قبل ساعات من انطلاق تظاهرة مليونية، دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وأيدتها فصائل موالية لإيران، للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، تعرض محتجون في العاصمة بغداد لاعتداءات من مسلحين، فجر الجمعة.
وفيما أشارت مصادر طبية إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، تمكن المحتجون من قطع جسر محمد القاسم، الرئيسي في بغداد، وعدد من الطرقات المرتبطة به.
ومنذ انتهاء المهلة، التي منحها المحتجون للقوى السياسية في البلاد لتحقيق مطالبهم، بما في ذلك تكليف رئيس وزراء مستقل تشكيل الحكومة، شهدت مدن عراقية عديدة مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن ومسلحين مجهولين، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ١٢ متظاهراً.
ولاستعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، بدأ المحتجون مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية، لكنهم ووجهوا بعنف متزايد أيضاً.
وقال عضو المفوضية العراقية لحقوق الإنسان “علي البياتي”، إن “العنف ضد المتظاهرين مستمر بشكل واضح”.
وأضاف أن “الجماعات المسلحة المجهولة التي تستهدف المحتجين تظهر أن قوات الأمن غير قادرة على حماية المواطنين”.
واتهم المتظاهرون السلطات بالازدواجية في التعاطي مع المسائل الأمنية، إذا أنها تعتقل على الفور أي شخص يقطع الطرقات بإطارات مشتعلة، ولكنها غير قادرة على اعتقال أولئك الذين خطفوا وقتلوا عشرات الناشطين.
وتجمع مئات الطلاب في البصرة أمس الخميس للاحتجاج على عمليات القتل، ورفعوا لافتات كتب عليها “أعطونا وطناً”.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو ٤٧٠ شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من ٢٥ ألفاً بجروح، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مسعفين ومصادر أمنية ومفوضية حقوق الإنسان العراقية.