شبكة ذي قار
عـاجـل










يعني ندِموا ! يعني هم سابقاً لم يندموا ساعة الشروع بقتله أو حتّى بعد أن قتلوه ! ولم يكن مهمًاً بالنسبة إليهم أطوى قتيلهم النسيان أمّ تعمّدوا هم في نسيانه ولكنّهم بكلّ الأحوال "شعروا" بالندم على "الضحيّة" عندما أدركوا أنّها كانت تسد ثغرة "سدّ مأرب" الّتي بدأ يسيح عليهم منها الطوفان العظيم

 

إذ لولا ضحك أميركا على القتلة أو ضحكها على الّذين شاركوهم قتل الضحيّة ولولا انكشاف مراميها من هذه الجريمة وبكل تفاصيلها ..

ولولا تكشير إيران عن أنيابها وإظهار حجمها الطبيعي بالكامل أمامهم ..
ما أعلن بعض مسؤولي الخليج مؤخّراً ندمهم على مشاركتهم في قتل العراق ! ..
 

نعم .. ما كان لهم أن يعلنوا ندمهم لولا أنّهم "من المحتمل يعني" شعروا أو أنّهم أصبحوا يشعرون بأنّهم في أيّة لحظة قد تقذف بهم "صديقتهم" أميركا في عرض مياه الخليج أو قد تدعهم في أحسن الأحوال يعيشون على أرضهم وفق قانون "حماية البيئة" الّذي سبق وأن طبّقته الحكومة الأميركيّة الغير شرعيّة آنذاك على سكّان أميركا الأصليين الهنود الحمر ! وعند "الاستئناف" في الأمم "المتّحدة" قد يحصلوا على مصروف يومي "خرجيّة يعني" أو كوبونات تبضّع مواد غذائيّة ومنزليّة "على اعتبار أن سكّان الخليج الأصليّين لا يعرفون كيفيّة التصرّف الصحيح بالأموال ! وهو منطق أنكلوصهيوني طالما عوّدتنا صلافة ووقاحة هذا النوع من الجنس البشري عليه طيلة عشرات العقود من السنين عبر جميع منابرهم الاعلاميّة , والتطبيقيّة , وما أكثرها , بعد أن تكون قد انتفت مبرّرات وجود هذه المشيخيّات كحرّاس على منابع النفط "الأميركيّة" في الخليج العربي وهو ما سبق وأن تنبّأنا به منذ بداية اشتعال أوّل شرارة للمقاومة العراقيّة العظيمة مع بداية دخول قوّات الاحتلال البصرة عندما كنّا نواصل وقتها السهر ليلاً ونهاراً نفضح العملاء والخونة ممّن احتسبوا على العروبة الحقّة زوراً وبهتاناً عبر جميع المنتديات الألكترونيّة الّتي تتيسّر لنا الكتابة فيها تأسيّاً بقدوتنا مقاومة العراق العظيمة وقلنا في تلك الأشهر اللاهبة أنّ مصير "دول" الخليج هو كمصير الهنود الحمر في أحسن الأحوال وأكثرها تفائلاً إذا ما استفردت أميركا باحتلالها العراق وبالعالم أجمع عندها ستصقط أهميّة هذه المشيخيّات الخليجيّة , وقد تخصّص أميركا لشعوب هذه المنطقة رواتب معيّنة "مصروف جيب" ويتركونهم يعيشون في محميّات كنوع من "الآثار" التأريخيّة الّتي خلّفتها الطبيعة ورائها ! ..


أنا شخصيّاً لست متفائلاً بهذا النوع من الندم , ندم السيّد الفريق ضاحي خلفان مدير شرطة دبي الّذي ألقاه مؤخّراً ولقي حفاوة وترحيب كبيرين , بقدر ما أعتبره نوع من الرسائل الّتي قد تدخل من باب "التظلّم" رفعها هذا البعض "المسؤول" بشيء أشبه ما يكون نوعاً من "العتاب" جاء على شكل صرخة ألم تلمّساً من هذه الحكومات أن ترأف الإدارة الأميركيّة بحالهم ! , أو هو نوع من لفت الانتباه تمارسه دول الخليج والجزيرة لتذكير العرب أنّ مشايخهم غير راضون عن التدخّل في سوريا للتغطية على مؤامرتهم الساعية لإسقاط سوريّا علناً أو في الخفاء! وهي لعبة غربيّة جعلت هذه المشايخ تقوم بها لتبييض صورة الخليجي كما تفعل أميركا بمنظّماتها "الإنسانيّة" عندما تستخدمهم بالوقت المناسب بعد كل جريمة تقوم بها أميركا "منظمة أميركيّة تدّعي الإنسانيّة قامت بتنظيف شوارع مدينة الفلّوجة عقب قصفها بالأسلحة المحرّمة وبالفسفور الأبيض!" .. أو جاء هذا الندم بمثابة , إذا ما استبعدنا الترجيح الّذي قد يجد أنّه قد فرض نفسه على طرف مهمّ من أزمة ما تسمّى بالثورة العربيّة أو الانتفاضة العربيّة الكبرى لمساومة "الحكومة" العراقيّة على سوريا مقابل موافقة المشايخ على عقد ما تسمّى بالقمّة العربيّة المزمع عقدها في بغداد , سبر أغوار العلاقة المبطّنة بين الولايات المتّحدة وإيران وما يجري عبرها من مخطّطات لا تعلم حكومات هذه المشيخيّات المتآمرة على أمّتنا العربيّة على طول الخطّ شيئاً عنها , ممّا أوجس المشايخ خيفةً من هذه الطريقة من الاحتكاك الإعلامي بين الطرفين أميركا و"إسرائيل" من جهة وإيران من جهة أخرى ومعرفة ما درجة صدق هذا النوع من التهديدات المتبادلة والّتي باتت مملّة للعالم وللكثير من المراقبين عدى المشيخيّات لأنّهم سيكونون فريسة سهلة في حالة اشتباك الطرفين "لاسامح الله !" ومعرفة إلى ما تبغي هذه التهديدات على وجه التحديد ! أيّ أنّ حكومات الخليج شعرت بنفسها وسط هذا الضجيج والصخب الإعلامي , الحربي "كالأطرش في الزفّة" حسب المثل العراقي الشعبي الدارج لذلك جائت هذه الندامة كنوع من "إثبات الوجود" أو إعلان لا يقدّم ولا يؤخّر عن ذات تتجاهلها القوى المتصارعة على أرضها.. وكيف أنّ هذه التصريحات لا تقدّم ولا تؤخّر فإدراكها سهل ! فبمجرّد ما نتذكّر أنّ هذه الحكومات الخليجيّة لا دور لها سوى تنفيذ الأوامر الأميركيّة الصهيونيّة منذ أنّ أوجدها المستعمر الوريث على خارطة جغرافيا الدول سنقرّر أنّ الندم هذ ليس أكثر من حشو إعلامي يجب علينا أن لا نعير له بالاً على الإطلاق ..كيف ؟ .. ذلك لو عدنا سنيناً بذاكرتنا إلى الوراء , ولو تركنا التعهّد الشهير لعبد العزيز آل سعود "الّذي لا يطيق حرّ مكّة ولا يطيق حرّ الرياض ولا رطوبة جدّة ولا اعتدال مناخ الطائف بسبب ارتفاعها عن سطح البحر ولم يألف العيش في الجبال "ما أدري وين يكدر يعيش هذا المخلوق!" ! بحسب "الزركلي" عن "يوسف ياسين كبير العاملين في خدمة الملك عبد العزيز" ؛ أمام الرئيس الأميركي وأمام رئيس الحكومة البريطانيّة ونستون تشرشل "إنّي معكما حتّى قيام الساعة" ! لتذكّرنا أن وزير الدفاع الأميركي في عهد كلنتون "كوهين" بمجرّد ما وجد رفضاً لأمر ما طرحه على أمير البحرين السابق رحمه الله وُجد الأمير مقتولاً بعد نصف ساعة من خروج كوهين من عند الأمير ! .. ولكنّنا نتذكّر أيضاً عمليّة الغدر والخيانة الّتي قام بها "خليفة المسلمين حمد بن جاسم" عندما غدر بوالده وتركه مسافراً خارج قطر إلى الأبد عندما اعترفت الولايات المتّحدة بحمد كأمير على قطر كاّول بلد يعترف بهذا النوع من استلام السلطة بهذه الكيفيّة ! ممّا يفصح تماماً عن الّذي وقف خلف ذلك التدبير الخياني وهي أميركا ! ... أميركا عبر تدخّلها المباشر في عملية التغيير المباشر في البحرين وقطر أرادت أن تقول لحكومات هذه المشايخ "يبدو أنّكم بدأتم تنسون أنفسكم من أنتم ومن أتى بكم ..


كم كنّا نتمنّى أن نرى تطبيقاً عربيّاً خليجيّاً على أرض الواقع لمصلحة العراق وشعبه بعد سنة على الأكثر من احتلاله أميركيّاً إيرانيّاً لا أن نسمع ندماً قولاً بدون عمل بعد أكثر من تسعة سنين دمويّة ذاق ويلاتها شعب العراق بما لم يمرّ مثل ما لاقى على أيّ شعب من شعوب الأرض ولو بنصف ما لقيه العراق وشعبه من أذى لا يطاق ..


أين كان خليفان وتركي الفيصل طيلة هذه السنين الّذين قضين ! .. هذا حساب احتلال العراق اعترفوا بدينه في رقابهم .. ولكن أين حساب 8 سنوات رواها العراق بدماء مليون شهيد من خيرة أبناءه دافع بها عن أحاسيس ومشاعر عرب الخليج الشديدة الإحساس والرهافة ..


ومن يدفع فاتورة مئات المليارات من الدولارات كانت مرصودة لجعل العراق في مقدّمة دول العالم علميّاً صناعيّاً وزراعيّاً وعسكريّاً واجتماعيّاً ..

ثمّ أين حسابات وبرقبة من 13 عاماً من أعتى حصار إجرامي سكسوصهيوإعرابي لم يشهد مثل دمويّته بني الإنسان ..
من يدفع فاتورة ملايين الأطفال والشيوخ والنساء الّذين قضوا جرّاء هذا الحصار ! ..


ثمّ من سيدفع فاتورة "75" ترليون دولار "بحسب آخر إحصائيّات خسائر العراق في حرب التسع سنوات الأميركيّة الإيرانيّة وما قبلها عليه وعلى شعبه" ..

ثمّ وأين "ديّة" مليون ونصف المليون من الّذين قضوا في هذه الحرب القذرة الهمجيّة المنحطّة الّتي وقف خلفها أيضاً دول الخليج ومملكة آل سعود ! ...


ثمّ من يدفع .. وبرقبة من اموال ودماء.. يا خلفان ويا تركي .. فاتورة 30000 عالم انفرطوا كاللؤلؤ من جيد العراق وانتثروا في أنحاء جهات الأرض الأربعة ومن يعوّض مقتل أكثر من 5000عراقي من خيرة علماء الأرض وخيرة طيّاري العراق والعالم ومن خيرة ضبّاط العراق والعالم! ..


إنّا لله وإنّا إليه راجعون .. صدق الله العظيم ...

 

 





الخميس٢٣ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة