شبكة ذي قار
عـاجـل










● في العراق حاول المحتل وعملائه وعبرماكنته الاعلامية تثبيت يوم 9/4/2003هو يوم ( سقوط بغداد ) وثقفوا بإتجاه أن المرحلة قبل هذا التاريخ تسمى ( قبل السقوط ) وبعد هذا التاريخ يطلق عليه ( بعد السقوط ) وهنالك الكثير من العراقيين وحتى الشرفاء منهم يستخدم هذه التعابير وبدون أن يستدرك إنها من بدع الأحتلال وعملائه وثقافته السياسية اللاخلاقية البغيضة التي جاء بها وحشرها بين كلمات وتعابير عراقية نقية وأستغل تعاطف بعض العراقيين وأيظاً سذاجة الاخرين منهم ليجعلها واحدة من مفردات القاموس السياسي والاخلاقي العراقي وحتى العربي وهو يهدف منها طبع اثر نفسي سلبي في الروح العراقية الوثابة والثورية وأيظاً جعلها جزء من العملية التربوية للاجيال اللاحقة في تنشئته على القبول بالانهزامية والاستسلامية والتي لا وجود لها كمفاهيم أو سلوكيات في الشخصية العراقية هادفاً للاطمئان على مصالحه الانانية في العراق ومتجنب ( خسئ ) أن يقوم جيل ثوار كبار جديد وقادة أبطال من هذا الشعب الاصيل مرة أُخرى بالثورة وتكرار يوم عظيم كيوم 1 حزيران 1972 وهوبذلك يكون كالنعامة لان جيل الاجداد الذي أمم ثروة العراق التي 1972 لا يورث إلا أبطال , إلا إذا لم يخلف الاسود أشبالاً والتاريخ العراقي ولليوم يقول بأنهم سيكونون خير خلف لخير سلف , وهذه حقيقة صدقوني يعرفها أعدائنا قبل اشقائنا و أصدقائن , فتعبير ( السقوط ) قد يكون يكون بكلمة ولكنهم يهدفون لابعد من ذلك , يرومون إنها ستثبت وتأخذ مكانها في النفس العراقية وفي مفردات قواميسه السياسية وخاصة إن قطعانه ( المحتل ) اللذين جاءوا معه يستخدمونها سواء في عوائهم اليومي أوفي تبجحهم بالتغير الذي حدث في العراق , وهي أيظاً تأتي ضمن برنامج لاضعاف التكوين النفسي والبناء المعنوي القوي الذي أوجدته ثورة 17تموزفي عام 1968في النفس العراقية والعربية في زرع الاعتزاز والثقة بكل ماهو وطني و قومي وإنساني , فإستخدام كلمة السقوط يريدون منها أن تكون حد لنهاية الوجه الحقيقي للشخصية العراقية الثورية , وأيظاً كانوا وما يزالون يعمقونها بين العراقيين لوضع حد لمرحلة وطنية كان العراق فيها رمزاً نضالياً للامة وللعالم في الصمود والتحدي للمخططات الامبريالية الصهيونية وبداية لمرحلة هم يصفونها بالديمقراطية ورخاء إقتصادي ونقاء النفوس وحرية في الراي والفكر ,

 

وإذا بها مرحلة ( وهذا هو الواقع الذي يعيشه العراق اليوم وليس تخميناً أو تهكماً أو تجنياً على أحد أوتنب ) فوضى وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من فوضى , فالديمقراطية في بداية الاحتلال كانت عند المجاميع والاشخاص اللذين جاءوا مع المحتلين فقط , وثم بدءت تضيق دائرتها لتشمل مجموعة الاحزاب الحاكمة اليوم وصلت دائرة التضيق اليوم لتقتصر على الحزب الحاكم فقط وأتوقع ستصل بدائة الحاكم نفسه ( هذا ليس جزءاً من بروبكندا ضد ما يسمى العملية السياسية ولكن بعض الائتلافات في السلطة صارت تتداولها وتتبادل التهم مع بعضه , ومن يريد أن يتأكد ليسمع أو يراقب الوضع في عراق اليوم وعبر كل الوسائل الاعلام الداخلية او الخارجية ) ! و أماالرخاء فهو اليوم جوع وفقروبطالة وأميةفي كل أنحاء البلاد وفساد إداري ومالي يشهد عليه المحتل نفسه قبل غيره , بالرغم من أن واردات العراق قد إزدادت ووصلت ميزانيته الى أكثر من 80 ملياردولار ولا يوجد شئ متحقق على ارض الواقع العراقي له صلة لا من بعيد و لامن قريب له صلة بالتقدم أو الرفاهية أوالديمقراطية كما يسمونها ولا يوجد في الافق القريب في ظل هذا الوضع السياسي الفاسد أي دالة على أن هنالك تغيراً يمكن ان يحدث بإتجاه الاحسن , وأما نقاء النفوس فالطائفية والمحاصصة أصبحتا معيارين اساسين للحقوق وللانتماء للوطن وقد وصل الحقد بين العصابات الحاكمة بحيث دخلوا مرحلة التصفيات فيما بينهم , وأما حرية الفكر فالذي يقول أويكتب برأي مخالف لحكومة المحتلين حتى لو كان محسوباً على مروجي النظام السياسي الجديد فمصيره لا يتجاوز حدود مربع التصفيات وباشكالها ووسائلها المختلفة , وهذا ما حصل مع الكثيرين من الاعلاميين والكتاب والمحامين ومع كل من يتجرأ أن ينتقد السلطة , وهذا ما حصل أخيراً مع الصحفي هادي المهدي الذي أسكتته عصابات او ميليشيا لم ترتاح لطرحه , هذه هي الديمقراطية اليوم فمن يريدها الحقيقية اليوم في العراق يُسكت أما بطلقة مسدس كاتم او عبوة مفخخة تكونان من نصيبه لتكون رداً ديمقراطياً على الراي المخالف , والمسلك الديمقراطي الذي يتبعونه ( العصابات الحاكمة في العراق اليوم ) فهو سب بعضهم البعض وإتهام بعضهم البعض ودخلوا مرحلة تصفية بعضهم لبعض ( قطيع ذئاب ) , وديمقراطيتهم فريدة من نوعها فقد أعدوا او الاصح أُعدت لهم مسالك تقوم على نظرية ديمقراطية جديدة تهدف بشكل أساسي أن لا تؤدي في أية حالة من الاحوال الى اي نوع من التحالف والتقارب أو حتى التفاهم الوطني , وحيث أن كل الديمقراطيات سواء الشعبية والثورية منها أو كل الديمقراطيات الليبرالية تتجه للبناء السياسي الديمقراطي ( نظام الحكم ) وفق فلسفة ونظرية محددة الملامح والاهداف ويكون نقد الاخطاء بهدف تطوير المسيرة الديمقراطية وقد تأخذ في بعض الديمقراطيات الليبرالية منحى تسقيط الاحزاب أو الاشخاص لغرض إنتخابي والسقف الذي يتمحاكون أو حتى يتهمون بعضهم البعض هو سقف الوطنية ومصلحة وسمعة البلد والذي لا يجوز أن يرتفع فوقه اي صوت أو عدم السماح لا من كان من الاطراف السياسة المتنافسة ان تصل باي برنامج لها أو حتى تتجرأ بخطوة تتعدى حدود المصلحة الوطنية.

 

ولكن في ديمقراطية الاحزاب الحاكمة اليوم في العراق لاتوجد حدود عندهم فهم ضائعون في صحراء النظام الديمقراطي الجديد وهم عراة أمام كل عوامل التدخل الاجنبي لا سقف وطني محدد لهم أو يتفقون عليه في مسيرتهم الوطنية ليضعوا حد لاي تدخل أجنبي , فهم تجاوزوا كل المحرمات , وجهالتهم بالثقافة الديمقراطية وصلت بهم للحد الذي أساءوا للوطنية العراقية وحتى للمبادئ الدينية من خلال ديماكوجية مقفرة بإعلانهم بإنهم ينتمون للدين او الطائفة أو القومية وحولوا المساحات التي أعطائها لهم المحتلون للتعبير عن أنفسهم الى فضاءات ملئوها بسبابهم بعضهم للبعض وإتهاماتهم بالعمالة بعضهم للبعض فهم مقسمون بالعمالة بين المحتل الامريكي والايراني والشعب العراقي يراقب مزايداتهم والادوار المسرحية التي يؤدونها وبحكم المنطق التأريخي يزداد نسبة العراقيين اللذين خُدعوا بديمقراطية الاحتلال وبدء الاكثرية من هذه الفصائل المتناحر بعد تكشف حقائق هذه الاحزاب وكذبهم بأن تدخل مرحلة التأنيب من مواقفهم السابقة ضد النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال , إنها الفوضى في العراق سواء على المستوى الثقافي و الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي وهذا ليس تجني بل يمكن لأي مراقب محايد أن يرى ولكن بتبصر علمي ومنطقي الفرق الذي حصل قبل تأريخ 9/4/2003 وبعده في العراق , و سيبقى الوضع يتدهور الى منحدر وبزاوية أكثر وأكثر لان ذلك يقع ضمن ستراتيجية المحتلين التي وضعوها للعراق والمنطقة , وإلا بماذا يفسر فلاسفة ومنظري ديمقراطية الاحتلال بعد مضي ثمان سنوات والعراق منتهك في سيادته وبشكل كامل و لا يتسطيع ان يدافع حتى عن متر واحد من أرضه أمام أقزام الامس من دول الجوار له , وسواء من اللذين سحقهم في 8/8/1988 أو من اللذين كانوا يستأذنونه في أي عمل عسكري ولو محدود قرب حدوده الشمالية وهم أعضاء في حلف الاطلسي والعراق كان أنذاك في وقتها محاصر , أو من أقزام وعملاء للاجنبي كانوا لا يجرئون على الرد على العراق ولو بكلمة على تصريح لآمر مخفر حدودي عراقي وهم اليوم تجاوزوا مرحلة سرقة الارض العراقية وحقوله النفطية وبدأو ينصبون المنشاءات لخنق متنفس العراق نحو الخليج العري , والانكى من كل ذلك أن المحتل الاول في العراق اليوم هي الدولة العظمى في العالم والتي لو كانت صادقة مع العراق في واحدةً من شعاراتها وليس مع عملائها لاستطاعت إعادة بناء العراق إقتصادياً وإجتماعياُ وخدمياً وعسكرياً في فترة لا تتجاوز عشرين شهراً محسوبة على إمكانياتها الهائلة وإمكانيات الدول الغربية التي تدور في فلكها وبإموال عراقية بحتة ,

 

ولكن إجتهادي إنهم يعرفون العراقيون دماء الثورة تجري في عروقهم وحضارة العراقيين القديمة توصل رسالة لهم بأن العراقيون يتطلعون دائماً وفي كل أجيالهم الى البناء والتطوروالحرية وأن يكونوا في الصفوف القيادية بين الامم , وهذه بابل وجنائنها المعلقة وبرج بابل وأور أثارها تتجه نحو الذرى في حياتهم , والاشوريين وتماثيل رموزهم بالاسد والثور المجنح والتي يفهمها الصهاينة بنزوع العراقيون ومنذ القدم نحو بناء دولتهم على أُسس خالدة وقوية وأسطورة كلكامش يعرفها الصهاينة وقد أستنبطوا منها الكثير من ملامح الشخصية العراقية الثورية والباحثة عن العزة والرقي والخلودالانساني وإداء الادوار القيادية بين حضارات الاخرين , و من العباسين وفتوحاتهم كانت رسالة واضحة وقد جاءت لتوكد وطنية وقومية وإنسانية النفس العراقية أيظاً والميالة الى التبشير بمبادئهم السامية.وكان نظام الثورة الوطني القومي والانساني الذي قام في 17/7/ 1968 هو إمتداد لطموحات الحضارية للاجداد , وما حققه للعراقيين وللعرب والانسانية من إنجازات ومواقف عظيمة مقاسة على ظروف التأمر الاقليمي والدولي عليها يرتقي للدور الموكول للعراق في قيادة بناء هذه الامة وبإصطفاف مع الانسانية في تحقيق إنسانية الانسان , وهذا الامر غير مطمئن لهم تجاه أي جهد أو عمل عراقي , وهم يدركون إن ثورة العراقيين الجديدة قادمة ولا محالة منها وإن عملائهم اللذين نصبوهم حكاماً سوف يسحقون في ثورة شعبية قادمة إنشاء الله , لذلك المحتل يريدها فوضى لتتيح له الوقت الاكثر للتدمير والتخريب أكثرويتأمل في جعل العراق يعيش مرحلة الفترة الظلمة أطول في هذه المرة ( خابت ظنونهم ) , إذاً نعود ولنؤكد أن مصطلح ( سقوط بغداد ) هوجزء من الحرب النفسية ضد عراق الثورة , وما علينا إلا ان نشجع الاخرين ونثقفهم على دواعي هذا المصطلح المزعج واللئيم , فبغداد كَبت في 9/4 ونهظت في 9/4 أيظاً بولادة الطريق الجديد للمقاومة العراقية للمحتل والتي لم تتوقف هذه المقاومة يوماً منذ ولادة البعث الخالد ..

 

الصورة الان واضحة حتى لعملاء المحتل والتي رُسمت بعقلية مستنبطة من تكامل ستراتيجي صهيوني إيراني وبأيادي عملائهم من اللاعراقين وبعض حكام العرب , والصورة كانت تبدأ بإزاحة النظام الثورة في العراق واللذي سيكون هو مفتاح خراب المنطقةوهاي المنطقة العربية تشهد خلطاً مقصوداً بين الثورة وبين التغيرات لمصلحة الغرب الاستعماري , فالاسترايجية الصهيونية بدءت بغزو العراق و من خلالها أستولت الولاياة المتحدة وبريطانيا على حصة الاكبر في المخزون الهائل للنفط العراقي وأعادة ترتيب سوقها العسكري في المنطقة من خلال تواجد قطعاتها في العراق , ولما كانت فرنسا شيراك بشكل خاص لها موقف من غزو العراق فلم ُيسمح لها بأي نصيب في كعكة العراق لموقفها بل لمعاقبتها على موقفها في مجلس الامن الدولي من غزو العراق , واليوم في ليبيا تتقدم فرنسا ساركوزي ومن بعدها إيطاليا بريسلكوني والمانيا ميركل ليسرقوا النفط والغاز الليبي وبالتأكيد سيخلقون مبرراً لوجودهم العسكري في ليبيا لحماية مصالحهم فيها ولكن تحت ذريعة حماية النظام الجديد من القذافي أو أتباعه أوأي شكل من اشكال الحماية المصطنعة , ألم يبدأو حربهم ضد الشعب الليبي وقصفهم لمدنه تحت ذريعة ( حماية المدنيين ) وهم القتلة الحقيقيون فالكثير عندهم ليخفوا حقيقتهم الاستعمارية , وهذا أيظا يقع ضمن ستراتيجية الغرب الاستعماري وبموجب المخطط الصهيوني لدعم كيانهه في الشرق الاوسط من الغرب الاستعماري , إنه إعادة إستعمار المنطقة بشكل جديد يختلف عما حصل في بداية القرن الماضي فهم يعتمدون على إقامة أنظمة حليفة تحت اكذوبة الديمقراطية بإستخدام القوة ومن ثم تستعمر كل طاقاتها وثرواتها وباقل الخسائر والجهود وفي نفس يكون إقتصادهم قد تحرك وخاصة في مجال صناعة الاسلحة.

 

وسرقة الاموال المجمدة سيكون أول الخطوات تماماً كما فعلوا ب17 مليار من أموال العراق المجمدة التي أختفت في حكم برايمر الامريكي وكلما تجراء أحد على السوال وليس إجراء تحقيق بشان ذلك يتلقى حال .. على رأسه فيخرس تمام , وعندهم الكثير من هذا البرايمر ليسرقوا الشعوب به .. وأخيراً بغداد العروبة والانسانية لم تسقط ولكنها تعرضت للغدر من دول أبورغال التي لم تكتفي بإعادة تقليدها لجريمة أبورغال الاولي فهم تجاوزوا أبورغال الى الحد فتحوا مطاراتهم وموانئهم ودنسوا أرض العرب كما هو حال ممن يمارسون العهر وتأمروا على الاخ اللذي حماهم وهم اليوم يضربون رؤوسهم بال .. على ما اقترفوه تجاه النظام الوطني في العراق , والمضحك والباكي إنهم من حيث يدرون او لايدرون أن أنظمتهم مرشحة للسقوط والاشهر القادمة كفيلة بالتحقق , والتي هي اليوم على لائحة السقوط الحقيقي , فلنقولها صرخة محبين .. بغداد لم تسقط ما دام فيها رجال يقاومون المحتل ( يقامون على طول الخط وحتى الشهادة وخروج نهائي للمحتل. وليس كما يدعي البعض اللذي يدعي مقاومة المحتل بالتقسيط المريح وبالتاكيد حسب فتوى أو تقية ) بغداد كبت في السابق ونهظت , وقد كبت اليوم ولكنها ستنهض بقوة الرب الخالق سبحانه وتعالى وبسواعد رجالها الحقيقين .. بغداد ستبقى قلب العروبة النابض والانسانية الحقة وهي كالدرة الوهاجة لايُضَيعْ قيمتها تراب الزمن والزائل الذي ثارته دبابة المحتلين .. امين

 

 





الاربعاء٢٣ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة