شبكة ذي قار
عـاجـل










.. حقيقة لشيء يبعث على الحزن والأسى العميقين يعتريان كلّ من كان قد تأمّل "المجتمعين" تحت قمّة بغداد وقد بدوا كعادتهم وكأنّهم لا يعون حجم وخطورة ومسؤوليّة ما يتبوّأ كلّ واحد منهم فتراهم وكأنّ الفرح بامتيازات منصبه الرئاسي لا "بهمومه" قد تأصّل في داخل كلٍّ منهم منذ أمد بعيد فلم يعد يرى المتأمّل ذلك الفرح على محيّاهم سوى وكأنّه "طفح" بهجة مستديمة تعلو وجه كلّ واحد منهم ومطمئنّون جميعاً لنتائج القمّة مسبقاً لأنّهم يعرفون مقدّماً أنّ مسؤوليّة بلاده السياسيّة والاقتصاديّة لا تقع على عاتقه هو ! أمّا هو فكلّ ما عليه سوى أن "يحرّك" نفسه" فقط بين أروقة مراكز القرار السياسي الّتي خبرها جيّداً .. ولربّما سيصل منظرهم وهم مستكينون على كراسيهم بمنظر يتكرّر عند كلّ قمّة لأن هذا المنظر الّذي رسخ في الذاكرة العربيّة ارتبط مع فشل جميع القمم بما يبعث على التقزّز للمتأمّل أو إلى التقيّؤ ثمّ إلى "الصرع" أو لربّما تودي به إلى الهلاك المعنوي إذا ما استغرق في التأمّل أكثر وابتعد عن ضفاف التأمّل إلى عمق مأساة من وجد نفسه وُلِدَ لسوء حظّه يعيش تحت ضلّ هذا النوع من القادة دوناً عن بلاد "خلك الله" متخلّفون وجهلة ومُستعبدون تماماً اشتروا مناصبهم بحرّيّتهم فجرجروا معهم للاستعباد شعوباً بأكملها أفقدوها حرّيتها الّتي سبق وأن كان قد نادى لهم بها المنادون وضحّوا في سبيل ذلك أنهاراً من الدماء منذ مئات وآلاف السنين ؛ بدت فيها في تلك المسافات الزمنيّة السحيقة غالبيّة هذه الشعوب وقد سقطت بجهلها دون وعي منها تحت مسالك الخداع وتحت غياهب الموروث "الديني" المُحرّف دوماً عن الأصل , والّذي سبق لمثل هذا الدين المحرّف وأن استعبد أمم وشعوب الأرض قديماً دهوراً طويلة لأنّ المُورّث اليوم , أذا ما أخذنا بعين الاعتبار طبيعة السنن السلوكيّة المتغيّرة الّتي تساير سنن التقلّب والتغيير , من دين الأمس , يؤدّي أغراض هي نفسها ما كانت تؤدّيه أغراض أديان "قبل الأمس" من شعوذة وتجهيل وتغييب للعقل وللوعي ولكلّ ما يفسد العلاقات الاجتماعيّة السويّة ويشرّخها إلى فوارق طبقيّة تكون فيها "القلّة الذهبيّة" هم الكهنة والمتسلّطون وهم الأسياد بينما يصبح فيها الأكثرون من الجهلة الذّين على ظهورهم تعبر جميع الأمراض الاجتماعيّة والاستعماريّة لتدمّر أيّة بقعة مدنيّة مدينيّة أو حضريّة تحتويهم ؛ هم العبيد .. ولأشدّ ما يتألّم له المرء هو دمار صروح العلم والثقافة وتهاويها وضمور معانيها وسط برك التخلّف والتسطير الكهنوتي بعيداً في عمق مستنقعات العشوائيّة والببغاويّة والاستسلام للزمن القادم دون أدنى درجة من الاستعداد لاستقباله على وفق آثار ما حفره من أخاديد وتشقّقات اجتماعيّة الزمن الفائت ..


بـ"تسع سنين" تتشكّل إمبراطوريّات وتنهض أمم وترتفع رايات حضارات قادمة واعدة ..
فبغضّ النظر عن تقييمنا أهداف تلك القوّة الطاغية بعيداً عن آلة التأثير الإعلامي الّذي ناهض تلك القوّة .. "فبتسع سنين تقريباً " وبتمويل ذاتي استطاع "هتلر" أن يبنى من حطام المانيا المدمّرة كلّيّاً بالحرب "العالميّة" الأولى "ومن دون اعتماده على مستعمرات يمتصّها كما كانتا تفعلان بريطانيا وفرنسا وكما تفعل اليوم وريثتهما أميركا" صروح مجد مشاريع عملاقة داخل ألمانيا وجعل منها قوّة هي الأقدر عالميّاً حتّى العقد الرابع من النصف الأوّل من القرن الماضي وأنهض بلاده بتلك السنين التسع بطبقة علماء عظيمة غيّرت مجريات تكنولوجيا العالم كلّه , وتحرّشت بسكونه , وأسّست عمليّاً للمفهوم النووي وقلب نظريّات بأكملها عسكريّة نوعيّة وسياسيّة واجتماعيّة وأسّس لمفاهيم وابتكر أسلحة تزيد من منعة ألمانيا عالميّاً كانت تعتبر علميّاً حتّى سنوات الحرب "العالميّة" الأولى في خيال العلماء ضرباً من الخيال مستحيلة التحقيق ..


"بتسع سنين تقريباً" حوّل "ستالين" الاتّحاد السوفياتي من بلد ما دون بلدان "العالم الثالث" صناعيّاً وزراعيّاً , ومن قوّة عسكريّة ذات تركيبة بدائيّة بسيطة إلى قوّة عسكريّة ساحقة وإلى قوّة اقتصاديّة "ذاتيّة" هائلة زراعيّاً وصناعيّاً ما عجزت عن تحقيقه "بريطانيا الاستعماريّة العظمى" خلال مئة وخمسون عاماً ! مقارنةً بما حقّقه الاتّحاد السوفياتي بتلك السنين الّتي زادن قليلاً جدّاً عن التسع ومن طفرات علميّة متفوّقة تصدّرت العالم المتقدّم , كان من نتاجاتها صناعات فضائيّة هي الأقدر بين الأمم الساعية إلى الفضاء وفاقتها ومن ريادة صناعيّة عمليّة متقدّمة نافست أسعارها أعتى الدول الصناعيّة , و"صناعة زراعيّة" انتشرت مساحاتها وناتجها عشرون بالمئة من مساحات العالم الزراعيّة وناتجها ! ..


"بتسع سنين تقريباً" , وبتمويل ذاتي "بأربع مليارات من الدولارات فقط" حقّق العراق "في النسبة يعني" ما فاق تحقيقه من برامج صناعيّة وزراعيّة ومحو أمّيّة وضخامة كوادر علميّة وقوانين نهضويّة وانتشار عمراني وسياحي هائل وانتشار خدمي وطرق سريعة الأرقى عالميّاً .. .."جميع من ضاعت بينهم 400 مليار دولار يتمتّعون الآن ما بناه من كانوا قبلهم" ! .. وقضى العراق تماماً في تلك الفترة الزمنيّة القياسيّة على جميع بؤر الخلل الّتي تسبّب البطالة "استغنى الشباب العراقي بعد منتصف السبعينات عن التعيين في دوائر الدولة بعد أن توافرت خارج محيطها بدسامة أعلى , وصل بالدولة أن منعت الاستقالة وأمرت باعتقال كلّ من يترك الوظيفة!! بعد أن كان التعيين فيها يعتبر من المعجزات ما جعلها محصورةً في العهود السابقة بين ذوي الأنساب وأبناء الذوات!" ونظام صحّي هو الأرقى عالميّاً وتعليم مجّاني نتائجه نسبة خرّيجين هي الأعلى عالميّاً , وطوّر جيشاً أصبح بتسع سنوات من الجيوش العالميّة المتقدّم التقنية والعلوم العسكريّة .. وكتحصيل حاصل ؛ قد فاق ما حقّقه العراق قبل الحصار وقبل الحرب الطائفيّة الإيرانيّة عليه بما نسبته فاقت نسبة مجموع ما حقّقته كلّ دولة من الدولتين الّتي ذكرنا ..!


بعد "تسع سنوات" من احتلال العراق تنعقد قمّة بغداد في عهد "الأخوة الأعداء" .. لا نريد التطرّق لما "حقّقته" هذه الحكومات بالتسع سنين المنصرمات تلك "وبميزانيّة سنويّة فاقت بأكثر من مئة مليار دولار" المفترض أن تحقّق بها حكومات بغداد المتعاقبة "وبميزانيّة واحدة منها بمثل هذا المبلغ ولتسع سنوات وليست لسنة واحدة وبحكومة واحدة !" بإمكانها أن تحقّق للعراق ضعفين ما حقّقه العراق قبل الاحتلال وقبل الحصار وبإمكان المبلغ المئة مليار دولار أن يؤدّي خدمات توافي جميع رغبات المواطن العراقي المشروعة وأن تمسح عن جبينه جميع سنوات القحط والجفاف والحصارات والحروب على العراق , لكن رغم ذلك لم يتحقّق ولو جزء يسير منها ! بل على العكس .. ولا نريد خوض هذا العكس في هذا المقال ! ولا يسع المرء هنا أن يتطرّق اكثر بهذا الخصوص حفاظاً على منجزات ما تحقّق ومنها منجز "قمّة بغداد" الأغرب عالميّاً في التناقض العجيب في سلوك الطرق العجيبة الّتي اتّبعتها الحكومة العراقيّة للفوز والظفر بعقد هذه القمّة رغم ما أنفق عليها من أموال لوحدها تعادل ميزانيّة بعض الدول !..
قمّة بغداد كانت بمثابة الاختبار الحقيقي لنتائج السنوات التسع من الاحتلال الّتي كان من الممكن أن يكون قد حقّقها سياسيّو حكومات العراق لمواطني عراق ما بعد الاحتلال بمثل هذه الميزانيّة الأضخم في تاريخ العراق كلّه آخذين بنظر الاعتبار الحماية الدوليّة الّتي فرضتها الولايات المتّحدة على غالبيّة دول العالم "أعضاء نادي المجتمع الدولي" لإنجاح عمل الحكومات العراقيّة المتعاقبة وفتح أبواب العالم أمامها لتحقيق كلّ ما تريد , فقمّة بغداد وفق الوعود الّتي قطعها على أنفسهم قبل الاحتلال من هم حكّامها اليوم لا تحتاج إلى "عُشُر" مبلغ المليار وربع المليار من الدولارات لو كانوا قد حقّقوا منجز "عُشُر" ما وعدوا به طيلة التسع سنوات .. فما من دولة في العالم تنفق مثل هذا المبلغ لمؤتمر أو اجتماع دولي يُعقد على أراضيها مهما كان حجم تلك المؤتمرات والاجتماعات , لسبب بسيط , هو توفّر الخدمات مقدّماً ببنية تحتيّة كما يُفترض بداهةً قد تمّ تنفيذها مسبقاً بما لا تحتاج معها الدولة المضيفة إلاّ إلى "تلحيظات وتحسينات وترميمات بسيطة لا تتعدّى تكاليفها المليون او لنقل العشرة ملايين من الدولارات في أسوأ الأحوال تنفقها بسخاء لتجديد حيويّة الأماكن الّتي سيتواجد فيها الضيوف .. كما ولا تحتاج إلى كلّ هذه التحصينات الأمنيّة الّتي لا يتم تحضيرها إلاً عند الحروب الكونيّة الشاملة , لا فقط لأجل تحقيق أمن يومين أو ثلاثة أيّام ثمّ ينصرف الجميع لتلقّي واستقبال مسلسلات "الفوضى الخلاّقة" وما تتحقّق فيها من تفجيرات وقصف واختطاف , ثمّ ليعتذر بعدها رئيس الحكومة معتذراً للعراقيين عن طريقته المبتكرة لتحقيق الأمن والأمان لهذه الفترة والّتي حقّقها المواطن غصباً عنه وبالإكراه وبالتضحية بكل وقته طيلة اسبوعين وضحّى بأرزاقه لتلك الأربعة عشر يوماً ومنهم من ضحّى حتّى بكرامته ! فهذا المواطن كان هو الأولى بـ "مكرمة" السيّد المالكي الّتي أذاعها بنفسه "طبعاً فالانتخابات على الأبواب!" فالمواطن المنكوب بهذه القمّة هو الّذي يجب أن تصرف له أجور انقطاعه عن العمل لمدّة أسبوعين لا أن يعوّض السيّد المالكي أجهزة الدولة العسكريّة والأمنيّة لما هو يعتبر من صلب واجباته اليوميّة بما تتلقّى تلك الأجهزة المليارات من الدولارات شهريّاً لأجلها .. وطريقة السيّد المالكي المبتكرة تذكّرنا بطريقته السابقة والمبتكرة أيضاً عندما قطع المياه عن بيوت المواطنين وأخذ يرشّ ورود ورياحين وأرز رمل الحب وحصى المحبّة بواسطة الهليكوبتر الّتي نثرها ديمقراطيّاً على المطالبين بجزء بسيط من حقوقهم الضائعة في ملفّات الفساد الأعلى تفوّقاً في دنيانا هذه , وفي الآخرة .. على كلّ حال .. و"هاي همّينه مليار دولار فوق التخصيصات لخصي الشارع العراقي أمنيّاً" تضاف للمليار والثلاثة أرباع المليار من الدولارات الّتي تمّ صرفها على الدبابيس والأوراق وأحبار الطابعات وقياطين الفايلات واقلام الجاف وأقلام الرصاص وانواع المقطاطات وأنواع المحّايات وألوان الماجك وعلى الوايرات ومصابيح الزينة ومكائن توليد الكهرباء الخ ليصبح المبلغ بعد مكرمة المالكي السخيّة ( مليارين وثلاثة أرباع المليار ) ذهبت غالبيّتها أيضاً على "الورود" وعلى أسمالك الزينة .. الخ .. "إي .. نعم .. كان البعض من أعضاء الحكومة في الأشهر الأولى من الاحتلال كان يأكل الورود الّتي تستوردها دولة المنطقة الخضراء !! يمضغها ويبلعها وهو يبتسم ! .. طبعاً .ز فلهم خبراتهم في تسلّق أسيجة حدائق الدور الفارهة في الربيع لقطف ما تحملها أشجار الحدائق , والورد كان بمثابة "زلاطة" قبل تناول الفواكه !.. وانا على يقين أنّ منهم عند بداية الاحتلال من كان يأكل سندويش الهمبرغر مع الورقة الّتي تلفّ السندويش! ومنهم من كان يحتسي "فضايل" الببسي والكولا وبقيّة المشروبات بما يتركه الضيوف في القناني والـ"قواطي" بعد مغادرتهم "الاجتماعات".. شكو بيهه طبيعة تراكم حرمان ! .. أمر طبيعي .. فمنهم الآن من "يتفلفس" بالحديث عندما يتحدّث و"جِهْرته مكلوبة" وهو إيحاءً منه للمستمعين إلى أهمّيّة ما يتفوّه به ! ومنهم "غاوي قوط وباينباغات" كانا ؛ وغيرهما .. ومنهم الآن أعضاء حكومة وبرلمان في المنطقة الخضراء كانوا "يذبّون زروك" مع كل صيحة "واااااااهليّة صلوااااااااااات" ترافقها هلاهل من أجل حظيه بـ "جكليتة .. مو جكليتة المهاجر اللي بسبع ترواح رضي الله عنه" أو على "حامض حلوايه" يضل واحدهم يمصمص بيهه إلى وقت حضور العشاء , بعدها "يلفلفهه" لما تبقى منها يعني , بكاغد , كي يكملهه وره العشه ..!" إييييييه .. طبايع .. والمثل الشعبي العراقي يقول "كلمن وطبيعته" .. ويقول أيضاً "أبو طبيعة إسأل عله سلامته" ....


قمّة بغداد كسرت الأرقام القياسيّة في كلّ شيء .. الأكثر حشوداً أمنيّة الأكثر إنفاقاً في التاريخ الأقلّ حضوراً من رؤساء وأمراء وسلاطين وملوك في التاريخ .. الأتفه قرارات في التأريخ .. مضيّفون هم ( الأكثر تحجّجاً في التاريخ ) ! .. والمثل العراقي الشعبي الدارج يقول "الما يعرف يركص يكول الكاع عوجه" ..


فاقد الشيء لا يعطيه .. تلك بديهة .. وهب من لا يملك لمن لا يملك .. "إلْتمّ المتعوس على خايب الرجا" .. إتدهدر "القبغ" ولكه "جدره" .. الطيور على أشكالها تقعُ .. شَبيه الشيء مُنجذِبٌ إليه .. غراب بكلل لغراب وجهك أَسْوَدْ .. أعمى دليل أعمى ..


ورحم الله شاعرنا القائل "عَلَمٌ ودستورٌ ومجلس أمّةٍ كلٌّ عن المعنى الصحيح محرّفُ"
جميع الأقطار العربيّة الّتي اجتمع رؤساء أنظمتها في بغداد اجتمعوا وكلّ قطر من أقطارهم بحاجة لمن يجتمع عندهم ويستطيع تزكيتهم لإضفاء "الشرعيّة" الحقيقيّة على أنظمتهم !
جميع أنظمة الأقطار العربيّة الّتي اجتمع رؤسائها في بغداد في حقيقتها أنظمة فاقدة للسيادة تماماً  وليست حكومة الاحتلال الخامسة في بغداد وحدها كما يحبّ ويحلو له ويريد الإعلام العربي الدنيء والعالمي الاستعماري أن يصوّرا ذلك ليتلاعبا بعقول شعوبنا المستكينة في غالبيّتها لحالة الاستهلاك المعلوماتي المفبرك


أمّا باقي الأقطار العربيّة الّتي اجتمع رؤساء أنظمتها في بغداد اجتمعوا فيها وهي :
تحت ضلّ ( أكبر قاعدة موظّفين أميركيّيّن في العالم ذوو طبيعة عسكريّة ) فيما عدى المخفي عن أعين العراقيين لبعض من قواعد أميركيّة عسكريّة لازالت متوزّعة على أرض العراق بشكل محسوب جاهزة "للتدخّل السريع" !..


اجتمعوا فيها وهي ومرتبطة "باتّفاقيّات" أمنيّة .. "ومن أبسط البديهيّات تقول لا اتّفاقيّة بين غالب ومغلوب مهما كان شكل ومضمون ايّ اتفاقيّة مفترضة , بل هناك شيء واحد وهو خنوع المغلوب تماماً للغالب , وغير ذلك غشّ مفضوح وضحك على العقول وتعامي أخلاقي مقصود وقفز من فوق طبيعة السنن ..


اجتمع "قادة" العرب في بلد , من الآن فصاعدا تسليح جيشه بشكل عام سيكون مصدره معامل صناعات أسلحة "أميركيّة" ! , وذلك وحده يثبت استعمار العراق من قبل دولة التصنيع تلك , لأنّ ما من بلد اعتماد مصدر استيراد أسلحته الرئيسي على المصدر الأميركي تحديداً وحصراً إلاّ وتعلو "وجهه" وتبدو على بدنه الأعراض التالية :


عقيدته التسليحيّة العسكريّة ستكون عقيدة تسليح أميركيّة .. وبالتالي فإن :
عقيدة نظام البلاد ستكون بالنتيجة الحتميّة عقيدة أميركيّة
وبما انّ السياسة الأميركيّة سياسة استعماريّة قابلة للتبديل بسياسة التدمير العسكري في ايّة لحظة إذا تطلّب الأمر ذلك :
فستكون سياسة البلد تلقائيّاً مرتبطة بالسياسات الأميركيّة ..
مُشارك تلقائيّاً بجميع الحروب الّتي تخوضها أميركا
لابدّ وتحتوي أرضه على قاعدة عسكريّة أميركيّة
ما تعارض عليه أميركا تلقائيّاً تعارض هي أيضاً عليه
وما توافق أميركا عليه توافق هي أيضاً عليه
إذا حزنت أميركا هي تحزن
وإن فرحت تفرح هي أيضاً
إذا غضبت أميركا على أحد هي أيضاً تغضب عليه
وإن صفحت هي أيضاً تصفح عنه
ما تشتهيه أميركا "أكلة" أو شراب هي أيضاً لا بدّ وستشتهيه
وإن جاعت هي أيضاً تجوع
مستدين دائم من صندوق النقد الدولي


أسواق بلاده مفتوحة وقنواته الإعلاميّة مشرّعة الأبواب لجميع أنواع "الإعلانات الدعائيّة التجاريّة وغيرها حتّى ولو كانت مضامينها تخالف طبيعة وتقاليد البلد المفتوح .. مبيهه شي .. قطعة حجاب ولفلف بها رأس عارضة الأزياء !" سواء مشرّعة لأميركا أو لكلّ من تتواجد على أرضه قاعدة عسكريّة أميركيّة ـ غربيّة أو تواجد بشكل آخر مماثل التأثير


ومن الطبيعي لبلد تابع لابدّ وستشارك بلاده بجميع "فضّ الاشتباكات أو النزاعات" الّتي تقودها "الأمم المتّحدة" لأنّ الدول المشاركة ستكون بالنتيجة منسجمة التسليح مقدّماً ممّا يساعد على تحقيق الهدف ! ولأنّه وحيث ما وجدت قوّات الأمم المتّحدة لا بدّ وتكون الرغبة الأميركيّة دفعت لذلك التواجد
لابدّ ومنظّمات بلاده الإنسانيّة ستصطفّ تلقائيّاً مع منظّمات الأمم المتّحدة الّتي ظاهرها إنساني ..


وعليه , ومن التسليح "ما قتل" فمن معرفة جهات "التسليح" يستطيع المرء أن يستعير ديباجة مثل معروف فيقول : ( قلّ لي من هي جهة مصدر تسليحك الرئيسي أقل لك من أنت ) ..
وبمقالنا هذا يمكن أن "نضع بعض النقاط على بعض الحروف" بالمختصر المفيد الّذي يصبّ في معرفة "طينة" من اجتمعوا في "قمّة بغداد" :
هم متسلّحون بالأسلحة الأميركيّة جميعهم .. فما عدا الجزائر ذات عقيدة التسليح" الروسيّة "سوفياتيّة" والمهدّدة بالانضمام إلى دولة خلافة حمد القطريّة ذات التسليح الأميركي , و سوريا أيضاً الّتي ينطبق عليها ما ينطبق على الجزائر .. فإنّ :


المغرب
تونس "تسليح فرنسي أميركي .. تسليح استعماري يعني"
ليبيا .. "من الآن فصاعداً"
مصر
الأردن
لبنان "تقريباً"
العراق "من تسع سنوات فصاعداً"
السودان "من الآن فصاعداً" بعد أن رهن البشير السودان لعصا الطاعة الأميركيّة الّتي تتقاطع ورقصاته بعصاه !
اليمن "تقريباً"
المملكة السعوديّة خادمة الحرمين
جميع مشيخات الخليج العربي بما تحويه من "دول" وإمارات وسلطنة ومملكة ..
وبالنتيجة , ما من قطر من هذه الأقطار الّتي ذكرنا إلاّ وتقبع تحت نفوذ القرار الأميركي , وإلاّ وقد تماهت تماماً , بشكل وبآخر , بفضل الاحتواء الأميركي لها , ومتطلّبات القرار الأميركي ورغباته , لأنّ :
الدولار يجمعهم ..


فإذا أصاب الصداع رأس الدولار الأميركي أصاب وجعه جميع عملات الكثير من دول العالم ومنها عملات أقطار العرب .. وهذه الدول الّتي ينكمش اقتصادها أو يُرسل بمدّ الدولار الأميركي وبجزره هي :
جميعها ذات تسليح أميركي "أو تسليح غرب ـ أميركي , بمجملها تعتبر بالنتيجة :


قاطرات مقطورة بعجلات الاقتصاد الغربي ـ الأميركي
ومن ارتبط مصيريّاً بهذا الاقتصاد لمثل تلك الدول فمصيره الاقتصادي والسياسي ومصير بلده ومصير أبناء بلده ومستقبلهم ومستقبل أجيالهم مرتبط بمصير ذلك الاقتصاد
ويحار المرء فعلاً عن هذه الهستيريا وبللّا معقول من الاصرار والالحاح من قبل "قادة" العراق والّتي وصلت الحالة لديهم حدّ الاستقتال من أجل تحقيقه ؛ على أن يكون مثل هؤلاء القادة العرب هم من سيبعث , بحسب تصوّراتهم المشوّشة بطبيعتها , الاطمئنان والشرعيّة في نفوسهم القلقة على ما بدت بتهالكها في انعقاد القمّة فلا تفسير لذلك إلاّ أنّ ما تعتري نفوس هؤلاء "القادة" هو نفس ما تعتري نفوس أولئك ..


وهنا يتسائل المرء ويحير ربّما أو يقع فريسة دوّامة من الأسئلة تلحّ على أن تحشر نفسها في قائمة مبرّرات شروط انحراف السلوك في مذكّرات تركيبة الفرد الذهنيّة تخصّ هذا الجانب :
أهي البيئة الجغرافيّة .. قحط وجفاف .. الخ
أم البيئة الاجتماعيّة .. موروث عقدي ضاغط يعني مثلاً
أم الاثنان معاً
أم هو نقص في التلقين التربوي !!

 

 





الاثنين١٠ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة