شبكة ذي قار
عـاجـل










الإسلام كعقيدة دينية عامة تختزن قيما عليا تعج بالمعاني الإنسانية السمحة الثابتة و القادرة علي إنتاج كفاءات فكرية و اجتماعية مبدعة تفتح أبواب صياغات متنوعة لأديولوجيا سياسية متجاوزة لحالات الانغلاق التاريخي للمجتمع العربي عامة و المجتمعات القطرية خاصة سواء منها الخالية من كل المظاهر الطائفية دينية أو اثنية أو تلك الساحات التي لا تخلو من هذه الظاهرة باعتبار أن من ثوابت الاسلام كعقيدة مبدأ التسامح و الانفتاح" و خاطبهم بالتي هي أحسن "و"  وخلقناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم "... غير أن الأسلمة السياسية كحركة كشفت وبالشكل الغير قابل للدحض أنها غير قادرة بل عاجزة علي تجسيد ذلك ... باعتبار كونها لازالت  :

 

أولا : ضائعة بين الدين و السياسة.

 

ثاني : بين ما هو ذاتي صرف يتعلق بها كمكون سياسي خاص و بين ما هو موضوعي جامــــــع.

 

ثالثا  :بين قيادة مؤسسات دولة و مجتمع أسقط جـــــدار الكبت ليتحرر من عقدة الخوف و هاجس الحرمان يزخر بوطنيته و انتمائه القومي و بالهياكل المنظمة لذلك وبين التصرف بعقلية قيادة جماعة تشترك فيما بينها في تصور وضعي نابع من رؤية بشر لواقع غير ثابت ما تعتبره " تنزيلا من الرحمن " متناسية من أن الله عز و جل ما كان ليعجزه وضع تصور بصيغة الوحي و ما كن ليعجزه تضمينه في كتابه الكريم لكيفية ادارة الانسان لشؤون حياته و لما كان الرسول صلي الله عليه و سلم قد نهي الصحابة رضوان الله عليهم عن تدوين أحاديثه ... تصور وضعي تعمل علي فرض الايمان به علي المجتمع و المكونات الأخرى و تركها تضع حبلها علي غارب الدولة و المجتمع بصيغة مفتوحة في الزمان و المكان.

 

رابعا : وان كانت تجمع علي ما هو مقدس بصيغة الوحي أي القرآن الكريم فهي تشقها الاختلافات و التيارات حد التقابل القتالي فيما هو دون ذلك و كل و طريقة توظيفه للمقدس ... و ان كانت حالة قديمة الا أنها تتخذ في واقعنا العصري حالة أكثر اتساعا و عمقا .

 

ضياع كشف رداءة مستوي تصديها في قيادة عملية التغيير و هي بعدها في مرحلتها الانتقالية ... لا فقط باعتبار ما كان قائما و إنما حتى مقارنة مع الأحزاب الوطنية والقومية التي وجدت نفسها في هكذا موضع خلال عقود ما بعد الاستقلال في الواقع العربي بصيغة المقارنة العامة... و ان كان هذا الموضوع متداول و مطروح سواء بصيغة النقد المتزن أو بصيغة النقد الذي لا يخلو من ردة الفعل ... ضياع بلغ درجة من الانحطاط التي لم تعد تؤشر حالة شاذة بل مرضية حد درجة اعتبارها صيغة من صيغ العصابات المدانة اجتماعيا و أخلاقيا لا تخص ساحة فقط بقدر ما تشمل جل الساحات التي مكنها وضعها امتلاكها لموضع قدم فيها سواء بصيغة المتصدر للمسؤولية أو بصيغة المشارك في الحراك الشعبي ، صيغة فعل هذه الحركة لا تخصها هي في حد ذاتها بقدر ما تنسحب في نتاجها علي الشعب و الوطن العربي عامة بما يخلق حالات يصعب التحكم في مساراتها و نتائجها. من أهمها :

 

أ ــ مشاركتها في تبشيع المرجعية العربية اعلاميا بما وفرته لها حواضنها من وسائل متعددة و تبشيع الاسلام كمرجعية لا من خلال ادارتها لشؤون الأقطار التي أوصلتها صناديق الاقتراع الي تصدر المسؤولية بها و انما أيضا من خلال السلوكيات و الممارسات الاجرامية في تعاطيها ادارة و فعلا ميدانيا للحراك في أقطار عربية ـ العراق ـ ليبيا ـ سوريا ... و عجزها عن تقديم البديل الجامع للشعب و المحافظ علي الوطن .

 

ب ـ تحقيق الانتكاسة في وجدان العربي بما يدفعه نحو اليأس بعد ما امتلكه من أمل في استعادة مسار النهوض نتيجة الحراك الشعبي و تكسيره حاجز الخوف و الكبت . بما يجعل الباب مفتوح أمام الاختراق الأجنبي بصيغتيه الاقليمية و الدولية .

 

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





الخميس ٥ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة