شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس بالأمر الغريب أن تتخلى أيران الاسلامية الشيعية ظاهرا" الفارسية القومية في جوهرها وحقيقتها عن حلفائها وأتباعها طالما ذلك يحقق مصالحها الستراتيجية ويحافظ على أمنها القومي ، فالامر قد حصل قبل خمس وأربعون عاما" عندما تخلى شاه أيران عند حصوله على خط التالوك في شط العرب عن حليفه المُلا مصطفى البارازاني الذي كان يقود تمردا" مسلحا" ضد الحكومة المركزية في كردستان العراق ، الامر الذي أضطره للهروب الى الولايات المتحدة الامريكية ويستسلم أتباعه عناصر البيشمركة للحكومة طالبين العفو والصفح.

وفي هذه الايام يبدو أن الامر سيتكرر ، حيث تسربت أخبار من الاجتماع الذي جرى بين الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي ذهب الى طهران حاملا رسالة شفوية من رئيس الوزراء العراقي يطلب فيها من طهران الإيعاز الى الميليشيات الطائفية التابعة لها والعاملة بأمرتها الكف عن الهجمات الصاروخية التي تستهدف السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء والتعرض للمصالح الامريكية في العراق.كذلك تطورات الأوضاع في المنطقة ومراجعة الاحتمالات المتوقعة وما تنطوي عليه من انعكاسات ، والمقصود هو قرار أمريكا وعدد من الدول الغربية والعربية بغلق سفارتهم في بغداد وماسيترتب عليه من ردة فعل أمريكي.

وقد كان رد الرئيس الايراني روحاني ، أن هذه الهجمات لن تتوقف الا اذا ألغت أدارة البيت الأبيض العقوبات الاقتصادية المفروضة على أيران.

في الكلمة التي القاها الرئيس روحاني يوم السبت ٢٦ ديسمبر خلال الاجتماع الاسبوعي للجنة مكافحة فايروس كورونا ، والتي نشرتها صحيفة الوفاق الايرانية ، أشار الى أن الأمريكيين بعقوباتهم كبدوا الشعب الايراني خسائر بلغت ١٥٠ مليار دولار ، وأضاف أن أيران ستتمكن من مواجهة الحصار الاقتصادي وستجبر الامريكان على الاستسلام ، وستجثوا أمريكا على ركبتيها أمام أيران ، كذلك أشار أن الوجود الامريكي في العراق وأفغانستان ودول الخليج يضر بأمن المنطقة ، وأن أخراج القوات الامريكية من المنطقة واجب على أيران.

ومن هنا فأن حكومة طهران وعلى لسان رئيس سلطتها التنفيذية تهدد أمريكا وتتخذ على عاتقها مجابهتها في المنطقة وأنها ( حكومة طهران ) تسعى للخلاص من العقوبات الاقتصادية التي انهكت الوضع الداخلي الايراني وتعرض ورقة أيقاف قصف المليشيات الطائفية التابعة لها للسفارة الامريكية ومصالحها في العراق مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

هذا العرض الذي تقدمه أيران لامريكا ( صواريخ الكاتيوشا مقابل العقوبات الاقتصادية ) ليس ببعيد عن براغماتية وميكافيلية حكومة الولي الفقيه لتجاوز الضغوطات الاقتصادية وانهيار العملة الايرانية والمشاكل الداخلية التي تعصف بأيران والتذمر الشعبي الواسع والعزلة السياسية.

وأذا كانت ذريعة أو حجة البيشمركة الاكراد عند تمردهم عام ١٩٧٥ على الحكومة العراقية هي الحصول على الاستقلال وقيام دولة كردية ، فماهي الذرائع والحجج التي يقدمها عناصر المليشيات عند قيامهم بزعزعة الامن في العراق وتنفيذ عمليات تخريبية مسلحة خارج القانون لصالح أجندات دولة أجنبية.

والسؤال الاهم ماذا سيكون وضع المليشيات الطائفية المسلحة التي أوغلت بدماء العراقيين ؟ وماهو مصير عناصرها التي عاثت قتلا" وإجراما"وفسادا" وتخريبا"في العراق لصالح نظام دولة أخرى ؟ وما هو الموقف القانوني أزاء أرتباطهم وعملهم لصالح دولة أجنبية وقيامهم بأعمال تخريبية على الاراضي العراقية ؟





الخميس ١٤ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة