شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما تتساءل عن النموذج العربي الذي ينبغي الرجوع اليه فيبدو انك تنظر اليه خلال واقعها الراهن ولم تقرا تاريخ هذه الامة المجيد الذي ﻻ يماري فيه وفي دورها النهضوي واسهامها في التقدم المعرفي والحضاري للبشرية الذي اعترف به حتى اشد البشر عداوة لها وهو الذي يعبر عن حقيقة الامة منذ العرب البائدة والهجرات العربية الكنعانية الفينيقية للشام والاكدية التي انشات حضارات بابل واشور والحضر بالعراق وممالك العرب باليمن السعيد وسد مأرب والى العصر الوسيط ورسالة الاسلام التي صارت مكون اساسي للشخصية العربية وكان لهم فضل نشرها والى حركات النهوض القومي في مصر عبدالناصر وعراق البعث .

ان حركة الثورة العربية التي تجهل بديهياتها يا سيد راشد ( نسال الله لك الرشد ) تهدف لتغيير الواقع العربي الراهن وحالة الانحطاط التي سادت المنطقة بعد التسلط العثماني عليها الذي قوض الحضارة واشاع الفقر والجهل والتخلف وهو الواقع الراهن الذي تعير وتشين به العرب وتدعو للانكفاء القطري في السودان وفات عليك ان سوداننا يتصدر قائمة الانحطاط في الوطن العربي في ظل نظام ( سوداني اسلامي كما تدعو ) فرط في كل شيئ بما فيه الكرامة واراق ماء وجهنا ...

المشروع الثوري العربي يا سيد راشد لا يرتكز على العرق والعنصر بل يناوئ هذه الدعوات المتخلفة .. ان مناهضيه هم الذين يحتجون بالعرق والعنصر واللون والجهوية وغيرها من الطروحات تماهيا بوعي او بدون وعي مع مخطط تكريس واقع التجزئة والتبعية والتخلف وهو المخطط المعلن من القوى الإمبريالية والصهيونية وقوى التمدد الاقليمي الفارسي والعثماني لتمزيق النسيج المجتمعي وتفتيت المفتت وتجزئة المجزا وتقويض الكيانات والدول القطرية بإثارة النزعات العنصرية والجهوية والدينية والمذهبية لتعويق نضال الجماهير الوحدوي التقدمي ولبسط نفوذها وسيطرتها حد العدوان والاحتﻻل العسكري المباشر .

ان المشروع القومي الوحدوي التقدمي هو مشروع نضالي لكل مكونات الوطن من عرب وغير عرب ، يرتكز على الانتماء الحضاري والارض الواحدة والمصلحة المشتركة ووحدة المصير ويقر بالتعدد الثقافي في الوطن العربي وباحترام المكونات القومية والدينية والثقافية داخل الوطن وعلى الصعيد الانساني وترجم ذلك في العراق بالاعتراف بحقوقهم القومية والثقافية والادارية والحكم الذاتي للاكراد بينما يحرمون في الدول ( اﻻسلامية ) المجاورة ، ايران وتركيا ، هم والعرب والاذربيجان والبلوش من ابسط الحقوق بما فيها الاعتراف بلغاتهم ، والبعثيون في السودان او العروبيين كما يحلو لك تسميتهم هم اول من اعترف بالتمايز الثقافي والجغرافي بين الشمال والجنوب واستحقاقاته كما ترجم ذلك في تفاعله وتضامنه ومناصرته لحركات وقوى التحرر والتقدم في بلدان العالم مما ادخله في مواجهة مباشرة مع اعداء الشعوب .

اما الاسلام فقد تنزل على العرب ليتمم مكارم الأخلاق كما تحدث الرسول العربي الكريم عليه الصلاة والسلام ، نهض بهم ونهضوا به ، هذه العلاقة الجدلية التي ﻻ تحتاج ﻻسئلة ساذجة ، وراجع حديثه ( ص ) عن حلف الفضول وتعليقه على معركة ذي قار وغير ذلك مما لا يتسع مجال هذه المداخلة عن اخلاق العرب وفضلهم ، كما جاءت تعاليم الإسلام لتخاطب الانسانية جمعاء فهو وان تنزل على العرب ﻻ يقتصر عليهم وﻻ على مكانهم وزمانهم وكذلك ما امر به وما نهى عنه .

انصحك أخي اﻻستاذ راشد ان تطلع على فكر حركة الثورة العربية وتاريخ العرب والسودان وعلى الاسلام حتى تتحق الفائدة لقارئ مداخلات.





الاحد ١٠ جمادي الثانية ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / شبــاط / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رامي عابدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة