شبكة ذي قار
عـاجـل










أمريكا لا تريد أن يسقط النظام الفارسي.. كيف؟

د. أبا الحكم

 

تمخضت الاتصالات والمفاوضات الممتدة من مسقط إلى فيينا إلى بغداد ثم فيينا فمسقط طيلة أشهر عجاف وتحت الضغط الامريكي، عن ولادة مولود (منغولي- يعوزه تكامل الكروموسومات الطبيعية للنمو السليم والطبيعي ككل مواليد الخلق).. والولادة هنا ممثلة بالإعلان عن إعادة التمثيل الدبلوماسي بين الرياض وطهران، وبالمناسبة هي ثالث مرة يعاد فيها التمثيل الدبلوماسي الرسمي مع ملحقياته بعد التخريب الايراني.. والنتيجة يظل العدوان الفارسي على السعودية ولكن بأشكال مختلفة وعلى العرب بأشكال مختلفة أيضا.

فهل تنجح هذه الخطوة على مسار حل الخلافات والمعضلات المتجذرة عبر التاريخ؟

أولاً- هل تحل هذه الخطوة المشكلة الحوثية في اليمن وهي مشكلة بعض الخبراء يعدونها استنزافا للسعودية؟

ثانياً- هل تزيح هذه الخطوة الخطر العسكري الجيو- سياسي الفارسي الجاثم من جهة الجنوب السعودي؟

ثالثاً- هل يتحرر مضيق باب المندب من القرصنة الفارسية - زراعة الالغام، تدريبات جزيرة حنيش اليمنية، معسكرات الجزر الأريتيرية المؤجرة للنظام الايراني كمعسكرات تدريب المليشيات وحتى الوقت الحاضر؟

رابعاً- هل تتحقق هدنة مؤقتة تتحرر خلالها التجارة الاقليمية والدولية من القرصنة الفارسية في الخليج العربي والبحر العربي والبحار العالية والبحر الاحمر؟ - وهنا أن التجاوزات الفارسية تدخل حساب القانون الدولي واحكام النظم والاتفاقيات والمعاهدات التي تنظم التجارة والإبحار التجاري البريء، وهل يحاسب القانون الدولي والقانون الامريكي والقوانين الاوربية والعربية ايضاً النظام الفارسي على خروقاته؟ لماذا تصمت كل هذه الجهات وفي مقدمتها (أمريكا، شيخ مشايخ العالم) على تجاوزات النظام الفارسي على السياسة الدولية في المنطقة والمياه الدولية؟

خامساً- من اين بدأت المبادرة؟ هل من الرياض؟ أم من طهران أم من بكين؟ ما الذي حرك الرياض إذا كانت هي المُبادِرة؟، ولا أظن ذلك.. كما ان سلسلة المفاوضات التي جرت من مسقط الى فيينا الى بغداد، آنذاك، وبالعكس هي المشهد الخلفي لقبول الرياض بالتفاوض وقبل بضعة أشهر، بناء على رغبة طهران.. لماذا ترغب طهران بالتفاوض مع الرياض؟ لأنها كانت وما زالت تشعر بالخوار وبالضمور وبوادر الانهيار.. استجابت الرياض للطلب الايراني بضغط من واشنطن - وهي محاولة إنقاذ الكلب الفارسي المسعور-!!

سادساً- ما الذي جاء ببكين على خط جمع العاصمتين للتفاوض في بكين العاصمة الصينية؟ هل هو اقتناص الفرص من أجل تيسير الحركة الصينية من بكين الى ميناء بندر عباس فـ(دبي) ثم إلى ميناء الفاو في العراق حيث المشروع الـ(صيني-الإيراني) للسكك الحديد لعبور نفط وغاز المنطقة مع البضائع الصينية إلى ميناء العقبة ومنه عبر البحر المتوسط، إلى أوربا.. أو إلى أحد موانئ تركيا ميناء mersin أو ميناء أمبارلي، جنوب شرق تركيا على البحر المتوسط.

خامساً- إذن، هناك ثلاث محصلات 1- قبول السعودية للتفاوض مع الايرانيين بضغط امريكي 2- المفاوضات طوق النجاة الامريكي للغريق الايراني 3- كشف حركة الصين، تحت خط (الشراكة الاستراتيجية الصينية - الايرانية) نحو المنطقة.

سادساً- لا أحد يضمن السلوك السياسي الفارسي.. ومن الصعب تصور ان هذا السلوك سيكون (مسالماً) او (متعقلاً) أو (ملتزماً) بمبادئ حسن الجوار و(منضبطاً) بمعايير القانون الدولي.

سابعاً- من يضمن حل المليشيات المسلحة في العراق، وسوريا (فاطميون وزينبيون - أفغان وباكستانيون متشيعون)، ومليشيا حزب الله في جنوب لبنان، ومليشيات حوثية مسلحة في اليمن؟ سيدعي الفرس ان هذه التشكيلات المسلحة محلية ولا سلطان له عليها.!!

ثامناً- من يضمن أن حل المليشيات سيكون عمليا بدون أغطية وإخفاء اسلحة وتشكيلات وقيادات عميقة موازية؟

تاسعاً- التعامل مع ((فرس)) وليس مع قوميات اخرى، ولا مع اجناس أخرى.. مع ((فرس)) يؤمنون بـ(التقيه) التي تعني يخفون ما يظهرون كمنهج فارسي مجوسي منذ الآلاف السنين.

عاشراً- إن غض النظر او إهمال جغرافية العراق السياسية، يعد خطئاً استراتيجياً فادحاً، قد يقع فيه الأخوة في السعودية، وهو خطر داهم على المملكة العربية السعودية، لأنه الخطر رقم واحد، يأتي الخطر رقم اثنان هو الحوثي وكيف يمكن تقطيع أوصاله وإمداداته، فيما يأتي الخطر الثالث من جنوب لبنان وهو خطر محكوم بالردع ولا قيمة سوقية له.

أحد عشر- لا يجب ترك الأمر للاختبار أو للتجريبية إلى أن (تسقط الفأس في الرأس) كما يقال.. يجب متابعة الأمر بمنتهى الدقة والاحتراف ومراقبة السلوك السياسي الفارسي نظرياً وميدانياً في الداخل والخارج.

اثنا عشر- الكشف فوراً عن أية مخالفات على الملأ إعلامياً، مدعوماً بالحجة والمنطق، فضلاً عن عدم السكوت عن أي تأخير أو تلكؤ في موضوع حل المليشيات ومتابعتها ميدانياً، وهنا يتطلب الأمر التنسيق الميداني الرصين مع القوى الوطنية.

ولا نريد ان نستبق الأمور، هذه إرادات دول لها سياساتها وأدواتها العملية والميدانية ولها تعاملاتها الدبلوماسية وعليها أن تصغي لحقائق الواقع وحقائق التاريخ، لأن ذلك يصب في مصلحتها، ومصلحة المنطقة، ومصلحة الأمة العربية، والعالم الإسلامي.!!






الثلاثاء ٢٢ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة