معركة فعلية مرتقبة لإنهاء النفوذ الإيراني في العراق




شبكة ذي قار

تحول العراق بعد احتلاله إلى ساحة صراع على النفوذ بين الدول ، لاسيما بعد أن انتهزت إيران الفرصة للسيطرة على العراق وبسط نفوذها على كافة المؤسسات بدعم من أذنابها في العملية السياسية التي صنعت علي عينها ، حيث أكدت صحيفة العرب أن كبار قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية في العراق، والمعروفون بارتباطهم الكبير بإيران، يدركون أن أي معركة لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة ستخاض بشكل أساسي على الساحة العراقية ليس فقط لأنّها مثّلت البوابة الرئيسية لامتداد نفوذ طهران نحو عدد من الدول العربية، بل لأنّ هذا البلد الكبير والثري يمثّل أيضا القطعة الأثمن في منظومة الدول التابعة التي عملت إيران بحرص على إنشائها.
 
 وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه “لا يتوقّع هؤلاء القادة الذين يوصفون بأنّهم مأتمنون على حراسة النفوذ الإيراني في العراق حدوث تلك المعركة، بل يرون علامات على انطلاقها فعلا بتنسيق عال بين الولايات المتّحدة والمملكة العربية السعودية”.
 
 وأضافت الصحيفة أن “إجبار إيران على الانكفاء داخل حدودها وتحجيم نفوذها في المنطقة العربية يمران حتما عبر الساحة العراقية التي مثّلت منذ سنة 2003 جسرا للتمدّد الإيراني.. ذلك ما تدركه طهران وتحاول استباقه بتحريك أذرعها في العراق، وما تفهمه أيضا واشنطن والرياض وتعملان فعلا على تنفيذه بشكل تكاملي”.
 
 وبينت الصحيفة أن “أوساطا سياسية عراقية تنظر بحذر وترقّب إلى ما ستؤول إليه نتائج الزيارة الحالية التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير “محمّد بن سلمان” إلى الولايات المتّحدة، في ظل رواج معلومات عن وجود الموضوع العراقي ضمن البنود الرئيسية لأجندة الزيارة ، وما يضاعف من انشغال تلك الأوساط بالزيارة ونتائجها، إمكانية أن تعقبها زيارة مماثلة من الأمير محمّد إلى العراق قبل الانتخابات المقرّرة لشهر مايو القادم”.
 
 وذكرت الصحيفة أن “آثار الجهد السعودي الأميركي لمحاصرة النفوذ الإيراني في العراق بدأت تلمس على أرض الواقع من خلال مساعي واشنطن لتركيز وجود عسكري محدود ومركّز لها على الأراضي العراقية والسورية بهدف الفصل بين الساحتين، وقطع الطريق الذي عمل الإيرانيون على مدّه من طهران إلى بيروت مرورا بالعراق وسوريا، فيما شرعت السعودية في العودة إلى العراق، ليس بقوّة السلاح لكن بقوّة السياسة والمال والدبلوماسية حيث رفّعت من منسوب تواصلها مع حكومة رئيس الوزراء “حيدر العبادي”، وعرضت مساعدتها في إعادة إعمار المناطق المدمّرة من حرب (تنظيم الدولة)، واستعدادها للانخراط في جهود تنشيط الدورة التنموية والاقتصادية العراقية من خلال استثمارات مشتركة”.
 
 ولفتت الصحيفة إلى أن “خبر الزيارة المحتملة لولي العهد السعودي إلى العراق، وإمكانية أن لا تقتصر على العاصمة بغداد وأن تشمل مدينة النجف المقدّسة لدى الشيعة ومقر المرجعية الشيعية العليا، جاء بمثابة رسالة واضحة عن استعداد السعودية للحضور في مختلف المناطق العراقية بما في ذلك مناطق الشيعة الذين تعتبرهم إيران نقطة ارتكازها في العراق”.
 
 وأردفت الصحيفة أنه “رغم عدم صدور أي تأكيد رسمي للزيارة، فإن معركة سياسية وإعلامية انطلقت فعلا بأيدي حلفاء إيران في العراق ضدّ الزيارة، في محاولة لاستثارة المشاعر الطائفية وتجييش الشارع الشيعي، وبالأخص الشارع النجفي”.
 
 وزادت الصحيفة أنه “انتشرت في النجف خلال الأيام الماضية لافتات تهاجم الزيارة المحتملة، وتدعو السكان إلى التظاهر ضدها، فيما نشر مدونون عراقيون معروفون بولائهم لإيران، معلومات عمّا سمّوه رفض المرجع الشيعي الأعلى “علي السيستاني” استقبال ولي العهد السعودي ، وهو ما لم تعبّر عنه المرجعية بأي شكل من الأشكال، فيما استبعد مراقبون صدور مثل هذا الموقف الحادّ عن المرجعية لما يحمله من معان سلبية ذات إيحاءات طائفية”.
 
 وأشارت الصحيفة إلى أن “حملة رفض الزيارة تقودها حركة عصائب أهل الحق، بزعامة “قيس الخزعلي” الذي يعتبر من صقور الموالاة لإيران. وحملت اللافتات نفسا طائفيا واضحا واتهامات للقيادة السعودية بمعاداة آل البيت ، وبالرغم من أن اللافتات وزعت في بعض تقاطعات النجف الرئيسية وحملت تواقيع عشائر ومناطق في المحافظة إلا أنّ الجهة المسؤولة عن نشرها ظلّت مجهولة ، وروجت حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات تقول إن أهالي النجف الأشرف ينتفضون غضبا واستنكارا لزيارة “محمد بن سلمان” ويعلنون رفضهم لاستقباله ، لكن سكان النجف لم يلحظوا أي تظاهرة في المدينة، فيما استغربوا انتشار هذه اللافتات والمعلومات”.
 
 ووفقا للصحيفة فإن “مدونين عراقيين ذهبوا إلى إدانة محاولة جهات مجهولة للتأثير على السياسة الخارجية التي ترسمها وتنفذها الحكومة العراقية ، وكتب أحد هؤلاء على فيسبوك أن تطوع بعض الشخصيات للحديث باسم مدينة النجف، هو محاولة لتوريطها في مواقف سياسية لا شأن لها بها ، ونفى مقربون من مكتب السيستاني صدور أي توجيهات بشأن استقبال ولي العهد السعودي. وقال هؤلاء إن الموافقة على فتح قنصلية سعودية في النجف، تقع ضمن اختصاصات الحكومة الاتحادية، ولا يحق لأي جهة أخرى التدخل في هذا الملف”.
 
 وأكدت الصحيفة أن “مصادر مطلعة في النجف نقلت أن أحد مراجعها الأربعة، طلب من القنصلية الإيرانية في المدينة الكف عن محاولة تأليب الشارع ضد السعودية. وتقول المصادر إن طهران ممتعضة من الموافقة العراقية على فتح قنصلية سعودية في النجف ، وتضيف أن القنصل الإيراني في المدينة زار أحد مراجع الدين الأربعة الكبار لشيعة العراق، ليسجّل اعتراضه على افتتاح قنصلية سعودية، مشيرة إلى أن المرجع أبلغ القنصل بأن هذا الأمر هو اختصاص حصري للحكومة العراقية، وبإمكانه الذهاب إلى بغداد لتسجيل اعتراضه”.
 
 وأوضحت الصحيفة أن “مراقبين يرصدون تحوّل موضوع علاقات العراق بالسعودية إلى ملف انتخابي لدى أطراف سياسية مرشحة لانتخابات مايو القادم. وقال المحلل السياسي العراقي “محمد جمال الدين” إن ملف العلاقات الخارجية للعراق لا يمكن أن يتحول إلى برنامج انتخابي لحزب ما”.
 
 وتابعت الصحيفة أن “أطراف شيعية موالية لإيران تسعى إلى استنهاض المشاعر المتطرفة لدى جانب من الجمهور العراقي، عبر التخويف من التقارب العراقي السعودي ، وبحسب مراقبين، فإن هذه الأطراف ليس لديها ما تقوله للناخب العراقي سوى محاولة إقناعه بانتخابها حتى تحميه من السعودية. لكّن الشارع الشيعي لا يبدو مكترثا للشعارات المرفوعة منذ سنة 2003 دون أن يرى لها أي فائدة في تحسين أوضاعه المتردّية، فيما يبدو له أنّ التقارب مع السعودية يمكن أن يحمل فوائد ذات أثر مباشر على الواقع”.


الخميس ٥ رجــب ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٢ / أذار / ٢٠١٨ م


اكثر المواضع مشاهدة

قــائــد عظيــم يـــرثيـــه شــاعـــر عظيــــم - قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في رثاء القائد العظيم الرئيس الشهيد صدام حسين
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء الثالث ) الشرق الأوسط الجديد
وائل القيسي - منظومة تاج الرَّأْس
نسر العراق - &#٨٢٣٥;قنـاة الحـدث - تعليـق مـذيـع لبنـانـي عــن معـركـة المـوصــل&#٨٢٣٦;
نــعــــــــي - الأستاذ شكري صبري الحديثي عضو القيادة القطرية الأسبق
بكامراتهم / - فديو يبين خسائر الجيش الصفوي المجرم في معارك تكريت
القيادة العامة للقوات المسلحة - بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم ( ١٧١ ) في الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير مدينة الفاو
حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني / مادبا - أقام حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني / مادبا يوم السبت ٢٩ / ١٢ / ٢٠١٨ في مقر الحزب في محافظة مادبا وبمشاركة جماهيرية واسعة أمت مقر الحزب من جميع محافظات القطر وبحضور أمين قيادة قطر الأردن الرفيق أكرم الحمصي ، والرفاق اعضاء القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي، بمناسبة الذكرى الثانية عشر لاستشهاد فارس الأمة في مهرجان مهيب، تحت شعار : ( أمتنا صامدة لا تستسلم ولا تلين ) / صور مرفقة
سمير الجزراوي - تأملات - لكي لا نسئ للمبأدئ وللرموز الوطنية والقومية
داود البصري - وزارة خــارجيــة الميليشيــات العــراقيـــة ؟
صدر عـدد حزيران ٢٠١٥ - من جريدة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
منظمة مجاهدي خلق الايرانية - ما هي رسالة تصاعد أزمات يعاني منها نظام الملالي ؟
سحبان فيصل محجوب - الكهرباء والعمامة والسيفتي كاب
د. أمير البياتي - في ذكرى أستشهاده الثامنة / صدّام حسين : من هم أعدائه ... ..؟
زامــل عبـــد - من حق العراقيين أن يحتفلوا بيومهم
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤