الدمار الذي حل بالموصل والجثث التي لاتزال تحت أنقاضها ، والمقابر الجماعية التي
يتم العثور عليها بين الحين والآخر في المدينة ، كل ذلك يكشف حجم الجرائم التي
ارتكبتها القوات المشتركة وميليشياتها في الموصل خلال العمليات العسكرية التي
استمرت لنحو تسعة أشهر على المدينة ، وفي هذا الصدد ، عثر على جثث عشرات المدنيين ،
غالبيتهم من النساء والأطفال ، سبق أن تعرضوا لعمليات إعدام جماعي في منطقة الميدان
في المدينة القديمة في الموصل، وفق ما كشف شهود عيان.
وقال الشهود لصحيفة القدس العربي إن “الجثث أصبحت متفسخة، ولم يتم التعرف
عليها، ولاتزال مجهولة الهوية ، مشيرين إلى أنه مع التوغل في مناطق المدينة يجري
العثور على كثير من الجثث التي احتجز أصحابها وأعدموا خلال العمليات العسكرية التي
شهدتها الموصل في العام الماضي”.
ويتراوح عدد الجثث التي عثر عليها حوالي 75 جثة، غالبيتها تعود لأطفال ونساء
تعرضوا لإطلاق نارية في منطقة الرأس والصدر. وذكر الناشط “غانم أبو يمان” لصحيفة
القدس العربي ، أن “الجثث تعود، على ما يبدو لأشخاص كانوا محتجزين في معتقل ضم عددا
من العائلات. تم إطلاق النار عليهم، إذ ظهرت على أجسادهم آثار العيارات النارية ،
مبينا أن الجثث باتت متفسخة ومشوهة بعد مرور عدة أشهر من إعدام الضحايا”.
وحذر أبو يمان من أن “المدينة قد تشهد وباء، خصوصاً وأن الكثير من الجثث التي
تفسخت قريبة من النهر ما قد يسبب تلوث المياه ، وتابع أنه كلما بحثنا بين أنقاض
المنازل عثرنا على عدد من الجثث ، محذراً من أن بقاءها سيتسبب بكارثة بيئية خطيرة
في المستقبل القريب”.
الناشط الحقوقي “أسامة العبدالله” قال إنه “خلال عملي في المدينة القديمة
لاحظت أنه لا يكاد شارع يخلو من الجثث. هناك الكثير منها لاتزال تحت أنقاض المباني
ولم يتم اكتشافها بعد. وتحتاج إلى جهد كبير لرفع الأنقاض عنها ، وبين أن رائحة
الجثث تفوح في تلك المناطق خصوصا منطقة الميدان ، ودعا إلى حملة كبيرة في المدينة
من أجل إخلاء جميع الجثث ، مؤكداً أن الكلام عن عدم وجود جثث أو مقابر غير دقيق، بل
لاتزال هناك مناطق لم يتم الدخول إليها وأغلبها مهدمة على رؤوس ساكنيها لم يتم
إخراجهم بعد وتحتاج إلى آليات لرفع الأنقاض وإخراجهم منها”.
وسبق أن عثر على عدد من الجثث التي تعرض أصحابها لعمليات إعدام جماعي في
مناطق مختلفة من المدينة القديمة، خصوصا في منطقة الميدان خلال الأيام الماضية.
الجمعة ٢٠ رجــب ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٦ / نيســان / ٢٠١٨ م