شبكة ذي قار
عـاجـل










تدخل التظاهرات أسبوعا آخرا وجمعة أخرى مقررة للتظاهر بعد أن تراجعت فرص الاعتصام . ومن يراقب حملة الإعلام الموجه ضد الانتفاضة بكل تفاوتها ومصالح القوى التي تقف وراءها يشخص ثلاث حالات لا بد من التوقف عندها :

الحالة الأولى: وهي حالة الإيمان الكامل بقدرة شعبنا على المقاومة واستمرارها مهما كانت الظروف المحلية والإقليمية القاسية ، واتساع حجم التآمر على الحراك الشعبي المنتظر والمتفجر في كل لحظة. هذا الموقف تؤمن به وتسعى إلى تحقيقه على الأرض قوى المقاومة والممانعة الوطنية كلها وفي سائر تنظيماتها المسلحة والسياسية وهي التي ترفض تلك العملية السياسية ودستورها وتشريعات حكومتها وشخوصها وكياناتها السياسية وقواها الفاسدة، وتطرح قوى المقاومة والممانعة والتغيير الحقيقي بدائل وطنية وخارطة طريق تسعى إلى إنقاذ العراق وإخراجه من المحنة كليا.

الحالة الثانية: حالة القوى التي تستغل حالة الحراك الشعبي بشكل انتهازي ومصلحي وظرفي وتسعى من خلال تمرير شعارات المطالبة بالإصلاح والتغيير من داخل الكيانات السياسية وقوى الإسلام السياسي والطائفي الحاكم والمتشبث بالسلطة وامتيازاتها ، فهي مستعدة لوأد الانتفاضة في أية لحظة في حالة حصولها على بقية امتيازات الكيكة المتعفنة ، وهي تدفع أن تُسَّير وتقاد تلك الانتفاضة من قبل قوى هامشية ضعيفة ومترددة، وهي تحاول أن تستغل حماسة وقلة خبرة الشباب في التصعيد تارة والاندفاع أو الدفع نحو التراجع الملاحظ في زخم التظاهرات.

والخطورة في هذا الجانب إن هذه القوى تحاول رهن مصير الانتفاضة بقرارات وتوجيهات خطب وكلاء المرجعية كل جمعة، تلك المرجعية التي لازالت تمثل الأم الرؤوم والراعية المباشرة لحكومة المالكي وبعده ألعبادي، وتسعى إلى حمايتها من مخاطر العصف الثوري، لذا فهي تعمل على لجم اندفاع المنتفضين وتقديم الفرص والوقت للحكومة المترددة، انتظارا للعوامل السياسية الطارئة على العراق محليا وإقليميا ودوليا. وهذا اتجاه خطير يجب الانتباه له وفضحه بشكل صريح وجرئ.

الحالة الثالثة: تيار السلطة الحاكمة ومليشياتها وحلفائها فهي تسعى إلى زرع حالة اليأس والرهان على تعب المنتفضين وتراجع أعداد المتظاهرين وترهيب بعض قادة المظاهرات وتهديدهم بالتصفية الجسدية والخطف واعتقالهم والهاء جمهور الانتفاضة عن المطالب الوطنية الأساسية الكبرى المتمثلة في إسقاط الحكومة وإلغاء العملية السياسية وفتح الطريق نحو مصالحة وطنية تقود إلى حكومة وطنية محايدة تضع لبنات الطريق السليم لحل مشاكل العراق وتصفية تبعات تركة الاحتلال والتدخل الأجنبي في العراق.

إن المجموعة الثالثة تريد من متظاهري الجمع القادمة التخلي تدريجيا عن المطالب الجذرية والأساسية التي انطلقت بها المرحلة الأولى من تظاهرات 2011 وانتفاضات واعتصامات الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى، وفي مقدمتها مطلب إطلاق سراح المعتقلين والسجناء منذ الاحتلال2003 وإصدار قانون العفو العام ومحاسبة اللصوص والسراق وحيتان الفساد السياسي والمالي.

إن الحكومة وحلفائها وتيار من مروجي المرجعية يحاول دفع المتظاهرين في هذه الجمعة إلى التركيز فقط على إطلاق المجموعات الأخيرة من النشطاء الذين خطفتهم الأجهزة القمعية والمليشيات كقضية الشحماني وغيره.وتدفع إلى شعار حماية الحكومة والمرجعية للمتظاهرين، وكان القضية برمتها صارت تشبه حال ( يا أبو زيد كأنك ما غزيت ) فترجع الجماهير إلى بيوتها تجر أذيال الخيبة واليأس حتى من الإصلاح الزائف المشبوه الذي تتبجح به حكومة ألعبادي وتسكت عن عيوبه المرجعية ووكلائها وبعض القوى التي تدعي معارضة المالكي وامتدادات حكم حزب الدعوة الذي لازال يحكم العراق بالحديد والنار.

وان غدا لناظره قريب





السبت ١٩ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة