شبكة ذي قار
عـاجـل










إيران واستغلال القضية الفلسطينية - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

أشرت في - ليلة الصدق وتصفية الحساب أم لعبة أخرى؟  -  الذي تم نشره في شبكة ذي قار المناضلة بتاريخ 16 نيسان 2024 إلى  (الولائيين اللاهثين وراء السراب الصفوي أخذوا يقرعون الطبول والمزامير تبشيراً بالنصر وتحقيق وعد القائد الولي الفقيه خامنئي،  والذين أصيبت بصيرتهم بغشاوة الخداع والتضليل وشعارات الدجل هم ايضا كانوا يحلمون بالصدق من قبل نظام الملالي الذي توعد  واستعد لتحرير القدس وفلسطين من براثن العدوان والاغتصاب  ، كما رافق تصريح الحرس الثوري الايراني التهديد المبطن لدول عربية بعينها دون ان تسميتها انطلاقا من حلم الصفويين الجدد تحقيق الهلال السياسي الشيعي اي بسط ولاية الفقيه بقوة السلاح على دول عربية كمرحلة اولى المشرق العربي بذريعة التصدي للعدوان والصلف الصهيوني وهم بعيدين كل البعد ميدانيا وبالمباشر من ذلك بل يستخدم المضللون كاذرع لتحقيق شعاراتهم دون ان يمس ايران الاذى المباشر ))  ،  فأقول تاريخ إيران مع القضية الفلسطينية قديم بقدم القضية ذاتها في زمن الشاه محمد رضا بهلوي تحديدا كان موقف إيران مخالفا لما نراه في الظاهر كانت إيران الشاهنشاهية في مقدمة الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني وقد شجعت الصحف الإيرانية يهود إيران على الهجرة (( لإسرائيل )) وفي منتصف عام 1953 تم تحديد 77 شركة إيرانية مملوكة لتجار يهود إيرانيين أو يهود مقيمين في إيران لها تعاملات مباشرة مع الكيان الصهيوني وتم التحذير من التعامل معها عربيا من خلال المؤسسات الحكومية او غير الحكومية ، كان موقف إيران البهلوية في بداية المطاف محايدا إلى حد كبير وحاولت تجنب أن تكون طرفا في ذلك هذا الموقف تغير نسبيا خلال فترة الحروب التي خاضها النظام العربي ضد الكيان الصهيوني واتخذت جانبا مناصرا -  إلى حد كبير -  للجانب الكيان الصهيوني مما أدى إلى توتر في العلاقات العربية الإيرانية ، خصوصا العلاقة بين بغداد والرياض من طرف وطهران من الطرف الاخر عندما تفاعل المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز مع مقترح القيادة العراقية الوطنية القومية في حينه وأوقف تصدير النفط إلى الغرب بسبب القضية الفلسطينية  ، رفض شاه إيران الانضمام إلى العراق والسعودية في هذا الصدد ، مؤكدا أن بلاده لن تستخدم سلاح الطاقة كردة فعل لمواقف سياسية بحتة  ، وبعد التغير المعد مخابراتيا – امريكيا بريطانيا وفرنسيا – في ايران عام  1979 تحت عنوان الثورة الإيرانية والإطاحة بالسلالة البهلوية وحقيقته سرقت ثورة الشعوب الايرانية على النظام البهلوي لتحقيق حقوقهم ومصالحهم المسلوبة ، سارع النظام الجديد في طهران إلى رفع شعار القضية الفلسطينية وسلم مفاتيح السفارة (( الإسرائيلية )) في طهران إلى الراحل ياسر عرفات لتصبح سفارة دولة فلسطين وان {  هذا الفعل ليس ايمانا بالقضية الفلسطينية  } بل أدرك نظام الملالي أن بوابة القضية الفلسطينية ستؤمن ممرا آمنا إلى الداخل العربي ، واستخدمت التقية السياسية في سبيل إنجاح هذه الخدعة التي انطلت على قسما من ابناء الشعب العربي المتعطش لانتصارات والخلاص من النحس والنكد الذي اصاب الصراع العربي الصهيوني  بفعل الدعم الغير محدود من قبل امريكا وبريطانيا وجكومات الغرب المتصهين حتى وإن كانت مجرد شعارات   وقد يقول البعض { لماذا هذا التشكيك في نيات إيران الاسلامية ؟ }  فأقول إن الحقائق والشواهد المتاحة تثبت ذلك وتقود كل من يسعى إلى فهم دوافع إيران لرفع ورقة القضية الفلسطينية في جميع المناسبات ، وكذلك في خلافاتها مع الغرب إلى هذه الحقيقة المرة.

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الاثنين ١٣ شــوال ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة