شبكة ذي قار
عـاجـل










كلما رأيت عمائم الضلال ترتدي اللباس العسكري وعليها العمامة والعباءة في حجر نومهم أو بين جلاوزتهم في جحورهم أو في مكان آمن ليس هو ساحة قتال، تذكرت قولة أبي الطيب أحمد المتنبي طاب ذكره :


وَإذا ما خَلا الجَبَانُ بأرْضٍ طَلَبَ الطّعْنَ وَحدَهُ وَالنّزَالا
هؤلاء لن يموت منهم أحد إلا حتف أنفه، ولكنهم يدفعون بالسذج والجهلة والقاصرين إلى ساحات لا يجرأون هم على الوصول إليها ولا يرسلون إليها أبناءهم ليجعلوا منهم حطباً لمواقد الفتنة التي يوقدونها بفحيحهم الطائفي، كما فعل أسيادهم في طهران عندما كانوا يعطون للصبيان الصغار القاصرين مفاتيح الجنة ويدفعون بهم إلى نيران حرب مستعرة نتيجتها الحتمية هلاكهم، وربما إذا دعت الحاجة سيوزع هؤلاء أيضاً هذه المفاتيح فكذبتهم مفضوحة وإذا جازت على السذج القاصرين فإنها لن تجوز على شعب ذكي كشعب العراق.


وانظر إلى سماحة الثورة ونقاء الثوار عندما دعوا من البداية وناشدوا ومازالوا أهلنا في جنوب العراق ووسطه سحب أبنائهم ومنع زجهم في الحرب على شعبهم، وانظروا إلى فعلهم وهم يأسرون الآلاف المؤلفة من قوات المالكي وكيف أكرموهم عندما سلموا أنفسهم وأرسلوهم إلى أهلهم معززين.


وأبناء الجنوب والوسط لا ينقصهم ذكاء ولا يفتقرون إلى حيلة ويستطيعون أن يقولوا لمن يدفعهم إلى هذه الحرب التي يمارس فيها عملاء المحتل تجييش عواطف متخلفة وتنويماً اجتماعياً واضحاً، يقولون لهم: حسناً سنذهب إلى حرب أخوتنا وأبناء عمومتنا وخؤولتنا، كما تريدون، ولكن تقدمونا في هذه الحرب أنتم وأبناءكم الذين أرسلتموهم إلى دور لجوئكم السابقة في أوربا وغيرها.


هم يعرفون أن الحرب ليست دوافعها الحقيقية طائفية، ولا يوجد بين الثوار لا داعش ولا ماعش ولا راعش، ويدركون جيداً أن من يدفعهم إلى المحرقة يريد أن يتمسك بكرسي حكم أهداه له المحتل، ويشعرون ويستطيعون أن يقارنوا بين ذلك النسيج المجتمعي المتماسك الذي كان عليه العراقيون والنسيج الممزق الذي يريده عملاء الاحتلال.


ويحاول العملاء أن يصوروا لهؤلاء البسطاء من الناس أن ما يحدث في الموصل هو ما حدث من غوغاء في العام 1991 وكما انتصرت الدولة في ذلك العام ستنتصر عليهم في هذه الواقعة.


والحق أن بين الحالين فرق كبير ومسافة شاسعة فأحداث الغدر والخيانة تسلل فيها من إيران خونة شعبهم وتابعهم عدد قليل من السذج ألقوا بأنفسهم في المحرقة وتركهم الخونة لأقدارهم وفروا إلى إيران، فلم يكونوا مستعدين ولا منظمين ودمروا البنى التحتية في محافظاتهم، بينما الحال هنا أن من جاء بهم المحتل أمام قوة منظمة وجيش قوي اصطبر على ظلمهم للشعب وتدميرهم للوطن أكثر من 11 سنة، وحقق هذا الجيش المهني المدرب أول انتصاراته في ساعات وحرر مدناً وأعاد إليها حياتها الطبيعية قبل الاحتلال، فلم يدمر دائرة ولم يقتل من لم يقاتله وحافظ على البنى التحتية وهو في وارد تطويرها واعمارها الآن، وتقدم إلى بغداد بسرعة كبيرة وهو يطوقها من جميع جهاتها، فأين قوة أحداث الغدر والخيانة التي قضى عليها جيشنا وشعبنا في أيام من هذه الثورة المسلحة المنظمة التي ينفذها جيش مهني عظيم؟


خلاصة قولنا إننا لا نتمنى أن يندفع السذج وراء أئمة الفتنة والضلالة الذين يريدون إشاعة التقاتل بين أمة لا اله الا الله محمد رسول الله.. ونحن نعرف قوة الثوار وإيمانهم بشعبهم بحيث أنهم لن يطول بهم الوقت حتى يعيدوا للعراق وجهه المشرق، فكيف سيواجه من يرفع السلاح بوجه الثورة نفسه أولاً وأخوته وعشيرته عندذاك؟


الذي يعود إلى رشده الوطني الصافي قبل ساعة من تحرير العراق فهو مرحب به عراقياً محترماً تحتضنه الثورة ويرعاه الثوار، لكن الويل لمن يصر على موقفه بعد التحرير الذي هو واقع لا محالة بين ساعة وساعة، بل بين لحظة ولحظة يسدد الله خطى الثوار فيه ويفرغ عليهم الصبر والقوة من عنده.


وأنا لأهلي من الناصحين ..

 





الاحد ١٧ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة