شبكة ذي قار
عـاجـل










بنفس القدر من سخافة مسوغات الدعوة للاعتصام والضغط على حكومة الجواسيس في بغداد؛ وبالسرعة والمزاجية ذاتها أنهى مقتدى الصدر اعتصامه داعيا مناصريه للانسحاب والعودة لنسق عيشهم العادي.

ولا نعلم هل اتخذ قرار فض الاعتصام بناء على ترضيات جديدة وتعهدات ووعود أمريكية وفارسية للصدر في قادم مستجدات الوضع السياسي بالعراق؛ ولا ندري هل يكون الصدر قد أخذه الحنين لكمشة المرتزقة والخونة على شاكلته والوالغين في دم العراقيين لشحمة الأذنين..؟ لأن سقف مطالب الصدر وأهداف اعتصامه خدعت الكثيرين بل ذهب بعض الطيبين لحد الاعتقاد بإمكانية أن يمتطي أحد مخالب الفرس الأكثر طائفية صهوة جواد وطنية ما أحوج العراق وشعبه لبعض جرعاتها؛ وتناسى هؤلاء وخاصة رجالات الإعلام وأصحاب الأقلام أن مقتدى هذا لم تصدر عنه أية مراجعة لمسيرته الخيانية المترعة خسة ونذالة؛ بل إنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء التدبر فيما وضعناه ومعشر شرفاء الأمة وأحرارها من وقفات تاريخية وأخرى تحليلية وثالثة استشرافية لأجنداته وعرينا حقيقته دونما تجن وبمنتهى الموضوعية والوطنية ؛ ولم تشفع صيحات الفزع التي أطلقها ضحايا المخططات الإجرامية التي ينفذها لا منذ الغزو بل طيلة حياته ..

أعلن إذن المخادع الماكر عن إنهاء حركته الاستعراضية ليؤكد ما رافقها من تفاعلنا ورصدنا لها؛ حيث شددنا على أن الصدر ونظرا لكونه أحد أركان العملية الفاسدة حيث يشغل أشياعه ست وزارات وأكثر من أربعين نائبا؛ لا يمكن أن يكون صادقا ولا مخلصا لغير أولياء نعمته في طهران وهو الذي رضع من ثدي ولاية الفقيه المسرطن المتآمر الحاقد الشعوبي ؛ ولقد حرص مقتدى على الوفاء لكل ذلك لتخلو هرطقاته واعتصامه الباهت من أي نزعة حقيقية وتوجه جدي للتعبير عن هواجس العراقي المكلوم والمفجوع في أمنه وقوته وممتلكاته وعرضه وسلامته الجسدية وأبسط حقوقه المنتهكة.

هكذا يتضح بما لا يدعو مجالا للريبة للعراقيين وللعرب والعالم الحر أن حركة الصدر لم تكن في أفضل حالاتها إلا شكلا من أشكال المفاوضات من أجل تحسين حصته القادمة مما تبقى من غنائم كعكة العراق المنهك ..

هذا ولا يمكن فهم قراري الدخول في الاعتصام وتعليقه من خار ج التقيد بالتعليمات المزدوجة للفرس والأمريكان بما قد يحمل ترتيبات جديدة قد تكشف عنها الأيام القادمة ؛ لأن الإصلاح والتغيير الحقيقي في العراق لا تنحتهما عمائم الشر والدم والخيانة بل هي لن تنبع مطلقا من خارج فوهات بنادق المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية البطلة.

أنيس الهمامي
لجنة نبض العروبة والإعلام للثقافة والإعلام
تونس في ٣١-٠٣-٢٠١٦
 





الجمعة ٢٣ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة