شبكة ذي قار
عـاجـل










الدب الروسي الماكر ودلالات الانسحاب المفاجئ

إعلان روسيا سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا كان مفاجئ للكثيرين على الساحة الدولية والإقليمية وشغل أغلب وسائل الإعلام تحليلاً وتشكيكاً وللآن لم يتضح السبب الحقيقي من وراء سحب هذه القوات وتقليص التواجد العسكري الروسي على الأراضي السورية.
هنالك عدة معطيات ومؤشرات على هذا الانسحاب المفاجئ نسبياً يمكننا من خلالها فهم هذا الانسحاب وما وراءه.

أولاً: إقليمياً نعم شكل التحالف الإسلامي العربي ضربة موجعة لأطماع الدب الروسي في المنطقة فكان الدب الروسي يراهن على التشتت والتشرذم داخل العالم العربي والإسلامي.

ثانياً: دولياً أصبحت روسيا في موقف صعب بعد الجرائم التي ارتكبتها طائراتها بحق المدنيين العزل وتقارير المنظمات الحقوقية أصبحت تشكل فضيحة للنظام الروسي ولم يكن ذلك بمعزل عن جرائم المليشيات الصفوية والكردية التي تحصل أيضاً بغطاء الطيران الروسي.
ثالثاً: ضعف الموارد والجبهة الداخلية الروسية له نصيب كبير من أسباب الانسحاب، فحدائق روسيا الخلفية أصبحت مكشوفة والمجتمع الداخلي أصبح يتململ من تكاليف الحرب الباهظة.

رابعاً: ملف الطاقة ورغبة روسيا الجادة بالمحافظة على الزبون الأوروبي سريع الدفع وبالأخص بعد توفر البديل القطري ودخول الطاقة الإيرانية للسوق العالمية حيث أن الدول الأوروبية وعلى أثر أزمة اللجوء قد ضغطت بهذا الاتجاه.

خامساً: شعور روسيا بأن هنالك أسلحة نوعية دخلت للمقاتلين السوريين وبالأخص بعد إسقاط طائرة الميغ قبل أيام بصاروخ حراري فعليه لم تعد طائراتها محصنة من الإسقاط وهي لا ترغب بأن تشاهد مرة أخرى احدى طائراتها تهوي مشتعلة على شاشات التلفزة العالمية.

روسيا البوتينية والسوفيتية والقيصرية لم تكن يوماً حليفاً صادقاً وخروجها من سوريا وتركها لعملائها أمر طبيعي وليس استثنائي والقادم هو محاولة روسيا إيجاد موطئ قدم لها ضمن أي تسوية بخصوص الملف السوري والمساومة على الملفات العالقة مثل أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة عليها، ولن ننسى بأن روسيا لن تقبل أن تخوض مرة أخرى التجربة الأفغانية ولن تسمح لأقدامها أن تغوص بالرمال وبالأخص بعد انكشاف ضعف حلفائها إيران وحزب الله وأما تنظيم داعش يعلم الجميع ومنذ البداية أنه خارج حسابات الدب الروسي.

د. محمود النعيمات
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام



انسحاب روسيا من سوريّة : مناورة وتقاسم الكعكة
أم طبخة جديدة للمنطقة برمّتها ؟؟

في الوقت الذي اشرأبّت فيه أعناق جماهير الشّعب العربيّ في سوريّة لجينيف حيث تنطلق جولة جديدة من المفاوضات على أمل حلحلة المأساة التي ألقت بظلالها منذ خمس سنوات على بلاد الشّام، فاجئ الرّئيس الرّوسيّ فلاديمير بوتين العالم بعزمه سحب قوّات بلاده من سوريّة وسط شحّ المعلومات والدّوافع والغايات من هذه الخطوة.

إنّ أيّة محاولة لاستقراء أبعاد القرار الرّوسيّ لا يمكنها على الأقلّ في هذه المرحلة أن تحيط بما يدور في الكواليس الرّوسيّة ولا العالميّة، وأيّة قراءة ستظلّ قاصرة ما لم تأخذ بالاعتبار الظّروف التي تولّد فيها دخول الدّبّ الرّوسيّ للأراضي السّوريّة بكلّ ثقله وعتاده وعديده وقوّته الضّاربة منذ شهور خلت..

من المفارقات أنّ التّدخّل الرّوسيّ في سوريّة جاء بنفس السّرعة والارتجاليّة اللّتين طبعتا قرار الانسحاب، ولقد أعلنت موسكو إبّان خطيئتها السّافرة بالحضور العسكريّ الميدانيّ وقتها عن حزمة من الأهداف وكانت أساسا متمثّلة في السّعي لدعم حليفها النّظام الأسديّ وقد شارف وقتها على السّقوط كلّيّا، إضافة لحديثها السّاحر عن محاربة تنظيم الدّولة الإسلاميّة داعش مهدّدة بإنهائه وتحقيق ما عجز عنه غير الرّوس من أمريكان وحلفائهم وغيرهم، ولاك الرّوس أيضا علكة الحفاظ على وحدة سوريّة وسلامة شعبها.

ولقد انقسم المتابعون للملفّ السّوريّ، وانقسم معهم شعبنا العربيّ الصّامد في سوريّة تفاعلا مع خطوة الكرملين بين مؤيّد ومعارض ومحايد..

وحذّرنا حينها من تلك التّطوّرات وعرّينا زيف الادّعاءات القائلة إنّ الرّوس قادرون على تغيير الواقع السّوريّ ودفع الأمور للانفراج فضلا عن قدراتهم الخارقة على القضاء على الخطر الدّاعشيّ، وذكرنا أنّ آخر ما يعني بوتين أمر خطر داعش على السّوريّين والعرب عموما، بل إنّ ما يحرّكه فقط هو الحفاظ على مصالح بلاده الإمبريالية الصّاعدة في المنطقة وسعيه لضمان نصيب من كعكة الاكتشافات الطّاقيّة الهائلة هناك، إضافة لتجريب آخر مبتكرات آلة القتل والتّدمير الرّوسيّة الفتّاكة.

وفي عرض سريع لأداء الرّوس في سوريّة، سنتبيّن أنّهم لم يكونوا جادّين ولا صادقين في حملتهم على داعش، بل إنّ أذاهم وبطشهم عانى منه حصريّا أطفال سوريّة ونسائها وشيوخها أو من تبقّى منهم هناك، حيث مثّلت المستشفيات والتّجمّعات البشريّة المدنيّة الوجهة الأفضل لحمم الموت الرّوسيّة، ليظلّ داعش محافظا على قدراته القتاليّة ومتنفّلا بهامش حركة ومناورة لا يستهان بها داخل العمق السّوريّ كما أنّ النّظام الأسديّ لم يستفد كثيرا من الجيش الرّوسيّ وازداد انكماشه وتقهقره داخل مربّعات ومقاطع بعينها..

فما الذّي يدفع الرّئيس الرّوسيّ إذن لاتّخاذ قراره المفاجئ هذا في مثل هذه الظّروف؟
أوليس من المعلوم أنّ أيّ حرب أو تدخّل عسكريّ مّا، لا ينتهي إلاّ بانتهاء أهدافه وتحقيق غاياته؟
هل تمّ القضاء على داعش في سوريّة؟؟ وهل استفاد النّظام الأسديّ عمليّا من تدخّل الرّوس؟
إنّه وكما بيّنا سابقا، لم يتحقّق شيء من الأهداف الرّئيسيّة المعلنة من الرّوس ومن حلفائهم، فما مغزى هذه القرار إذن؟

قد لا يكون متاحا لنا التّخمين كثيرا ولا الذّهاب بعيدا في استبيان ذلك على الأقلّ الآن، خصوصا بعد سيطرة التّناقضات على التّصريحات المتواترة من موسكو ومن العواصم الغربيّة الأخرى.

ولكن يظلّ ثابتا أنّ الرّوس اصطدموا بحقائق الأرض فعجزوا عن الخلاص منها وذلك نظرا للتّكلفة الباهضة لحماقة رئيسهم المتهوّر بوتين وجرائمه النّاضحة إرهابا ووحشيّة بحقّ جماهير شعبنا العربيّ في سوريّة، وهو الذي جعل من سوريّة وشعبها حقلا لتجربة مبتكرات صناعته الحربيّة هذا من جهة، أمّا من جهة أخرى فالأكيد أنّ الرّوس تراجعوا وانسحبوا من سوريّة بفعل اقتناعهم بأنّه لا سبيل أمامهم لمواصلة تحدّي الولايات المتّحدة الأمريكيّة وحلفائها، وهو ما يشي بأنّهم حصلوا على صفقة ترضي نهم بوتين وإدارته ثمنا للسّكوت على طبخة يتمّ إعدادها وسيقع إخراجها قريبا.

فالخطوة الرّوسيّة تدلّل بما لا يدع مجالا للشّكّ أنّ النّظام الأسديّ يعيش لحظاته الأخيرة، وهو ما دفع حليفه الرّوسيّ الغادر للتّخلّي عليه وهذا ما تظهره تصريحات الخارجيّة الرّوسيّة وكذلك الفارسيّة الإيرانيّة التي تحدّثت عن وجوب الحذر وترقّب ما ستصفح عنه السّاعات والأيّام القليلة القادمة، ناهيك عن تصاعد خسائر عصابات حزب الله والحرس الثّوريّ الإرهابيّين في سوريّة ما سيجعل من فرص التّعويل على عامل الوقت عند النّظام المجرم في دمشق أمرا مستحيلا.

هذا، ولا يمكن عزل القرار الرّوسيّ في ظلّ كلّ ما تقدّم عن علاقته بالنّقاشات السّعوديّة الرّوسيّة التي وإن اختٌزلت عند عرضها على الإعلام في اتّفاق الجانبين حول تسوية سياسيّة من شأنها تضميد جراح السّوريّين، فإنّ الكواليس تتحدّث عن أبعد من ذلك لحدّ التّأكيد على أنّ روسيا لا تمانع من إسقاط الأسد وتدخّل التّحالف الإسلاميّ علنا في دمشق.

ويبقى قادم الأيّام كفيلا بإظهار مزيد من الحقائق وبتحديد دوافع روسيا وغاياتها ولن تخرج بالتّأكيد عن ضمان بوتين لمكاسب اقتصاديّة ستجعله ينكفئ على نفسه بعيدا عن تحدّي أمريكا ومن معها.

أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 15-03-2016


روسيا تفاجئ العالم

الانسحاب الروسي ،اذا صح، فهو نتيجة منطقية لدخول الحلف العربي الإسلامي على المشهد الشرق أوسطي. انه استجابة متوقعه لما أحدثه هذا الدخول من تأثيرات مختلفة جعلت روسيا أمام خيارات حاسمة. وسترى الأيام القادمة انسحابات أخرى بصيغة أو بسواها لتحقيق الرؤى التي أقحمها الحلف العربي الإسلامي سواء لصالح سلمية الحل في سوريا مع ضبط إيقاعاته المفضية في النهاية إلى إنهاء حكم الأسد أو لجهة كشف ظهر المشروع الإيراني وأدواته والذي سيبقى طبعا يحاول التشبث حتى تحين لحظة التصادم العسكري معه بإحدى طريقتين :

عراقية محلية مدعومة من التحالف وستكون المقاومة العراقية البطلة هي سيف الحسم .

الثانية ..حرب بين الحلف وايران وهو سيناريو قد يبدو ضئيل الحظوظ ولن تحقق كامل أهدافها دون ان تعتمد على قوة عراقية فاعلة على الأرض لطرد إيران.

وننتظر قريبا ومع ما ستسفر عنه مباحثات السلام السورية موقفا آخر للولايات المتحدة الأمريكية واحتمالات بروز موقف وقوة ضغط أخرى تضع إيران في زاوية أخرى ضيقة لعلها تجبرها على الانسحاب من سوريا لترمي بكامل ثقلها بانتظار معركة العراق.

كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام


الأسد يصافح بوتين في موسكو ( أرشيف رويترز )

يطرح إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته من روسيا تساؤلات عدة حول مغزى هذه الخطوة التي ستظهر مفاعليها في الأيام القليلة المقبلة. ولكن الواضح إن بوتين انهي عمليات قواته في روسيا استنادا إلى عوامل عدة أولها انه حدد منذ بداية التدخل مدة العمليات بأربعة أشهر ولم يبقي العملية مفتوحة الآجال.

ثانيا تزامن الإعلان عن بدء الانسحاب مع بدء مفاوضات جنيف، وروسيا التي عملت بجهد لعقد هذه المفاوضات تعرف أن استمرار العمليات قد يعطل مسار مؤتمر جنيف.

ثالثا يعتبر الرئيس الروسي أن تدخله أدى الغرض العسكري منه، فمنع سقوط نظام بشار الأسد عسكريا على الأقل ، و ساعد هذا النظام على استعادة زمام المبادرة ووقف تقدم معارضيه المسلحين مما سمح للوفد الحكومي بالتوجه إلى جنيف ويجلس إلى طاولة التفاوض من موقع قوي .

رابعا أصبح التدخل العسكري مكلفا للاقتصاد الروسي الذي لا يزال يعاني أزمة كبيرة منذ العام 2009، في وقت وصل فيه سعر برميل النفط إلى ادني مستويات له ، مما افقد الخزينة الروسية مداخيل مهمة.

خامسا أدى التدخل إلى تحقيق احد أهداف بوتين وهو كبح جماح المملكة العربية السعودية التي اضطرت لسحب ما قيمته 73 مليار دولار من أصولها الخارجية لدعم اقتصادها، الذي ينوء تحت ثقل تمويل حملتها العسكرية في اليمن والمساعدات للمعارضة السورية.
سادسا أوقف بوتين حملته لان الوجود الروسي في سوريا يزيد حدة التوترات في المنطقة . أخيرا نجحت موسكو في تمتين تحالفها مع إيران بعدما جمعتهما "رفقة السلاح" في سوريا.

ولعل النتيجة في حال استمرت الحرب طويلا ، قد ترتد على موسكو والرياض، وتزيد من صعوباتهما المالية وربما السياسية مع تقلب مزاج الرأي العام .

لقد استعاد بوتين لنفسه من خلال هذه الحرب موقعه كقطب دولي كبير وكسر أحادية القطب الأميركي الذي تفرد بإدارة العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

يوم امس بعد القرار المفاجئ لبوتين الذي فتح المجال للعقل المراقب للأحداث ان يضع عدة توقعات ويعيد الامل السريع لتغير خارطة الصراع في المنطقة ...

المتابع لردود الفعل يجد:
- ترحيب مجلس الامن بالقرار.
- ذهول نظام بشار من القرار وتفاجئه واضح جدا من صياغة البيان.
- صمت ايراني لغاية هذه اللحظة وهم غير معتادين على ذلك.
- الخارجية الامريكية بتصريحاتها مرحبة ومشككه في نفس الوقت وتحدثت عن رفضها لمقترح وزير خارجية روسيا بتقاسم الادوار حول ماسموه تحرير الرقة وتدمر.

- الموقف التركي السعودي غير واضح للان وكأنهم في ازمة كما هو حال الايرانيين.
هنا يتبادر للمتفائلين امثالي هل سيكون هناك دور للتحالف العربي الاسلامي في هذه التطورات ؟
ولو سمح لهم بدور هل هذا التحالف متماسك بما يكفي للنجاح في اخطر مهمة تخص الامتين ؟!

ام انه كما اظن انا المتشائم أسس كقوة معنوية لتطمين الخليج واهله في وقت تخلت عنهم امريكا وادارت ظهرها لهم لتدعم ايران على حسابهم ؟!

علينا ان نكون حذرين فنحن في حقل الغام بدون خريطة ويتوجب علينا كأمة ان ننزع الغامنا بايدينا وان نستعين بقدراتنا الذاتيه وان لا نحلم بدعم خارجي فوضعنا لا يسمح بخيبات الامل وليكن الله هو حسبنا فلنحسن التوكل عليه ونواجه عدونا متسلحين بالايمان بالله وحتمية النصر ومانناله من دعم مصلحي من الخارج ليكون وزيادة في الخير ولنتخلص من التنبله والاتكالية على اعدائنا بان يعتقونا ...
ملحوظات:

- الانا في اعلاه لاتمثلني بل تمثل الشخصية العربية المنفصمه.
- في علم البرمجة اللغوية ليس هناك مستحيل لدى الانسان فالله انعم على البشر بطاقات لاحدود لها قد تصل الى حدود خرق القوانين الطبيعية لكنها تحتاج لتثوير وتحتاج لرغبة وايمان.

أبو مصطفى الخالدي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام


بعد الإعلان عن بدء سحب القوات الروسية؟؟!!
هل تغيرت قواعد لعبة المصالح؟؟ أم حدثت معطيات أخرى لإدامة المصالح بشكل آخر؟؟

الإعلان المفاجئ للانسحاب العسكري ليس نتيجة "هزيمة" روسيا في سوريا كما يذهب الأحبة المتفائلين .. و ربطها بهزيمتهم السابقة في أفغانستان خطأ فادح.

من البداية قلنا أن التدخل العسكري الروسي هو ليس لحماية نظام بشار أسد المجرم، بل لحماية مصالح روسيا بالمياه الدافئة بالقواعد البحرية في سوريا. و أكدنا أن روسيا عندما تجد من يضمن لها مصالحها تلك فلا يهمها من النظام الآيل للسقوط أي شيء.

لنأخذ الأمور بموضوعية و عقلانية دون أن تحكمنا عواطفنا و النصف الأعلى من الكأس، و دعونا نرى قريبا النصف الأسفل من الكأس و ما يحتويه.

أما ما يتردد عن بدء انسحاب قوات حزب الله الصفوي من سوريا فلا أعتقد أنه جدي و فعلي. المشروع الصفوي ضد المنطقة العربية لا علاقة له بالمصالح الروسية، حتى و إن تقاطعا بمرحلة قصيرة بدعم و حماية النظام السوري المجرم.

المخرج الوحيد لحزب الله من سوريا هو إما تفعيل الدور العسكري للمعارضة السورية و تحقيق انتصارات ميدانية ترغمه على عدم قدرته على تحمل الخسائر البشرية و المعنوية، و إما إخراج فيلم بائس ل "حرب" مع العدو الصهيوني و مزارع شبعا جاهزة كبلاتوه للتصوير ..

انا مع التفاؤل، و فرحت جدا لأخبار مظاهرات الشعب السوري الشقيق الذين خرجوا فرحا بالانسحاب الروسي .. و لكن ؟؟؟!!!!
لننتظر المقبل القريب لنرى ما يحتويه النصف الأسفل من كأس المصالح ..

و ستنتصر إرادة الشعب السوري البطل و تكون مقدمة لأنتصار المقاومة العراقية الباسلة و انحسار الدور الإيراني الصفوي ..
المجد لأمتنا العربية ..

علي نافذ المرعبي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام


ما دلالات الانسحاب العسكري الروسي المفاجئ من سوريا ؟

د . حازم الراوي
هكذا هي شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، قرارات مفاجئة ، وجذب انتباه العالم لها.. هكذا دخل الى سوريا بأسلحته المتطورة من طائرات الجيل الرابع وصواريخ كروز وغيرها ، وبذات الطريقة المفاجئة اصدر اوامره الى وزير الدفاع بسحب قواته من سوريا ! فما الذي حققه من هذا التدخل ؟ وما الذي لم يحققه ؟ وهل هو انسحاب أم تراجع ؟ وهل جرى تحت ضغط خارجي ، أم بسبب الاوضاع الاقتصادية الداخلية وارتفاع كلفة هذا التدخل بالوقت الذي تتراجع فيه اسعار النفط العالمية ؟ وهل سحب يديه من دعم الاسد بسبب تعنت الاخير ونظامه على عدم القبول بفكرة التنحي والعملية الانتقالية؟

كلها أسئلة توحي الى احتمالات عديدة في المعاني والدلالات والمغزى من هذا القرار المفاجئ والغريب.

وللاجابة على هذه التساؤلات لابد من الاستعراض الموجز للحقائق والمعلومات والتوقيتات والاحداث المرافقة والمقاربة لهذا القرار. ولعل أولها وأهمها يتمثل باللقاءات المتواصلة والتفاهمات بين الجانبين الامريكي والروسي على مستوى المكالمات الهاتفية المباشرة بين بوتين واوباما ، وعلى مستوى اللقاءات المكثفة بين كيري ولافروف حول ضرورة التوصل الى الهدنة ، ومن ثم عقد مؤتمر جنيف بين وفد النظام والمعارضة برعاية المبعوث الاممي دي ميستورا، وقد جاء قرار سحب القوات الروسية مع اول يوم انطلقت فيه مفاوضات جنيف 3 بتاريخ 14 اذار مارس 2016 . ويبدو ان بوتين قد ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد ، فهو بهذا القرار أكد للعالم اجمع انه يدعم الحل السياسي ، كما انه غير متمسك بشخصنة القضية التي اكد عليها وليد المعلم في مؤتمره الصحفي الذي عقده قبيل مفاوضات جنيف حيث يبدو انه استفز القيادة الروسية عندما قال صراحة ان الحديث عن الرئيس خط احمر وان لا ديمستورا ولا غيره له الحق في الحديث عن انتخابات رئاسية . وقد سبقه في ذلك الموقف الايراني ، حيث صرح القائد العام للحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري بتاريخ 3 نوفمبر تشرين الثاني الماضي بان هنالك خلاف بين بلاده وروسيا حول بشار الاسد ، كما أشار الى ان روسيا ليست سعيدة بوجود حزب الله. وبالطبع فهذا عامل اخر مضاف لضرورات الانسحاب الروسي ، حيث ان حزب الله يعتبر ان مفتاح الحل والتأثير الميداني والسياسي في سوريا له وحده.

وفي مجال العوامل الخارجية المؤثرة في اتخاذ هذا القرار ، لابد من استحضار الموقف السعودي المكثف على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية ، ولعل الدعوة التي وجهها بوتين الى الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة روسيا خلال المكالمة الهاتفية بينهما بتاريخ 19 شباط فبراير الماضي والتي عبرا فيها عن رغبتهما المشتركة في حل الازمة السورية ، وبالطبع فانه لا يمكن لخادم الحرمين الشريفين ان يزور روسيا دون ان يجد على ارض الواقع ما يجسد الاتفاق السابق الذي جرى بين بوتين وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان خلال زيارة الاخير الى روسيا بتاريخ 11 تشرين الاول اكتوبر الماضي والتي لخصها لافروف في مؤتمره الصحفي بالقول ان كل من بوتين وولي ولي العهد السعودي اتفقا على ضرورة تحقيق مصالحة وطنية في سوريا والاسراع في اطلاق عملية سياسية.

أما في مجال العوامل الداخلية المؤثرة في هذا القرار ، فانه وكما معروف ان الحرب مكلفة اقتصاديا ، وعلى سبيل المثال يكفي القول ان تكلفة الصاروخ الواحد من نوع كروز يتراوح من 600 ألف دولار الى مليون دولار ، وقد يتجاوز سعر الصاروخ المقذوف من الطائرة المقاتلة ال 100 ألف دولار. ، ناهيك عن عدد ساعات الطيران المتواصلة في الاجواء السورية للطائرات الروسية التي تقلل من عمرها الافتراضي. وفي جميع الاحوال فان بقاء روسيا في هذه الحرب لمدة أطول مع الانخفاض الحاد في اسعار النفط العالمية سيفضي الى انهاك الاقتصاد الروسي دون مسوغ معقول.

ومن العوامل الداخلية ايضا فانه وبالرغم من وجود نظرية عسكرية تؤمن بحسم المعارك من قبل سلاح الجو وصاحبها دي سفرسكي ، الا ان القيادة العسكرية الروسية الحالية تدرك تماما ان سلاح الجو لا يمكنه ان يحسم المعارك لوحده دون التواجد على الأرض ومسكها، ولما كان حزب الله والمليشيات الإيرانية هي التي تتحرك وتتحكم وتستثمر الضربات الروسية فلا معنى لهذه الضربات وهذه التضحيات الاقتصادية.

أما العوامل المعنوية ، فان البيان الروسي قد أشار إلى ان قرار الانسحاب جاء بعد ان أكملت القوات مهامها ، ويبدو ان المقصود بذلك استعراض القوة وخاصة العرض الجوي لطائرة الجيل الرابع المتقدمة من نوع سوخوي 34 ، وكذلك فحص وعرض القدرات العسكرية التأثيرية بقوتها التدميرية ومدياتها الطويلة ودقتها في الإصابة، وهو الذي يعتقده الروس ضروريا خلال المرحلة الراهنة من الحرب الباردة ، وخاصة بعد ان خسرت روسيا موقعها وتأثيرها في كل من أوكرانيا وجورجيا.

وأخيراً فان هذا القرار سيفضي دون شك الى العديد من الاثار القريبة ، ولعل إمكانية التدخل العربي الاسلامي ضمن التحالف الإسلامي ليس بالبعيد، ان لم يتم حل الأزمة سياسيا بتفعيل جنيف 3 والموافقة عليها من قبل اطراف الازمة.





الثلاثاء ٦ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة