شبكة ذي قار
عـاجـل










وردتني أكثر من رسالة من أصدقاء عرب يتابعون ما أكتب يسألون فيها عن مفردة المستعرقين، التي أصف فيها المنتفعين من العملية السياسية التي فرضها المحتل على العراقيين.

والواقع، أن هذا الوصف أطلقه العراقيون منذ أول يوم لاحتلال بغداد على من جاء مع المحتل مستقوياً به على احتلال العراق.

 

ويقول الدكتور عبدالستار الراوي، أستاذ الفلسفة وتاريخها في معجم العقل السياسي ج2، الصادر في القاهرة: " المستعرقون : مفردها مستعرق، لفظة تداولها العراقيون غداة الأيام الأولى للغزو الامريكي، وآلت مثلاً شائعاً يضرب في خيانة الاوطان"، و"هم عراقيو الخارج من حملة ( الجنسيات الاجنبية ) الذين دخلوا العراق برفقة قوات الغزو الأمريكي، أو الذين جاءوا بصفة ( أدلاء ) على ظهور الدبابات، حسب التعبير الوطني الشائع، وهم دعاة نظرية ( التحرير ) ومروجو ثقافة الاحتلال، فكراً وسلوكاً، ومنهجاً بذريعة الدكتاتورية ونظام الحزب الواحد".

 

ويضيف الراوي في معجمه: "ادخر العقل العراقي الجمعي لفظة ( المستعرق ) في معجمه الوطني، واشتق منها ضروباً من المعاني والكلمات، ( الخونة، العملاء، الجواسيس، المرتزقة، عراقيو الخارج، أحزاب مؤتمرات ( لندن، صلاح الدين، طهران ) سكنة المنطقة الخضراء، حاملي أوسمة الخيانة العظمى من الطبقة الأمريكية العليا، وتضم لائحة الأسماء والأحزاب أعضاء مجلس الحكم الانتقالي، حكومات الاحتلال الخمس، الأحزاب المشاركة في العملية السياسية، الفرق البرلمانية، المليشيات الحزبية إلخ ).

 

وابتكر الفعل الشعبي المقاوم أشكالاً إبداعية متنوعة في الرفض والمقاومة، نحو: شعارات الجدران، البيانات السياسية، الكتابات الثقافية، الأحاديث اليومية، التعليقات الإعلامية، ديوان الشعر الشعبي، التظاهرات، والتجمعات "الجماهيرية"، الفن التشكيلي، المسرح، الأغاني، الأهازيج الشعبية.

 

ويقول معجم الراوي: "أصبح المتأمركون الغرباء عشية قيام مجلس الحكم الانتقالي مادة للسخرية والاستهزاء، بوصفهم مجموعة من ( الدمى ) تحركها أصابع ( بول بريمر ) متى أراد، وكيفما شاء، فلا يجرؤ أحد منهم على الكلام أو الانتقال، إلا بأمر شخصي منه، ولأن هؤلاء يشكلون الحالة الأولى في تاريخ معارضات العالم التي استقوت بالعدو الأجنبي على استعمار بلادهم، فإن الجملة الخبرية العراقية اعتبرتهم ( الرقم الأول ) على لوحة تصنيف أعداء الشعب".

 

هؤلاء هم المستعرقون لمن لا يعرفهم، هم العدو فاحذروهم قاتلهم الله أنى يؤفكون، وهم الذين تريد ثورة الشعب تخليص العراق من عقلياتهم الظلامية وتنفيذهم للأجندات الأجنبية، التي لغبائهم اتهموا الشعب بأنه من ينفذ الأجندات الأجنبية، فيا للسخرية ويا للسفاهة والصلافة وانقلاب المفاهيم.

 

 

 





الاثنين ٩ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة