العراقيون الوطنيون هم ورثة الأنبياء والقادة الأبطال ورجال العرب العظماء، تنبثق عنهم المواقف النبيلة المتجددة المشرّفة المشرقة بالمواجهة والتضحية النادرة، للتعبير الدائم عن الدور الريادي في تحمل المسؤولية الوطنية والقومية الأصيلة المشهودة التي تقع على عاتق الجميع، وخاصة بالحروب والشدائد والمحن والظروف الطارئة، بالدعوة إلى التحرير والدفاع عن حياض الوطن والأمة العربية، وأداء الواجب المقدس وتلبية النداء ونيل الحقوق والمكتسبات والمسؤولية الكاملة العامة الشاملة عن توفير الأمن والأمان والاستقرار الذي بدوره ينعكس ليصل حتى إلى صلاح الأمة أجمع والتي تنهض بها الإرادة وتشحذ الهمم العالية بالمجد والفخر للعيش بكرامة وحياة عِزٍّ وعنفوان، رافضين الذلة والخضوع والظلم والهوان، فاضحين المجرمين الخونة العملاء واللصوص والجواسيس الفاسدين وتعرية الواقع الأليم المزري الهزيل بوجود ونفوذ وسيطرة الضعفاء المنبطحين المتخلفين المستسلمين للأعداء المحتلين.

أصبح الشعب العراقي الصابر المحتسب على يقين منقطع النظير بعد أن تخاذل الكثير وتبدلت الأحوال وتغيرت الموازين بالمنطقة وتخلى القريب والبعيد عن قضية العراق والعراقيين المصيرية فترة طويلة من الزمن تجاوزت الثمانية عشر سنة من العدوان والغزو والاحتلال الأمريكي والنفوذ والسيطرة الإيرانية البغيضة المباشرة، ولا يزال إلى الآن العدو الإيراني ينفث سمومه وأحقاده عبر العملاء والخونة والأحزاب الفاسدة المتأسلمة والميليشيات الوبائية الولائية المجرمة للتدمير المنظم الممنهج، ولهذا كان لزاماً وواجباً تحرك العراقيين من جديد لتحرير الوطن وإعادته إلى أهله ونصابه الحقيقي الصحيح، ليأخذ مكانه ودوره المشهود عبر التاريخ، وهذه رسائل خوالد مشهودة باقية تصل إلى من يهمه ويعنيه الأمر، بأن العراق يمرض ويصبر لكنه لا يموت، مهما أصاب شعبه من ظلم وحيف وتعد، فإنهم لم يتراجعوا ولم يخضعوا ولم يستسلموا للباطل وأهله ولا للشر والشرور وأتباعه،
وقد جاءت مشاريع ومبادرات وطنية تهدف الى تحرير وانقاذ العراق والعراقيين الصابرين في ظل ظروف استثنائية غير طبيعية وتشكل مواقف وطنية ما دامت تنسجم مع وتترجم الأهداف والأغراض والغايات التي من أجلها قامت ثورة تشرين المجيدة، الثورة الشعبية العراقية العارمة، وإنها التفاتة متقدمة في مرحلة عصيبة ومنعطف خطير يمر على العراق وبعض أقطار الأمة العربية والمنطقة الإقليمية، وبغض النظر عن بعض الأشخاص من المساهمين والمشاركين الذين نتفق معهم أو نختلف بالرؤى والتفكير ومن كانت لهم مواقف سابقة مغايرة تماماً، الا ان حضن الوطن مفتوح لاحتضان كل من يعمل على تحريره من الاحتلال الايراني ما دامت الأهداف المنشودة والسبل المرجوة تتفق وتتوافق مع استراتيجية وأهداف الثورة الشعبية العراقية السلمية واحياء الروح الوطنية والقومية الأصيلة المشهودة، فلا تقاطع ولا اعتراض وفيتو على أي عراقي مخلص غيور، حتى وإن انحرف الطريق وأخطأ الحساب والتقدير سابقاً، ثم عاد إلى جادة الحق والإيمان الصحيح الصادق وتاب وندم وصحح الموقف النبيل المشرف من جديد وبدأ يؤدي دوره الوطني المميز بالساحة العراقية والدولية ويدعم ويساند ثورة العراقيين الأحرار والانتفاضة الجماهيرية ويروج لأهدافهم لتحقيق مطالبهم بالتحرير وتحقيق التغيير والتحرك على أرض الواقع مع الدعم الإعلامي والمعنوي لذلك الهدف السامي ، إلا من خرج عن الصف الوطني وثبتت عليه قضايا جسيمة تخص الخيانة والعمالة والتجسس والإجرام بحق العراقيين الأبطال.

إننا نؤمن اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وفي هذه المرحلة الحساسة الصعبة التي تمر على العراق والعراقيين والمنطقة المحيطة من مؤامرات تحاك كثيرة وتحديات عصيبة، وقد أثبتت السنوات الفائتة والأحداث والوقائع، أن العدو الأول الأكبر والأدهى والأعظم للعراق والأمة اليوم هي إيران الشر والإجرام لانها اليد المنفذة للمشروع الصهيوني في العراق والوطن العربي ولمواجهة المد والطغيان والنفوذ والخطر الجاثم علينا جميعا فانً الدعوة للوحدة الوطنية التي تلتف حول الاهداف المشار إليها آنفا هي هدف سامي لابد منه ورص الصفوف ونكران الذات ولملمة الشمل وضم أي صوت حر أصيل وأي فعل إيجابي نبيل يخدم قضية ومصلحة العراق والعراقيين ويقف مع العراقيين لصد الريح الصرصر الصفراء القادمة من إيران والخلاص الحتمي الحازم من النفوذ والاستبداد والقرار الإيراني، لأن إيران وذيولها وأتباعها الأنجاس هم أساس العدوان والغدر والانتقام والدمار للعراق والمنطقة بأكملها.

فالدعم والإسناد المستمر، لأي مشروع وطني يحطم الطغيان ويقطع الطريق أمام الأعداء يبقى قائماً ثابتاً حتى مطلع النصر المؤزر القريب للعراق والأمة العربية المجيدة.