تتكشف بين الحين والآخر العديد من الجرائم البشعة التي ارتكبتها القوات المشتركة
وميليشياتها خلال وبعد العمليات العسكرية التي شنت على مناطق متفرقة من البلاد ،
وتحاول الحكومة التكتم على هذه الجرائم ، إلا أن هناك تقارير ومنظمات دولية تفصح عن
القليل منها ، ليس ذلك فحسب وإنما تتلاعب الحكومة بهويات ضحايا تلك الجرائم ، وفي
هذا السياق ، أكدت صحيفة عربية ، اليوم الأربعاء ، أن وجود تلاعب بهويات ضحايا
المقابر الجماعية في العراق بات أمراً مرعباً لذوي المفقودين أو المختفين قسرياً ،
وكذلك للمنظمات الدولية ، كالصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة والمراقبين على حد
سواء ، في بلد يحوي أكبر عدد ممكن من المقابر الجماعية ، والتي يقدر عددها بأكثر من
600 مقبرة ، كحصيلة أولية ، تتركز في مناطق وسط وشمال وغرب العراق.
وقالت الصحيفة إن “هناك تسريبات عبر مسؤول رفيع المستوى في رئاسة الجمهورية
تؤكد وجود معلومات عن تلاعب خطير بهويات الضحايا بما يتعلق بالمقابر الجماعية ،
وبطرق وأساليب مختلفة”.
وأضافت الصحيفة أن “المسؤول لفت إلى أن بعض المقابر لضحايا عراقيين قتلوا في
مناطق نفوذ الميليشيات الحليفة لإيران ، وتم اعتبارهم ضحايا ( داعش ) ومقابر أخرى
عثر عليها في مناطق نفوذ (التنظيم) تم اعتبار أصحابها مواطنين شيعة ، وجرى نقلهم
إلى النجف حيث مقبرة دار السلام ، مع أنهم من سكان المنطقة التي دفنوا فيها
جماعياً”.
وتابعت الصحيفة أن “ميليشيا الحشد الشعبي تحاول مسح سجل جرائم وانتهاكات
كبيرة من خلال إلصاق التهمة بالإرهاب ، وفي الوقت ذاته إبراز البعد الطائفي في
الموضوع”.
الاربعاء ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م