لسنا هنا بصدد موضوع وسبب الاحتجاجات التى قامت فى تورنتو المدينه الكنديه المزدحمه بسكانها والتى شارك فيها المتظاهرون احتجاجا على المؤتمر المنعقد حاليا الذى سمى ب ( الثمان ) للدول الصناعيه العظمى فى العالم والذى يناقش مواضيع اقتصاديه وماليه وتجاريه لردم الفجوه بعد الانهيارات الماليه والاقتصاديه فى العالم وخاصة الدول الرأسماليه والصناعيه العظمى فى العالم والتى تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من التدهور الذى اصاب الاستثمار العالمى وانهيار المنظومه الماليه والتجاريه وتداعى بعض الانظمه الرأسماليه فى اوربا وامريكا ومحاولة انقاذها كما حصل فى اليونان وغيرها من الدول الاخرى ومساعدة الدول الناميه بعد انضمام عشرين بلدا الى المؤتمر. العالم كله شاهد التظاهرات التى رافقت الاجتماعات واللقاءات التى جرت بين رؤوساء هذه الدول فى تورنتو وشاهدت الاحتجاجات والتظاهرات التى قامت فى البصره المدينه العراقيه الصامده بوجه الظلام وانقطاع التيار الكهربائى اضافة لصمودها بوجه الحكام الدكتاتوريين سواء فى حكومة المركز او الحكومه المحليه والمتمثله بالمحافظ ومجلس المحافظه والسلطه الحاكمه وكيف واجهوا صدور المتظاهرين الابرياء بالرصاص الحى والهراوات والسلاح دون خجل او حياء او شعور بالمسؤوليه . هل شاهدتم اخوتى القراء كيف واجه شرطة تورنتو المتظاهرين وهم يحرقون سيارات الشرطه ويعبثون بالامن والممتلكات بروح ديمقراطيه وبرباطة جأش وصبر ورويه دون اللجوء الى اطلاق النار او استخدام السلاح بوج المحتجين . متى يتعلم حكامنا الجدد الديمقراطيه وحرية ابداء الرأى والتعبير عن المشاعر ... هل تعالج بالانفعالات وفقدان الاعصاب والعنف والقتل واعتقال المتظاهرين واقتحام بيوتهم لاعتقال ذويهم ريثما يسلمون انفسهم للسلطه ؟ اية ديمقراطيه هذه ايها المحافظ ومدير الامن ومجلس المحافظه ... ماذا تقولون لانفسكم ورجالكم يواجهون الشباب برصاص حى ودماء وارهاب واعتقال ؟ لقد شاهد العالم بطولاتكم واقتنعوا بأنكم حفنة من المأجورين واللصوص والقتله ثبت عجزكم عن حل اية معضله وضعفكم امام شعبكم وعدم استطاعتكم تلبية مطاليب الناس وابسط المطاليب من ماء صالح للشرب وساعات معدوده من بالكهرباء وجزء من الامن والامان يتمتعون به هم وعوائلهم وانتم تبطشون بهم وتعالجونهم بالرصاص . المتظاهرون ليسوا سياسيين ولم يخرجوا الى الشوارع لينافسوكم على السلطه او الكراسى واقتسام الغنائم وانما خرجوا يطالبون الحكومه ببضعة مطالب مشروعه حالهم كباقى شعوب العالم يبحثون عن لقمة العيش لهم ولأطفالهم لان الجوع قتلهم وفتك بهم وبأطفالهم ... المتظاهرون خرجوا يطالبون ببضعة ساعات من الكهرباء ينعموا بها هم واطفالهم ... يبحثون عن جرعة ماء صالحه للشرب والعراق تملأءه الانهار والينابيه وآبار المياه وهم يموتون عطشا ... العراقيون خرجوا يطالبون بأبسط الحقوق المدنيه من خدمات وتوفير الامن والاستقرار ويبحثون عن فرصة عمل فى بلد يطوف على بحر من النفط والمعادن الاخرى التى تنزل وارداته فى جيوب الحكام الفاسدين والسلطه التى يحرسها لصوص وحراميه ودخلاء على هذا البلد . اخوانى القراء :ردود الافعال على اثر تلك التظاهرات اضافة للقمع والارهاب والاعتقال وقتل البعض من الابرياء واعتقال الاخرين واصابة عدد آخر منهم فى عدة محافظات حيث امتدت الى الكوت والديوانيه والنجف وكربلاء والانبار وغيرها بعد ان عمّ الغضب الشعبى العارم والذى سماه حكام العراق الجدد ب (( اعمال الشغب )) . على اثر ذلك اصدرت وزارة داخلية نظام المالكى قرارا بألغاء التظاهرات وحظرها الا بعد الحصول على استئذان بالموافقه على القيام بها . هذه هى الديمقراطيه التى جلبها الاحتلال معه الى العراق وهكذا يعبر الشعب عن رأيه وعن مشاعره بالرصاص وخراطيم المياه وملاحقة المتظاهرين وفصل المشاركين فيها من وظائفهم وقطع ارزاقهم ... وهل للحلرية الحمراء باب ايها القتله يا اصحاب التغيير والعولمه والنظام الجديد ؟ خسئتم انتم وديمقراطيتكم وخسىء من جاء بها محمولا على عربات المحتل شرقا وغربا . تبا لكم ولنظامكم التعس وبئست افعالكم الشنيعه فالى متى تكممون الافواه وتسكتون الاصوات وقد دانت ساعة الخلاص منكم ومن اسيادكم .
