شبكة ذي قار
عـاجـل










 نظام المحاصصة باقٍ على حالـــــــه .

 الطائفية والعرقية .. هي العمود الفقري لهذا النظام .

 الوجـــوه تتغير ,, ونظام المحاصصة باقٍ كما هو .

 أمريكا غيرت الوجوه .. وإيران التزمت الصمت بضعف.!!

 

.. إن الذي يعرفه الجميع هو أن العراق ما يزال محتلاً، وركائز حكمه مجموعة من عملاء الاحتلال وطغم طائفية إيرانية الأصول، يتحلق حولها مرتزقة ويقود هذا الجمع الشرير الذي يسمونه بالعملية السياسية ( تمساح ) طائفي تربى في أحواض الإرهاب الإيراني طيلة عقود الحرب العراقية الإيرانية .. قَتَلَ وقاتل في لبنان .. وقَتَلَ وقاتل في العراق .. وفجر سفارات ومنشآت وهدد طائرات بالخطف .. هذا التمساح المتوحش، الذي أصيب بالجنون، يتغذى من أكثر من جهة، الأمريكيون المحتلون يغذونه ويتركونه يعبث لغايات، والإيرانيون يغذونه ويشحنونه ويشجعونه على التدمير- تدمير الشعب لكي يتمزق، وتدمير الدولة لكي تضعف - وأنظمة أخرى تغذيه على طريقتها الخاصة .. ومزرعته الوارفه أموال النفط والعملية السياسية، التي يديرها مكتب التنسيق الأمريكي- الإيراني المشترك .. تجمع هذه العملية حيوانات ووحوش الغاب .. تسلط عليهم التمساح الطائفي وبات يهدد حتى المقربين له .. والمقربون من الطغمة الطائفية الفارسية باتوا يخشونه لسببين ، الأول : أنه من طينتهم القذرة ولا يريدون ان يخسروا مكاسبهم واموالهم وارواحهم، لكونهم لا يأتمنون هذا التمساح، الذي يعشق ولي الفقيه إلى درجة العبادة كعشقه للسلطة والجاه والمنصب، ولا يعير اهتماماً للشعب ولا للدولة ولا للجوار، عدا ايران ، ولا للعالم . والثاني : أنهم لايريدون ان يفرطوا بجمعهم الطائفي، إعتقاداً منهم بأنهم في سفينة لم تبحر أساساً، ظلت جانحة في المياه الضحلة بين صخور العراق الصعبة، التي لم يتعض منها أحد ولم يقرأ أيا من هذه الطغم التاريخ الذي يقول أن الأجنبي لا مكان له في العراق وبأي شكل أو صيغة.. وهذه العِضَة على رأس الأولويات، وليس نهجاً ثانوياً على الطريق.. وإن المواطنة، لا الطائفية ولا العرقية، هي التي لها جذورها العميقة في مكونات الشعب في عمق حضاراته الإنسانية .. وإن مشاريع الجوار لا تنفع في أن تجد لها قدماً قذرة في أوساط الشعب لكي تستمر على أرضه عبر التاريخ .. ولكن هذا ( التمساح ) قد جعل حيوانات الغابة التي تحيطه في العملية السياسية تلتجأ الى اساليب الاطاحة به - بعد أن نفضت أمريكا يدها منه وقبلت إيران بخليفته على مضض، لتحصل على الأثنين معاً .. المحافظة على مكاسبها وحياتها ، والمحافظة على عدم انفراط جمعها الطائفي، المنفرط أصلاً .. لأن مقاييس عملية الاحتلال الامريكية - الايرانية، وحسب رؤاهما، لا تسمح بالانفراط إنما تسمح بالمزيد من القتل والنهب .. والتمساح الطائفي، ومنذ عدد من السنين قد استحوذ على كل السلطات، كما استحوذ منذ شهور على أرصدة خزينة الدولة في البنك المركزي ووضعها تحت تصرفه، ليوزع اموال الشعب على مرتزقته باسم الطائفة وشعاراتها وابواقها ورجال مرجعياتها من أجل التعبئة الطائفية للقتل والتدمير، وبأسم سياسة الدفاع عن ( المراقد المقدسة ) ، وهي سياسة إيرانية صفوية بامتياز.

 

ولكنه ظل يعلن أنه التمساح الأقوى والأشرس والمقبول أمريكياً وإيرانياً .. لماذا ؟ لأنه نفذ اتفاقيات مذلة لشعب العراق وأعلن أنه يحارب ( الإرهاب الدولي ) .. ولكن هذا الغطاء بات رثاً أمام الحقائق الشاخصة على الأرض طيلة أحد عشر عاماً .

هذا الواقع المرير .. دفع أمريكا إلى التغيير بعملية جراحية تجميلية جاءت في شكل تغيير وجوه فقط .. تغير ( التمساح ) ، على الرغم من شراسته السادية الدموية، بـ ( ضبع ) من رهطه، رغم انشقاقه عنه إدعاءاً، يضمر هو الآخر حقداً طائفياً دفيناً أسود وشهية لا مثيل لها للنهب ( بالمناسبة .. لقد اكتشفت الشرطة في مطار السويد هذا الضبع وهو يهرب أموالاً من العراق إلى لندن، ونشرت الصحافة السويدية صورته عارياً في المطار.. والأمريكيون والأوربيين وبالأخص منهم البريطانيون يعرفون هذا الضبع جيداً، تاريخه وتكوينه ودوافعه، حتى أنهم يتوقعون أفعاله حيال الأحداث في العراق والمنطقة .. لماذا ؟ لأن جنسيته بريطانية ، وتم تعيينه رئيساً لوزراء العراق..!! ) .

 

إن تغيير ( التمساح ) بـ ( ضبع ) لن يغير من مأساة العراق والعراقيين، لأن الغابة تظل هي الغابة، والعملية السياسية هي هي، كما أسسها المحتل الغازي ويريد استمرارها بعد أن سلمها إلى الإيرانيين .

 

إن طباع هذه المخلوقات المتوحشة التي نصبها الاحتلال، هي طباع حيوانية، ولكنها تختلف تماماً عن بعضها في طريقة تعاملاتها وطريقة تعاطيها ودفاعها عن نفسها، وطريقة تمويهها .. فالتمساح مثلاً، لا يَسْلَمْ من أسنانه أحداً ممن يريد أن يسبح في النهر.. وكل حيوانات الغابة ( العملية السياسية ) مهددة عند العبور حتى من جنسه ، فهو مخادع وغادر ويعتاش على المغفلين من الحيوانات الأخرى التي ترتاد حافات المياه، والتي تجازف وتقترب حتى من حدود العملية السياسية .. أما الضبع فهو شرس وجبان ولا يستطيع أن يقوى إلا بين قطيع الضباع .. ولا مستقبل له أمام زخم الثورة الرائدة الكبرى في العراق .!!

 

ماذا سيحصل في غابة العملية السياسية : ؟!

- الضبع سيختار عدداً من الحيوانات ليقودهم، وفي مقدمتهم بعض الضباع من حزب الدعوة ، لأنه لن يتخلى عن قطيعه ، وسيختار الأفاعي من منظمات القتل الطائفية لتبث سمومها في كل المرافق ( الاعلام، والتربية والتعليم، والتشريع، ومنظمات المجتمع المدني التي تصنعها العلاقات العامة مدعومة بسياسة أو منهجية ولي الفقيه ، فضلاً عن ملفات النهب والسلب، والنفط واللفط ، وتصفيات الخصوم طائفياً وعرقياً والإبتزاز تحت تسمية الإستثمارات .. والإستثمارات وملفاتها يبرع الضبع الجديد في تعاطيه وتسوياته المكفولة بتهب المال العام .. فيما تقع قوائم القتل تحت تصرف منظمات بدر والصدر والفضل والعصائب والعقارب وسوات وغير ذلك .. ولا شيء أسمه دولة..!! ) .

 

- الضبع ، جيء به على أساس صيغة أحسن السيئين .. بعد أن بلَغَ الأمريكيون والإيرانيون رسالتهم بسفك الدماء وتشريد ملايين الشعب العراقي وتقسيمه الى فئات وشرذمته في تناحرات وهمية اعتقاداً منهم بأنهم قادرون على تقسيم شعب متجانس وطنياً وروحياً ودينياً واخلاقياً منذ آلآف السنين .

 

- البريطانيون دخلوا على خط التعارض الأمريكي الإيراني بشأن التعجيل بلملمة الأوضاع المتردية والمتهاوية للحكم الطائفي في بغداد أمام زخم الثورة وزحفها صوب الإستقلال والخلاص الوطني من الاحتلال الأمريكي والإيراني .. وذلك بإخراج ( حيدرالعبادي ) أحد قياديي حزب الدعوة الإرهابي، الذي يدين بولائين مزدوجين ( بريطاني- إيراني ) يحظى بموافقة أمريكية إسرائيلية .

 

- سياسة " أوباما " التي تقوم على نظرية ( لا منتصر ولا مهزوم ) ، تأخذ نصيبها على مسرح الأحداث في العراق .. الأمر الذي يبقي المالكي، وهو مجرم حرب مدان عراقياً وإقليمياً ودولياً، يهدد بإشعال العراق أمام صمت أمريكي خجول ينطوي على إبقاء حالة الصراع والتآكل جارية على أساس مبدأ استنزاف الجميع في حلقة مفرغة سياسياً وعسكرياً وأمنياً واجتماعياً .. إلخ .

 

- الإستنزاف هذا يعمل على خلط الأوراق .. وتحت سقف هذه اللعبة القذرة يتم عمل الصفقات، وشراء الذمم ، والتوريط بالمناصب ، والإغراء بالوعود على حساب الشعب والوطن .. الأمر الذي يستهدف كسب الزمن من أجل إنضاج ما يسمى بـ ( الثورة المضادة للثورة ) وغاياتها الشرذمة والإجهاض .

 

الثورة لن تتوقف ، وزخمها سيستمر في تدمير جيش الحثالات الطائفية .. وإسقاط الدستور الذي يكرس الطائفية ، ويضع حداً للعملية السياسية الإستعمارية .. فلولا الدستور الطائفي الذي فرضته قوات الاحتلال الأجنبي وتمسك به العملاء والجواسيس والطائفيون والمرتزقة ، لما ظهرت الطائفية اللعينة بثوبها المليشي الدموي المسلح تحت قيادة أجنبية .. دعونا نسأل دول العالم أجمع وبدون استثناء : هل تقبل بين ظهرانيها مجاميع تنتهج خطاً مذهبياً مسلحاً على أراضيها ؟ وبعبارة أخرى ، هل تقبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا منظمات مليشية طائفية اجنبية مسلحة على أراضيها الوطنية ؟ .. لا أحد من دول العالم حتى إيران يقبل بوجود منظمات مسلحة ذات نزعة ايديولوجية متطرفة تعمل على اراضيها لحساب دولة أخرى .. فلماذا يقبل الشعب العراقي بوجود منظمات طائفية إيرانية مسلحة على أراضيه الوطنية .؟!

 

لا استقرار في العراق ما لم يلغى الدستور ليحل محله دستور يضعه الشعب العراقي الذي لا يقبل بأي دستور يضعه الأجنبي المحتل .. كما أنه لا استقرار في العراق ما لم تسقط العملية السياسية التي هندسها المحتل الغازي وفصلها على قواه الطائفية العميلة وجواسيسه ومرتزقته ، وغاية هذه العملية إبقاء المحتل الغازي ونفوذه ونفوذ وكيله الإيراني يستنزف ثروات العراق وينزع عنه هويته القومية العربية ويبعده عن دوره الإنساني الرائد .

 

الثورة تتقدم، وهي تعرف طريقها جيداً ، ولن تلهيها فبركات وتلاوين الأحداث والتجاذبات ونظرية واشنطن ( لا منتصر ولا مهزوم ) .. فأمريكا مهزومة لأنها فاشلة .. وإيران وكل أدواتها مهزومة لأن أطروحاتها الطائفية قد تعرت تماماً ولا أحد يصدقها، وألآعيبها على حافات غزة وتخوم ديالى وجبال سنجار قد تكشفت وما عادت تصيب الهدف ، فيما تجر أذيال الخيبة في ريف دمشق ، وتلعق جراحاتها على حدود عمران .!!

 





الخميس ١٨ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة