولبندي لإتمام العلاج. وقد أعلنت عائلته في ديسمبر وفاته في العام نفسه. وتناقلت الصحف الباكستانية والمصرية والأمريكية خبر الوفاة وتصريحات بشأنها للرئيس بوش وللرئيس الباكستاني برويز مشرف وذلك في قناة السي ان ان والنيويورك تايمز والتلغراف والبي بي سي والوفد المصرية وفوكس نيوز منذ ايلول 2001 . كما ذكرت بنظير بوتو المرشحة لرئاسة وزراء الباكستان في مقابلة مع الجزيرة الانكليزي يوم الثاني من نوفمبر عام 2007 أن بن لادن قد مات قبل عام 2002 بحسب ما قاله لها احد كبار موظفي المخابرات الباكستانية. وما يعطي المصداقية لخبر وفاة بن لادن في ذلك التاريخ ربما هو استمرار أحدى القنوات العربية بث أشرطة وكاسيتات بن لادن ومساعده أيمن الظواهري على الأرجح دون أرادتها وبأوقات معينة دون ان يزعج ذلك مشاعر الإمبراطورية ولا يدفعها لمحاسبة القناة او تحذيرها او حتى منعها كما فعلت مع قناة المنار وقنوات المقاومة العراقية ولا زيارتها على الأقل وهي على قرب ولا اتهامها بالإرهاب ؟ وبحسب تيري ميسون المحلل السياسي لشبكة فولتير، فأنه منذ ديسمبر 2002 ليس هناك شخصا واحدا رأى بن لادن.كما يقول أن خبراء معهد دال مول احد أهم المعاهد الأستخباراتية السويسرية في تفنيد الأدلة غير الطبيعية قاموا بفحص كل الفديوات والكاسيتات التي بثت بعد بثت بعد أيلول 2001 وأكدوا أنها غير صحيحة. وقد صرح وزير الاستخبارات الإيراني ان بلاده تملك معلومات ووثائق تؤكد وفاة بن لادن منذ زمن بسبب مرضه.


أن إعلان موت بن لادن الآن هو طي صفحة ملف إحداث 911 في نيويورك وإغلاق ماضي بن لادن دون محكمة دولية لكي لا تكون هناك أي حقائق حول مقترفي أحداث برجي التجارة العالميين ولكي تستمر الولايات المتحدة بحروبها . بهذا الإعلان طوي عهد من الأكاذيب شهد فيه العالم عملية الصدمة والترويع بغزو العراق بكذبة أسلحة الدمار الشامل وإبادة مليوني ونصف من شعبه وتلويث سمائه وأرضه ومائه باليورانيوم وفتح أبوابه لكل مخابرات العالم وبالأخص الإسرائيلية ودول حلف الأطلسي وإيران والكويت في أكبر عملية لأعاده نشر القوات الأمريكية والغربية الاستعمارية منذ الحرب العالمية الثانية في منطقة الشرق الأوسط.


وفتح على يد أوباما عهد آخر من الأكاذيب. فهو قد فاز في الانتخابات لأنه قد وعد الناخبين الرافضين لحرب العراق وأفغانستان بإنهاء الحرب. وبدلا من إنهاء الحروب وسحب القوات من العراق وأفغانستان فقد أعيد انتشار القوات الأمريكية وترسيخ الوجود الأمريكي ببناء عشرات القواعد العسكرية الضخمة خاصة في العراق وفي أفغانستان إضافة الى تعزيز الوجود الأستخباراتي للسفارات الأمريكية اذ يزهو أعداد موظفيها مثلا في بغداد على 16 ألف موظف. وبكذبة قتل زعيم القاعدة يحاول الرئيس الأمريكي ومعه دول حلف الأطلسي الحد من التكاليف الباهظة التي كلفتها مواجهة المقاومين الأفغان الذين مرغوا تكنولوجيا القتل بجرأتهم وشجاعتهم في عمليات تاريخية لا توصف ضد القوات الأطلسية الغازية آخرها كان عملية هروب مئات المقاتلين الذين حفروا نفقا للهروب والهجوم الكاسح على مجمع الحاكم العسكري لمدينة قندهار وعلى المباني الحكومية في المجمع من ثكنات السي أي أي وغيرها .


أن عملية اغتيال بن لادن ليست الا احد مشاهد هذه الحرب الأعلامية والتدميرية التي تقودها الولايات المتحدة وحلف الأطلسي وبابا لخروج مشرف صمم بطريقة ليكون انتصارا للرئيس أوباما المقبل على أعتاب فترة انتخابية ثانية للرئاسة على منوال سلفه بوش. أن الخروج الشكلي من أفغانستان أو أعادة انتشار قوات الاحتلال من خلايا الاغتيالات وخبرائها وراء جدران القواعد- القلاع ليتصدون للمقاومين والمدنيين الرافضين للوجود الأمريكي-الغربي بطائرات الدرون عبر كاليفورنيا هو أيضا عملية خروج < بأنتصار> لدول حلف الأطلسي. لذلك أجمع المحللين السياسيين الغربيين ورؤساء الحكومات ان موت بن لادن هو فرصة/حجة لانسحاب قواتهم العسكرية من أفغانستان.


يقول تيري ميسون : < أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل أساسي على مقاتلين عرب ومسلمين تقول عنهم أنهم - أصحاب بن لادن – وهم اليوم في قلب عملياتها.لذا يجب التوقف عن تسميتهم بأعداء أمريكا وإعادة تسميتهم بحلفائها. اذ ليس هناك أي وسيلة لإعادة هؤولاء للتعاون مع الولايات المتحدة سوى بقتل قائدهم الخيالي>. ما يعني ان عملية < جيرونيمو> تستهدف الأستمرار باستخدام المقاتلين العرب والمسلمين وليس أصحاب بن لادن- من البسطاء والسذج والفقراء من سعوديين ويمنيين وباكستانيين وأفغان وغيرهم – ممن تقدمهم الدول الخليجية خاصة المملكة العربية السعودية كغطاء لضرب الثورات العربية وإحداث حروب طائفية وأيدلوجية. وأول خطوة على هذا الطريق هو ربط المغرب والأردن في محور التعاون الخليجي اخيرا. وستستمر بروباغندا الغرب الأطلسي ضد العرب والمسلمين كإرهابيين وإلصاق ما يحصل بتنظيم القاعدة كما حصل في الولايات المتحدة ودول الأطلسي في نيويورك ولندن ومدريد وتونس وبالي وبالأخص في العراق منذ غزوه في 2003 عبر التصفيات الطائفية والدينية والعرقية وإبادة الجيش العراقي. في خلال ذلك تقوم القوات الأمريكية بوضع اليد على المنطقة او البلد ببناء القواعد العسكرية بسرعة للإقامة الدائمة فيها كما حدث في العراق وأفغانستان .


أما الحرب المقبلة التي تلوح نذرها في أفق السياسة الأمريكية فهي الحرب على الباكستان. الحرب المقرر خوضها مسبقا من قبل الرئيس اوباما بعد انتخابه لفترة رئاسية ثانية. فقد صرح ليون بانيتا المعين حديثا وزيرا للبنتاغون أننا قمنا بالعملية لوحدنا خوفا من تسرب المعلومات الى بن لادن !. أما رئيس اللجنة الأستخباراتية في مجلس الشيوخ فقد صرح بأن اللجنة سوف تستجوب رئيس السي أي أي حول دور باكستان في الإرهاب وعن علمها بوجود بن لادن على أراضيها. وأتهم رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي الباكستان التي وصفها باللعب على الحبليين وهو نفس الحجة التي تستعملها النخب الصهيونية في فرنسا ضد المثقفين المسلمين والعرب. ويشارك في هذه الحملة شبيه العراقي كنعان مكية الآ وهو الكاتب سلمان رشدي الذي يحرض على ضرب الباكستان مثلما حرض مكية المجرم بوش.


أن حجة وجود بن لادن رئيس تنظيم القاعدة وحجة ازدواجية تعامل الباكستان مع الشريك الأمريكي هي أسباب كافية بالنسبة للإدارة الأمريكية للاستيلاء على المراكز النووية الباكستانية والأسلحة النووية وتجريد الباكستان من سلاحها وأسلحة ردعها وكل ما له علاقة بالتطور التكنولوجي والتمكن من التصنيع العسكري والعلمي. إضافة الى ذلك فأن الحرب على الباكستان ستكون فرصة ذهبية لقتل أو إبادة أكبر عدد ممكن من المدنيين الأبرياء من الشعب الباكستاني المعادي لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وفلسطين والقيام باغتيالات للكوادر العلمية وتهجير النخب الوطنية بنفس الطريقة التي تم بها تدمير العراق وأباده شعبه.


سيناريو العراق سيتكرر مرة أخرى في المنطقة العربية وفي الباكستان فهل ستتمكن الشعوب العربية الثائرة على الظلم من مقاومة حروب الولايات المتحدة ، أكبر سند للديكتاتوريات وللظلم في منطقتنا وفي العالم؟

 

 





الاثنين٢٠ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ولاء سعيد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة