شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
 (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).([1])

 

 

المبحث الثالث : شرعية ثُنائية الجهاد / المُقاومه في الإسلام / السنة النبوية الشريفة ومنها استمدت المُقاومة العراقية شرعيتها الجهاديه :

 

تناولنا في المبحث الثاني من هذه الدراسة شرعية الجهاد وفق ما ورد في القرآن الكريم، وتناولنا فيه عدد من الآيات التي شرّعت الجهاد من مجموعِ آياتٍ عده تناولت هذا الركن المُهم من أركانِ الإسلام، وفي هذا المبحث أتناول ما جاء مُتمماً، وموضحاً، وشارحاً لتلك الآيات الكريمات ألا وهي السنة النبوية الشريفة، سيما وأنَّ مَنْ تحدّث بها وصفه الله تعالى جل جلاله من ضمنِ أوصافٍ عده أنه: ]وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى! إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[([2]) ألا وهو سيدنا وتاج رؤوسِنا سيد المُجاهدين وقائدهم في الدُنيا والآخرة المُصطفى وبهِ خُتمت الرسالات السماوية محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فجاءت أحادثيهُ بين جامعةٍ لمثل ذلك الأمر وبين شاملةٍ لهُ، لتُعالج ذات الأمر من جوانبهِ كافه، بحيث لم يعدْ هناك حُجة/عُذر لمن يُريد أنْ يهرُب أو يتملص من المشاركةِ بالجهاد بنفسه، أو بماله، أو...إلخ، ومن هذا الجامع والشامل كانت مرجعية المقاومة العراقية التي وجدت فيه وبآيات الجهاد، رجالاتها وهم يتدافعون لقتال الاحتلال الأمريكي الكافر، وبالتالي نيل الشهادة في سبيل الله تعالى، كما وجدت تلك المقاومة المُجاهدة فيهما زادها، وسلاحها، وعتادها فكانت النموذج الكوني الأول في سرعة مجابهة الاحتلال الأمريكي الكافر حيث أوقفت إستراتيجيته الكونية التي كان انطلاقها وفق رؤيته من العراق، وقبرت أحلامهُ المذهبية التي سعى إلى تجذيرها في المُجتمع العراقي، فالمقاومة العراقية موجودةً تُقاتل المُحتل الأمريكي الكافر ما دامت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية موجودةٌ، وهي خالدة وهذا من الحقائق الكونية الثابتة، فبخلودها يكون خلود الجهاد/المقاومة، سيما وأنه كما أشرنا أنه من الفروض ألإلهية. ولولا التعتيم الإعلامي الذي يُمارسه الاحتلال الأمريكي ومعه مَنْ يتم وصفهم بأنهم أبناءُ جلدتنا في العقيدة "الإسلام" وفي العروبة على نشر عمليات المقاومة العراقية فضلاً عن الحصار الظالم المفروض عليها من قبل ذات الدول بحيث أصبح من حيث النظرية والتطبيق زاد المقاومة العراقية، وسلاحها، وعتادها، و...إلخ هو من الله جلا جلاله حصراً وليس من غيرهُ سيما وأنَّ دولٌ عده قد شمّرت عن ذِراعيها دون خوفٍ من اللهِ تعالى لقتال المقاومة العراقية والعمل على تشتيتها وتفريق كلمتها، منها دولة النفاق والمذهبية إيران، وعلى ذات منوالها كانت دولة الكويت، وقادة الكرد الانفصاليين في شمال العراق والدول الأخرى التي وقّعت دون خجلٍ من الله تعالى والتاريخ على غزو واحتلال العراق مُتناسية غضب الله تعالى عليها في الدُنيا والآخرة، يُصاحب هذا وغيرهُ تقاعس أبناء جلدتنا على مستوى الشعوب الإسلامية والعربية التي رضخت للأمر الواقع وأصبح احتلال العراق ليس شأناً إسلامياً أو عربياً بل شأناً عراقياً – أمريكياً ثم تطور ليُصبح شأناً أمريكياً – إيرانياً – صهيونياً ضد العراق وشعبه وبالتالي ضد المقاومة العراقية المُجاهدة، التي قالت عبر بُندقيتها، ورصاصاتها المُسددة إلهياً نحنُ أهلاً لها، نحنُ مَنْ شرفنا الله جلا جلاله للدفاع عن دينه، نحنُ مَنْ شرفنا الله تعالى بالرحمة يوم العرض عليهِ، فسطرت تلك المقاومة الملاحم البطولية تلو الملاحم وأوقعت في قوات الاحتلال الأمريكي الكافر من الخسائر ما جعلهُ يُقرر الفرار أكثر من مرة من العراق لولا الموقف المُنافق لإيران الذي أنقذها بأن حاصر عبر ميلشيات بدر الإرهابية، وقوات بغداد، والحرس الوطني، وميلشيات البيشمركة ألانفصاليه، و...إلخ عناصر المقاومة العراقية المُجاهدة، عبر عمليات إبادة لمناطق عراقيه عده لمُجرد أنها من المقاومة العراقية، ومع ذلك لم تستطع تلك القوات من تحقيق أهدافها ضد المقاومة، وبقي بُركان الأخيرة يقذفُ حِممُهُ النارية ليجعل الأمريكان الكفرة، والميلشيات الإرهابية الإيرانية الكردية تطفو على بحرٍ من النار يُحقرها غير مأسوفاً عليها، فهي قد خسرت الدُنيا والآخرة وندعو الله تعالى أنْ يُصلح مَنْ تبقى منهم بأنْ يعُودُوا إلى مساراتِ الإسلام الكريم، ويُعيدُوا النظر بمواقفهم الخيانية، ويكُونوا عوناُ لعناصر المقاومةَ العراقية حتى لو بالسر دون الإعلان عن ذلك.

 

الأحاديث النبوية الكريمة التي جاءت تتحدث/تتناول الجهاد كثيرة، وذا أبوابٍ مُختلفة، ولغرض عدم الإطالة فإنني قد انتقيتُ عدداً من الأحاديث الشريفة الموزعة على أبوابٍ عده، ولمن أراد الاستزادة فيُمكنُهُ العودة إلى ذات المصادر التي كانت مرجعاً لمبحثنا هذا أو غيرها من المراجع وفق رؤيته.

 

وأتمنى من القارئ الكريم أن يتدبر في الأحاديث النبوية الشريفة أدناه، وأنْ لا يمرُ عليها مرور الكرام قدر المُستطاع لأهميتها في تحديد موقفه من الجهاد أو بالأحرى من المقاومة العراقية المُجاهدة التي هي الآن في أمس الحاجة إلى المُساندة والمؤازرة لمَنْ فهِمَ ولم يتغافل عما ورد في مبحثنا الثاني وهذا المبحث الثالث من ثوابت ربانيه لا تقبل التملُص أو الهرب من نصرة الجهاد الذي يعني نصرة المُقاومة العراقية، كما أتمنى على القارئ الكريم أنْ ينقُلْ ما يقرئَهُ إلى أفراد عائلتهِ الكريمه، وأقربائهِ ومعارفهِ، و...إلخ، وعلينا جميعاً التذكر أن وحدتنا في قوة وحدة إسلامنا الذي يسمو ويعلو بعيداً عن الرؤية المذهبية والطائفية والعنصرية الضيقة، وسأتناول تسلسل الأحاديث النبوية الشريفة وفق التسلسل الآتي:

 

9- الأمر في الخروج للجهاد:

قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أنا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ الله أمرني بِهِنَّ، بِالْجَمَاعَةِ، وَبِالسَّمْعِ وَالطَاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ في سَبِيلِ اللَّهِ، فإنه من خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ من عُنُقِهِ، إلى أن يَرْجِعَ وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، فَهُوَ من جُثَاءِ جَهَنَّمَ، قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ، وان صَامَ وَصَلَّى، قال وان صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ انه مُسْلِمٌ فَادْعُوا الْمُسْلِمِينَ بِمَا سَمَّاهُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ عز وجل) ([3]).

 

10 - أيُ الأعمال ِ أفضل...؟!

(1) حدثنا أَحْمَدُ بن يُونُسَ وَمُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ قالا حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ قال حدثنا بن شِهَابٍ عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبي هُرَيْرَةَ([4]) (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئِلَ،أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فقال: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، قِيلَ ثُمَّ مَاذَا، قال: الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ، قِيلَ ثُمَّ مَاذَا، قال: حَجٌّ مَبْرُورٌ) ([5]). (ش) (بيان اللغات، قوله أفضل، أي الأكثر ثواباً عند الله، وهو أفعل التفضيل، من (فضَل يفضُل) من باب(دخل يدخُل) ويقال(فضِل يفضَل) من باب(سمِع يسمَع) حكاها (ابن السكيت)، وفيه لغة ثالثة،(فضِل بالكسر يفضُل بالضم)، وهي مركبة شاذة لا نظير لها، قال(سيبويه) هذا عند أصحابنا، إنما يجيء على لغتين، قال وكذلك (نعم ينعم، ومت تموت، ودمت تدوم، وكدت تكاد)، وفي العباب فضلته فضلاً، أي غلبته بالفضل، وفضل منه شيء، والفضل والفضيلة خلاف النقص، والنقيصة، قوله(الجهاد) مصدر جاهد في سبيل الله مجاهدة، وجهاداً، وهو من الجهد بالفتح، وهو المشقة، وهو القتال مع الكفار لإعلاء كلمة الله، والسبيل الطريق يذكر ويؤنث قوله (حج مبرور)([6]).

 

(2) حدثنا سَعِيدُ بن مَنْصُورٍ حدثنا خَالِدُ بن عبد اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ عن سُهَيْلِ بن أبي صَالِحٍ عن أبيه عن أبي هُرَيْرَةَ قال:(قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ما يَعْدِلُ الْجِهَادَ في سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل قال: لا تستطيعوه، قال: فَأَعَادُوا عليه مَرَّتَيْنِ، أو ثلاثاً كُلُّ ذلك يقول لَا تَسْتَطِيعُونَهُ، وقال: في الثَّالِثَةِ، مَثَلُ الْمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ، لَا يَفْتُرُ من صِيَامٍ ولا صَلَاةٍ حتى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.)([7]).

 

(3) عن زيد بن أبي أنيسة عن جبلة بن سحيم حدثنا أبو المثنى العبدي قال سمعت بن الخصاصية يقول:(أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبايعه على الإسلام، فاشترط علي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وتصلي الخمس، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة، وتحج البيت، وتجاهد في سبيل الله، قال قلت يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما، أما الزكاة فما لي إلا عشر ذودهن رسل أهلي وحمولتهم، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولي فقد باء بغضب من الله، فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت، وخشعت نفسي، قال فقبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده ثم حركها، ثم قال لا صدقة، ولا جهاد، فبم تدخل الجنة، قال: ثم قلت يا رسول الله أبايعك فبايعني عليهن كلهن). هذا حديث صحيح الإسناد ([8]).

 

(4) عن النعمان بن بشِيرٍ([9])، قَالَ:(كنت عند منبر رسولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقَالَ: رجلٌ مَا أُبَالِي أَنْ أَعْمَلَ عَمَلا بَعْدَ الإِِسْلامِ، إِِلا أَعْمُرُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَقَالَ: آخَرُ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ، مِمَّا قُلْتُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ]أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوونَ عِنْدَ اللَّهِ،وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[.([10])) ([11]).

 

انظر أخي الحبيب، كيف فرّق رب العزة Y، والنبي r بين سقاية الحاج، وعمارة المسجد الجرام، وبين من آمن بالله، واليوم الآخر، وجاهد في سبيله، فهنيئاً لأهلي في العراق بهذه المنزلة العظيم.

 

(5) عن عَمْرِو بن عَبَسَةَ([12]) قال: قال (رَجُلٌ يا رَسُولَ اللَّهِ ما الإِسْلاَمُ؟ قال: إن يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عز وجل، وان يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ، من لِسَانِكَ وَيَدِكَ، قال: فأي الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قال: الإِيمَانُ، قال: وما الإِيمَانُ؟ قال: تُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، قال: فأي الإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قال :الْهِجْرَةُ، قال: فما الْهِجْرَةُ؟ قال: تَهْجُرُ السُّوءَ، قال: فأي الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قال: الْجِهَادُ، قال وما الْجِهَادُ؟ قال: إن تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إذا لَقِيتَهُمْ، قال: فأي الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قال: من عُقِرَ جَوَادُهُ، واهريق دَمُهُ..)([13]).

 

(6) حدثنا أبو الْيَمَانِ أخبرنا شُعَيْبٌ عن الزُّهْرِيِّ قال حدثني عَطَاءُ بن يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه حدثه قال:(قِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الناس أَفْضَلُ فقال: رسول اللَّهِ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، قالوا ثُمَّ مَنْ؟ قال مُؤْمِنٌ في شِعْبٍ من الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَدَعُ الناس من شَرِّهِ) ([14]).

 

11- الْجِهَادُ من الْإِيمَانِ:

(1)  حدثنا حَرَمِيُّ بن حَفْصٍ قال حدثنا عبد الْوَاحِدِ قال حدثنا عُمَارَةُ قال حدثنا أبو زُرْعَةَ بن عَمْرِو بن جَرِيرٍ قال سمعت أَبَا هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(انْتَدَبَ الله عز وجل لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلا إِيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ من أَجْرٍ، أو غَنِيمَةٍ، أو أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي ما قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ في سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ)([15]).

 

(ش)[الجهاد من الإيمان الجهاد شعبة من شعب الإيمان، وقال: (ابن بطال، وعبد الواحد) الشارحان هذا كالأبواب المتقدمة في أن الأعمال إيمان، لأنه لما كان الإيمان هو المخرج له في سبيله، كان الخروج إيمانا تسمية للشيء باسم سببه، كما قيل للمطر سماء لنزوله من السماء، وللنبات توأ لأنه ينشأ من النوء، والجهاد القتال مع الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى.

 

مطابقة الحديث للترجمة أن المخرج للجهاد في سبيل الله تعالى لما كان هو كونه مؤمنا بالله، ومصدقا برسله، كان خروجه من الإيمان، والجهاد هو الخروج في سبيل الله للقتال مع أعدائه، وقد ثبت أن الخروج من الإيمان، فينتج أن الجهاد من الإيمان]([16]).

 

(2) عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ (تَضَمَّنَ الله لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إلا جِهَادًا في سَبِيلِي، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أو أَرْجِعَهُ إلى مَسْكَنِهِ الذي خَرَجَ منه نَائِلًا ما نَالَ من أَجْرٍ، أو غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده ما من كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبِيلِ اللَّهِ إلا جاء يوم الْقِيَامَةِ، كَهَيْئَتِهِ حين كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده، لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ على الْمُسْلِمِينَ ما قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ ولا يَجِدُونَ سَعَةً وَيَشُقُّ عليهم أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو في سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ)([17]).

(ش) أي هذا باب في بيان فضل الجهاد، وفي بيان السير، وهو بكسر السين المهملة وفتح الياء آخر الحروف جمع سيرة، وهي الطريقة ومنه سيرة القمرين أي طريقتهما وذكر السير هنا، لأنه يجمع سير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطرقه في مغازيه، وسير أصحابه، وما نقل عنهم في ذلك وقَوْلُ الله تعالى ]إنَّ الله اشْتَرَي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنْفُسَهُمْ وأمْوَالَهُمْ بأنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِ الله فيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ وعْداً علَيْهِ حَقَّاً في التَّوْرَاةِ والإنْجِيلِ والْقُرآنِ ومَنْ أوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ[ ([18]) إلَى قَوْلِهِ ]وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ[ ([19]) وقول الله مجرور عطفاً على فضل الجهاد، وهاتان آيتان من سورة براءة أولاهما هو قوله ]إنَّ الله اشْتَرَي[ إلى قوله ]الفوز العظيم[ ([20])، والثانية هو قوله ]التائبون العابدون[ إلى قوله ]وبشر المؤمنين[ ([21])والمذكور هنا هكذا في رواية النسفي، وابن شبويه، وفي رواية الأصيلي وكريمة الآيتان جميعاً مذكورتان بتمامهما، وفي رواية أبي ذر المذكور إلى قوله ]وعْداً علَيْهِ حَقَّاً[ ([22]) من الآية الأولى، ثم قال إلى قوله ]والحافظون لحدود الله[ ]وبشر المؤمنين[([23]) قوله ]إنَّ الله اشْتَرَي[([24]) إلى آخره قال محمد بن كعب القرظي وغيره، قال: عبد الله بن رواحة ـ رضي الله تعالى عنه ـ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعني ليلة العقبة، اشترط لربك، ولنفسك ما شئت، فقال: اشترط لربي، أن تصدقوه ولا تشركوا به شيئاً، واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم، قالوا فما لنا إذا فعلنا ذلك، قال: الجنة، قالوا ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل، فنزلت: ]إنَّ الله اشْتَرَي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنْفُسَهُمْ وأمْوَالَهُمْ[([25]) الآية. والمراد أن الله أمرهم بالجهاد بأموالهم، وأنفسهم ليجازيهم بالجنة، فعبر عنه بالشراء، لما تضمن من عوض ومعوض، ولما جوزوا بالجنة على ذلك عبر عنه بلفظ الشراء تجوزاً، والباء في بأن للمقابلة والتقدير باستحقاقهم الجنة، قوله ]يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِ الله[ ([26] قال: (الزمخشري) فيه معنى الأمر كقوله:]تجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم[([27] قوله ]فيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ[ ([28]) أي سواء قَتَلُوا، أوْ قُتِلوا،أو اجتمع لهم هذا، وهذا فقد وجبت لهم الجنة قوله ]وعْداً علَيْهِ حَقَّاً[ ([29]) وعداً مصدر مؤكد أخبر بأن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيل الله، وعد ثابت، وقد أثبته في التوراة، والإنجيل، كما أثبته في القرآن قوله  ]ومَنْ أوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله[ ([30]) أي لا أحد أعظم وفاء بما عاهد عليه من الله فإنه لا يخلف الميعاد قوله ]فاسْتَبْشِرُوا[ ([31]) أي افرحوا بهذا البيع، أي فليبشر من قام بمقتضى هذا العقد ووفى هذا العهد بالفوز العظيم، والنعيم المقيم قوله  ]التائبون[ ([32])رفع على المدح أي هم التائبون وهذا نعت للمؤمنين المذكورين، يعني التائبون من الذنوب كلها التاركون للفواحش، ]العابدون[([33]) أي القائمون بعبادة ربهم، وقيل بطول الصلاة، وقيل بطاعة الله قوله  ]الحامدون[.([34]) أي على دين الإسلام، وقيل على السراء والضراء قوله ]السائحون[([35])،أي الصائمون، كذا قال: سفيان الثوري عن عاصم عن ذر عن عبد الله بن مسعود، وكذا قال: الضحاك وقال ابن جرير حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو أحمد حدثنا إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله عن عائشة رضي الله تعالى عنها  قالت (سياحة هذه الأمة الصيام) وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء والضحاك وسفيان بن عيينة وآخرون وقال الحسن البصري (السائحون الصائمون شهر رمضان) ([36]).

 

12- رهبانية أمتي الجهادُ في سبيلِ الله تعالى:

عن أَنَسِ بن مَالِكٍ، عَنِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:(لِكُلِّ نبي رَهْبَانِيَّةٌ، وَرَهْبَانِيَّةُ هذه الأُمَّةِ، الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل) ([37]).

 

13- فَضْلُ/أجرُ مَنْ يُقاتل لتكون كلمة الله تعالى هي العُليا:

عن أبي موسى قال:(سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله، فقال: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله) ([38]).

 

14- فَضْلُ/أجرُ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ في سَبِيلِ اللَّهِ:

 

(1) عن أَنَسِ بن مَالِكٍ، قال: قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ(لَغَدْوَةٌ في سَبِيلِ اللَّهِ،أو رَوْحَةٌ خَيْرٌ من الدُّنْيَا وما فيها).

 

(2) عن الحكم،عن ابن عباس، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ(بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدا، فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فابن رواحة، قال: فتخلف بن رواحة يجمع مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فرآه النبي، فقال: ما خلفك فقال أجمع معك، فقال لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها).

 

(3) عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: سمعت أبا أيوب، يقول قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (لغدوة في سبيل الله أو روحة، خير مما طلعت عليه الشمس وغربت) ([39]).

 

(4) عن أَنَسِ بن مَالِكٍ، عَنِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أَنَّهُ قال لَغَدْوَةٌ في سَبِيلِ، أو رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة، خير من الدنيا وما فيها).

 

(ش) أي هذا باب في بيان فضل الغدوة، وهي من طلوع الشمس إلى الزوال، وهي بالفتح المرة الواحدة من الغد، وهو الخروج في أي وقت كان من أول النهار إلى انتصافه، والروحة من الزوال إلى الليل، وهو بالفتح المرة الواحدة من الرواح، وهو الخروج في أي وقت كان من زوال الشمس إلى غروبها، قوله (في سبيل الله) وهو الجهاد،(وقابُ قَوْسِ أحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ) وقاب بالجر عطفاً على الغدوة المجرور بالإضافة، تقديره وفي بيان فضل قدر قوس أحدكم في الجنة، قال: صاحب العين قاب القوس قدر طولها، وقال: الخطابي هو ما بين السيَّة والمقبض، وعن مجاهد قدر ذراع والقوس الذراع بلغة أزدشنة، وقيل القوس ذراع يقاس به، وقال: الداودي قاب القوس ما بين الوتر والقوس، وفي المخصص القوس أنثى وتصغر بغير هاء والجمع أقواس، وقياس وقسي وقسى، ويقال لكل قوس قابان، ويقال الأشهر أن القاب قدر وكذلك القيب، والقاد، والقيد، وعين القاب واو ([40]).

 

15- فَضْلُ/أجرُ مَنْ اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل:

حدثنا عبد الوهاب بن نجدة قال حدثنا الوليد بن مسلم عن يزيد بن أبي مريم قال أدركني عباية بن رفاعة ابن رافع بن خديج([41]) وأنا أمشي إلى الجمعة، فقال: سمعت أبا عبس يقول سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول (مَنْ اغّبرتْ قدماهُ في سبيلِ الله حرّمهُما الله على النارِ)([42]).

 

16- فَضْلُ/أجرُ المقام في الصف:

عن عمران بن حصين([43]) قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (مقام أحدكم في الصف في سبيل الله، أفضل من عبادة رجل ستين سنة) ([44]).

 

17- فَضْلُ/أجرُ مَنْ شيّعَ غازيا/مُجاهداً خرج للجهاد في سبيل الله تعالى:

(عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (مَنْ شيّعَ غُزاة في سبيلِ الله حتى ينزلوا أول منزل، فيبيت معهم حتى يرتحلوا، متوجهين في الجهاد، ويقبل هو حتى يأتي أهله، كان له أجر سبعين حجة، مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سوى ما يشركهم فيما كانوا فيه من خير)([45]).

 

18- فَضْلُ/أجرُ الْمُجَاهِدِينَ على الْقَاعِدِينَ:

 

(1) أخبرنا محمد بن عبد اللَّهِ بن بَزِيعٍ قال حدثنا بِشْرٌ يَعْنِي بن الْمُفَضَّلِ قال أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزُّهْرِيِّ عن سَهْلِ بن سَعْد(ٍ[46]) قال: رأيت مَرْوَانَ بن الْحَكَمِ جَالِسًا فَجِئْتُ حتى جَلَسْتُ إليه، فَحَدَّثَنَا أَنَّ زَيْدَ بن ثَابِتٍ حدثه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُنْزِلَ عليه ]لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ[(ٍ[47])، فَجَاءَ بن أُمِّ مَكْتُومٍ، وهو يُمِلُّهَا عَلَيَّ، فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ لو أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل وَفَخِذُهُ على فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حتى ظَنَنْتُ أَنْ سَتُرَضُّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عنه غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ. قال: أبو عَبْد الرحمن، عبد الرحمن بن إسحاق هذا ليس بِهِ بَأْسٌ، وَعَبْدُ الرحمن بن إسحاق يَرْوِي عنه عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ وأبو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بن زِيَادٍ عن النُّعْمَانِ بن سَعْدٍ ليس بِثِقَةٍ أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد اللَّهِ قال حدثنا يَعْقُوبُ بن إبراهيم بن سَعْدٍ قال حدثني أبي عن صَالِحٍ عن بن شِهَابٍ قال حدثني سَهْلُ بن سَعْدٍ قال: رأيت مَرْوَانَ جَالِسًا في الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حتى جَلَسْتُ إلى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بن ثَابِتٍ أخبره أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَمْلَى عليه ]لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ[ قال: فَجَاءَهُ بن أُمِّ مَكْتُومٍ، وهو يُمِلُّهَا عَلَيَّ، فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ لو أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ، وكان رَجُلًا أَعْمَى، فَأَنْزَلَ الله على رَسُولِهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَفَخِذُهُ على فَخِذِي حتى هَمَّتْ تَرُضُّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عنه فَأَنْزَلَ الله عز وجل ]غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ[ ([48]).

 

(2) عن أبي الدرداء([49]) أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:(لرجل من بني حارثة ألا تغزو يا فلان قال: يا رسول الله غرست وادياً لي وإني أخاف إن غزوت أن يضيع، فقال الغزو خير لواديك، قال فغزا الرجل فوجد واديه كأحسن الودي وأجوده).

 

في هذا الحديث دليل، على رعاية الله وحفظه على مال المجاهد في سبيله، فلا تغرك الأموال، ولا الأولاد، وجاهد في سبيله، لأن الذي أعطاك الأموال والأولاد هو الله، فلا تبخل على الله بحطام الدنيا الزائفة الزائلة، وما عند الله خير، وأبقى لك.

 

(3) عَنِ بن عُمَرَ، قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول (إذا ضَنَّ الناس بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ، وَتَبَايَعُوا بِالْعَيْنِ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ في سَبِيلِ اللَّهِ، انزل الله بِهِمْ بَلاَءً فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ، حتى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ) ([50]).

 

19- فَضْلُ/أجرُ الرباط في سبيل الله تعالى:

(1) أن الله أمر بالرباط، وأعلى من شأنه، وقال: الله تعالى ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[([51])، قال: الحسن، وقتادة، وابن جريج، والضحاك(اصبروا على طاعة الله، وصابروا على دينكم، وصابروا أعداء الله، ورابطوا في سبيل الله)، وقال: محمد بن كـعب القرظـي([52])(اصبروا على الجهاد، و صابروا وعدي إياكم، ورابطوا أعداءكم)، وقال: زيد بن أسلم([53]) (اصبروا على الجهاد، و صابروا العدو، ورابطوا الخيل عليه)، وقال: أبو مسلمـة بن عبد الرحمن (ورابطوا بانتظار الصلاة بعد الصلاة)، وقد روي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أنه قال في انتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط)، وقال تعالى(ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، وروى سليمان عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (رباط يوم في سبيل الله أفضل من صيام شهر، ومن قيامه، ومن مات فيه، وقي فتنة القبر، ونما له عمله إلى يوم القيامة) وروى عثمان([54]).

 

(2) عن العرباض بن سارية([55]) قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات، إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله، ويجري عليه رزقهُ إلى يوم الحساب) ([56]).

 

(3) عن عبد الله بن الزبيرـ رضي الله عنه ـ قال: قال:(عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وهو يخطب على المنبر، أني أحدثكم حديثا لم يمنعني أن أحدثكم به إلا الضن بكم، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها). هذا حديث صحيح الإسناد ([57]).

 

(3) عن مكحول قال:(جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال يا رسول الله إن الناس قد غزوا، وحبسني شيء فدلني على عمل يلحقني بهم، قال: هل تستطيع قيام الليل، قال: أتكلف ذلك، قال: هل تستطيع صيام النهار، قال: نعم، قال: فإن إحياءك ليلتك وصيامك نهارك كنومة أحدهم).

 

* حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة وتلا هذه الآية: ]والسابقون السابقون أولئك المقربون[([58])، قال: (هم أولهم رواحا إلى المسجد، وأولهم خروجا في سبيل الله عز وجل) ([59]).

 

20- فَضْلُ/أجرُ الشهيد والمُصاب (الجريح) في قتال ملة الكُفر والنفاق:

(1) عن ابن عَبَّاسٍ قال: قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ(لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ الله أَرْوَاحَهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ من ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إلى قَنَادِيلَ من ذَهَبٍ، مُعَلَّقَةٍ في ظِلِّ الْعَرْشِ، فلما وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ، وَمَشْرَبِهِمْ، وَمَقِيلِهِمْ، قالوا مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ في الْجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلَّا يَزْهَدُوا في الْجِهَادِ، ولا يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ، فقال: الله سُبْحَانَهُ أنا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، قال: فَأَنْزَلَ الله ]ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ[ ([60]) إلى آخِرِ الْآيَةِ) ([61]).

 

(ش)استنباط الأحكام، فيه فضل الجهاد، والشهادة في سبيل الله، وفيه تمني الشهادة، وتعظيم أجرها، وفيه تمني الخير، والنية فوق ما لا يطيق الإنسان، وما لا يمكنه إذا قدر له، وهو أحد التأويلين في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (نية المؤمن أبلغ من عمله) وفيه بيان شدة شفقة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمته، ورأفته بهم، وفيه استحباب طلب القتل في سبيل الله، وفيه جواز قول الإنسان وددت حصول كذا من الخير الذي يعلم أنه لا يحصل، وفيه إذا تعارض مصلحتان، بدئ بأهمهما، وأنه يترك بعض المصالح لمصلحة أرجح منها، أو لخوف مفسدة تزيد عليها، وفيه إن الجهاد فرض كفاية، لا فرض عين، وفيه السعي في زوال المكروه، والمشقة عن المسلمين، وفيه إن من خرج في قتال البغاة، وفي إقامة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونحو ذلك يدخل في قوله (في سبيل الله) وإن كان ظاهره في قتال الكفار،[الأسئلة والأجوبة]منها ما قيل جميع المؤمنين، يدخلهم الله تعالى الجنة، فما وجه اختصاصهم بذلك، وأجيب بأنه يحتمل أن يدخله بعد موته، كما قال: الله تعالى ]أحياء عند ربهم يرزقون[([62]) ويحتمل أن يكون المراد الدخول عند دخول السابقين، والمقربين بلا حساب، ولا عذاب، ولا مؤاخذة بذنوب، وتكون الشهادة مكفرة لها، كما روي من قوله عليه الصلاة والسلام (القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين) رواه مسلم، ومنها ما قيل إن المجاهد له حالتان: الشهادة، والسلامة. فالجنة للحالة الأولى، والأجر، والغنيمة للثانية، ولفظه، أو في قوله، أو غنيمة تدل على أن للسالم إما الأجر، وإما الغنيمة، لا كلاهما، وأجيب بأن معنى، أو لامتناع الخلو عنهما مع إمكان الجمع بينهما، ومنها ما قيل ههنا حالة ثالثة للسالم، وهو الأجر بدون الغنيمة، وأجيب بأن هذه الحالة داخلة تحت الحالة الثانية، إذ هي أعم من الأجر فقط، أو منه مع الغنيمة، ومنها ما قيل الأجر ثابت للشهيد الداخل في الجنة، فكيف يكون السالم، والشهيد مقترنين في أن لأحدهما الأجر، وللآخر الجنة، مع أن الجنة أيضا أجر، وأجيب بأن هذا أجر خاص، والجنة أجر أعلى منه، فهما متغايران، أو أن القسمين هما الرجع والإدخال لا الأجر والجنة، ومعنى الحديث(إن الله تعالى ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيرا بكل حال، فإما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر فقط، وإما بأجر وغنيمة)، ومنها ما قيل بماذا هذا الضمان، وأجيب بما سبق في علمه، وما ذكره في كتابه بقوله]إن الله اشترى[([63]) الآية، ومنها ما قيل لا مشقة على الأمة في ودادة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لأن غاية ما في الباب، وجود المتابعة في الودادة، وليس فيها مشقة، وأجيب بأنا لا نسلم عدم المشقة، ولئن سلمنا فربما ينجر إلى تشييع مودوده، فيصير سببا للمشقة، ومنها ما قيل إن الفرار إنما هو على حالة الحياة، فلم جعل النهاية هي القتل، وأجيب بأن المراد هو الشهادة، فختم الحال عليها، أو أن الإحياء للجزاء، وهو معلوم شرعا فلا حاجة إلى ودادته، لأنه ضروري الوقوع فافهم، ومنها ما قيل إن القواعد تقتضي أن لا يتمنى المعصية أصلاً، لا لنفسه، ولا لغيره، فكيف تمناه، لأن حاصله، أنه تمنى أن يمكن فيه كافر فيعصى فيه، وأجيب بأن المعصية ليست مقصودة بالتمني، إنما المُتمنى الحالة الرفيعة، وهي الشهادة، وتلك تحصل تبعا، ومنها ما قيل إن قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ(بما نال من أجر أو غنيمة) يعارضه قوله عليه السلام في الصحيح (ما من غازية، أو سرية تغزو فتغنم، وتسلم إلاَّ الحديث.)([64]).

 

(2) عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ (ما من مَجْرُوحٍ يُجْرَحُ في سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ في سَبِيلِهِ، إلا جاء يوم الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ كَهَيْئَتِهِ يوم جُرِحَ، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ) ([65]).

 

(3) عن مالك بن يخامر السكسكي([66])، أنَّ مُعاذ بن جبل قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (مَنْ جُرح جرحاً في سبيلِ الله، جاء يوم القيامة ريحه ريح المسك، ولونه لون الزعفران، عليه طابع الشهداء، ومن سأل الله الشهادة مخلصا، أعطاه اله أجر شهيد، وإن مات على فراشه).

 

(4) حدثنا مُسَدَّدٌ ثنا يَزِيدُ بن زُرَيْعٍ ثنا عَوْفٌ حَدَّثَتْنَا حَسْنَاءُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ الصَّرِيمِيَّةُ([67])، قالت ثنا عَمِّي قال: قلت لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ في الْجَنَّةِ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ في الْجَنَّةِ، وَالْمَوْلُودُ في الْجَنَّةِ، وَالْوَئِيدُ في الْجَنَّةِ).

 

(5) وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا). رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ([68]).

 

(6) وعن يزيد بن شجرة([69]) قال:(سمِعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول إنكم قد أصبحتم بين أحمر وأخضر وأصفر، فإذا لقيتم عدوكم فقدماً قدماً، فإنهُ ليس أحد يحمل في سبيل الله، إلا ابتدرت له اثنتان من الحورِ العين، فإذا استشهد كان أول قطرة تقع من دمه كفر الله عنه كُل ذنب، ويمسحان الغبار عن وجههِ، ويقولان قد آن لك، ويقول هو قد آن لكما.)، رواه البزار والطبراني.

 

(7) وعن أبي قتادة، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (الشهيدُ لا يجد ألمْ القتلِ إلا كما يجد أحدُكُم مس القرصة)، رواه الطبراني.

 

(8) وعن أبي أمامة (يؤتى بالرجل يوم القيامة من أهل الجنة، فيقول الله له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول أي رب خير منزل، فيقول سل وتمن؟ فيقول يا رب ما أسأل وأتمنى، إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة! ويؤتى بالرجل من أهل النار، فيقول له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك، فيقول أي رب شر منزل، فيقول أتفتدي منه بقلاع الأرض ذهبا، فيقول أي رب نعم فيقول كذبت قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل، فيرده إلى النار) ([70]).

 

21- ذكر البيان بأن الجهاد في الإسلام يهدم ما كان من الحوبات قبل الإسلام:

(1) عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: (أَتَى النَّبِيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُ، أَوْ أُسْلِمُ، فَقَالَ: لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ، فأسْلَمَ ثُمَّ قَاتِلْ، فَقُتِلَ فَقَالَ: النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ هَذَا عَمِلَ قَلِيلا وَأُجِرَ)([71]).

 

وقد رأينا في أرضنا الحبيبة في أرض عرقنا الجريحة، أن شبابا كانو مسرفين على أنفسهم بالشهوات، والملذات، ولكن عندما دخل المحتل إلى أرضنا، رأيناهم بأم أعيننا، كيف أقبلوا على الله بقلوب خاشعة خاظعة إلى مولاها، وأصبحوا من خيرة أهل المساجد، وقاتلوا قتال الصحابة، فمنهم من استشهد، وأسأل الله أن يتقبلهم، ومنهم لا زال يقاتل، وأسأل الله أن يحفظهم ويرعاهم، وهذا حديث شرف يدل على سماحة الإسلام، وعفو الإسلام، وإن الإسلام يجب ما قبله.

 

(2) وروي عنه ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدا، أو حاجا مهلا، أو ملبيا إلا غربت الشمس بذنوبه) ([72]).

 

بشارات النبي (ص) تأتي الواحدة بعد الأخرى للمجاهدين، فيا أخي المجاهد، بمجرد غروب الشمس تغرب بذنوبك، وهذا فضل الله عليك، فقدم المزيد حتى تحظى بإحدى الحسنيين، إما النصر، وإما الشهادة.

 

22- الشهيد يشفعُ لغيرهِ يومَ القيامة:

من الميزات الإلهية التي أنعم بها الله جلا جلالهُ على الشهيد فضلاً عن ما ورد آنفاً وغيرهُ الذي لا يعلمهُ إلا هو يا مَنْ لا هو إلا هو الأكثر، أنهُ حدثنا أَحْمَدُ بن صَالِحٍ ثنا يحيى بن حَسَّانَ ثنا الْوَلِيدُ بن رَبَاحٍ الذِّمَارِيُّ حدثني عَمِّي نِمْرَانُ بن عُتْبَةَ الذِّمَارِيُّ قال دَخَلْنَا على أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَنَحْنُ أَيْتَامٌ، فقالت أَبْشِرُوا فَإِنِّي سمعت أَبَا الدَّرْدَاءَ يقول: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ في سَبْعِينَ من أَهْلِ بَيْتِهِ). قال أبو دَاوُد صَوَابُهُ رَبَاحُ بن الْوَلِيد.

 

23- ذكر ما أعدّ اللهُ تعالى للمُجاهدين في سبيلهِ:

(1) عن أبي هريرة قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إن للجنة مئة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين كل درجتين، ما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله، فسلوه الفردوس، فإنها وسط الجنة وأعلاها، وفوقها عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة) ([73]).

 

(ش)، (فإن في الجنة مائة درجة) فظهر أن المراد لا تبشر الناس بما ذكرته من دخول الجنة لمن آمن، وعمل الأعمال المفروضة عليه، فيقفوا عند ذلك ولا يتجاوزه إلى ما هو أفضل منه من الدرجات التي تحصل بالجهاد، وهذه هي النكتة في قوله(أعدها للمجاهدين) انتهى. قلت كلام (الطيبي) متجه، والاعتراض عليه غير وارد أصلاً، لأن قوله لكن وردت في الحديث زيادة إلى آخره غير مسلم، لأن الزيادة المذكورة في حديث معاذ بن جبل، وكلام الطيبي وغيره، في حديث أبي هريرة، وكل واحد من الحديثين مستقل بذاته، والراوي مختلف، فكيف يكون ما في حديث معاذ تعليلاً، لما في حديث أبي هريرة، على أن حديث معاذ هذا لا يعادل حديث أبي هريرة، ولا يدانيه، فإن عطاء بن يسار لم يدرك معاذاً، قال: الترمذي عطاء لم يدرك معاذ بن جبل معاذ قديم الموت، مات في خلافة عمرـ رضي الله تعالى عنه ـ قوله (كما بين السماء والأرض) وفي رواية الترمذي من رواية شريك عن محمد بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ(في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام). وقال هذا حديث حسن غريب، وفي رواية الطبراني من هذا الوجه (خمسمائة عام)، وروى الترمذي قال حدثنا قتيبة قال حدثنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:(إن في الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم)، قال هذا حديث غريب قوله(الفردوس) قيل هو البستان الذي يجمع ما في البساتين كلها، من شجر، وزهر، ونبات، وقيل هو متنزه أهل الجنة، وفي الترمذي هو ربوة الجنة، وقيل الذي فيه العنب، يقال كرم مفردس، أي معرش، وقيل هو البستان بالرومية، فنقل إلى العربية، وهو مذكر وإنما أنث في قوله تعالى { يرثون الفردوس هم فيها خالدون} ([74]) قال: الجواليقي عن أهل اللغة، وقال: (الزجاج) الفردوس الأودية التي تنبت ضروباً من النبات، وهو لفظ سرياني، وقيل أصله بالنبطية فرداساً، وقيل الفردوس يعد باباً من أبواب الجنة، قوله(أوسط الجنة)أي أفضلها كما في قوله تعالى: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطاً[([75]) أي خياراً، وقال: (ابن بطال) يحتمل أن يريد متوسط الجنة، والجنة قد حفت بها من كل جهة، قوله(وأعلى الجنة) يعني أرفعها، لأن الله مدح الجنان إذا كانت في علو([76]).

 

(2) عن أبي سعيد، يرفع الحديث، قال:(ثلاثة يضحك الله إليهم الرجل، إذا قام من الليل يصلي والقوم إذا صفوا في الصلاة، والقوم إذا صفوا في قتال العدو)([77]).

(3) عن أبي سَعِيدٍ الخدري قال:(أَخَذَ رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيدي فقال: يا أَبَا سَعِيدٍ، ثَلاَثَةٌ من قَالَهُنَّ دخل الْجَنَّةَ، قلت ما هُنَّ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: من رضي بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، ثُمَّ، قال: يا أَبَا سَعِيدٍ، وَالرَّابِعَةُ، لها مِنَ الْفَضْلِ كما بين السَّمَاءِ إلى الأَرْضِ، وَهِىَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ.) ([78]).

 

24- الاستثناء الذي لا يغُفر للشهيد:

(1) عن أبي قَتَادَة،َ أَنَّهُ سَمِعَهُ يحدث عن رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أَنَّهُ قام فِيهِمْ، فذكر لهم أَنَّ الْجِهَادَ في سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْإِيمَانَ بِاللَّهِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فقال يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إن قُتِلْتُ في سَبِيلِ اللَّهِ، تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ، فقال له رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعم إن قُتِلْتَ في سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَنْتَ صَابِرٌ،مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، ثُمَّ قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كَيْفَ قُلْتَ، قال أَرَأَيْتَ إن قُتِلْتُ في سَبِيلِ اللَّهِ أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ، فقال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعم، وَأَنْتَ صَابِرٌ، مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، إلا الدَّيْنَ فإن جِبْرِيلَ عليه السَّلَام قال لي ذلك).

 

(2) عن أبي هريرة قال:" جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يخطب على المنبر، قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا، محتسبا، مقبلا غير مدبر، كفّر اللهُ عني سيئاتي، قال: نعم، ثم سكت ساعة، فقال: أين السائل آنفا، فقال الرجل ها أنا ذا يا رسول الله، قال ما قلت؟ قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا، محتسبا، مقبلا غير مدبر، كفر الله عني سيئاتي، قال: نعم، إلا الدين سارني به جبريل آنفا). ([79])

 

25- فضلُ النفقةِ في سبيل الله تعالى:

(1) عن خريم بن فاتك الأسدي([80])، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (مَنْ انفق نفقة في سبيل الله، كتبت له بسبع مئة ضعف) ([81]).

 

(2) عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:(مَنْ أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة، يا عبد الله هذا الخير، فمن كان من أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة، ومَنْ كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومَنْ كان من أهل الصدقة، دعي من باب الصدقة، ومَنْ كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، قال: أبو بكر بأبي أنت وأمي يدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعم، وأرجو أن تكون منهم" ([82]).

 

(3) عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ(طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله تعالى، فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة كل حسنة، منها عشرة أضعاف، مع الذي له عند الله من المزيد، قيل يا رسول الله النفقة، قال النفقة على قدر ذلك، قال: عبد الرحمن، فقلت لمعاذ إنما النفقة بسبعمائة ضعف، فقال: معاذ قل فهمك إنما ذاك إذا أنفقوها وهم مقيمون بين أهليهم غير غزاة، فإذا غزوا وأنفقوا خبأ الله لهم من خزانة رحمته، ما ينقطع عنه علم العباد، وصفتهم فأولئك حزب الله، وحزب الله هم الغالبون). رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم.

 

(4) حدثنا عَلِيُّ بن حَفْصٍ حدثنا بن الْمُبَارَكِ أخبرنا طَلْحَةُ بن أبي سَعِيدٍ قال سمعت سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يحدث أَنَّهُ سمع أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقول قال: النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ احْتَبَسَ فَرَسًا في سَبِيلِ اللَّهِ، إِيمَانًا بِاللَّهِ، وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ، فإن شِبَعَهُ، وَرِيَّهُ، وَرَوْثَهُ، وَبَوْلَهُ في مِيزَانِهِ يوم الْقِيَامَةِ) ([83]).

 

26 - فَضْلُ/أجرُ مَنْ جهز غازيا أو خلّف غازيا في أهلهِ:

(1) عن زيد بن خالد الجهني([84]) عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (مَنْ جهز غازيا في سبيل الله، فله مثل أجره، ومَنْ خلف غازيا في سبيل الله في أهله، وانفق عليه فلهُ مثل أجره).

 

(2) أخرجه أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، عن عبد الله بن سهل بن حنيف عن أبيه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (مَنْ أعان مجاهداً في سبيلِ الله، أو غازياً في عُسرتهِ، أو مكاتباً في رقبتهِ، أظله الله في ظلهِ يوم لا ظل إلاَّ ظله).

 

27- تعظيم حرمة نساء المجاهدين ومن خلف غازيا في أهله بشَرّ:

عن سُلَيْمَانَ بن بُرَيْدَةَ([85]) عن أبيه قال: قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ (حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ على الْقَاعِدِينَ، كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وما من رَجُلٍ من الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا من الْمُجَاهِدِينَ في أَهْلِهِ، فَيَخُونُهُ فِيهِمْ إلا وُقِفَ له يوم الْقِيَامَةِ، فَيَأْخُذُ من عَمَلِهِ ما شَاءَ فما ظَنُّكُمْ.)([86]).

 

28- ما يُجْزِئُ من الْغَزْوِ:

عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بَعَثَ إلى بَنِي لَحْيَانَ، وقال:(لِيَخْرُجْ من كل رَجُلَيْنِ رَجُلٌ، ثُمَّ قال لِلْقَاعِدِ، أَيُّكُمْ خَلَفَ الْخَارِجَ في أَهْلِهِ، وَمَالِهِ بِخَيْرٍ، كان له مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِجِ) ([87]).

 

29- ذكر الإخبار عن نفي كتب الله الأجر لمن غزا في سبيله يريد به شيئا من عرض هذه الدنيا الفانية الزائلة، وما هو على الضدِ منهُ:

(1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:(أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا أَجْرَ لَهُ فَأَعْظَمَ ذَلِكَ النَّاسُ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ عُدْ لِرَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَلَعَلَّكَ لَمْ تُفَهِمْهُ، قَالَ، فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا، قَالَ لا أَجْرَ لَهُ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ النَّاسُ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ عُدْ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ الثَّالِثَةَ، رَجُلٌ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَهُوَ يَبْتَغِي مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا قَالَ لا أَجْرَ لَهُ) ([88]). في هذا الحديث إرشاد لمن أراد العمل لله عليه، أن يخلص النية لله، لأنه العمل إذا لم يكن خالصا لله فلا يقبل، والنبي r أخبر بأن الله أغنى الشركاء عن الشركة، ولا بد أن يكون العمل خالصا لوجهه تعالى، وقد شبه علمائنا رحمه الله تعالى العمل بالطائر، له جناحان، وهما الإخلاص لله، والصواب على سنة المصطفى (ص).

 

(2) في حين ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ما هو على الضد من ذلك فعن أبي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:(تَكَفَّلَ الله لِمَنْ جَاهَدَ في سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إلا الْجِهَادُ في سَبِيلِهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أو يَرْجِعَهُ إلى مَسْكَنِهِ الذي خَرَجَ منه مع ما نَالَ من أَجْرٍ أو غَنِيمَةٍ) ([89])، علماً أنَّ العديد من الأحاديث التي تُبين أجر وفضل المُجاهد/الجهاد تدخلُ ضمن ذات الباب.

 

30- التشديد في ترك الجهاد:

(1) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بغزو، مات على شعبة نفاق) ([90]).

 

(2) عن أبي أُمَامَةَ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:(مَنْ لم يَغْزُ، أو يُجَهِّزْ غَازِيًا، أو يَخْلُفْ غَازِيًا في أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، أَصَابَهُ الله سُبْحَانَهُ بِقَارِعَةٍ قبل يَوْمِ الْقِيَامَةِ).

 

(3) عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ (مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَلَيْسَ له أَثَرٌ في سَبِيلِ اللَّهِ لَقِيَ اللَّهَ وَفِيهِ ثُلْمَةٌ) ([91]).

 

(4) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ(مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ، أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِجِهَادِهِ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)([92]).

 

31-  من وصايا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بآلية/كيفية المُباشرة بالجهاد في سبيل الله تعالى:

عظمة الإسلام لا يُمكن وصفها بمجلدات، والجهاد في سبيل الله تعالى هو ليس بعدوان كما يُروج ضدهُ الكفرة وأهلُ النفاق المُتحالفين معهم، وهذا ما أشرنا إليه في المبحث الثاني من هذهِ الدراسة، حيث تناولنا عدد من الآيات الكريمات التي حرّمت العدوان وأمرت بالجنوحِ للسلم في حال جنوح العدو إليه، واستكمالاً لأمر الله تعالى في القرآن الكريم نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المُجاهدين بآلية/كيفية الجهاد قبل المُباشرة به، وإنه لعمري قمة ألإنسانيه التي فقدتها الحضارة الأمريكية المُعتديه، وكذلك الجمهورية الإيرانية المُنافقة التي تحالفات مع الأمريكان الكفرة في قتال مُسلمي العراق وأفغانستان وغيرهم الكثير، المهم أنَّ الوصيه أدناه تُمثل بحد ذاتها إطاراً إنسانياً لا يتكرر، وحجة وشاهد أنْ الإسلام أبعد عن ما يكون عن العدوان، وأنَّ الجهاد سموٌ ورفعه يتناسب مع سمو ورفعة الإسلام، تقول الوصية الإنسانية الخالده:

 

(1) عن بريدةy (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا بعث أميرا إلى سرية، أو جيش، أوصاه، فقال: إذا لقيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال، فأيتهن أجابوك فكف عنهم، واقبل منهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، فكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين، وإن أبو واختاروا دارهم، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله، الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء، والغنيمة نصيب، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوا فاقبل منهم، وإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم).

 

(2) وفي وصيةٍ ثانية: ((وعن بريدة y قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يقول: اغزوا بسم الله في سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا.. وإذا حاصرت أهل حصن، وأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله، وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة الله، ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك، وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم، وذمم أصحابكم، أهون من أن تخفروا ذمة الله، وذمة رسوله، فإذا حاصرت أهل الحصن، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا) ([93]).

 

(3) عن علي y، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعثه وجهاً، ثم قال: (لرجلٍ إلحقهُ ولا تدعهُ من خلفه، فقل إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمرك أن تنتظره، وقل له لا تُقاتل قوماً حتى تدعوهم.).

 

 

الدكتور ثروت اللهيبي

almostfa.7070@ yahoo.com

 

يتبع المبحث الرابع إنْ شاء الله تعالى

 

 

 

[1])) الأنفال/17، تفسير الآية الكريمة كما ورد في تفسير الجلالين المُحمل على قرص كمبيوتري: ((17 - (فلم تقتلوهم) ببدر بقوتكم (ولكن الله قتلهم) بنصره إياكم (وما رميت) يا محمد أعين القوم (إذ رميت) بالحصى لأن كفَّا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر (ولكن الله رمى) بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين (وليبلي المؤمنين منه بلاءً) عطاءً (حسناً) هو الغنيمة (إن الله سميع) لأقوالهم (عليم) بأحوالهم.)).

[2])) النجم/آية 3 و 4، تفسيرهما كما ورد في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((3 - (وما ينطق) بما يأتيكم به (عن الهوى) هوى نفسه. 4- (إن) ما (هو إلا وحي يوحى) إليه.)).

[3])) مسند أحمد بن حنبل ج4/ص202.

([4]) أبو هريرة الدوسي عبد الرحمن بن صخر، روى عنه ثمانمائة، كان حافظا متثبتا ذكيا مفتيا، صاحب صيام وقيام، قال: (عكرمة) كان يسبح في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة، ولي إمرة المدينة مرات، توفي 57، وقال جماعة 59. الكاشف ج2:ص469.

[5])) الجامع الصحيح المختصر(صحيح البخاري) ج1/ص18، تأليف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، دار النشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987، الطبعة: الثالثة، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا.

[6])) عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج1/ص187/بدر الدين محمود بن أحمد العيني ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

[7])) صحيح مسلم ج3/ص1498، تأليف: مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

[8])) المستدرك على الصحيحين ج2/ص89.

[9])) النعمان بن بشير بن سعد الخزرجي، الأمير أبو عبد الله، روى عن عروة، وأبي قلابة، وسماك، ولي حمص ليزيد، قتل في آخر سنة 64. الكاشف ج2:ص322.

[10])) التوبة/19.

[11])) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ج10/ص451، تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1414 - 1993، الطبعة: الثانية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط.

[12])) عمرو بن عبسة السلمي، أبو نجيح صحابي، روى عنه كثير بن مرة، والقاسم الشامي، وسليم بن عامر، يقال أسلم بعد أبي بكر، وبلال. الكاشف ج2:ص82.

[13])) مسند أحمد بن حنبل ج4/ص114، تأليف: أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني، دار النشر: مؤسسة قرطبة – مصر.

[14])) صحيح البخاري ج3/ص102.

[15])) صحيح البخاري ج1/ص22.

[16])) عمدة القاري ج1/ص228.

[17])) صحيح مسلم ج3/ص1495.

[18])) التوبة/111.

[19])) التوبة/112.

[20])) التوبة/111.

[21])) التوبة/112.

[22])) التوبة/111.

[23])) التوبة/112.

[24])) التوبة/111.

[25])) التوبة/111.

[26])) التوبة/111.

[27])) الصف/11.

[28])) التوبة/111.

[29])) التوبة/111.

[30])) التوبة/112.

[31])) التوبة/111.

[32])) التوبة/211.

[33])) التوبة/112.

[34])) التوبة/112.

[35])) التوبة/112.

[36])) عمدة القاري ج14/ص78.

([37]) مسند أحمد بن حنبل ج3/ص266.

[38])) إسناده صحيح.

[39])) مصنف بن أبي شيبة.

[40])) عمدة القاري ج14/ص91.

[41])) عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، روى عن جده، وابن عمر، روى عنه أبو حيان التيمي، وليث بن أبي سليم، ثقة. الكاشف ج1:ص537.

[42])) إسناده حسن.

[43])) عمران بن حصين الخزاعي، أبو نجيد أسلم مع أبي هريرة، روى عنه مطرف بن الشخير، وأخوه، وجماعة بعثه عمر إلى البصرة ليفقههم، وكانت الملائكة تسلم عليه، مات 52. الكاشف ج2:ص92.

[44])) إسناده حسن لغيره.

[45])) بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ج2/ص649، تأليف: الحارث بن أبي أسامة/الحافظ نور الدين الهيثمي، دار النشر: مركز خدمة السنة والسيرة النبوية - المدينة المنورة - 1413 - 1992، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. حسين أحمد صالح الباكري.

[46])) سهل بن سعد الساعدي، أبو العباس صحابي، روى عنه ابنه عباس، والزهري، وأبو حازم، عمر، ومات 88، أو 91. الكاشف ج1:ص469.

[47])) النساء/95..

[48])) المجتبى من السنن ج6/ص9، تأليف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، دار النشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب - 1406 - 1986، الطبعة: الثانية، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة.

[49])) أبو الدرداء عريمر بن مالك، أو ابن عامر، وقيل ابن عبد الله، وقيل ابن زيد الأنصارى الخزرجي. المقتنى في سرد الكنى ج1:ص226، تأليف: محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني أبو عبد الله شمس الدين الذهبي، دار النشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة - المدينة المنورة - السعودية - 1408هـ، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد صالح عبد العزيز المراد.

[50])) مسند أحمد بن حنبل ج2/ص28.

[51])) آل عمران/200.

[52])) محمد بن كعب القرظي، أرسل عن أبي ذر، وغيره، وعن عائشة، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وروى عنه يزيد بن الهاد، وأبو معشر نجيح، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، ثقة، حجة، قال: (أبو داود) سمع من علي، وابن مسعود. توفي 108، وقيل 116. الكاشف ج2:ص213

[53])) زيد بن أسلم الفقيه العمري، روى عن أبيه، وابن عمر، وجابر، وروى عنه مالك، والداروردي، قال: ابن عجلان ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم، وقال : أبو حازم الأعرج لا يريني الله يوم زيد، توفي 136. الكاشف ج1:ص414.

[54])) ـ عثمان بن عفان أمير المؤمنين، وأمه هي أروى بنت عمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أصغر من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بست سنين، روى السري بن يحيى عن بن سيرين، أن المال كثر، في زمن عثمان حتى بيعت جارية بوزنها، وفرس بمائة ألف، ونخلة بألف درهم، ذبح صبرا في ذي الحجة سنة 35، وله نيف وثمانون سنة. الكاشف ج2:ص11.

([55]) العرباض بن سارية السلمي، من البكائين، ومن أهل الصفة، مات 75 4. الكاشف ج2:ص17.

[56])) إسناده حسن.

[57])) المستدرك على الصحيحين ج2/ص91.

[58])) القارعه/10.

[59])) مصنف بن أبي شيبة.

[60])) آل عمران/169.

[61])) مجمع الزوائد ج2/ص317.

[62])) آل عمران/169.

[63])) التوبة/111.

[64])) عمدة القاري ج1/ص231.

[65])) سنن ابن ماجه ج2/ص934.

[66])) مالك بن يخامر السكسكي، قيل له صحبة، نزل حمص، سمع معاذا، وعدة، وروى عنه جبير بن نفير، ومكحول، توفي 7. الكاشف ج2:ص237.

[67])) حسناء بنت معاوية بن سليم الصريمية، ويقال خنساء، روت عن عمها عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، روى عنها عوف الأعرابي، يقال اسم عمها أسلم بن سليم. تهذيب التهذيب ج12:ص438، تأليف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1404 - 1984، الطبعة: الأولى.

[68])) الترغيب والترهيب ج2/ص213.

[69])) يزيد بن شجرة بن أبي شجرة الرهاوي، مختلف في صحبته، قال: عباس الدوري عن بن معين(له صحبة)، وكذا قال: البخاري، وقال: ابن حبان يقال (له صحبة) وكذا قال بن أبي حاتم. الإصابة ج6:ص662.

[70])) كنز العمال ج4/ص174.

[71])) صحيح ابن حبان ج10/ص461.

[72])) (رواه الطبراني في الأوسط) المعجم الأوسط، تأليف: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، دار النشر: دار الحرمين - القاهرة - 1415، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد، ‏عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني.

([73]) أخرجه البخاري في صحيح.

[74])) المؤمنون/11.

[75])) البقرة/341.

[76])) عمدة القاري ج14/ص90.

[77])) مصنف ابن أبي شيبة ج4/ص202.

[78])) مسند أحمد بن حنبل ج3/ص14.

[79])) سنن النسائي الكبرى ج3/ص23.

[80])) خريم بن فاتك الأسدي، من أهل الصفة، ونسبه إلى أحمد بن سليمان المروزي، وخريم شهد بدرا، وهو الذي هتف به الهاتف حين جنه الليل، بابرق العراق، فقال: ويحك عذ بالله ذي الجلال، والمجد، والبقاء، والافضال. حلية الأولياء ج1:ص363

[81])) حديث صحيح.

[82])) المسند المستخرج على صحيح مسلم ج3/ص101، تأليف: أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الهراني الأصبهاني، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان - 1417هـ - 1996م، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي.

[83])) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، تأليف: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، دار النشر: وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب - 1387، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي، ‏محمد عبد الكبير البكري.

[84])) زيد بن خالد الجهني، صحابي، روى عنه أبو سلمة، وعطاء بن يسار، توفي 78 وله 85. الكاشف ج1:ص.416

[85])) سليمان بن بريدة الأسلمي، بمرو،روى عن أبيه، وعمران بن حصين، وروى عنه علقمة بن مرثد، ومحمد بن جحادة، ثقة، توفي 105. الكاشف ج1:ص457.

[86])) صحيح مسلم ج3/ص1508.

[87])) مجمع الزوائد ج5/ص290.

[88])) صحيح ابن حبان ج10/ص494.

[89])) صحيح البخاري ج3/ص1135.

[90])) سنن النسائي الكبرى ج3/ص6، تأليف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1411 - 1991، الطبعة: الأولى، تحقيق: د.عبد الغفار سليمان البنداري، سيد كسروي حسن.

[91])) سنن أبن ماجه، تأليف: محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني، دار النشر: دار الفكر - بيروت - -، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

[92])) المستدرك على الصحيحين.

[93])) مسائل الإمام أحمد بن حنبل وابن راهويه، تأليف: إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي، دار النشر: دار الهجرة - الرياض/السعودية - 1425 هـ -2004 م، الطبعة: الأولى، تحقيق: خالد بن محمود الرباط - وئام الحوشي - د. جمعة فتحي، الروضة الندية ج3/ص449، تأليف: صديق حسن خان، دار النشر: دار ابن عفان - القاعرة - 1999م، الطبعة: الأولى، تحقيق: علي حسين الحلبي.

 

 





الثلاثاء٠٨ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة