شبكة ذي قار
عـاجـل










كلما حدث سيء في العراق، تحدث رئيس وزراء المنطقة الخضراء ليتنصل من المسؤولية ويبرر الأخطاء. فأذا لم يكن من يحمل هذا المسمى الكبير مسؤولاً فمن هو المسؤول؟ ومن يعين الشعب المسكين؟


يضرب الأرهاب العراقيين كل يوم، وهو أرهاب دولة وأرهاب مليشيات بعضها مدعوم من الدولة وبعضها تغض الدولة النظر عنه وبعضها مرتبط بمخابرات الدول الصديقة والشقيقة وبعضها قاعدة وبعضها سمه ما شئت فالمجال مفتوح في العراق أمام من يشاء أن يفجّر ويغتال ويخطف ويهدد، وكل هذا رئيس الوزراء ليس مسؤولاً عنه، فالمسؤول عنه ربما وزير الداخلية أو وزير الدفاع!!! وهما منصبان يشغلها "رئيس الوزراء" بنفسه.


ومسألة الأرهاب وما يسمونه بالأرهاب ليست جديدة بل عمرها بعمر الأحتلال! فحين كان العراق تحت الحكم الوطني وحتى نيسان 2003، لم يكن العراقيون يعرفون من الأرهاب سوى مسماه، ورغم المحاولات البائسة لحزب الدعوة وعملائه في زعزعة الأمن ببضع سيارات مفخخة قتلت أبرياء في الكرادة أثناء اشتعال الحرب العراقية الإيرانية، إلا أن يقظة أجهزة الأمن وحرفيتها وألتزامها لم تلبث أن قضت على تلك المحاولات في مهدها... ولم يعرف العراق وشعبه الصابر الا بعد 9 نيسان 2003 معنى للأرهاب.


وعندم أستلم المالكي رئاسة الوزراء قبل سنوات ست أو سبع ( لا أدري فقد ضاع علينا الحساب ) ولنا في كل أسبوع يوم دام! سواءً كان سبتاً أو أحداً أم أي يوم آخر، وتتغير الخطط الأمنية ويُبَشّر الشعب بقرب الفرج ولا فرج! ويأتي يوم آخر دام يتبعه يوم غيره وهكذا،،، ولكن رئيس الوزراء غير مسؤول! المسؤول هو البعث والقاعدة والتكفيريون ودول الجوار! ورئيس الوزراء غير مسؤول البتة.


ويشيع الفساد في دوائر الدولة وبين مسؤوليها الكبار والصغار، ويخرب البلد وينهب ورئيس الوزراء غير مسؤول! فهذا سببه النظام السابق وسببه الأحزاب المتآلفة وسببه البرلمان وسببه نقص التشريعات، ولكن رئيس الوزراء بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، حتى ذلك الفساد الذي يمارسه أبنه أحمد، فرئيس الوزراء غير مسؤول عنه! وفساد حزب الدعوة وفساد المجلس الأعلى وفساد بقية الأحزاب العميلة الأخرى ليس سوى ظاهرة ليس مسؤولاً عنها رئيس الوزراء ولكن وزرها يقع ربما على النظام السابق!


وتنهار البنى التحتية في العراق وتغرق الشوارع عند أول زخة مطر ويلاقي البعض حتفه جراء ذلك، وتتردى حالة الخدمات وتملأ القمامة شوارع المدن الصغيرة والكبيرة وتسوء حالة التعليم والخدمات الصحية، ويصبح العراق واحداً من اسوء دول العيش، ويهاجر أهله قرفاً من العيش فيه وكفاءته هرباً من التهديد والخطف والأغتيال، ولكن المسؤولية لا تقع على رئيس الوزراء وانما على كل من في العراق الا دولته!


وتصبح اراضي الوطن مكشوفة لدول الجوار ترسل اليها من تشاء من قواتها العسكرية وتقصف قراها الحدودية بحرية تامة ومتى ما تشاء ولكن رئيس الوزراء ليس مسؤولاً عن هذا، فهذه مسؤولية القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، وهما منصبان يشغلهما "رئيس الوزراء" بنفسه!


إن كل السوء الذي يحصل في العراق لا يتحمل مسؤوليته "دولة رئيس الوزراء" ومن لا يصدق ذلك فليرجع لتصريحاته الرنانة وخطبه العصماء التي تتحدث عن (خوط الهريسة بالجفجير) و (صخرة عبعوب) وغيرها من المهازل والتبريرات التي لا تقنع الأطفال، , ولكن لا تلوموه، فرئيس الوزراء ليس مسؤولاً!


من المسؤول اذاً؟ سؤال لن يجيب عنه المالكي بكل تأكيد، وهذا من حقه، لكن المصيبة في بعض العراقيين الذين أعمتهم الطائفية فلم يعودوا يريدون أن يسمعوا الجواب، ولن يسمعوه.





الاحد ٢١ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة