شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) النساء 71

صدق الله العظيم

 

 

تمهيد :-

تحدثنا في الجزء الأول من بحثنا هذا عن المأزق الذي يحيط بالمشروع الجهادي العراقي حيث أكدنا على إن سبب المأزق لا ينبع من داخل العراق إنما من محيطه العربي أولا وقبل كل شئ .

 

كما تحدثنا في الجزء الثاني من البحث عن نشأة جهاز المخابرات العراق وأهميته ودوره في حياة الدولة العراقية .

 

وفي الجزء الثالث تناولنا المشروع الأمريكي لغزو العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين واستبداله بنظام موالي لها في العراق. وفي الجزء الرابع تناولنا ادعاءات العدو ومرتزقته على الجيش العراقي وأوضحنا بان الجيش العراقي الباسل وليس كما يزعم العدو وصعاليكه في الإعلام قد قاتل وأدى واجبه بشرف في ظل معركة انعدم فيها التوازن وأي فرصة للتكافؤ .

 

إما الجزء الخامس بحلقتيه كنا قد تحدثنا عن دور الإعلام في حياة الأمم وفي بناء الإنسان كما تحثنا عن المأزق الذي وقع فيه العراق قيادة وشعبا ، المأزق الذي نتج عنه خلل في بناء الإنسان العراقي وهو الأمر الذي مازال يلقي بضلاله وأثاره السلبية على واقع العراق وعلى واقع الأمة ليومنا هذا.

 

وفي الجزء السادس تناولنا المرحلة الأخطر والأشرس في تاريخ العراق الحديث والمعاصر، في التقابل القتالي المباشر مع الصهيونية العالمية وأتباعها وأدواتها على ارض العراق العظيم. ... وتعرفنا على الكيفية التي واجهت بها القيادة العراقية هذا الوضع المعقد والخطير وهي خارج كرسي الحكم هذه المرة.

 

وفي هذا الجزء ، سنتناول إن شاء الله الستراتيجيات الإعلامية التي تتبعها القيادة العراقية في حرب العصابات ، فقد تحول إعلام القيادة من إعلام دولة بإمكانياتها وبظروفها إلى إعلام الكفاح المسلح من اجل نيل الحرية والسيادة والاستقلال للعراق العظيم ، لنتحرى ونبحث عن جملة من حقائق المقاومة العراقية الظافرة بأذن الله عزوجل.


 

الإعلام الجهادي :

تحدثنا عن الإعلام الجهادي في الجزء السادس بشكل مقتضب ونود الآن ان نعيد بعضا مما ذكرناه ، فالإعلام الجهادي لمقاتلي حرب العصابات الثورية يتوسع نطاق عمله حيث يتوالى عناصر الإعلام عدة مهام ومسؤوليات ، فإصدار الملصقات ونشر البيانات السياسية والعسكرية وتصوير العمليات المسلحة والدروس المحرضة على القتال ومقاومة الغزاة حتى كسب وتجنيد المقاتلين الجدد والممولين الجدد وتوعية السكان المدنين بأهداف المقاومين وتوجهاتهم وأسباب قتالهم وما قد يعتري عملهم من أخطاء هنا وهناك فضلا عن مراعاة امن الجماعة المقاومة في عملهم الإعلامي وتمرير معلومات مغلوطة مقصودة إلى عدوهم وجواسيسه ، فالعمل الإعلامي في حرب العصابات يجمع عمل عدة هيئات ومؤسسات عند الدول .

 

ان إخفاق القيادة العراقية ومؤسسة ومنظومة الإعلام العراقي في عقد التسعينيات تلك التجربة المرة ، لم تكن لتطوى وتذهب سدا عند القيادة العراقية حينما وضعت ستراتيجيتها الخاصة لحرب العصابات الثورية . فالقيادة وهي تمتلك إمكانيات دولة لم تستطع مجاراة الإعلام المعادي فضلا عن حملات تشويه وشيطنة القيادة العراقية التي كانت وما تزال جارية على قدم وساق مستغلة بذلك ظروف العراق العصيبة حيث كان يرزح تحت حصار شامل لم تعرف البشرية مثيلا له من قبل. فكيف ستواجه القيادة هذا الواقع العصيب وهي تخوض واحدة من أضخم وأشرس معارك الدفاع عن البلاد والعباد .. عن العرض والأرض.. عن تاريخ ومجد امة برمتها ضد واحدة من اعتى قوة عرفتها البشرية في تاريخها الطويل .


 

أولا / ستراتيجية القيادة العراقية في التعتيم الإعلامي النسبي 1 :-

على اثر قيام الولايات المتحدة الأمريكية غزو العراق وحرمانها من أي وسيلة إعلام ذات نفوذ شعبي ، ومع النتائج السلبية التي رافقت العمل الإعلامي للدولة العراقية في العقد الأخير قبل الغزو ، ومع طبيعة ظروف العمل الجهادي في العراق ، فقد دفع بالقيادة العراقية إلى اتخاذ ستراتيجية سليبة في الإعلام .

 

وبمعنى أوضح فقد توصلت القيادة العراقية وعبر سنوات من التجربة والعمل الإعلامي إلى ستراتيجية التعتيم الإعلامي خاصة خلال السنوات الأولى من بدء تطبيق ستراتيجية حرب العصابات الثورية .

 

إن سياسة التحجيم الإعلامي النسبي سياسة مزدوجة متبعة من قبل وسائط المقاومة والعدو الأمريكي ، والسبب يعود إلى كون كلا الطرفين يسعى لتحجم الأخر إعلاميا . وأهم الأمثلة على ذلك أن فصائل المقاومة العراقية بما فيها جيش رجال الطريقة النقشبندية ، وهو أقوى فصائل المقاومة العراقية منذ أن بدء العدو الأمريكي الإيراني بتطبيق مشروعه الخبيث لشرذمة فصائل المقاومة العراقية وإيقاعها في اقتتال داخلي ينتهي بسيادة العدو المحتل على ارض المعركة على كل ارض العراق الأبي ، نقول أن فصائل المقاومة العراقية لا زالت تتكلم عن العبوات الناسفة التقليدية وقذائف الهاون و القذائف الصاروخية ذات الأعيرة الصغيرة وهي ذخائر موضعية محدودة التأثير وأكثر ما أعلنت عنه هو استخدامها لصواريخ الكراد والطارق وأبابيل ، و صواريخ الرعد وأبابيل لم يتم اعتمادهما من قبل فصائل المقاومة العراقية في عمليات القصف إلا من قبل جيش رجال الطريقة النقشبندية حفظهم الله ورعاهم ونصرهم .

 

بينما وحسب ما يجري في الميدان على ارض العراق الطاهرة فان هناك عمليات جهادية حققت أهدافها بنجاح وبدقة عالية ونجحت في إيقاع خسائر مهولة في صفوف العدو لم يتم الإعلان عنها من قبل أي فصيل من فصائل المقاومة العراقية، كما حدث في أحدى عمليات القصف التي استهدف أحدى قواعد العدو الأمريكي في الانبار فرغم ان السلاح المستخدم في تلك العملية لم يكن سوى 20 صاروخا من صواريخ الكاتيوشا إلا ان القاعدة المستهدفة قد تمت إبادتها على بكرة ابيها حيث قضى قرابة ((3000)) علج أمريكي من الشركات الأمنية الخاصة نحبهم غير مؤسف عليهم .

 

ان خير دليل على صحة قصف المقاومة العراقية لقواعد العدو بصواريخ وبمتفجرات عالية القوة والتأثير هو انطلاق صفارات الإنذار في المنطقة الخضراء عقب الهزات التي دوت في أرجاء بغداد كافة حتى وصلت إلى إطراف المدينة . تلك الهزات والتي رجت الأرض والشبابيك والأبواب في بيوت بغداد ، لا يمكن ان تكون ناتجة عن عمليات القصف بالهاون أو الكاتيوشا وحتى الكراد والطارق والأبابيل او عن عمليات تفجير المفخخات والعبوات الناسفة مهما بلغت كمية المتفجرات التي استخدمت فيها ، فلم تهتز ارض بغداد ولم يعصف بهوائها حتى في عمليات تفجير مقر الأمم المتحدة على شارع قناة الجيش في الرصافة أو سلسلة التفجيرات التي استهدف مجموعة مراكز شرطة بغداد أو سلسلة الانفجاريات التي استهدف أبنية حكومية أخرى كما هو الحال مع ما يسمى بتفجيرات الأيام الدامية التي حدثت في السنة الماضية . فلماذا تتكتم القيادة العراقية على تلك العمليات الستراتيجية .. ولماذا لم يعلن أي فصيل مقاوم تبنيها حتى هذه اللحظة ..؟!!

 

إن سبب ذلك التعتيم يعود إلى الأسباب التالية :-

1- كسب ثقة كل من يهمه أمر المقاومة العراقية من خلال نقل ما يسهل تصديقه على الجميع وتحجيم مظاهر صمود العدو الذي تكبد إلى الآن خسائر يصعب تخيلها أو إحصائها.

 

2- الحفاظ على سرية العمل الجهادي وأساليبه وتكتيكاته والفنية والميدانية فضلا عن امن المجاهدين أنفسهم ومخازن أسلحتهم ووسائل نقلها .فالعدو يمتلك جهاز تحليل استخباراتي خطير للغاية سيـُمكنّه من معرفة تكتيكات وأساليب وطرق عمليات القصف الستراتيجي .

 

3- أن الكشف عن مثل هكذا عمليات سيرغم العدو على استرداد كرامته المهدورة وعلى ردع القيادة العراقية وحتى يتلافى قادة العدو العسكريين أية إحراج أو مسؤولية أمام مسؤوليهم السياسيين . فحينما تتحفظ القيادة عن عمليات القصف الستراتيجي لمواقع العدو وتعتم عنها بنفسها تجعل عدوها اقل شراسة مما لو تم فضحه أمام العالم .

 

ومن الجدير ذكره هنا فان العدو يمارس هذه السياسية مع القيادة العراقية هو الأخر ، وسبب ذلك حتى لا يعطي أي قيمة ستراتيجية إعلامية أو سياسية أو حتى عسكرية للخصم – أي للقيادة العراقية . ولهذا فقد امتنع العدو الأمريكي ومرتزقته في الإعلام المحلي والإقليمي والدولي عن ذكر أي دور للحرس الجمهوري والحرس الخاص ولفدائيي صدام وللمخابرات العراقية بعد عام 2004 ، السنة التي شهدت سلسلة من أشرس المعارك التي دارت بين علوجه وقيادات ومنتسبي القوات المسلحة العراقية المجاهدة. بينما ركز إعلام العدو حينئذ على تنظيم القاعدة وعلى فصائل مسلحة أخرى أعلنت عن عدم ارتباطها بالقيادة العراقية أو بحزب البعث في أوقات سابقة ، فيما ركز إعلام عملاء الاحتلال فيما تسمى بالحكومة العراقية على دور حزب البعث في التفجيرات الإجرامية التي تستهدف المواطنين العراقيين هنا وهناك خاصة بعد انزواء واضمحلال تنظيم القاعدة والفصائل صاحبة الإعلان الآنف ذكره  أي بعد عام 2007.

 

ولبيان فوائد التحجيم الإعلامي أيضاً نلاحظ أن تركيز الإعلام المرئي للمقاومة كان بالدرجة الأولى على العبوات الناسفة ضد عجلات العدو على وجه الخصوص والنتيجة كردة فعل عند العدو كانت تطوير نوعي مخيف لهذه العجلات حيدت فاعلية وتأثير العبوات الناسفة بشكل كبير والسبب الإعلام المرئي الذي حرك الشارع الأمريكي مطالباً حكومته بتأمين أبنائه ضد هذه الأخطار. مما جعل المقاومة تركز بالإعلام المرئي بالدرجة الأولى اليوم على عمليات القنص التي لم يستطع أحد على مر التاريخ المعاصر أن يجد حل فعال ضدها وخصوصاً في المدن. لذلك من أهم أسباب النجاة والنجاح في عمل المقاومة على كافة الأصعدة " السرية " إقتداء بقول سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة و التسليم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" صدق رسول الله .

 

أ - مثال على ستراتيجية التعتيم الإعلامي للقيادة العراقية : عملية قصف قاعدة الصقر " الفالكون " :-

عملية قصف قاعدة الصقر (فالكون)Camp.Falcon/ التابعة لقوات الغزو الأمريكية والكائنة في جنوبي بغداد وبالتحديد في منطقة الدورة التي حدثت بتاريخ 10/10/2006.

 

ففي هذه الحادثة ثمة تناقض , بين ما أعلنت عنه فصائل المقاومة والجهاد التي تبنت القيام بعملية القصف - يبدو إن عدة فصائل قد شاركت أو نسقت عملها في تلك العملية البطولية الرائعة- وبين ما شاهده الجميع عبر قناة الجزيرة الفضائية في بثها المباشر أو عبر قناة الزوراء فيما بعد أو عبر وسائل الانترنت  أو من كان سكنه قريب من منطقة الحدث أو حتى بعيد عنه عشرات الكيلومترات .

 

أن الفصائل التي تبنت عملية قصف قاعدة الصقر الأمريكية قد بينت أن الضربة تمت بواسطة الهاونات وصواريخ الكاتيوشا , ولكن أن مثل تلك الأسلحة البسيطة المتواضعة لا تأتي بمثل تلك النتائج فالدمار الذي لحق بتلك القاعدة كان دمارا هائلا أتى على كل مكونات القاعدة تقريبا حتى البعيدة عن نقاط سقوط تلك القذائف..!!

 

ان من يطّلع على التصوير الذي بث من قبل بعض الفصائل المسلحة لهذه العملية البطولية سيجد الأتي :-

1- اللهب , فثمة لهب في السماء يشبه لحد ما اللهب الناتج من مؤخرة الطائرة النفاذة أو الناتج عن مؤخرة الصواريخ - الطائرة النفاذة والصواريخ كلاهما يحتويان على محرك توربيني - مما يدل على أن الضربة تمت على الأقل بصاروخ واحد من النوع الذي يحتوي على محرك توربيني.

 

والدليل على ذلك : أن قذائف الهاون مهما بلغ حجمها لا تولد لنا لهبا في السماء لأنها لا تحوي أصلا على محرك .. أو أن الحشوة الدافعة للقذيفة الصاروخية "الكاتيوشا" صغير لا يولد مثل هكذا لهب..!!

 

2- وميض الانفجار , نرى في لحظة وقوع ذلك الصاروخ سرعة وضخامة حجم الوميض الناتج عن الانفجار , فما أن يسقط الصاروخ حتى يشع نورا شديد البياض ويعم السماء كلها فيصبح الليل كالنهار ويتحول الظلام الحالك إلى نور ساطع في ثانية أو في أجزاءها , ثم سرعان ما ترتفع كرة نار ملتهبة في كبد السماء تشبه لحد ما الانفجار الناتج عن القنبلة النووية التكتيكية ، مما يدلل على أن الصاروخ كان يحمل مواد شديدة الانفجار ومن نوع خاص يمتلك هذا التأثير الهائل.

 

والدليل على ذلك : أن مادة التفجير العادية – تي ان تي - التي تحمله قذائف الهاون أو الكاتيوشا لا تنتج هكذا انفجار ولهب ، حتى أن صواريخ الحسين التي دكت معاقل الشر والرذيلة في الكيان الصهيوني المسخ عام 1991 لم تنفجر بهذا الشكل ..!!

 

3- سلسلة الأنفجارات , بعد كرة النار الملتهبة المرتفعة في السماء، نلاحظ بدء سلسلة انفجارات تدوي في عدة أماكن من القاعدة وبعيدا عن نقطة سقوط الصاروخ ، مما يبين لنا أن المادة المتفجرة التي استخدمت في الرأس الحربي للصاروخ لها ميزة مهمة جدا وحديثة التقنية وهي قوة الضغط المفرط التي تفجر أكداس العتاد التقليدي والغير تقليدي وتفجر أيضا الآليات والمعدات وتهدم الأبنية كما دمرت الملاجئ المشيدة بالخرسانة المسلحة بفعل قوة الضغط الناتجة عن انفجار الرأس الحربي للصاروخ .

 

والدليل على ذلك : أن سلسلة  الأنفجارات التي تبعت الكرة الملتهبة أخذت شكل دائري متتابع بعيدا عن نقطة سقوط الصاروخ وليس بشكل عشوائي مما يثبت لنا أن سلسلة الأنفجارات لم تكن بفعل سقوط بقية القذائف - سواء كانت قذائف هاون أو كاتيوشا - خاصة بالمقارنة مع حجم الدمار الناتج في تلك السلسلة ..!!

 

4- تطاير أجزاء القاعدة , لقد تطايرت عدة أجزاء من مكونات القاعدة وأجزاء الأسلحة والمعدات الموجودة فيها حتى وصلت بعض تلك الأجزاء إلى مناطق بعيدة عن محيط قاعدة الصقر , مما يبن لنا أن الانفجار قد وّلد موجة عصف قوية جدا وهذا بالطبع ما لا تفعله قذائف الهاون أو الكاتيوشا..!! 2 .

 

ب - مثال آخر على ستراتيجية التعتيم الإعلامي للقيادة العراقية : من كان بعرب جبور القاعدة أم الحرس الجمهوري الخاص :-

في الأسابيع الأولى من عام 2008 تناقلت وكالات الإنباء العالمية والفضائيات والصحف ومواقع الانترنت3 ، خبر هام جدا كان قد أكده حينها قادة جيش العدو الأمريكي أنفسهم . الخبر هو قيام الطائرات الأمريكية من طراز القاصفة الستراتيجية الخفية المعروفة بالشبحB1  بعمليات قصف لأهداف منتخبة في مناطق معينة من العراق وبالأخص في منطقة عرب جبور جنوبي بغداد .

 

لقد أثار هذا الخبر حينها العديد من الأسئلة والاستفسارات وما يزال ليومنا هذا غامضا لم يجيب عنه المتابعين والمحللين السياسيين على الرغم من خطورته وأهميته وعلى الرغم مما يوضحه هذا الخبر من دلائل وإشارات على طبيعة المعركة الحقيقة والخفية في العراق . واليوم وبعد مرور ما يقارب من أربع أعوام نود ان نتناول ذلك الخبر بشئ من التحليل والتمحيص .

 

فلماذا تستعين الولايات المتحدة الأمريكية بطائراتها القاصفة الستراتيجية الخفية من طراز B1 .. هذه الطائرة الحديثة والمتطورة جدا والتي لا تكشفها إلا الرادارات المتطورة جدا والتي لم تتوفر رسميا لدى القيادة العراقية ويعتبر امتلاكها حكرا على دول لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة ..!!

 

فن خلال هذا السياق ومن خلال هذا المنظور نجد أنفسنا أمام تساؤل مهم وخطير جدا .. فهل تمتلك المقاومة العراقية منظومة دفاع جوي متكاملة .. بمعنى هل تمتلك المقاومة رادار وصواريخ ارض جو ومنصات أطلاقها ووسائل تحكم الرادار بتلك الصواريخ .. كما كان الحال في بطاريات الدفاع الجوي العراقي سابقا .. حتى تأتي بطائرات متطورة جدا خفية عن الرادار..؟!!

 

ثم لماذا تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية طائرات B1 المتخصصة بالقصف الدقيق والخارق للأعماق والتي تحمل أسلحة تقليدية وأسلحة الدمار شامل..!!

 

فمن هذا المنظور نتسأل أيضا..هل تمتلك المقاومة العراقية ملاجئ تحت الأرض محصنة يصعب على طائراتF15 و16و18و22ومروحيات الاباتشي تدميرها..؟!!

 

ثم لماذا أصلا تستعين القوات الأمريكية في العراق بطائرات أيا كان نوعها.. فماذا تفعل دبابات الابرامز العملاقة ومدرعات البرادلي وغيرها من الآليات العسكرية الأمريكية ذات التدريع السميك والفعال ..؟!!

 

ان الإجابة على هذه الأسئلة تدل على واقع مخفي ومغيب عن الأعلام وعلى ما يبدو ليس من قبل وسائل أعلام العدو فحسب بل حتى من قبل وسائل إعلام المقاومة العراقية.

 

فالإجابة على هذه الأسئلة لا تقبل أي تأويل أو تفسير أخر .. غير ان يعني هذا امتلاك المقاومة العراقية لملاجئ محصنة تحت الأرض يستلزم تدميرها طائرات متخصصة في القصف الدقيق والجراحي والعميق ..!! وغير ان يعني هذا امتلاك المقاومة العراقية لمنظومة دفاع جوي متكاملة تشكل خطرا على الطائرات الأمريكية الاعتيادية الأمر الذي يتطلب استخدام طائرات قصف دقيق وجراحي وعميق مزودة بتقنية التخفي عن الرادار..!!

 

والآن نطرح تساؤلنا الأخر ، فأي جهة في المقاومة العراقية بل وفي العراق عموما تملك ملاجئ تحت الأرض ..؟!! وتملك منظومة دفاع جوي متكاملة ..؟!! وتملك جيشا على الأرض يهدد ويمنع الابرامز البرادلي من دخول عرب جبور وسواها ..؟!!

 

وهنا نعتقد ان الإجابة واضحة وبمنتهى السهولة .. أنها القيادة العراقية هي من تملك الملاجئ ومنظومة الدفاع الجوي وهي من تملك قوات نخبة محترفة على الأرض تمنع دخول الابرامز البرادلي وتحرم عرب جبور على القوات الأمريكية..بالتأكيد هم أهل المهمات الصعبة .. أبطال الحرس الجمهوري الخاص والعام والأمن الخاص . وما ادعاء الأمريكان بأنهم يستهدفون تنظيم القاعدة ومخابئ أسلحتهم في منطقة عرب جبور ليس سوى تطبيق فعلي لستراتيجيتهم الإعلامية القائمة على مبدأ التعتيم والتضليل الإعلامي بحيث يتم تجنب أي أشارة للجهة الحقيقة التي تم استهدافها .. فالعدو الأمريكي لا يريد الاعتراف بمدى قوة وإمكانية القيادة العراقية المجاهدة وقواتها الباسلة.

 

وهنا قد يتسأل البعض ويشكك في استنتاجنا هذا .. وهو محق بهذا على الرغم من ان الحدث يدلل على ما ذهبنا إليه وبما لا يقبل الشك أو التأويل إلا أننا نتفهم موقفه هذا .. فلم يتناول هذا الحدث أي محلل بهذه الطريقة من قبل بل وقد جرى أخفاء الحقيقة لأربع سنوات متتالية ، فضلا عن ان الموقف الرسمي والمعروف لا يشير إلى أمكانية وجود هكذا تقنية وهكذا قدرات لدى القيادة العراقية المجاهدة ولدى قواتها المسلحة البطلة .

 

إلا أننا سنجيب مرة أخرى عن هذه التساؤلات وبكل ثقة ، فمن الناحية المالية لا يمكن للإدارة الأمريكية ولا أي مؤسسة حكومية أمريكية أو مرتبطة بالحكومة الأمريكية ان تكلف خزينتها مبالغ طائلة وتستعين بطائراتB1 باهظة الثمن سواء من ناحية تصنيعها أو من ناحية قطع الغيار وكلفة الطلعة الواحدة لهذا النوع من الطائرات المتقدمة جدا ، ان لم يكن هناك سبب منطقي ووجيه لاستخدام هكذا طائرات .

 

ومن الناحية العسكرية فقد درجت العادة والسياقات العسكرية على ضرورة استخدام الوسائل المناسبة لمعالجة الهدف المطلوب وحسب التدرج في استخدام الأسلحة ، أي وبمعنى أوضح فان كان الجيش في مواجهة مع مجوعة مشاة للعدو مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة فلا يتم التعامل معهم بصواريخ الراجمات والدبابات إنما تتم معالجتهم بهجوم لأفراد المشاة مزودين بأسلحة القنص والبنادق الآلية ، وقد يكتفي القائد العسكري المسؤول بتوجيه نيران قذائف الهاون ، وحتى هذا السلاح لا يستخدم اعتباطا إنما حسب موقع الهدف وقوته وتحصنه فيتم استخدام هاون عيار 60 ملم ولا يستخدم هاون عيار 120 ملم ، وقد يتم التدرج في استخدام الأسلحة أذا لم تفلح الوسائل العسكرية الأولى في معالجة الهدف . أي باختصار شديد لا يمكن للجيش الأمريكي ان يستعين بطائرات B1 ان كان الهدف المطلوب معالجته يمكن تدميره بطائرات F16 أو بدبابات الابرامز ومدرعات البرادلي ومروحيات الاباتشي .

 

ثانيا / ستراتيجية القيادة العراقية في الانفتاح الإعلامي النسبي :-

على اثر التطورات السلبية التي شهدتها الأعوام السابق وخاصة عام 2007 حيث تم اختراق العديد من الفصائل المسلحة ولاسيما الاسلاموية منها ، وعلى اثر قيام ما يسمى بمجالس الصحوة و الإنقاذ ، وعلى اثر النتائج السلبية المتراكمة عن إعلان العدو عن إعدام الرئيس المجاهد صدام حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، وعلى اثر النتائج السلبية المتراكمة من تفجيرات سامراء واستخدام الإسلام من قبل مليشيات المخابرات الإيرانية والأمريكية والإسرائيلية كغطاء لعملياتهم الإجرامية بحق العراقيين النجباء ، فقد اعتمدت القيادة العراقية المجاهدة ستراتيجية جديدة في الإعلام تقوم على مبدأ الانفتاح الإعلامي النسبي ، أي وبمعنى أوضح عن أظهار جزء مهم من الحقيقة بعد ان تم اتخاذ العديد من الإجراءات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية الاحترازية وبما لا يتقاطع وأمن المشروع الجهادي للعراق ومجاهديه البواسل .

 

ومن نتائج الستراتيجية الجديدة تم مضاعفة المواقع الإعلامية المجاهدة التابعة بشكل أو بأخر للقيادة العراقية ، فبالإضافة إلى شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر، تم أنشاء شبكة المنصور صوت المقاومة العراقية الباسلة والبعث المجاهد وافتتاح موقع رسمي للقيادة العليا للجهاد والتحرير وافتتاح موقع رسمي أخر لجيش رجال الطريقة النقشبندية أهم فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير والموقع الرسمي للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية ، فضلا عن بعض المواقع والمنتديات الجهادية الوطنية الأخرى.

 

وفضلا عن البيانات الخطية الصادرة من القيادة القطرية للحزب او من مكتب الثقافة والإعلام التابع لها وفضلا عن بيانات القيادة القومية للحزب ومكتب الثقافة والإعلام التابع لها والتي تنشر في المواقع أعلاه ، فقد ظهر في مناسبات عدة ومن على العديد من الفضائيات الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق المناضل الدكتور محمد خضير المرشدي ، كما ظهر أيضا الدكتور والشيخ الفاضل المجاهد ناصر الجنابي نائب القائد المجاهد عزة إبراهيم الدوري القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بعد ان تم الإعلان عن توحد القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني ، بينما أخذت واقع الانترنت أعلاه تتناقل تصريحات الناطق الرسمي أو الإعلامي للقيادة العليا للجهاد والتحرير ولجيش رجال الطريقة النقشبندية ولمسؤولي مكاتب وفروع وتنظيمات حزب البعث المجاهد .

 

ورغم هذه الانجازات المهمة ورغم ما يعتريها من تحديات أمنية خطيرة ليس من السهل تجاوزها والتغلب عليها ، فقد تمكنت القيادة العراقية من الاستمرار في هذه الستراتيجية الإعلامية الجديدة . بل إن القيادة العراقية لم تكتفي بهذا الحد فقط ، فقد استحدث وسيلتين مهمتين شكلتا مفاجأة كبيرة ليس لأعدائها فحسب بل وحتى لأنصارها وجماهيرها . لقد اعتمدت القيادة العراقية في ستراتيجتها الإعلامية الجديدة ستراتيجية الانفتاح الإعلامي النسبي على بث الخطب الصوتية للقائد المجاهد المعتز بالله عزة إبراهيم الدوري حفظه الله ونصره بين الفينة والأخرى بالتزامن مع الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية . بينما شكلت المفاجأة الثانية من خلال الإعلان عن جيش رجال الطريقة النقشبندية احد أهم فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير والتي يقودها المعتز بالله عزة إبراهيم حفظه الله ونصره ، هذا الجيش الجهادي المبارك والذي تشكل منذ الأيام الأولى للغزو الأمريكي لعراقنا العظيم . 

 

فجيش رجال الطريقة النقشبندية حفظهم الله ونصرهم ينفرد عن كافة فصائل الجهاد في العراق بأنه الفصيل الوحيد الذي نفذ عمليات مسلحة ضد قوات الغزو الأمريكي في يوم 12/4/ 2003 . وهو الفصيل الوحيد الذي تبنى أسلوب بث مقطع فديو لعمليات مجاهديه الأشاوس التي تستهدف قوات العدو الغازي على شكل خبر عاجل حيث يتم نشره في الموقع الرسمي التابع له . كما هو الفصيل الوحيد الذي يبث إصدارا مرئيا لعمليات مجاهديه ضد قوات العدو الغازي بشكل أسبوعي منذ العدوان على غزة في حتى وصلت الى 160 إصدارا جهاديا مرئيا للعمليات المسلحة التي نفذتها مجاميعه الجهادية .

 

ومن بين ما تميز به جيش رجال الطريقة النقشبندية في عمله الجهادي المبارك هو تنفيذ مجاهدوه لعملية استهدفت نائب وزير الدفاع الأمريكي اليهودي الصهيوني بول ولفوتيز عبر قصف فندق الرشيد الكائن فيما يعرف اليوم بالمنطقة الخضراء يوم  26/10/2003 حيث كان الوغد بول ولفوتيز ينزل فيه ، وقد اتخذت صواريخ الكاتيوشا من هيكل مولدة كهرباء منصة لإطلاقها بعد أن تم تحويرها بشكل ممتاز بحيث لم تجلب انتباه علوج العدو إليها وانطلقت الصواريخ بشكل تلقائي عبر موقت خاص لإطلاقها ، وهذه العملية قد وثقت بالتصوير الفديوي وتم عرضها لاحقا .

 

وجيش رجال الطريقة النقشبندية وبعقول مجاهديه البواسل قد خطط أيضا لعملية استهدفت اسر الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة الوسطى في جيش العدو الأمريكي ، حيث وصلت معلومات استخبارية لقيادة الجيش من مصادرها الخاصة داخل جيش العدو الأمريكي وبالتحديد من قبل احد ضباط العدو الذي تم تجنيده من قبل هيئة استخبارات جيش رجال الطريقة النقشبندية ، وقد نفذ بالفعل مجاهدو الجيش البواسل عملية اسر جون أبي زيد حينما مر موكبه بالقرب من الفلوجة يوم  12/2/ 2004 وبالفعل تم إيقاع موكب القائد الأمريكي بالكمين وانقض مجاهدو الجيش على الموكب بشتى أنواع الأسلحة إلا أن وصول تعزيزات من قبل قوات العدو وعملاءه لمنطقة الاشتباك حال دون نجاح العملية حيث تمكن جون أبي زيد من الهروب كالجرذ المرعوب ، وقد أعلن جيش رجال الطريقة النقشبندية عن مسؤوليته عن هذه العملية في تقريره العسكري الثاني المرئي 4 بتاريخ 1/1/2009 .

 

كما خطط ونفذ هذا الجيش المبارك لعمليتي قصف نوعية استهدفت الأولى دك قاعدة العدو الأمريكي في مطار صدام الدولي يوم 8/2/2004 بـ((750)) صاروخ ما بين الطارق والكراد الكاتيوشا ، أما العملية الثانية والتي استهدف نفس القاعدة فقد دكت بـ((45)) صاروخ ارض ارض متوسط المدى نوع طارق يوم 22/2/2004 ، والعمليتين قد وثقت بالتصوير الفديوي وتم عرضها لاحقا .

 

ومن الملاحم الجهادية التي فجرها جيش رجال الطريقة النقشبندية ضد قوات العدو الأمريكي ما جرى على ارض الفلوجة الطاهرة الأبية الباسلة .. بمعركة الفلوجة الأولى التي بداءت فجر يوم 5 / 4/ 2004 حيث فجر مجاهدو الجيش براكين من غضب العراقيين الأباة وحمم ملتهبة من فوهات بنادقهم وقاذفاتهم ومدافعهم ولقرابة الثلاثين يوما من القتال المتواصل المستمر ليل نهار ، فلقن جيش العدو دروسا قاسية في حرب العصابات وبينما زج العدو الأمريكي كافة أنواع أسلحته من دبابات ومدفعية وطائرات قاصفة ومروحية ، فقد دك مجاهدو قواطع العمليات التي شكلتها قيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية ومن عدة محاور من داخل مدينة الفلوجة وخارجها قواعد العدو الأمريكي بــ ((3000)) صاروخ ارض ارض من طراز الرعد وأبابيل والطارق وكراد فضلا عن صواريخ الكاتيوشا و((800)) من قذائف الهاون عيار 60 و82 و120 ملم ومئات العبوات الناسفة وتم نصب عشرات الكمائن أو ما يعرف بمصائد المغفلين 5. وقد أعلنت قيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية عن تفاصيل معركة الفلوجة الأولى في تقريرها العسكري الثاني المرئي6 بتاريخ 1/1/2009.

 

لقد سطر مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبندية ملاحم جهادية فريدة من نوعها سواء في تفجير آليات العدو و ارتاله أو في قصف قواعده أو في خوض حرب شوارع شرسة أو في  قنص علوجه أو في تصنيع العبوات والمواد المتفجرة والصواريخ ومنصات الإطلاق عن بعد أو في العمل الإعلامي الجهادي المتميز . فالحديث يطول على انجازات هذا الجيش المبارك فمنذ الأيام الأولى للغزو الأمريكي ومجاهدو الجيش يذوقون علوج العدو الغازي المر الزؤام فلا عرباتهم ولا آلياتهم ودباباتهم ومدرعاتهم ولا حتى طائراتهم وقواعدهم تنجوا من حمم مجاهدي الجيش النقشبندي .. ومازال جهادهم مستمر كما عاهدوا الله ورسوله والمؤمنين حتى تحرير العراق من آخر علج من علوج العدو الغازي.  

 

لقد حصد جيش رجال الطريقة النقشبندية زرعهم المبارك فبايعتهم أكثر من 1100 قبيلة وعشيرة من عشائر العراق الأصلية والتف حولهم كل عراقي أصيل ولم يحصر مقاتلو الجيش أنفسهم في الحدود التي أتى بها الغزاة حدود الطائفية والعنصرية البغيضة ففيهم ومن أنصارهم العربي والكردي والتركماني ومنهم أيضا المسلم والمسيحي والصابئي ومنهم أيضا السني والشيعي .. بل أن نفوذ ومحبة وأنصار جيش رجال الطريقة النقشبندية قد دخل حتى ضمن صفوف الأجهزة الأمنية للحكومة العملية ، فكثيرا ما نفذ مجاهدو الجيش عملياتهم الجهادية المسلحة ضد العدو الأمريكي بالتعاون مع عناصر وضباط وقادة في الشرطة والحرس الحكوميين .

 

لقد احتضن الشعب العراقي بصغيرهم وكبيرهم ، برجالهم ونسائهم ، بشيوخهم وعلمائهم .. وبكافة أطيافهم ، مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبندية الذين لم يتورطوا في دماء العراقيين الأبرياء ولم ينجرفوا نحو الطائفية والحزبية والمناطقية .

 

أثار الستراتيجيات الإعلامية للقيادة العراقية على إعادة بناء المواطن العراقي وإعادة تشكيل وعيه 7 :-

لقد أبدعت حقا القيادة العراقية في ستراتيجتها الإعلامية الجديدة ، ورغم المخاطر والتحديات الأمنية تمكنت من تحقيق انجازات هائلة تتجاوز إمكانيات دول بحالها . فالدخول في مواجهة عسكرية مباشرة شرسة مع عدو له إمكانيات مالية ومادية وعلمية وعسكرية وأمنية هائلة والاستمرار بذلك القتال ودعم العمل الإعلامي الجهادي بان واحد يعتبر من الأمور المستحيلة إن لم تكن من الأمور الخارقة للعادة وفوق طاقة البشر الطبيعية ، ولأعجب فمجاهدي النقشبندية فعلا هم أهل الكرامات الإلهية وأهل القلب الصافي من أمراض الدنيا .. هم فعلا نقشوا على قلبوهم محبة الله ورسوله والمؤمنين والقتال من اجل إحقاق الحق ونصرة أهله .

 

أن نجاح الستراتيجية الإعلامية الجديدة للقيادة العراقية المجاهدة لم يكن لمجرد الاعتماد على الأساليب والطرق والأدوات والوسائل الصحيحة المناسبة فحسب ، بل كان رهن بكفاءة وبالنية الخالصة الصادقة والجادة لمجاهدي جهاز المخابرات الوطني ومجاهدي فصائل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والقيادة العامة للقوات المسلحة المجاهدة – أمانة السر والتي تضم في شبكاتها الجهادية المحصنة كوكبة من خيرة القوات المسلحة العراقية حيث تضم صفوة قوات الجيش والحرس الجمهوري والحرس الخاص والأمن الخاص وفدائيي صدام ، هؤلاء الرجال الغيارى البواسل اللذين يعملون بصمت الكبرياء وبتواضع الزهاد وبحكمة وحنكة وذكاء أولي البأس الشديد أهل العراق جمجمة العرب وكنز الإيمان ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض فأطمئنوا فأن رمح الله لا ينكسر.

 

لقد شكلت قدرة القيادة العراقية على تشكيل فصائل مسلحة جديدة وإظهار فصائل أخرى للساحة لتحل محل تلك الفصائل التي تم اختراقها وتدميرها أو تم انحرافها عن المنهج السليم للمقاومة والجهاد ، احد أهم عناصر النجاح لستراتيجية القيادة الجديدة . فعلى العكس من تنظيم القاعدة .. ظهر جيش رجال الطريقة النقشبندية ، وبينما أوغل الأول كثيرا في سرف دماء الأبرياء ، فقد حافظ جيش رجال الطريقة النقشبندية على عهده لله والرسول والمؤمنين ولقيادتهم المجاهدة على الاستمرار في الجهاد حتى تحرير البلاد والعباد وبعدم المساس بدماء أو ممتلكات اي عراقي ، فبينما ذهب زبد القاعدة هباءا منثورا .. فقد مكث جيش رجال الطريقة النقشبندية في قلوب وصدور وعقول الناس .. وهذه مشيئة الله سبحانه وتعالى والحمد لله والشكر والفضل والمّـنة .

 

أن النجاحات التي حققتها القيادة العراقية المجاهدة في ستراتيجية التعتيم الإعلامي وستراتيجية الانفتاح النسبي الإعلامي مع الستراتيجيات العسكرية لها وبوجود حكمة وذكاء والنية الصادقة المخلصة الجادة للقيادة نفسها ولمجاهديها البواسل ، مع وعي وذكاء العراقيين النجباء ، شكلت وستشكل لاحقا أيضا أهم عناصر النجاح لستراتيجية بناء الإنسان المواطن العراقي الجديد ، خاصة وان العدو الغازي وعملاءه لم يأتوا أصلا للعراق لبناء الإنسان أو المواطن بل أوغلوا كرها وحقدا وانتقاما بالعراقيين ، وان كان العراقيين من السنة قد وقع عليهم الحمل الأكبر والأذى الأكثر من غيرهم فهذا لا يعني أن أهل الجنوب أو الشمال من الإخوة الشيعة أو الأكراد يعيشون في نعيم بل هم الأخر يكوون يوميا بنار العملاء وربما تجاوز ما وقع على أهل النجف ما وقع على أهل صلاح الدين ، فإما أن توالي العملاء المزدوجين لإيران وأمريكا وإما أن تلحق بطوابير العاطلين والمعتقلين والمهمشين .

 

أن سياسة الحقد والانتقام التي اتبعها العدو الأمريكي والبريطاني والإيراني وعملاءهم ضد كل ما هو عراقي .. إن كان بشرا أو حجرا أو زرعا ، لم ولن ينتج عنها بناء اي قيم لمواطن عراقي جديد كما يزعم العدو وعملاءه ، فجولة بسيطة في شوارع بغداد أو الموصل أو البصرة أو في تكريت والرمادي والنجف وكربلاء كفيلة لان يتعرف المرء على قدر الألم التي جلبها الغزاة وعملاءهم وكفيلة لان يتعرف على مدى الفرق بين شعبية البعث وقيادته ومنجزاته وبين شعبية الغزاة وعملاءهم والتي لا تعدو سوى مجموعة من الأوغاد القتلة اللصوص أراذل القوم ورويبضاتهم.


 

الهوامش :-

1-  تم نشر بحث خاص عن ستراتيجية القيادة العراقية في التعتيم الإعلامي الجهادي بعنوان : حكمة قيادة المقاومة في التعتيم الإعلامي ((عملية قصف قاعدة الصقر ، نموذجاً )) والمنشور بتاريخ 15/2/2009 وكما واضح من العنوان فقد اتخذنا من عملية قصف قاعدة الصقر في منطقة الدورة ببغداد نموذجا لممارسة تلك الستراتيجية التي حولت العجز الإعلامي الذي تعاني منه القيادة العراقية منذ سنوات إلى واحد منأهم أسباب قوتها وديمومة امن المشروع الجهادي .

 

2- معلومات  هامة جدا على قاعدة الصقر :-

بدأت قوات الاحتلال الأمريكية مشروع بناء هذه القاعدة في أيلول 2003 في موقع تابع لوزارة التجارة العراقية - الشركة العامة للسيارات- كان مخصصاً لتجميع السيارات ويحتوي على معامل تصليح وورش ومخازن حديثة ومتطورة, وقد خصصت الإدارة الأمريكية مبلغاً كبيراً جداً - 800 مليون دولار- لإنجازها. وقد تم استخدام 100,000 طن من الحصى وآلاف الأطنان من الاسمنت وآلاف الأطنان من الحديد لبناء منشآت القاعدة المذكورة. وقد تم إسلام القاعدة من قبل الفرقة الأولى المدرعة في 23/1/2004 .

 

و قد تم بناء معسكر ملحق بهذه القاعدة للحرس الحكومي ، وقد تم تشييد قاعدة الصقر فوق حقل بترول سوبر عملاق - حسب تسمية ال سي أي إيه - ذو احتياطي 5 مليار برميل نفط ، وتم تجهيز المعسكر بنظام مائي وري وصرف صحي يفخر الأمريكان بأنه غير موجود بالعراق كله . وتحتوي القاعدة على محطة تلفازية داخلية، كما أنها ترتبط وتبث وبشكل مباشر على منتسبيها برامج قناة وزارة الدفاع الأمريكية. وفيها محطة للأنترنيت تتصل بالأقمار الصناعية مباشرةً وهي أسرع قناة أتصال في أي قاعدة أخرى للجيش الأمريكي خارج الولايات المتحدة الأمريكية. كما تحتوي القاعدة على عشرات العمارات السكنية وكل عمارة تتكون من طابقين وتحتوى كل عمارة على أربعين وحدة سكنية. والقاعدة معدة لأن تضم عدداً من العلوج يبلغ حوالي الـ 5000 علج سكناً وحركةً وتسليحاً وتغذيةً كما تحتوي القاعدة على واحد من أكبر المطابخ - والذي كانت قد استوردتهُ حكومة العراق الوطنية قبيل الاحتلال بفترة قصيرة للمستشفيات العراقية - والذي يستطيع أن يوفر 3,000 وجبة طعام كاملة في وقتٍ واحد ، كما تحتوي القاعدة على مطار تدريبي ومطار فعلي .. وساحات تدريبية متقدمة.


وكانت القيادة الأمريكية قد صممت هذه القاعدة كأكبر قاعدة عملياتية وتدريبية في العراق. ولا توازيها أي قاعدة أخرى في العراق أو أفغانستان. وقد تدرب فيها عدد من الكتائب ووحدات المشاة ووحدات العمليات الخاصة.


والاهم من كل ذلك أن هذه القاعدة تحتوي على مخازن عملاقة للأسلحة الأمريكية التقليدية. وهي أحد أهم مراكز خزن الأسلحة في العراق. كما أنها – أي قاعدة الصقر- هي المركز الوحيد في العراق المسؤول عن إعادة تأهيل الوحدات العسكرية الأمريكية من النواحي التدريبية والآليات والأسلحة والمعدات.  سميًّ هذا المعسكر أولاً بأسم "الصقر" ثم تغيرت التسمية إلى معسكر "فيرين هاجينز"  ثم عادت مرة أخرى إلى التسمية القديمة "معسكر الصقر أو فالكون" . ومنذ إنشاء هذا المعسكر وهو يتعرض للقصف بشكل مستمر وشبه يومي نظراً لأهميته وهذا يفسر لماذا تبنت ثلاثة فصائل مسلحة عملية قصف هذه القاعدة ، فكلها قصفوا بالفعل وغيرهم كان يقصف يومياً .

 

ومن شهود عيان بعد يومين من الانفجار والتدمير ، تم إخراج آليات متفحمة من القاعدة ، وعدد الدبابات المتفحمة التي تم مشاهدتها حتى ليلة الخميس 12/10/2006 قد بلغ حوالي 30 دبابة من نوع 'برامز' و'برادلي' وهذه المعلومات من المصادر الأمريكية نفسها ومن العلوج الأمريكيون من داخل القاعدة ونشروها عبر الانترنيت هم أو عوائلهم وأصدقائهم .

 

3- المستند الإخباري الصادر عن الجيش الأمريكي في العراق عن قصف 100 هدف في منطقة عرب جبور من الجو والبحر بنحو 50,000 كغم  من المتفجرات.

بغداد 22/1/2008

 

كشف الجيش الأمريكي في العراق ان الغارات التي نفذها ليل الأحد الماضي 20/1على مواقع القاعدة في منطقة عرب جبور جنوب بغداد نفذت بواسطة القوات الجوية والبحرية والطائرات البحرية.


وأورد بيان للجيش الأمريكي تفصيلا للغارة الأخيرة والتي سبق وان أعلن أنها استهدفت القاعدة في عرب جبور وملاذاتهم الآمنة ومخابئ أسلحتهم. وأوضح ان أكثر من 30 هدفا تم تدميره في الغارة بواسطة 35 قنبلة بوزن أجمالي بلغ 19,000 رطل أي حوالي 9,500 كغم أسقطت على مواقع لتنظيم القاعدة ضمن عملية "فانتوم فينوكس".


ونقل البيان عن قائد الفرقة الأمريكية الثالثة مشاة الكولونيل "تيري فرل" قوله : "ان القصف استهدف مخابئ للأسلحة من اجل الحد من موارد تسليح القاعدة هناك".


وأضاف "ان هذه الأهداف كانت تمثل حزاما امنيا دفاعيا لحماية عناصر القاعدة في المنطقة ومنع القوات الأمنية من اقتحام المكان والسيطرة عليه".


وأشار إلى ان العملية شاركت بها طائرات من نوع F18 وطائرات نفاثة مقاتلة وقاذفات B1 فضلا عن اشتراك القوات البحرية والطائرات البحرية وجنود من القوات البرية.

 

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن في وقت سابق ان هذه الغارة هي الغارة الثالثة التي تستهدف نفس المكان بعد غارتين أحداهما في يوم 10/1/2008 والثانية في يوم 16/1/2008 موضحا ان مجموع الأهداف التي ضربت بلغ 99 هدفا بنحو 99,000 رطل أي ما يعادل قرابة 50,000 كغم  من المواد المتفجرة.


وانتهى قائد الفرقة الأمريكية الثالثة مشاة الكولونيل "تيري فرل"  قائلا : "ان القصد من الضربات هو الحد من الأخطار التي يتعرض لها الجنود وتخليص المنطقة من عناصر القاعدة وإرساء الأمن في المنطقة ".


يذكر ان قصف ملاذات القاعدة في عرب جبور جاء ضمن عملية "مارن الصاعقة" العسكرية والتي هي جزء من عملية "فانتوم فينوكس" الواسعة التي تعهد الجيش الأمريكي بأنه يسعى من خلالها إلى القضاء على بقايا القاعدة في العراق.

 

4- للاطلاع على تفاصيل التقرير العسكري الثاني لجيش رجال الطريقة النقشبندية يرجى تحميل ملف Word بالضغط هنا .

http://www.megaupload.com/?d=CQ2W7W0Q

 

5- فيما يلي أمثلة على قوة وفعالية وتأثير جيش رجال الطريقة النقشبندية لبعض أيام معركة الفلوجة الأولى ، فقد تم تخصيّص((1500)) صاروخ من مديات مختلفة و((800)) قنبرة من عيارات مختلفة من موارد  قاطع الانبار ، وتخصيص ما مجموعه ((1500)) صاروخ آخر من موارد بقية القواطع .

 

وفي يوم 7/4/2003 كان حصاد جيش رجال الطريقة النقشبندية لهذا اليوم فقط هو: تنّفيذ ((633)) ضربة صاروخية بصواريخ الطارق وكراد والكاتيوشا وتنفيذ((686)) ضربة هاون طالت تجمعات العدو حول الفلوجة ومقراته في قواطع العمليات وإصابة وإسقاط ((3)) طائرات مروحية وتفجير ((218)) عبوة ناسفة على ارتال العدو المدرعة و((153)) كمين مسلح يعقبه اشتباك مع جنود العدو وتنفيذ((53)) عملة قنص لقادة العدو وعلوجه في مختلف قواطع عملياتنا الجهادية.

 

وفي 8/4 قصف مجاهدو الجيش قاعدة العدو الأمريكي في البغدادي "عين الأسد" بـ ((60 )) صاروخ نوع الطارق ، وتم تفجير ما مجموعه ((80)) عبوة ناسفة ، ونفذَّ مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبندية في أقصى شمّال العراق في الموصل وأربيل ودهوك ضمّنَ قاطع عمليات نيّنوى توجيهات مَجلس قيادة عمليات جيش رجال الطريقة النقشبندية فتمَ تدمير ((4)) مدرعات و((3)) همرّات، ورَكزّت القيادة الميدانية في نينوى على قطع طريق إمداد العدو الأمريكي من قاعدة أنجرليّك التُركيّة عَبرَّ المحافظات الشماليّة وصولاً إلى بغداد فَنَشرّت أكثر من ((150)) كميّن اشتباك مُجهزّ بالأسلحة الساندّة والعبوّات على طريق الموصل تكريت وطريق الموصل - كركوك وبالفّعل تمَ قطع الطريق نهائياً أمام ارتال العدو عصرَ يوم 8/نيسان وتمَ تدمير ((15)) آلية بيّنَ مُدرعة وهمر وحرق ((25)) صهريج وقود و((8)) شاحنّات تَحمل مؤن للعدو ، كما تمَ إسقاط ((1)) مروحية قرّب مُعسكر الغزلانّي ،  ونفذّت وحداتنا الصاروخية في قاطع نينوى إطلاق ((215)) صاروخ نوع الطارق والكراد والكاتيوشا على مواقع ومطارات العدو في قاعدة الغزلاني ومطار الموصل وقاعدة القّيارة وقاعدة الصينية ومعسكرات العدو في منشأة الكَنّدي والقصور الرئاسيّة والقاعدة الأمريكية في الشرّقاط والقّيارة والمشرّاق وتلّعفر وغَيرها .

 

اما في 9/4/2003 فقد نّفذَ مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبندية حولَ الفلوّجة ((244)) عمليّة إطلاق صاروخيّة بأتجاه مُعسكرات العدو الثابتّة وتَجمعُاته المُستَمّكنّة فَدَمّرت رَشقّة بصواريخ الرّعد ((4)) طائرات تابعة لِسرّب المروحيّات 775 في قاعدة الحبانّية ونَفذّت مَفارز الهاونات ((65)) عملية قصف أصابت ((18)) آلية كانت تُحاصر المدينة وأخلى العدو أحدّى نِقاط سيّطراتّه غربيّ الفلوجة نِهائياً . أما في قواطع العمليات الأخُرى ، فالموقف بيّد المُجاهدين وفي طليِعتّهَم مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبنّدية ميّدانياً رُغمَ عدّم ظُهورِهم إعلامياً ، فقدّ بَلغَ ما نّفذهُ مُجاهدو جيشُنا في قواطع العمليات ((460)) ضرّبة صاروخيّة و((318)) عملية قصف بالهاونات الثقيّلة وتَفّجير ((711)) عبوّة ناسفّة و((85))عملية إشتباك و((130)) عملية قنّص .

 

6- للاطلاع على فديو التقرير العسكري الثاني المرئي يرجى زيارة الروابط التالية :-

 

1

http://www.youtube.com/watch?v=8HDK_aWzFdQ

 

2

http://www.youtube.com/watch?v=gtieKnA81zg

 

3

http://www.youtube.com/watch?v=9mKrdXCuBCI

 

4

http://www.youtube.com/watch?v=DKXzsoxl37Q

 

6

http://www.youtube.com/watch?v=neaQsS25n58

 

7

http://www.youtube.com/watch?v=FSA57cOFjAw

 

8

http://www.youtube.com/watch?v=EYifSvA76oE

 

 

7- إن أثار الستراتيجيات الإعلامية للقيادة العراقية على إعادة بناء المواطن العراقي وإعادة تشكيل وعيه ، بعد الغزو الأمريكي لعراقنا العظيم ، تتطلب منا مزيدا من الدراسة والبحث والتقصي وهذا ما سنتناوله في الجزء الأخير من سلسلة بحوثنا هذه .

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

الـرفيق رأفـت علـي والمقاتل النســـر

بغداد الجهاد

١٩ / ١٠ / ٢٠١١

 

 





الاربعاء٠٦ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـرفيق رأفـت علـي والمقاتل النســـر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة