شبكة ذي قار
عـاجـل










17-وفي الوطن العربي تكون ثورة 23يوليو1952هي إحدى الثورات العربية التي إستطاع نظامها وقائدها المرحوم جمال عبد الناصر أن يبلور فلسفة خاصة للثورة العربية وحقق للشعب العربي  في مصر من خلالها تحولاً إجتماعياً وإقتصادياً وسياسياً وأستطاعت هذه الثورة أن تحقق بعض من المنجزات التاريخية للشعب العربي المصري وأيظاً ساهمت وبشكل قوي و مؤثر في دعم الثورة العربية والدفاع عن مصالح الامة وتثوير الروح القومية العربية, ولكنها كانت تفتقدالى طليعة ثورية متجانسة قادرة على حماية مكتسبات الثورة وأيظاً على جعل الثورة مستمرة في نهجها وحتى في حالة غياب قائد الثورة,وهذا هو واقع الثورة المصرية والذي حصل معها, فبعد رحيل عبد الناصر إنتهت الثورة وقُلِعَتْ الكثير من قواعدها وخاصة التي تتعلق بالبناء الاشتراكي,ونهجها القومي,وتحولت أفكار المرحوم جمال عبد الناصر الى شعارات لاتجاهات وتيارات تحمل إجتهاد وفلسفة الثورة وبناء الثورة لعبد الناصر,ولكنها في الواقع المصري تغيرت بتغير شخوص النظام ومجئ السادات الذي غير كل تلك الانجازات الى اشكالاً رأسمالية قطرية وحاول قتل روح المشاعر العربية التي كانت عند الجماهير المصرية و لم ينجح بالكامل ولكنه أستطاع ولحد ما ولفترة بسيطة أن يخرج القطر المصري من صراع الامة العربية مع أعدائها.وبقت  مبأدئ ثورة 23تموز 1952 محدودة في تأثيراتها الفكرية والفلسفية وخاصة بعد رحيل بطلها عبد الناصر وتم الاحتواء الكثير من منجزاتها القطرية التي حققتها للجماهير الكادحة.ولم يتعدى فكرعبد الناصر في تجربته الثورية حدود وثيقة تاريخية واحدة وهي الميثاق الوطني الذي تقدم به عام 1962 وهي عبارة عن خلاصة التجربة الثورية لعبد الناصر في ميداني الحكم والنضال وهذه الوثيقة كانت قد نضحت خلال التجربة الناصرية من 10سنوان من الحكم, وهي قريبة من التجريبية ( تجربة الخطا والصواب ) وأعتبرها دليلاً للعمل لمرحلة اساسية من مراحل التغير الثوري في مصر والتي كانت تحمل سمات الثورة الوطنية الديمقراطية بالرغم من ان هذه المرحلة كانت تحمل الكثير من الانجازات الاستراكية للطبقات الكادحة الاشتراكية.ولكنها تبقى ثورة أحدثت تغيراً كبيراً في حياة الشعب العربي في مصرسواء في الصعيد الاجتماعي والاقتصادي او السياسي ولا يمكن ان ننسى دورها العربي الكبيرفي تاثيرها في تفعيل الثورات والنضال القومي والسياسي في الساحة العربية, ولكنها لم تتطور الى الدرجة التي تحافظ على وجودها سواء على الصعيد الفكري او النضالي.


18- وتصطف ثورة البعث في العراق في عام 1968وبكل جدارة في وسط هذه التجارب الثورية الحقيقية,والتي تخطت في تأثيراتها المحلية ( القطر العراقي ) الى المحيط العربي و الاقليمي وأيظا المحيط الدولي سواء فكرياً أو على الصعيد التجارب الثورية ,وهذه حقيقة يعيها كل من يفهم حقيقة التطور التأريخي للمجتمع العربي والمتآصر مع التطور التاريخي للمجتمعات الانسانية الاخرى.,فالبعث لم يحمل مهام سياسية وإجتماعية وإقتصادية فقط تتمثل في أهدافه الوحدة والحرية والاشتراكية,لكنه كان يحمل أيظاً مهمة حضارية تأريخية تتمثل في رسالة خالدة وضعت للامة العربية رسالة نضالية لتحقيق أهدافاً قومية إنسانية وتحررية وإشتراكية يتحقق  فيها العدالة إلاجتماعية وحرية الانسان الفرد مع تناغم طبيعي مع حرية المجموع وبتوازن لا يخل ولا يتعارض احدهما مع الاخر وذلك لان هذا التوازن مبني على اسس أخلاقية ومبأدئ روحية جاءت بها الاديان السماوية ,وأستمد البعث منها الكثير في بناء فلسفته ونظرته للانسان والمجتمع من التاريخ العربي الاسلامي وأستعان بهذه الاسس والقيم في تصميم الدور الحضاري والانساني للامة العربية.رسالة تتوحد فيها الامة العربية روحياً مع وحدانية الخالق بتعددية الرؤية في الدين أو المذاهب وإقتصادياً في توزيع عادل للثروات العربيةالتي جزئها الاستعمار وجعلها جزءاً من تمزيق هذه الامة الواحدة ووجهاً لواقعها الذي إصطنعه ( الاستعمار ) لها وجعل منه ( سوء توزيع الثروة العربية ) أخلاقاً جديدة يعتمدها بعض العرب الاثرياء على حساب الفقراء, وسياسياً بحيث أصطنع لها مقومات السيادة المجزئة وحاول أن  يجعل من الامة الواحدة  أُمم و شعوباً ليؤكدواقعها السياسي الجديد.

 

وأمام كل ذلك جاءت الرسالة لتقوم على قاعدة تعددية في اشكال الانظمة السياسية وملتقية بالمصير العربي الواحد,وليكون ناتجاً لهذه الرسالة ليس مستوىً حضارياً ولكن مستوى نضالياً وروح مجاهدة و مكافحة اي روح ثورية نضالية لتحقيق كل الاهداف التي تتجدد في كل مراحل الحياة العربية,أي بمعنى أدق هذا المستوى النضالي الذي يصل اليه العرب ويعيشونه في كل تفاصيل حياتهم وهذا ما أطلق عليه البعث بالرسالة الخالدة  وجَعَلَها تربط  بين ماضي الامة وحاضرها وأيظاً مستقبلها بأواصر دينية ودنيوية و تجعل منها وحدة واحدة في الجدلية التي تجمعها سواء في السببية أو في التحقق, ولتفضي بتحقق مجتمعاً عربياً واحداً ديمقراطياً وأشتراكياً تتحقق فيه عدالة إجتماعية كاملة.يقول المفكر العربي الكبيرالقائد المؤسس للبعث الاستاذ ميشيل عفلق حول الرسالة الخالدة : ( ان الرسالة العربية اليوم هي في ان يتطلع العرب الى بعث أمتهم، فهذا خير ما يقدمونه للإنسان لأن القيم الانسانية لا يمكن ان تخصب و تثمر الا في أمة سليمة. فعلى العرب ان يحيوا حاضرهم حتى يستطيعوا ضمان حياة مستقبلهم لان المستقبل لن يأتي ما لم نتوصل الى ان نحيا حاضرنا بآلامه ومآسيه ) *.

 

ويؤكد الاستاذ ميشيل عفلق على دور العربي في تحقيق رسالتهم والتي قد بدءت مع بدء النهضة العربية للجماهير و اليوم يشهد الوطن العربي نتائج هذه النهضة التي بدءت بنشوء البعث الخالد و ما روح الرفض الجماهيري للواقع الفاسد إلا من ثمرات الزرع الثوري للحركة الثورية العربية الذي بدء في بدايات القرن الماضي, وبذلك يكون العرب اليوم يعيشون ثمرات الوعي الذي يتحدث عنه الاستاذ ميشيل عفلق لان الوعي لم ينشأ من فراغ بل من الدور الكبير للحركة الثورية العربية والبعث كان ولايزال جزء محركاً يغذي الثورة العربية فكرياً من خلال صياغته الرائعة للايديولوجية العربية الثورية ونضالياً فقد كان البعث و مايزال طليعة للقوى العربية الثورية الصادقة في تحقيق أهداف الامة,ويبقى قراراه الخطيرو الجرئ و الثوري في حل تنظيمات الحزب في القطرين السوري و المصري دليلاً على المديات الخطيرة التي ذهب اليها هذا الحزب من اجل تحقيق حلم الامة في الوحدة العربية بين مصر وسوريا في عام 1958 وتأكيداً عل مصداقيته .  

 

ويشاركه في هذا الدور النضالي الكبير في تثوير الواقع العربي الحركات القومية والاشتراكية العربية وحتى الماركسية وكل القوى الثورية العربية الاخرى, وأيظاً تأثير حركة الثورة العالمية ايظاً,ويقول الاستاذ ميشيل عفق ( رحمه الله ) حول وصفه للرسالة الخالدة ودورها الحقيقي في نهضة الامة: ( يحسب البعض أن الرسالة الخالدة شيء جامد وأنها عبارة عن أهداف منفصلة عن الحياة، وينتظرون يوماً من الأيام أن تستطيع الأمة العربية بلوغ المستوى الذي يؤهلها لحمل هذه الرسالة.إن الرسالة العربية الخالدة بادئة منذ الآن، فهي ليست شيئاً منفصلاً عن العرب في هذه المرحلة القاسية المملوءة بالأمراض. الرسالة العربية بدأت منذ أن بدأ العرب، وخاصة منذ أن بدأ الجيل الجديد يدرك بجرأة ووعي أن حياة الأمة العربية لا يمكن أن تستمر في هذا الطريق المعوج المنحدر، وأنه لابد من حركة إنقاذ، أي لابد من الانقلاب الشامل.عندما بدأ العرب يواجهون مشكلاتهم بجرأة وصدق وصراحة ووثقوا بأن حل هذه المشكلات سوف يأتي من داخلهم، لا من معجزة أو من دولة خارجية وإنما بتعبهم وثباتهم، عندها بدأت الرسالة الخالدة تتحقق على الأرض العربية.فنحن لا نفهم من الرسالة أنها الحضارة التي لا نستطيع الآن تحقيقها بل ونكاد لا نحسن فهم حضارة الآخرين. الرسالة شيء أعمق وأصدق من ذلك. انها تجربة حية، تجربة أخلاقية ونفسية تقوم بها أمة عظيمة وتضع في هذه التجربة كل حياته ) **.إنها مستوى نضالي عمل البعث ومنذ نشأته على رفع الجماهير العربية له.

 

وجعل البعث هذا الطريق لتحقيق هذا المجتمع الثوري المناضل لا يمر عبر الاصلاحات والمعالجات الجزئية بل عبر الانقلاب الجذري في حياة الانسان العربي وبنفس الوقت في المجتمع العربي وفي كل مجالات الحياة وقد عبر البعث عن حالة الانقلاب بإرتقاء الانسان العربي لمستوى يحقق فيه ذاته ووجود الاخرين وبنفس الوقت يُحقق من الانقلاب تحقيق صلة حية وحقيقية مع التأريخ العربي ليستمد منه عوامل الارتقاء الحضاري وفي نفس الوقت تطوير هذه العوامل وإعادة إنتاجها وبحالة تَكيفية مع الواقع الذي نعيشه ليُصاغ من هذه العملية الانتاجية الفكرية والنضالية أهدافاً للامة يتقبلها الواقع فيمنحها صفة الواقعية وأيظاً تحتفظ بجوهر عوامل التصنيع لتكتسب صفة المبأدئ والقيم المستمدة من تاريخ وتراث الامة,كل ذلك يتبلور ويتفاعل في العملية الانقلابية وفعله الانقلاب والذي ترجمته الحقيقية هو النضال الثوري ,أي أن الانقلاب هو التغير الجذري والحاسم في حياة الامة للوصول الى المستوى النضالي الذي يكون فيه العرب قادرين على تحقيق ثورتهم وأهدافهم بقواهم الذاتية,يقول المفكر العربي الكبير الاستاذ ميشيل عفلق ( رحمه الله ) حول تفسيره للانقلاب: ( قلنا ان البعث العربي فكرة مدفوعة الى التحقيق في العمل، والبعث العربي لذلك حركة، حركة انقلابية، وعرفناالانقلاب بانه هوالتغييرالحاسم في مجرى حياةالامة، اي تحول حاسم يختلف عن التطور.

 

وقلنا انه يلزم لتحقيق الانقلاب وجودوسائل، اي خلق جيل واع يبعد الخطر عن امته ويشعر بمسؤوليته لتحويل مجرىحياتها، ومؤمن بتحقيق ونجاح الانقلاب. ) ***,وهذا التعريف للانقلاب ولجيل الانقلاب يتطابق مع مبأدئ الثورة الحقيقية والطليعة الثورة ( أداة الثورة ) والانقلاب الخطوة الاولى نحو الثورة,والبعث يرى أن الثورة الحقيقية هي الثورة التي لا تنتهي بالتغير وإنما بالقدرة على إدامة الثورة وشمولها لكل نواحي الحياة وبرؤية فاحصة للواقع وقوة في التغير وهذا بالضرورة يتطلب وجود الطليعة الثورية القادرة على هذين الفعلين المهمين و على تحقيق ثورات مستمرة في  كل جوانب الواقع,بمعنى إنتاج الولادات المستمرة للثورات وعدم الاكتفاء أو الوقوف في عملية التثوير لحد أو مستوى معين. وترتبط  صحة هذه الثورات بقوة التغير ودور الجماهير فيها وحقيقة تمثيلها لطموحات الجماهير الثائرة,وفي  الوقت نفس قدرة الطليعة على الحفاظ على جدلية مهمة وهي علاقة الجماهير بالطليعة الثورية والتي يجب ان تستمر قوية وواضحة ومبنية على إستمرار الثقة بينهما.وقد نجح البعث في توضيح العلاقة بين الفرد والمجتمع وقد أكد على نسبية هذه العلاقة بقدر تاثرها بعوامل موضوعية و ذاتية ,ايظاً وضع للانسان دوراً مهماً في تغير القوانين التي تتحكم بالتطور التاريخي للانسان العربي على وجه الخصوص وبذلك جعل من الانسان فاعلاً في تغير حياته بالقدر الذي يكون فيه ثورياً وملتحماً بالحركة اليومية والتأريخية للمجتمع,وأخرجه من دائرة المراقب أو المحكوم بقوانين إجتماعية إقتصادية أو سياسية تقيد حركته في الوسط الجماهيري وإدائه النضالي,ونَقَله الى مواقع تسهل له دوراً  في تطوير حياته وحياة مجتمعه و أيظاً في صياغة مستقبله بل جعل الفكر البعثي الانسان قوة مساهمة في صنع مستقبله وأيظاً له القدرة على التحكم بقوانين ذاتية وتطويع بعض القوانين الموضوعية,أي لم يعد الانسان في الفكر البعثي سليب الارادة في بناء مجتمعه كما حددته بعض الايديولوجيات والافكار,بل جعله فاعلاً في الاحداث التي يعيشها ودوراً كبيراً في تحقيق الثورات.فعلى سبيل المثال إن عملية تاميم النفط في العراق في عام 1972 كانت ثورة من طراز الثورات التي سيخلدها التأريخ العراقي والعربي وحتى الانساني وهي وليدة ثورة 17 تموز لانها ثورة ( التاميم ) تكاملت فيها كل عناصر الثورة الحقيقية لما حققته من مواقف أيجابية للعراقين و للعرب وللانسانية كتجربة مثلت أقوى التحديات لعناصر الاستغلال والهيمنة الاستعمارية,سواء في ـتأثيرها الايجابي على التجارب اليسارية من منحها زخماً قوياً في إجراءات التأميم للمصالح الاجنبية الاحتكارية أو في مساهمتها في بناء القاعدة المادية للبناء الاشتراكي في العراق.فقد إستطاع البعث أن يُثور الجماهير ( يعيشها حالة الثورية ) بحشدها مأدياً ونضالياً وإعدادها نفسياً لان تعيش مرحلة الثورة وبدءت  حالة التثوير هذه من تاريخ بدء المفاوضات مع الشركات الاحتكارية وحتى تحقيق النصر في 1 أذار 1973 ولم تتوقف هذه الثورة بعملية التأميم ونجاحها بل طورها البعث ليحولها من إنجاز إقتصادي سياسي الى عسكري ومن نتائج هذا التطوير الثوري هو القوة التي فَعلَها البعث من النفط في حرب تشرين 1973ونجاحه لاقناع الدول العربية النفطية وحتى التي كنت تحتفظ بعلاقات قوية مع المعسكر الامبريالي بأن تحول النفط الى سلاح مهم في المعركة فكان سلاحاً ساهم بشكل كبير في تغير بعض النتائج في حرب تشرين .

 

وكذلك كانت ثورة البعث في البناء الاقتصادي والاجتماعي وتُعد عملية خطة التنمية الشاملة الانفجارية أولاً ثورة في إعداد الانسان العراقي الجديد لبناء القاعدة المادية للبناء الاقتصادي الاشتراكي الجديدوصياغة دوراً جديداً للانسان العراقي سواء كان عربياً او دولياً من خلال تغير الحياة في العراق تغيراً جذرياً سواء على الصعيد العلمي والتقني او على الصعيد الاجتماعي والتربوي والاقتصادي, وكان أحدإفرازات هذه الثورة هو فرض دوراً إقليمياً للعراق سياسي وإقتصادي وحتى عسكري مما إنعكس على موقع العراق الجديد,وقد أستطاع البعث الخالد أن يطور هذه الثورة قومياً عندما فتح ابواب العراق لكل للاسثمار العربي أو لامتصاص العمالة العربية المعطلة وبشكل خاص مع أشقائنا المصريين, وهي ثورة حقيقية بحد ذاتها و في نفس الوقت حلقة من حلقات الثورات في العراق التي ولدتها ثورة تموز 1968.

 

و كانت هذه الخطة الانفجارية وبشكل أدق هذه النهضة هي أحدى العوامل التي رسخت القناعة لدى القوى الامبريالية والصهيونية بأن العراق الجديد الذي بدء يتبلور انذاك سوف يكون أحد المراكز القوية والتي يصعب تطويعها إذا ما أستمر في سلسلة ثوراته هذه,وأن العراق الجديد سيشع بتجربة ثورية يَصعُب إحتوائها,لذك حُسبت هذه النهضة ثورة وبكل معيار الثورات لما شكلته تحدياً جديداً للامبريالية,وهي  في نفس الوقت واحدة من مسلسل الثورات التي كان يعيشها العراق بعد ثورة تموز.


فثورة البداية كانت قد بدءت منذ صبيحة 17 تخموز من عام 1968 والتي كانت خطوتها الاولى بتغيرفلسفة النظام ورموزه, وكانت الخطوة التي ترجمة أهداف الثورة الأولى والمهمة  هي بإطلاق سراح كل السجناء السياسين من الوطنين العراقين وهي خطوة شكلت واحدة من الخطوات المهمة لانجاح الحشد لجماهيري وخاصة التقدمية منها في مسيرة التغيرات التي حدثت في العراق, ومن ثم مروراً بثورة التأميم وما صاحبها من مرحلة تقشفية ومن ثم إعداد البرنامج التنموي للعراق لاخراجه من مجموعة دول العالم الثالث الى مصافي الدول المتقدمة وهذا الاعداد كان ناجحاً تماماً لوجود عاملين الاول قيادة مؤمنة بهذا التغير وحولها شعب منظم وواثق بها ,العامل الثاني هو الابقاء على حالة الثورية مستمرة في حياة العراقيين وعدم والوقوف في محطة  ثوريةواحدة بل جعل مسلسل الثورات تتكامل فيه الثورة الحقيقية في العراق,فإن وضع ثورة التنمية في مسلسل الثورات بدء من ثورة التغير في طبيعة النظام الى ثورة التأميم الى ثورة تصفية أعداء الثورة وخاصة بعد إصدار قانون الحكم الذاتي في عام 1970وايظاً إعطاء الحقوق القومية والثقافية للاقليات الذي أحدث فرزاً واضحاً بين الوطنية الحقة والعمالة للاجنبي وأحرج كل الادعياء حول حقوق الاقليات .

 

وتبقى عملية تثوير الوعي والنهوض بالواقع الثقافي والمعرفي العلمي والادبي وكل الانشطة الاجتماعية والفنون الابداعية الذي حدث في العراق بارزة ومهمة ومؤثرة في الوجدان الانساني, و الذي كانت ركيزتها الاساسية في ثورة حقيقية لمحو الامية والقضاء عليها. ثورة شهد لها الاعداء قبل ألاصدقاء وكانت  شهادة منظمة اليونسكو الدولية أكبر دليل عليها وعلى عظمة التخطيط والاعداد لها من قبل الطليعة الثورية للبعث,والمساهمة الفعالة للجماهير وتفاعلها في هذه العملية الثورية العظيمة والذي كان سبباً رئيسياً ليتحقق النجاح الكبيرلها.إنها ثورات توفرت فيها عنصري الزخم الجماهيري والى جانب القيادة الثورية المؤمنة بالتغير,بل القدرة النضالية العالية بتثوير كل مجالات الحياة في العراق.إنها حقائق وليست جزءاً من تزكية للثورات الخالدة التي ولدت من رحم ثورة تموز 1968. وهي حقيقة لمسها العراقيون جميعاً ولاتحتاج لمن يروج لعظمتها, والتاريخ سيكفلها بالتأكيد وسيذكرها كل العراقين بتحقيقها تغيراً جذرياً في حياة الشعب العراقي وما ترتب على ذلك من مواقف ثورية قومية وإنسانية .إنها ثورة من الثورات الحقيقية في التأريخ الانساني..


*  في سبيل البعث / حول الرسالة العربية / 1946
** في سبيل البعث / الرسالة الخالدة / 1950
*** في سبيل البعث ( حول الانقلاب ) عام 1950

 

 





الاربعاء٢٦ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة