شبكة ذي قار
عـاجـل










وللحرية الحمراء بابٌ               بكل يدٍ مضرجةٍ تدقُ


أبيات حفظناها وقصائد تمثلناها ومواقف عشناها ولكن كانت قد أَفِلَتْ شمسُها منذ بدأ الزمن الرديء ينشر قيمه ومفاهيمه على أمتنا العربية والأسلامية ومنذ بدأت ثقافة الجهاد بالتنحي لتترك المجال الحيوي لثقافة الإنهزام وإيثار السلامة تحت أغطية ومسميات منها قيم الحضارة والتمدن التي يبيعها الغرب علينا ويرتكب تحت ستارها كل الموبقات والمحرمات ، ويعيب عيلنا الأنتفاض لكرامتنا والدفاع عن شرف حرائرنا، بل ويعاقبنا على أن نثور دفاعاً عن أرضنا حين يغزونا وينتهك أعراضنا وأرضنا.


وثوار العراق اليوم ماثاروا إلا بعد أن ملأ الأحتلال وأعوانه قلوبهم قيحاً وقهرا، فمن السجون السرية ومايدور فيها من إنتهاكات لحقوق الأنسان الى أغتصاب الماجدات وهن معتقلاتٍ دون ذنب أو جرم الى حرمان البلد من أحسن كفاءاته العلمية والأدارية والفنية تحت ذريعة "الإجتثاث" الى تبديد ثروته وسرقتها وسوء أستخدام الموارد وأدارتها، الى تردٍ غير مسبوق في الخدمات التعليمية والصحية والمعيشية الى أرتفاع هائل في نسب البطالة وأعداد الأرامل والأيتام مع غياب تام للرعاية الأجتماعية، ناهيك عن الجريمة الكبرى بتسليم البلد ومقدراته الى مجموعة من الأميين والجهال والحاقدين الذين يتسلمون أوامرهم من خارج الحدود. ثم وبعد كل هذا يأتي ما يسمى بـ(الجيش) ليفتح النار على المتظاهرين والمعتصمين المسالمين دون مبرر واضح سوى أشباع شهوة الأنتقام لدى هؤلاء المأجورين ولدى اسيادهم، وبعد أن سال الدم يأتي المالكي ليدعو "حكماء وعقلاء الأنبار" الى الهدوء والتعقل!!!


أوَ بعد كل هذا وبعد أن فاضت أرواح الشهداء الى بارئها وتضرجت أبواب الحرية بالدماء ستجد هناك من يتكلم عن الحوار والشفافية والطرق السلمية! أوَ بعد كل هذا ستجد من يملأ شاشات الفضائيات وأعمدة الصحف المأجورة ضجيجاً حول "منجزات" الحكومة و"الأجندات الخارجية" التي تريد اسقاط "التجربة الديمقراطية" في العراق! عن أية منجزات يتحدثون؟ وعن أية تجربة يدافعون؟ ومن يريدون أن يخدعوا بعد اليوم؟ فلقد سقطت الأقنعة وبان المستور واختلف اللصوص فيما بينهم فأنكشفت عورتهم وأنهتك سترهم ولم يبق لهم الا الهرب بالجمل وماحمل الى الدول التي يحملون جنسياتها لتؤويهم هم وأموالهم الحرام الملوثة بدماء الشهداء وصرخات اليتامى ودعوات الأرامل والشيوخ.


وماذا بقي لنا؟ لم يبق لنا إلا أن نعطي عراقنا حقه علينا ونفي لديننا ما تكلفنا به ونسطر لأبناءنا صفحة خالدة يفتخرون بها وبمجدها فنشارك الثوار ثورتهم والمتظاهرين تظاهراتهم والمعتصمين أعتصامهم، والآن الآن وليس غداً، فالوقت قد حان والقطاف قد دنا و"ويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون"،،، والله أكبر.

 

 





السبت ١٤ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة