شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أيام والدنيا ( قايمة قاعدة ) ووسائل الإعلام كلها مستنفرة .. والكل يتسأل بأعجوبة ودهشة ، أين قضى عزت إبراهيم أول أيام رمضان ؟ ومن كان برفقته ؟ ويأتي الجواب بدهشة أكبر ( قضاه في بغداد ، يرافقه شخصان فقط ، تجول في إنحاء بغداد ، صلى في الإمام الكاظم عيه السلام ، فطر في الكاظمية ، تسحر ّ في الكاظمية ..


ويعد البعض هذا العمل فعلاً بطولياً نادراً وكأنه يحدث للمرة الأولى لكن بالنسبة لقائد بعثي مثل عزت إبراهيم عاش حياته مناضلاً ، مقاتلاً ، قائداً في ميادين المعركة – يعد عملاً بسيطاً جداً ليس بذي أهمية حتى في وقتنا الراهن وبغداد تعاني ماتعانيه على يد عملاء الاحتلال الأميركي والإيراني ..


وبالنسبة لنا نحن المطلعين على تاريخ هذا الرجل الشهم ، الغيور على أمته ودينه ووطنه ، والقارئين لتأريخ حزب البعث العربي الاشتراكي منذ فترة نشائه الأولى في السابع من نيسان سنة 1947، وحيثيات عمله الميداني وانتشاره بين صفوف الجماهير العربية في كل شبر من أرضنا العربية ، سيدرك تماماً أن مناضلي هذا الحزب يقودون المنازلة أياً كانت نوعها وحجمها من أرض الميدان وليس خارجها مهما عظمت الظروف والنكبات ..


ومن يقرأ سيرة مناضلي هذا الحزب ابتداءً من سيرة شهيد الأمة البطل صدام حسين أمين العام الحزب سيدرك إنهم قادوا نضالات شعوبهم من الساحة ، عاشوا مع جماهيرهم ومع شعوبهم ، تحملوا التشريد والمطاردات والسجون والإعدامات وتخلوا عن عوائلهم لكنهم لم ينهزموا قط ولم تكن أفعالهم مثار دهشة واستغراب بل فخر لشعوبهم وعوائلهم وأصدقائهم في النضال والتحرر.


ربما أن سبب دهشة البعض من تواجد أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي المجاهد الكبير عزت إبراهيم في بغداد يعود إلى تصور البعض أن هؤلاء المجرمين العصاة الذين استلموا مقاليد السلطة في بغداد بعد أن دخلوا خلف ظهور دبابات الاحتلال الأميركي ، المحميين من أسيادهم في طهران – يحكمون القبضة على بغداد بيد من الحديد والفولاذ متناسين أن بغداد كانت وستبقى عصية على أمريكا وقواتها وعملائها وأن كانوا الأمر الناهي فيها ، يسيطرون على مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والمدنية لكنهم عاجزين عن السيطرة على شبر واحد من الشارع الذي يتحكم به الشعب بنفسه ، ويتحكم به عناصر المقاومة العراقية بجيوشها وخلاياها وإفرادها ولهم جولات وصولات في كل شبرٍ فيه ..


ومن يسترجع حقبة قيادة هذا الحزب لمقاليد السلطة في العراق سيتذكر ويذكر الآخرين أن العراق لم ينهزم قط في عهد هذا الحزب بل وصل إلى قمم الشموخ والمجد بانتصاراته في كل الميادين – العسكرية والاقتصادية والأمنية والسياسية والثقافية ... فجيشه كان من الجيوش التي لاتستهان به في المنطقة ولاسيما بعد الانتصار العظيم الذي توج بهزيمة قوى الشر والظالم في إيران في اشرف معركة خاضه العراق بقيادة حزبه المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي في أنبل معركة عاشتها امتنا في عصرها الراهن - معركة قادسية صدام المجيدة ..


انه حزب البعث الذي يثبت دائماً وابداً انه حزب الجماهير ، يعمل في ساحة المنازلة ، يناضل من الداخل ، يناضل مع الجماهير ، يشارك همومه ، انتصاراته ، يعاني لمعانته .. عصي على الأعداء مهما صعدوا وبلغوا المناصب .. إنهم رجال البعث وقادته ، يقدمون نماذج مشرفة للرجولة والشجاعة والثبات على القيم والمبادئ والإخلاص للوطن والثوابت .


أن رجال البعث اليوم يسيرون على خطى إسلافهم من القادة ، ويضربون المثل في الشجاعة والإقدام ويثبتون للعالم أن النضال المشرف لتحرير الأمة يبدأ من الداخل حيث ساحة المنازلة وليس في الخارج ، يستعينون بالجماهير ولا يستقوون بالأجنبي كما نقرأ اليوم في سيرة المحررين الجدد الذين صنعتهم الدوائر الاستخبارية في الخارج وامتطوا دبابات الاحتلال لنيل مقاليد السلطة تحت شعار تحرير الوطن من الطغاة ..


حفظ الله رجال العراق الذين لازالوا يرفعون لواء المقاومة لتحرير الوطن من الاحتلالين الأميركي والإيراني .
آما آن الأوان لتصحو الشعوب على نفسها وتختار القادة الذين يشرفون أوطانهم ببطولاتهم وقيمهم وشجاعتهم وإيمانهم بشعوبهم ؟.

 


كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الاثنين ١٨ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة