شبكة ذي قار
عـاجـل










إن الحسين ( عليه السلام ) عند العارفين بأهدافه ومقاصده ليس اسماً لشخص فحسب، وإنما هو رمز عميق الدلالة ، رمز للبطولة والإنسانية والأمل وعنوان للدين والشريعة والفداء والتضحية في سبيل الحق والعدالة لقد اختار الحسين (عليه السلام) شهادته ، وفتح لنا باباً واسعاً للجهاد في سبيل الله، هذا الباب الذي كان الطغاة وعملاؤهم يحاولون غلقه أمام الناس. إن ثورة الحسين ( عليه السلام ) كانت الوهج الساطع الذي أضاء المسالك لمن أراد المسيرة بالإسلام في طريقها الصحيح والمرآة الصافية للتخلص من الحاضر الذي كانت تعيشه الأمة ومن واقعها الذي كانت ترسف في أغلاله الحسين بن علي ( علية السلام ) شعار ومدرسة وتيار كفاح وجهاد رسالي وسياسي فريد في تاريخ الإسلام لذلك كان دورة كبير وأثرة عظيم فقد كان قوة دافعة محركة في أحداث التاريخ الإسلامي وخصوصا الجهادي منة على مدى أجيال ولم تزل نهضته ومبادئه تتفاعل وتؤثر في ضمير الأمة ووعيها . لقد كانت هناك عوامل ودواعي سياسية واجتماعية ورسالية دفعت الإمام الحسين ( علية السلام ) إلى التحرك ومواجهة الظلم وفي مقدمة هذه الدواعي هو انتهاك المبادئ التي يقوم على أساسها الحكم في الإسلام والتي أبرزها .

1- احترام رأي الشعب ومشاورته في تسير شؤون الحكم والسلطة قال الله تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }

2- سيادة القانون والقيم وجعلها مقياسا لقيم الحاكم ومدى مشروعية وجودة وحقه فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه }

3- العدل والمساواة بين أبناء الأمة في الحقوق والواجبات بمختلف طبقاتهم وقومياتهم قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )

4- الكفاءة والاستقامة في توكل شؤون الأمة وتسير مهام الحكم والسياسة فيها ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ )

5- العدل في توزيع الاقتصاد قال تعالى (( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))

6- حق النقد والنصح والتوجيه ومناقشة سياسة الحكم قال تعالى ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

أننا نعيش اليوم في عراقنا الحبيب نفس الدواعي التي دعت الأمام الحسين ( علية السلام ) للثورة وعلينا أن نحقق الأهداف التي خرج بسببها رمز الأمة الحسين ( علية السلام ) . ونحن كل العراقيين مدعوين لثورة على الظلم والطغيان لتغير الواقع الفاسد الذي تنتهجه الحكومات الفاسدة منذ 9 / 4 / 2003 ولحد اليوم من قتل وتهجير وقطع ارزاق الناس ومليشيات قذرة ومحسوبيات ولهذا علينا الاستمرار بالثورة حتى تحقيق أهدافها وهي

1- تغير الأوضاع السياسي واستبدال الجهاز الحاكم وأسلوب الإدارة السياسية والتعامل مع الشعب وفق الموازين والمعاير الدولية وتشكيل حكومة أنقاذ وطني تخرج البلاد من هذا الواقع الذي يهدد وحدة العراق

2- الغاء الدستور واستبدال فقراته

3- تعويض المتضررين من جراء ظلم الحكومة الفاسدة

4- إعادة بناء جيشنا الباسل على وفق قوانينه التي كان عليها قبل الغزو والاحتلال

يقول سيدنا الحسين ( عليه السلام ) أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلا لحرام الله ، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يدخله مدخله.

أذا ليخرج الجميع في ثورة جامحة تحقق الأهداف وتعيد الأحلام في عراق حر لثورة لا تنتهى إلا بإسقاط الحكومة الفاسدة ويتناسى الجميع أية خلافات أو شعارات أو مطالب خاصة .
 





الاربعاء ٢٠ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو جعفر المنصور نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة