شبكة ذي قار
عـاجـل










السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... تحية طيبة وبعد ...

أكتب اليكم بعد ان حالفني الحظ وشاهدت من على قناة المستقلة (جدا) الحوارالذي اجراه السيد محمد اليوسفي مقدم البرنامج مع سيادة (المفكر والكاتب العراقي المعروف) الاستاذ حسن العلوي هكذا يقدمون حضراتكم  أوهكذا تحبون ان ينادوكم به على الاقل ، وتابعت حديثكم من منتصفه وقلت لنفسي لنرى ماذا سيأتي به السيد العلوي هذه المرة بعد أن إلتحق مؤخرا ولو متأخرا بعض الشئ في ركب العملية السياسية القبيحة التي نصبها الاحتلال الامريكي الصهيوفارسي للعراق ، وأود ان أثبت بعض الملاحظات والحقائق والتي تبدو كأنها كانت غائبة عن مفكرنا الجليل  وبالأخص في الوقت الحالي لأنكم من صناع حكومة الاحتلال الجديدة المقبلة ( هكذا قلتم أثناء الحوار ) إن شاءت أمريكا وإيران الفارسية.

 

جاء في معرض إجابتكم على سؤال السيد اليوسفي عن عراق ما قبل الاحتلال وعراق ما بعد الاحتلال وتحدثتم بالحرف الواحد ( العراق كان وطن بلا حرية واليوم اصبح حرية بلا وطن) كما أضفتم معلقا ما فائدة الحرية بلا وطن ،  ولنناقش وبشئ من الموضوعية يا مفكر العراق عبارتكم الشهيرة  ولنبدأ بالجزء الثاني منها  الا وهو العراق اليوم أصبح حرية بلا وطن وأرجو من السيد العلوي ان يتسع صدره لمواطن عراقي مهجرمنذ احتلال بلده العراق ويحمل أرفع وسام شرف الا وهو وسام إجتثاث بريمر الذي طوق اعناق مئات الالاف من العرقيين الشرفاء الذين خدموا بلدهم بشرف وامانه ، وساهم في تربية أجيالا من طلبة العراق العظيم طيلة ثلاثين عاما من عمره الوظيفي ، كما أرجو منكم أجابتي على بعض الاسئلة التي بودي ان تكون منصفا للعراق وللتاريخ في وقت غاب فيه الحق والانصاف :

 

1-  إنك كاتب ومثقف وقارئ جيد للتأريخ وهذا ما يقال عنك في  قناة المستقلة الفضائية على الاقل ، متى واين جاء في كتب التأريخ القديم  أو الاسلامي أو الحديث والمعاصر أن الاحتلال وغزو البلدان يجلب الحرية والديمقراطية والرفاهية والتقدم والعيش الكريم ، ألا ترى وعلى مر العصور والازمان أن الاحتلال والغزو الاجنبي لاي بلد كان ، لا يجلب معه الا القتل والاضطهاد والاستبداد والاعتقال والتدمير والتهجير وانتهاك الاعراض واستباحتها وانتهاك سيادة  ذلك البلد ونهب ثرواته.

 

2-  هل ما حصل من غزو للعراق عام 2003 وبدون  أي مبرر أخلاقي ولا قانوني ولا إنساني وتغيير نظامه الوطني واستباحته ارضا وشعبا ، ماءا وسماءا  وانتهاك سيادته وأعدام قادته الوطنيين وتنصيب أراذل القوم وأخسهم حكاما عليه هو سمة جديدة من سمات ديمقراطية القرن الحادي والعشرين .

 

3-  هل كان قتل أكثر من مليون ونصف عراقي من الوطنيين الشرفاء ، والقتل على الهوية الطائفية ، و الجثث مجهولة الهوية الطافية من على مجاري مياه الصرف الصحي في الرستمية في بغداد او على مزابلها ، ثمرة من ثمار ديمقراطيتكم الدموية يا مفكرنا العظيم .

 

4-  هل أغتيال العلماء من أطباء ومهندسين وفيزياويين وكيمياويين  وأساتذة جامعيين بمختلف اختصاصاتهم النادرة بالاضافة الى القادة العسكريين والطيارين هو حرية وديمقراطية في رأي مفكرنا العظيم

 

5-  كيف يصلح ان تكون الديمقراطية متزامنة مع وجود أكثر من مليون أرملة وأكثر من أربعة ملايين يتيم في عراق الحرية والديمقراطية التي تزعمها.

 

6-  كيف تتزامن الحرية والديمقراطية مع تهجير أكثر من خمسة ملايين عراقي من ديارهم داخل العراق وخارجه بسبب الاحتلال وميليشياته الطائفية.

 

7-  كيف يكون شكل الحرية والديمقراطية في بلد أختفت فيه كل متطلبات العيش الكريم واختفت فيه كل مظاهر الفرحة والفرح والسرورمن على وجوه ساكنيه اطفالا ونساءا شيبا وشبابا ، الا من تلك التي نراها وبلون أصفر من على الوجوه الكالحة لحكام المنطقة الغبراء .

 

8-  لماذا لم توفر ديمقراطية المحتل المزعومة والتي يفتخر بها سيادتكم أبسط مقومات العيش الكريم للمواطن العراقي التي كان يتمتع بها ووفرها النظام الوطني السابق قبل الاحتلال من أمان وتعليم وخدمات صحية وخدمات بلدية ووظائف  . انت تعرف يا مفكرنا العظيم ان العراق ومنذ دخول المحتل واذنابه يعاني من انعدام خدمات الماء والكهرباء والوقود والتعليم الوطني والتربوي السليم غير الطائفي وانعدام الخدمات الطبية المرموقة وحتى البطاقة التموينية استكثروها على شعب العراق ، كل هذه الخدمات شملتها حكومة الاحتلال الرابعة بقيادة العميل المالكي بقانون إجتثاث البعث لانها من صنع النظام الوطني السابق ، علما ان ما صرف على قطاع الخدمات 300 مليار دولارخلال أربع سنوات فقط  ، واليوم وبفضل الاحتلال وعملاءه اصبح العراق عبارة عن صندوق كبير من القمامة تفوح منه رائحة كريهه نتنه ابتداءا من رئيس جمهوريتك .

 

9-  لماذا حولت ديمقراطيتكم المزيفة هذا البلد الذي قضى على الامية في منتصف ثمانينات القرن الماضي الى بلد يعج بملايين الاميين إذ بلغ عدد الاميين في عراقكم الديمقراطي اكثر من ستة ملايين مواطن.

 

10- حولت ديمقراطيتكم العراق الى بلد للبطالة ، لا وظائف للخريجين الجدد ولا مرتبات لملايين الشرفاء الوطنيين ممن شملوا بإجتثاث بريمر أوهجروا من وطنهم وتركوا وظائفهم خوفا على حياتهم وحياة عوائلهم من الميليشيات الطائفية وحكومتها العميلة وغدرها ،علما ان نسبة البطالة زادت عن 70%.

 

11- كيف يعقل ان يكون في بلد الحرية المزعومة اكثر من نصف مليون مواطن معتقل موزعين على عشرات السجون والمعتقلات العلنية والسرية يرزخ داخلها مئات الالاف من العراقيين المناضلين الشرفاء الذين لا ذنب لهم الا انهم قالوا لا للمحتل ولا للخونه ولا للطائفية ونعم للعراق العربي الموحد .

 

12-  كيف تنمو الحرية وتعيش في بلد تعداد قوات إحتلاله فيه 150 ألف جندي امريكي بطائراتهم ودباباهم ومدرعاتهم وهمراتهم وصواريخهم المملؤة باليورانيوم المنضب يوازيهم العدد نفسه من جنود شركات الحمايات الخاصة مظافا اليه 750 ألف جندي وشرطي تابع لحكومة الاحتلال الرابعة أوغلت بقتل وتعذيب وتشريد العراقيين على مدى عمر الاحتلال البغيض .

 

13-  كيف تعيش ديمقراطيتكم بين جدران الفصل العرقي والطائفي الاسمنتي او الكونكريتي التي تحيط بأحياء بغداد وأزقتها وشوارعها والتي استوحتها حكومة الاحتلال الرابعة من جدران الاحتلال الصهيوني حول الاحياء والمدن الفلسطينية.

 

14- كيف تجرؤ ايها الكاتب والمفكر العظيم ان تسميها ديمقراطية والعراق بفضل المحتل وعملاءه يحتل المرتبة الاولى عالميا في الفساد المالي والاداري وسرقة المال العام وتهريبه الى البنوك الاجنبية في دبي ولندن وباريس بات سمة ومؤهل لكل وزير او مدير عام او عضو برلمان او اي موظف بسيط له علاقة بأحدى عمائم الشر السوداء والبيضاء على حد سواء ،( وليسأل سيادتكم علي الدباغ من اين اتى بالمائة مليون دولار التي مسكت بحوزته قبل عامين في مطار دبي الدولي) كما ارجو منكم ان تعلنوا للشعب العراقي الذي انتخبكم كم هو مرتب ومخصصات صديقكم رئيس جمهوريتك جلال الطلباني ونوابه ومرتب ومخصصات رئيس وزرائك وكم عدد حمايته وكم هي مرتباتهم وأعلن ايها الكاتب والمفكر للشعب العراقي كم هي مرتبات ومخصصات عضو البرلمان وحمايته وعدد سياراته .... الخ وأرجو ان تكون شجاعا وتسأل العميل المالكي أين ذهبت مئات المليارات من اموال الشعب العراقي خلال عمر الاحتلال .    

 

لا اريد ان أطيل عليك ايها المفكر والكاتب العراقي ولكن لدي سؤال اخر لماذا لم تعطيك الحرية والديمقراطية حق تشكيل حكومة الاحتلال الخامسة  وانتم الفائزون في انتخاباتكم الخائبة ورجعت الى بلد إقامتك سوريا بخفي حنين متشائما ومبتأسا  ومعترفا بخيبة الامل التي اصابتكم وقائمتكم العراقية التي ومنذ خمسة اشهر وهي تحاول اقناع المالكي بالتنازل عن السطة وفقا لاستحقاقكم الانتخابي كما تسمونه .

 

لقد اعترفت من خلال حديثكم المتلفز بهيمنة وتحكم ايران الفارسية بمقدرات العراق بالكامل وقلت ان ايران لم ولن تقبل على اياد علاوي رئيسا للوزراء ولن يأت رئيس وزراء من خارج التحالف الشيعي ( صنيعة ايران الفارسية) ما لم ترضى عنه ايران ، أليس هذا منافي للديمقراطية ام هو حق ايران في رعاية مصالحها في العراق ام ان العراق أصبح ضيعة لخامنئي ونجاد يتحركون كما يشاؤون بفيلق قدسهم وميليشياتهم ورجالاتهم في السلطة.

 

إن العراق اليوم مستباح امريكيا وصهيونيا وايرانيا وإن ما جرى ويجري في العراق هو عملية أجرامية تدميرية لعراق الرافدين بكل تأريخه العريق قديمه وحديثه ، ارضا وشعبا وحضارة ، تقودها امريكا وبمساعدة ايرانية وصهيونية علنية فاضحة. هذه هي الحرية ايها الكاتب والمفكر التي تقصدها .

 

أنا شخصيا أوافقك الرأي مليون بالمائة بان في العراق اليوم حرية وديمقراطية ، ولكن في المجالات الاتية :

حرية نهب وسلب اموال الشعب العراقي سرا وعلانية ، حرية القتل الطائفي والتهجير والتعذيب واغتصاب الذكور والاناث من المعتقلين ، حرية تدمير كل البنى التحتية للدولة العراقية وحرق وزاراتها ومعاملها ومصانعها وحقولها الزراعية لانها من بناء النظام الوطني السابق ، حرية الاستيلاء على ابار النفط وتصديره الى جارة السوء ايران لتمويل الميليشيات الطائفية وزيادة ارصدة قادة العراق الجدد ، حرية السطو المسلح على البنوك والمصارف وسرقة موجوداتها ، حرية سرقة المتاحف وتهريب الاثار الى خارج العراق ، حرية التجوال والاقامة الدائمة وحرية التملك للايرانيين والصهاينة بالعراق ، حرية تهريب ملايين الدولارات الى البنوك الاجنبية و شراء الفنادق والفلل والقصور في دبي ولندن وباريس وامريكا لاركان النظام ووزراءه واعضاء برلمانه ، حرية التعبيربشتم وسب قادة النظام الوطني السابق وتهديم منجزاتهم ، حرية قتل البعثيين لانهم يدافعون عن بلدهم العراق ويقاتلوا الامريكان ، حرية المعتقد ومنها فتح نوادي خاصة باللوطيين والمثليين في مدينة الثورة ، حرية تهريب المخدرات الداخلة من ايران الى العراق ، حرية تقسيم البلد الى دويلات وكيانات طائفية وعرقية ليتسنى توزيعها على المستفيدين من خونة الشعب ، وحرية تداول السلطة والمناصب بين الطلباني والمالكي وعلاوي والهاشمي وعبد المهدي والجعفري وغيرهم ، حسب ما مرسوم امريكيا .

 

اما ان العراق لم يعد وطنا فأنا اتفق معك تماما ومعي كل عراقي شريف ان العراق لم يعد وطن لا من قريب ، الى ان يتحرر من دنس المحتل ويطرد اخرجندي امريكي من ارض الرافدين وبسواعد الشرفاء من ابناء البعث والعراق النشامى .

 

رجوعا الى الشطر الاول من عبارتك الشهيرة يا كاتبنا ومفكرنا العراقي ان العراق قبل الاحتلال كان وطن بلا حرية انا اتفق معك أن العراق كان وطن محترم ودولة محترمة وقوية بشعبها المتكاتف والموحد وقيادتها العراقية التأريخية الاصيلة الشجاعة  وجيشها الوطني العريق الذي تشهد  لبطولاته ارض جنين والجليل والجولان وسيف سعد وزين القوس والشلامجة والفاو وشرق البصرة ، كان دولة تهابه وتحترمه كل دول العالم ويحسب له الف حساب وحساب بما فيهم الامريكان الاوباش والصهاينة المجرمين ودولة الشر والرذيلة ايران الفارسية المجوسية التي تجرع خميني السم على ايدي سواعد العراقيين الشرفاء ، كان رفعة راس لكل العراقيين في الداخل والخارج  ، كان العراق وطنا ودولة بكل معنى الكلمة وان احترام العالم لدولة ما يأتي من احترام الناس لقادتها وحكوماتها واعمالهم على الصعيد الشعبي والانساني وهكذا كان العراق طيلة خمسة وثلاثين عاما من عمر النظام الوطني ، أتعرف لماذا ايها الكاتب الجليل كان العراق دولة ووطن قوي ومحترم بين دول العالم وشعوبها ، الاجابة هي ببساطه شديدة  أن حزب البعث العربي الاشتراكي كان قائدا لمسيرته والرئيس الشهيد السعيد صدام حسين رحمه الله كان رئيسه.

 

الشئ الوحيد الذي كان ينقص العراق انذاك هو الحرية للسفله والقتله والمجرمين والخونه والجواسيس وأشباه الرجال  من امثال الطغمة الفاسدة القذرة التي جاء بها المحتل من صناديق قمامة السيدة زينب والهايدبارك كورنر وإجور رود وقم وطهران .

 

أرجو تقبل تحياتي متمنيا لك ان تعيد النظر في ارائكم  وتقيم ما حصل ويحصل في العراق منذ احتلاله ولحد الان بشكل عقلاني وموضوعي وشفافية وأن تنصف العراق والعراقيين الشرفاء وتتق الله فيما تقول وتكتب ، لان التأريخ سيكتب الحقيقة ولا غير سوى الحقيقة مهما استخدمت وسائل التضليل والتشوية والكذب والدجل وتزوير الحقائق ، كما ان الشعب العراقي سيحاسب وحسابه عسير ولا استبعد ذلك بل اني أراه قريب وقريبا جدا إن شاء الله . كما أود ان أذكرك بأننا جميعا سنلاقي الله سبحانه وتعالى وسيسألنا عن كل كلمة قلناها حقا ام باطلا ، ولكن كيف سنلاقيه جل شأنه لقاء المؤمنين الصابرين المرابطين المجاهدين في سبيله كما ألتقاه بطل العراق وفارس الامة الرئيس الشهيد السعيد صدام حسين رحمه الله الذي ضرب مثلا للعرب والمسلمين والانسانية في الرجولة والبطولة والفداء والتضحية والاباء وعزة النفس والكرامة وعدم الخنوع والرضوخ للاجنبي الكافر، إلا لأرادة الله سبحانه وتعالى ، أم  لقاء الاذلاء الخونه والجواسيس والعملاء ، هذا ما تحدده أعمالنا وأفعالنا تجاه شعبنا في الدنيا الفانية قبل الاخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الدكتور أياد عبد الله / أكاديمي عراقي

aayadabdulla@yahoo.com

 

 





الثلاثاء٢٢ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور أياد عبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة