شبكة ذي قار
عـاجـل










هذا واحد من أهم المواقف الأمريكية على الاطلاق.

نعني ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون في السعودية قبل أيام بأنه بعد هزيمة تنظيم داعش، فإن المليشيات الإيرانية والقوى والفصائل التابعة لها آن لها أن تغادر العراق و" العودة الى موطنها".

الوزير الأمريكي يقول بوضوح أن ايران يجب ان تغادر العراق.

نعرف أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لها موقف حازم واضح في مواجهة ايران ومشروعها الإرهابي في المنطقة وضرورة التصدي لهاذ المشروع ووضع حد له اذا كان للمنطقة ان تنعم بالأمن والإستقرار. وقد عبر ترامب عن هذه المواقف بوضوح حين اعلن مؤخرا ملامح الاستراتيجية الإيرانية تجاه ايران.

ومع هذا، فقد ظل التساؤل مطروحا باستمرار حول كيفية تحويل هذه المواقف النظرية الى مواقف عملية محددة. بمعنى، ظل التساؤل مطروحا حول،هل تمتلك أمريكا رؤية عملية لانهاء المشروع الإيراني في المنطقة.

وما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي يقدم جزءا من الإجابة. لا بد ان ينتهي الوجود الإيراني في العراق.

والأمر لا يتعلق بالعراق وحده، وانما بسوريا أيضا. العراق وسوريا هما كما نعلم قاعدة الوجود الإيراني في المنطقة ومركز مشروعها الطائفي الإرهابي. لهذا، لا يمكن الحديث عن استراتيجية او خطط عملية لمواجهة ايران من دون ان تكون نقطة البدء هي انهاء الوجود الايراني في العراق وسوريا.

اذن، العمل على طرد ايران من العراق وسوريا هو جوهر وعماد معركة مواجهة ايران ومشروعها في المنطقة.

وهذه المعركة ليست سهلة ابدا. هي معركة شرسة بكل معنى الكلمة، وأسباب ذلك كثيرة.

بطبيعة الحال، النظام الإيراني لا يمكن ان يسلم بسهولة، او يقبل ببساطة ان يترك العراق وسوريا. النظام الإيراني يعتبر هذه المعركة معركة وجودية بكل معنى الكلمة، وان هزيمته فيها يعني نهايته نفسه.

لهذا، سيقاتل النظام الإيراني بشراسة وبكل ما يملك من قوة من أجل ان يبقى احتلاله الفعلي قائما في العراق وسوريا.

ويجب ان نعترف ان النظام الإيراني لديه قواعد قوة كبيرة يستند اليها. على امتداد السنوات الطويلة الماضية، اتتطاع النظام ان يكرس وجوده في العراق وفي سوريا بقوة وعبر عديد من المرتكزات على ارض الواقع.

والنظام الايراني ليس وحده في هذه المعركة. معه عشرات من القوى العميلة له في العراق وسوريا وفي دول عربية أخرى مستعدون للدفاع عنه وحتى القتال معه.

هذه القوى والجماعات العميلة لإيران لن تتردد في ان تفعل أي شيء وتقدم على أي اعمال ارهابية دفاعا عن الوجود الإيراني.

وقد رأينا مثلا بعد ان ادلى وزير الخارجية الأمريكي بتصريحه، كيف جن جنون قادة المليشيات العميلة لإيران في العراق، وراحوا يهددون أمريكا ويطالبون بانهاء وجودها هي في العراق.

حتى الحكومة العراقية التي لا زالت خاضعة للنفوذ الإيراني، كان لها موقف غريب وغير مسئول. الحكومة العراقية اعتبرت ان ما قاله تيلرسون تدخل في الشئون الداخلية العراقية. كأن الوجود الايراني في العراق وسيطرة المليشيات التابعة لها هو شأن داخلي عراقي.

ولم تكتف بهذا، فقد خرج رئيس الوزراء العراقي ليعتبر ان مليشيات الحشد الشيعي قوة وطنية، بل اعتبر انها " امل العراق والمنطقة".

هذا في حد ذاته مؤشر لما وصلت اليه الهيمنة الإيرانية في العراق، ولكيف ستكون المعركة شرسة الى اقصى حد.

في نفس الوقت، يجب ان نتنبه الى ان هناك قوى في داخل أمريكا تقاتل الآن بالفعل من أجل منع إدارة الرئيس ترامب من المضي قدما في تنفيذ استراتيجيتها في مواجهة ايران.

اذن، معركة انهاء الوجود الإيراني في العراق وسوريا، وانهاء مشروع ايران الطائفي التوسعي عموما هي معركة ضارية على كل المستويات.

القضية الأساسية هنا هي ان ندرك ان هذه المعركة هي معركتنا نحن في المقام الأول. الدول العربية هي التي يجب ان تخوض هذه المعركة اساسا، وهي التي يجب ان تضع خطتها وسبل تنفيذها. ودور أمريكا يجب النظر اليه كعامل داعم مساعد. فكما قلنا مرارا، في نهاية المطاف لن تخوض أمريكا المعركة وحدها بالنيابة عنا.

ورغم شراسة المعركة، فإن النصر العربي فيها ممكن، بل هو ضرورة حتمية. ولكن كيف؟.. ما هو المطلوب عربيا من اجل الانتصار في هذه المعركة؟

سنعود الى هذا في مقال آخر باذن الله.





الاربعاء ٥ صفر ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب السيد زهره نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة