شبكة ذي قار
عـاجـل










حقيقة، صدمت اليوم بما كتبه فاضل ثامر وأحسست بالمرارة أن أدباء العراق ومثقفيه ارتضوا هذه السنوات كلها أن يعتلي فاضل ثامر عرشاً صنعه الجواهري الذي لو طرأ على خاطره أن شخصاً مثل فاضل ثامر سيعتليه يوماً لما صنعه ولما فكر بذلك أصلاً.

لكن الواقع، أيضاً، أن قدرة فاضل ثامر على الخداع والتلفيق والكذب وتشويه الحقائق والرموز الأصيلة النظيفة، أدهشتني، في الوقت نفسه، بحيث ترحمت على نوري المالكي لأنه لم يبلغ هذه الدرجة من الكذب والتلفيق والتشويه والحقد.

أبداً لا يوجد في هذا الكون مثل هذه القدرة الشريرة، لا سمعنا بها ولا قرأنا عنها، ولا رأينا مثلها، ولم يرو لنا عن مثلها أبداً، وإذا كانت المعايير التي وضعها المحتلون لمن يتولى الرئاسة في هذا البلد وكيلاً عنهم تعتمد على مثل هذه المقدرة، فهم حمقى وبلهاء لأنهم لم يلتفتوا إلى فاضل ثامر فسلموه رئاسة اتحاد الأدباء وأعطوا الرئاسات الثلاثة لسواه.

في مقال كتبه بعنوان ( عبد الرزاق عبد الواحد .. شاعر كبير أضاع مجده وظلم شعبه )، بدا فاضل ثامر موضوعياً جداً، على منوال معممي الفرس حين يسقطون مرجعاً عربياً من عيون الناس، فيقولون لهم إنه عالم فاهم جامع للشرائط تقي عابد راكع ساجد، ولكنه يفعل كذا وكذا، فيسقط هذا المسكين من أعين الناس وهو برئ براءة صدام حسين من قضية حلبجة، وكذلك فعل فاضل ثامر في مقاله هذا، ولكن الحقد داخله دافع قهري عنيف بحيث ظهر في فلتات قلمه.. إنه يقول "أثار رحيل الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد الكثير من السجال والجدل والحوار، فهناك من يحتكم إلى عطائه الشعري ويرى اننا يجب ان نؤبنه و ( نستنكر ) إنجازاته الشعرية، وهناك من يحتكم إلى مواقفه السياسية المتأخرة ويرفض إظهار ايّ شكل من أشكال التبرير للدور الذي نهض به في تلميع صورة دكتاتور عانى الشعب العراقي الويلات من ساديته وسياسته واستبداده، وأيضاً بسبب قصائده المتأخرة التي ظل يمجد فيها رموز النظام الدكتاتوري".

وأرجوك عد إلى الكلمة التي وضعتها بين قوسين كبيرين داخل النص، فبدلاً من أن يكتبها ( نستذكر ) طغى حقده على الفقيد في لحظة فكتبها ( نستنكر )، فهي موجودة في عقله الباطن وغافلت موضوعيته التي ادعاها وعبرت عن حقده الدفين.

طيب، عبد الرزاق عبد الواحد قال شعراً في الرئيس الراحل صدام حسين، ولم يتنازل عنه إلى آخر لحظة من حياته، وشاعر مثله يليق بقائد مثل صدام، كان يمتلك مشروعاً نهضوياً هائلا عندما بدأت ملامحه بالظهور حارب العالم كله العراق بسبب ذلك المشروع الطموح .. لم يتبدل عبد الرزاق عبد الواحد إذ كان مؤمناً بصدام وبمشروعه كبقية العراقيين، ولكن ماذا عنك أنت يا فاضل ثامر؟

أنت كنت تعمل في أخطر جهاز من أجهزة الرئيس صدام حسين، هو جهاز المخابرات، مترجماً لما يكلفك بترجمته الجهاز، ولما كان من يعمل في الأجهزة الأقل أهمية من هذا الجهاز ينبغي أن يكون ثقة ومزكى من أعلى المستويات، فكيف دبرت ذلك إذا لم تكن من المقربين؟

كانوا يسألونك مثل هذا السؤال، فتجيبهم: "الشغل مو عيب"، وبقيت تمارس هذا العمل حتى كان الغزو الأميركي في 2003.. فهل ستقول إنك كنت تعمل لصالح أحد أحزاب المعارضة؟ وكيف ستمرر علينا هذه الكذبة وأنت داخل جهاز يستكشف حتى ما ستفكر فيه ولو بعد أيام؟

وفي السنة الأولى للحرب العراقية الإيرانية سنة 1980 كرمك الرئيس الراحل صدام حسين بسيارة نوع برازيلي، أنت والمرحومين عبد الستار ناصر وغازي العبادي، وضياء خضير وعبد الخالق الركابي وحاتم الصكر وآخرين، فلماذا تم تكريمك ولم يتم تكريم سواك؟

أرجوك لا تضحكني وتقول : أجبروني على ترجمة كتاب فارسي بالانكليزية يبين طبيعة الشخصية الفارسية ليسهل التعامل معها في الميدان.

ثم جاء الاحتلال وهرعت إلى المجند الأمريكي إبراهيم الخياط الذي كلفه الحاكم المدني بول بريمر بشؤون الثقافة بعد الاحتلال وساعدته في وضع الخطوط لتحركه في الوسط الثقافي، فيما ساعدك هو على تبديل جلدك لتخدم محتلي بلادك، وبهذا فإن عبد الرزاق عبد الواحد، الذي كان يعلم علم اليقين أنه لو فتح فمه بكلمة، كلمة واحدة، تريح المحتلين لانفتحت أمامه الدنيا، هو أفضل منك وأشرف وأنبل، لأنه لم يتزحزح عما يؤمن به وأنت كان إيمانك بالدينار تميل حيث يميل.

وكان من الخير لك أن تصمت، ولكنك عبت في مقالك على عبد الرزاق عبد الواحد تمسكه بوطنيته، وأنه لم يسلك الطريق الذي سلكته أنت في تأييد المحتلين والعملية السياسية التي فرضوها على شعبنا، ثم تلوي عنق الحقائق لياً فتدعي أن جيش الطريقة النقشبندية تابع لداعش، وأن عبد الرزاق عبد الواحد كتب له نشيداً يقول: "زنداً لزند .. قف للعراق يا نقشبندي"، وتعرج على وصف عبد الرزاق لحكام المنطقة الخضراء وللميليشيات الإيرانية، الذي استقبلت زعيم إحداها قيس الخزعلي في بناية اتحاد الأدباء، بأنهم همج، فادعيت أن عبد الرزاق، وصف الشعب العراقي بأنه شعب همجي، فإذا كان قتلة الشعب هم الشعب في نظرك فهنيئاً لك بشعبك الهمجي هذا.

ثم تردد كذبة أنتم صنعتموها وروجتموها، وهي تلفيق لما قاله الراحل خلال إدلائه بوصيته عبر فيديو، وادعيت أن عبد الرزاق يخاطب في الفيديو أبا بكر البغدادي الداعشي، في حين أن هذا التسجيل جرى في منزل الشاعر الراحل في شارع الكاردينز خلف جامع الطباع وسوبر ماركت كارفور في عمان الذي طالما ضمنا في جلسات مع فقيد العراق، وكان يخاطب فيه صديقه الموصلي السيد كفاح قصاب باشي، المقيم في عمان والذي ربطت بينه وبين فقيد العراق صوت العراق العالي علاقة وطيدة بحيث لم يعد أحدهما يستغني عن الآخر.

نعم، الشاعر كان يخاطب السيد كفاح قصاب باشي، في حضور زوجته أم خالد، لا كما دسست أنت بأنه كان يخاطب أبا بكر البغدادي.. وأضحكت بهذا العالم كله إذ كيف يوصي صابئي مندائي داعشياً.

إنك بهذا ذكرتني بقول الملا عبود الكرخي الذي يقول : "يخبط شجر ومحلبي ويسويله بعبع الغبي ) .. فياللتفاهة ويا للعار وياللخسة التي تركب المرضى الدساسين المحرفين الموظفين لدى أقزام الاحتلال.

إن من هوان الدنيا على الله أن يسمى فاضل ثامر عراقياً ويسمى عبد الرزاق عبد الواحد داعشياً، وأن يعيش فاضل متنعماً في الوطن الذي خانه وأعان المحتل عليه، وأن يعيش عبد الرزاق عبد الواحد ضنك الغربة بعيداً عن الوطن الذي أحبه ووهبه أحلى القصائد والأناشيد ويستشهد في الغربة.

اللهم لك في ذلك إرادة ولا اعتراض لدينا على إرادتك.





الخميس ٣٠ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة