شبكة ذي قار
عـاجـل










« حزب البعث لا يمكن أن يكون مدافعاً، لا يمكن أن يكون خائفاً على أعضائه أن ينهزموا ويتخلوا عنه، لا يمكن أن يمسي همه الحرص والمحافظة وسد الأبواب والنوافذ لئلا يهرب فلان أو فلان، حزبنا لا يمكن أن يكون مترجيا أو متوسلا لهذا أو ذاك ممن اختار غير طريقه ان كان بصيغة الفعل أو الرؤية، حزبنا لا يمكن الا أن يكون مهاجما، وإلا مجازفاً بأعضائه يكسبهم ويشدهم إليه بمقدار ما يعرضهم للخطر ولكل ما يمتحن إيمانهم وثوريتهم، وأخلاقهم الأصيلة ويثبتها ويزيدها عمقاً وصلابة، وليس كالظروف الراهنة ما
يساعد الحزب على تعميق تجربته والعودة إلى أصالته ومتابعة رسالته. » (( اﻷستاذ ميشال عفلق : القائد و المؤسس للبعث رحمه الله ))

كل من مارس النضال بصدقية المؤمن بأمته و قدرتها علي النهوض يعرف من أن البعث حركة تاريخية تأبي كحركة علي نفسها و علي أبناء الأمــــة العربية اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا أن يرثوا توصيفهم ب ”الرجل المريض “ التوصيف الذي حملته الدولة العثمانية حتي سقوطها مع نهاية الحرب العالمية اﻷولي و أساسا بعد معاهدتي سيفر ، و لوزان . فالبعثي و بخاصة من قرأ فكر الحزب و مارس تطبيقه بالربط بين ما قرأه و ما ينضح به واقع الأمة اﻹجتماعي و اﻹقتصادي و السياسي بهدف بناء رؤيته للفعل و تحديد حركة هذا الفعل ؛ لا ذلك من تعرف علي الحزب من خلال ما هو منقول أو أوﻻئك ممن يستخدمون الحركات التاريخية كمغاطس يغتسلون بداخلها تخلصا مما ثبت عليهم من بذاءة ... فالبعثي الصادق في انتمائه يعرف من أن الحزب هو حالة معنوية لا وجود له الا في أعضائه ؛ و مجموع هؤﻻء الأعضاء هم من نسميهم الحزب و مجموع هؤلاء هم أبناء المجتمع الذي يعاني أزمة مركبة ( حضارية ) .

صحيح الحزب كحركة تاريخية قام و يقوم بتربية أعضائه و يخلق فيهم صفات الثورية علي أشلاء صفات تقليدية سيئة و مرفوضة ... غير أنه و مهما بلغت قوة و درجة تربية الحزب لأعضائه فإنه يعجز حتما عن استئصال كل أمراض المجتمع من نفوس كافة أعضائه . من هنا الحركة التاريخية التي تتقصد بناء مستقبل للأمة ، و البعث هو هذه الحركة الذي يفترض فيما يفترضه واقعه اليقظة الدائمة ؛ يقظة مقترنة بالحيطة و الحذر باعتبار أن هناك عناصر ــ شخوص ــ دخلت الحزب أو استوعبها في محطة ما من محطات فعله أو انعكاسا كنتيجة لحالة اجتماعية عابرة ، و يعجز الحزب من أن يخلق منها عناصر ثورية ان كان في فكرها أو في سلوكها لأستحالة تخلصها من أمراضها ... عناصر تسلك سبلا متعددة لإخفاء أمراضها ، غير أنها كعناصر و مهما برعت في فنون هذه الأمراض ( الصفات السيئة ) فانكشافها حتمي ... و قضيتها زمنية رغم تعرضها للتجربة و ما يمكن أن تسببه من تضحيات اضافية للتضحيات التي يدفعها الحزب في مواجهاته لمختلف رؤوس اﻹعتراض علي وجوده ؛ و يكمن الخوف كل الخوف في عدم الإنتباه لأفعال هؤﻻء اتجاه بعض الأفراد من الملاك المناضل للحزب أفعال هي شكل من أشكال الفعل الإعتراضي لنجاح التجربة تحركها نوازع السوء المتأتية من واقعنا اﻹجتماعي و تستهدف ابقاء الملاك المناضل للحزب في دائرة ”الرجل المريض “ بما يجعل من حركة الحزب كحركة تاريخية للأمـــة حالة ﻻ تفترق في شيء عن الحالات السياسية القائمة في واقع الأمة المعاش .

d.smiri@hotmail.fr
 





الجمعة ١٩ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة