شبكة ذي قار
عـاجـل










الطبقة الحاكمة سواء اولئك العلمانيون الذين اتوا على ظهور الدبابات ام علماء الدين بمختلف مذاهبهم , كانوا يحملون شعارات براقة ابهرت الشعب العراقي لكنها ومع مرور الوقت تبيّن انها مجرد ذر للرماد في العيون , ومن ثم ليستولوا على مقدرات البلد من نفط وغاز.

المراجع الدينية , الذين يزيّنون رؤوسهم بالعمائم ذات اللون الواحد ( كافة الوان الطيف ) وقد يرتدي بعضهم عمائم مزركشة اشبه بالمهرج , يتبادلون التهم ويلقون باللائمة على الحكومة وهذه المراجع هي من شكلت الحكومات المتعاقبة وفق المحاصصة الطائفية , طفى على السطح الكثير من الفاسدين والمرتشين وازكمت رائحتهم الانوف , ولكن المرجعيات غطتهم بعباءاتها , ليس بإمكان القضاء التحقيق في الامور لأنه ايضا مسيّس , ويستمر المعني في نهب الاموال العامة وفي احسن الاحوال يُكتفى بإزاحته عن موقعه وعفى الله عما سلف , وقد يكلف بمنصب جديد ليحقق ما لم يستطع تحقيقه من مصالح شخصية له ولمن اتوا به , عجلة الفساد لم تتوقف عن الدوران , وتطحن البسطاء , ذوي الدخل المحدود الذين لم يعودوا قادرين على توفير ابسط متطلبات الحياة.

رغم خروج البلد من الفصل السابع إلا انه وللأسف لا تزال تربض على اراضيه قواعد اجنبية , بحجة مكافحة الارهاب , يقوم مسئولي تلك الدول بزيارة جنودهم دون علم الحكومة العراقية , انه الاحتقار والازدراء في ابشع صوره , زعماء البلد لم يؤسسوا جيشا وطنيا من مختلف الطوائف لمقارعة الارهابيين , بل كل منهم قام بتأسيس فيلق مدجج بالسلاح , يغدق عليه الاموال من الخزينة العامة , يأتمر بأمره , بينما الجيش الوطني لا حول له ولا قوة.

قام الشعب العراقي بانتفاضات عديدة احتجاجا على الاوضاع المعيشية , لكنها كانت تقمع بالحديد والنار , هذه المرة والتي اطلق عليها ثورة تشرين تعم كافة ارجاء العراق , يسقط عشرات القتلى والجرحى على ايدي قوة النظام , اقفلت السلطة العديد من الطرقات والجسور كي يحاصرونها لكنها تتمدد , استقالة رئيس الحكومة لن تحل المشكلة طالما استمرت الاحزاب في السلطة ولم تعر صرخات الناس اي اهتمام , فالذي سيأتي بعده ربما يكون اسوأ منه.

ربما السلطات في محافظة ذي قار ( بمساعدة الحكومة المركزية - بغداد ) كانت الاكثر عدوانية تجاه مواطنيها وبالأخص الناصرية , ولكن جموع المتظاهرين في كافة ارجاء البلد يقولون للسلطة الفاسدة , ارحلوا لم يعد امامكم من خيار , لقد استنفذتم كافة الاوقات المستقطعة ولم يعد بإمكانكم اللعب بعقولنا وعلى اجسادنا.

المؤكد ان الحمل ثقيل على الشعب العراقي وقد ابتلي بالنظام الطائفي الذي ( الشعب ) ساهم عن قصد او بدونه في استمراره عندما صوّت لهؤلاء الصعاليك , القضاء على الطائفية السياسية دفعة واحدة ربما تكون صعبة ان لم نقل مستحيلة , لتبدأ الجماهير بتغيير الدستور وذلك بإزالة كل ما يختص بحجم ( حصص ) المذاهب والاثنيات , وتجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية خارج القيد الطائفي ومنح رئيس الدولة صلاحيات اكثر وليس مجرد ديكور , ومن ثم تكوين قضاء عادل نظيف يقوم بمحاسبة كل من اثرى على حساب المجتمع , لينال كلَّ جزاءه وليكون عبرة للآخرين , وحلّ كافة المجاميع المذهبية والاثنية المسلحة , وتقوية الجيش الوطني بكافة الامكانيات , لإعادة هيبة الدولة وحماية الوطن والمواطن , ولترحل كافة القوات الاجنبية الى غير رجعة.

وتقام دولة القانون , ليس كما ارادها حزب" دولة القانون" الذي ضرب كافة القوانين عرض الحائط , وفي عهده استطاعت داعش الاستيلاء على معظم الاراضي وكانت العاصمة بغداد قاب قوسين او ادنى من السقوط في براثنه لولا فزعة الامريكان.





الثلاثاء ٦ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ميلاد عمر المزوغي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة