لم يعد مهما بالنسبة للأحزاب الموالية لإيران ارتكاب مخالفة دستورية عبر مرور المهلة المحددة لتكليف مرشح ما بتشكيل الحكومة من دون الاتفاق على أي اسم، بقدر الانشغال في البحث عن مرشح يمكنه عبور حاجز الشارع الغاضب.
وعقد تحالف البناء، المقرب من إيران، اجتماعا عاجلا مساء الاثنين، لمناقشة ترشيح السهيل، الذي تسبب في انقسامات سياسية واسعة، بالنظر لعلاقاته المشبوهة مع حزب الله اللبناني وتبعيته للمالكي.
وبعد الاجتماع، قال القيادي في التحالف أحمد الأسدي، إن البناء سيحسم ترشيحه اليوم بشكل نهائي، مضيفا أنه “لدينا أسماء، بديلة يمكن طرحها، لكننا متمسكون بترشيح السهيل وسنخوض حوارات مع الكتل الأخرى لتشكيل الحكومة”.
وتقول مصادر إن تحالف البناء لا يريد الاستعجال في التخلي عن السهيل، لأن هذا الأمر سيشجع المتظاهرين على رفض المرشحين الآخرين.
و يتداول التحالف أسماء أخرى فعليا، أبرزها أسعد العيداني، الذي شغل منصب محافظ البصرة، ويعرف بأنه صديق شخصي لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ووزير الشباب السابق عبد الحسين عبطان، الذي رشحه تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم.
ويقول مراقبون إن نظرة سريعة إلى الخيارات المطروحة على طاولة النقاش لاختيار خليفة عبد المهدي، تكشف أن إرضاء إيران لا المحتجين، هو هدف احزاب العملية السياسية من وراء هذا الحراك، ما يضعها في مواجهة مباشرة مع الشارع الغاضب.