شبكة ذي قار
عـاجـل










طاهرة هي حروفك يا تموز بطهر بياض الياسمين وبنقاوة قطرة المطر قبل عناقها لذرات التراب.إسمك ياتموز نطق به لسان الاحرار الشرفاء بكل ما يملكون من عذوبة الكلمات وصدقها,ورحبت بك قلوب الاصلاء وبكل ما يحملونه من صدق المشاعر ونبل في الاحاسيس,ووصفكتك كل الاقلام الشريفة وصفاً بأروع الكلمات وأزهى التعابير,وباركتك قلوب المؤمنين بالرب القدير بأصدق الدعوات .. وتلاقت كل هذه الكلمات والاحاسيس والدعوات مع كلمات الله أكبر من ماذن المسلمين وبلحن إلهي من ضربات اجراس الكنائس للمسيحين وهتافات كل المؤمنين من معادبهم المقدسة.ولازالت وستبقى قلوبنا تطرب بصرخاتنا بوجه كل محتل كما هي صراخاتنا في تموز ..


نحبك يا عراق .. إنهاكلمة يحبها العربي والكردي والسرياني والكلداني والشبك والصابئ لان فيها سحر محبة العراق الواحد من زاخو وحتى الفاو ..


ياتموز .. لا أجروء ان اصفك بأنك كالشمس تنير درب الاحرار خوفي من أن أظلم فيها نورك الذي يشرق صباحاً فيزيد قلوب الثوار حرارة ونوراً لدرب التحرير, وينير دروب النظال في الليل وشمس السماء غائبة فيلد منك في صباح الشمس ثوراتك العظيمة إنها صرخاتنا هزت الدنيا في 14 و17 و30 . ياتموز الحرية إنها لم تكن ايام زمنية بل كانت من خوالد هذا الزمن,وكانت محطات إنسانية صادقة معبرة عن شجاعة الأنسان وحبه للحرية والعدالة وفي أرض الحرية والعدالة في أرض العراق أرض بابل واشور,أرض قدسها أبو الانبياء وباركها الانبياء وتفاخرت بها الحضارات وبيوم تموزي ولدت فيه الثورات,وتدافع للشهادة من أجلها طلائع الثوار الشرفاء ,وبصمت وزحف الغادرين تسلل اليها الجبناء والغرباء,فدنسوا فراش حضارة الاقوياء ولوثوا الهواء والسماء.وكفروا بكل الشرائع وقوانين الانسان وهم قطاع طرق الحضارات ونادوا كذباً بقانون وشريعة لم تعرفها لا الارض ولا السماء,ومن هذه الارض ومن ترابها وصلصالها جُبلتْ أول لائحة للعدالة وعرفها من في الشرق والغرب,يا حمورابي إنتفض فالكذابون وضعوا شريعتهم موادها من النفاق صنعوها,ونصبوا قضاة في محكمة دولية كما ينصب الدجالون أفخاخهم.


أحبك يا تموز .. ولا يقدر قلم أوصورة أن تُعَرفك ,فلا على صفحة من صفحات الورق يستطيع قلمُ أن يرسم حروف لوصفك إلا من كانت حروفه من نور الحرية وحبره من ماء المحبة كان,ولا يستطيع ان يقولك إلا من تحلى بشرف الفرسان وشجاعة المؤمنين الاحراروتحلى صدره بأوسمة المناضلين,فمن لا نصيب له في صرخاتك الثلاث لا حصة له بين العراقيين الشرفاء لانك ياتموز وهبت إنساننا شرف الثورات,ومن لا ينتمي لك لا يستحق مجرد التفكير به,ووجب على العراقيين أن يرمونه من جمعهم المبارك كما نرمي النفايات في حاوية القمامات.


لم يقدروا أن يهدموا العراق في يوم تموزي,لانهم خفافيش الظلام لا تقوى على نورك ياتموز,فتسللوا في ليلة باردة ومظلمة وحطوا بغربانهم على أعشاش الصقور فقتلوا ونهبوا و دمروا وأستباحوا كل الحرمات والمقدسات,فكم جامعٍ ومسجدٍ وكنيسة ومعبدٍ فجروا وكأنهم يقولون لابناء تموز ايها العراقيون حتى في قتلكم جعلتمونا نراكم واحداً,ونسوا ونسى معهم المغفلون ايظًاً أن تموز سيعود وسيبقى يعود ولن تنطفئ شعلة وقودها شهداء سقطوا في يوم الصرخات الثلاث 14 و17 و30 من تموز الحرية وما كان وسيكون من نبع هذه الايام من رايات إنتكست ساريتها فلامست أرض العراق فزادتها بركة وقدساً وعانقت ثرى بلادي هذه الاجساد الطاهرة وهم من ابناء تموز خالدون.إنها من عجائب شمس تموز تشرق كل يوم وتشرق على الباطل والصحيح وعلى الظالم والمظلوم والغني والفقير,إنها شمس العدالة.وأقولها وبكل قوة لولا ضعف بعضنا لما وصلت حجافل الشر الى بيوتنا وكما قال مارتن لوثر ( لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنت منحي ) .

 

وظهرنا كان ملتحم بظهور بعض أشقائنا لنحميهم من ذئاب على أبوابهم تنتظر غفلة الحارس الامين عراق البعث الخالد, وهذا البعض منح الشيطان وأعوانه عباءة القوة ومنحه أرضاً ليرمينا بقذائفه لتمزق أشلاء أطفالنا ويقتل شيوخنا وينتهك العرض والشرف ,وهذا البعض في الجوار تلذذ بأهاتنا وجروحنا,ومكن الشيطان أن ينجس أرضنا وحول طرقنا الى مقابر ومحى كل ملامحها الانسانية التي كان إنساننا يتغنى بها حتى تماثيل رموزنا ونصب لقاء قلوبنا الذي سبق تشابك ايادينا جرفها أولاد الشيطان لانها تذكره بعنفوان هذه الامة وقوتها,وأطفئوا فيها شموع الامل التي كانت تضئ نفوسنا,وهو يجول في شوارعنا و مدننا بالة الموت ويشرد العوائل بعد أن حول بيوتها الى جنب من الركام والرماد ليختفي تحتها أجساد طاهرة من شعبنا الواحد ,وهو واحد حتى في موته, إنه الشيطان ومعه أرواح نجسة يتجولون صباحاً ومساءاً بين بيوتنا و مدارسنا و جوامعنا وكنائسنا ويرسلون لها اسباب الموت والدمار,وحولوا مأدب أفراحنا الى خيم للعزاءات, وجعلوا من الحان أفراحنا وضحكاتنا مواويل للنحيب والبكاء, وأشقاء الهوية كانوا لا يزالون في سكرتهم ولم يصحوا إلا و ابوابهم تٌدَق ببساطيل الاجنبي وزعيقه ملئ الاذان وإيقاع رقصاته تهز أرض حلفاء الشيطان وهو يصرخ لقد مات الحراس ولنستبيح الدار ونذل الامنين!فبكوا وبكى معهم الاخرون على حراس الامة الابطال, فَحَقَ بإشقاء الهوية قول الفاروق عمر بن الخطاب ( رض ) وهوأخر دعاء كان له: ( اللهم لا تدعني في غمرة ، ولا تأخذني في غرة، ولا تجعلني مع الغافلين ) .وهكذاجاءاليوم الذي لم يحسبه هذا البعض,فالشيطان لا يعرف إلا نفسه وتحول لذئب عندما جاع فبدء باللذين معه في جحوره,وتخفى تحت خيم الشباب في الساحات ورفع شعارات الربيع العربي وكأنه داعية من دعاة الربيع وهو الذي حول كل مكان من كوكبنا الى شتاء قاتل فيه الشقاء وبؤس والم الناس الكادحين! وأعود لاقول ليس وقت للندم يا أشقاء الهوية على الامس الذي ضيعناه سوية,ونحن العراقيون لا نبكي إذا غاب العدل وسُلبت حقوقنا ودمرت شوامخنا وخسرنا ما خسرناه ولا نهدر الدموع على شهدائنا بل نتدفء بحرارة حماستهم للشهادة ونتنور بإيمانهم بحبهم للوطن والامة,وسنصبر على هذا الذي لحق بعراقنا سواء بسبب كلمة غضب أو موقف شامت من ذوي القربى أو من صديق, عاملين بالمثل الذي يقول: ( إذا سمعت الكلمة التي تؤذيك,فطأطئ لها حتى تتخطاك ) ,نحن نزيد المثل فنقول:إذا غرس خنجر في جنبك من أخ,فَلِتَلمْ نفسك على دفع جسمك على أخوك بدون إحتراز! ) .هكذا يفهم ويتعامل الكبارمن القوم مع أخوتهم.


ونقول لعدونا الشيطان وبكل صدق إن تموز منا ونحن منه,وإذا كان لتموز في عراقه ثلاث صرخات فهو لقادر أن يجعلها أربعة و وخمسة وأكثرفهو يتسع لنا بعد أجدادنا وسيكون لاولادنا واحفادنا من بعدنا,ومن لا يدري نقول له من أرضنا خرج حاملي الوية تموز,إقرأءُ التاريخ يا جهلة,تموزيلتحم مع صخورنا فينجب أبطالاً,وتموز يعانق نخيلنا فيولد منهما قادة كبار,وتموز إذا ضربت رياحه فيالق من الوحوش أحرق الارض تحتها,إنكم جهلة بالتأريخ وأُميون بقراءة وإستشراف الحقائق والعبر من تموزنا وأحداثه و مجرياته وسننه وقوانينه التي عرفتها البشرية عندما كان الشيطان قابعاً في كهوفه لايعرف قانوناً وعلماً ولامدنية,وأنتم غريبون اليوم عن حقيقة الثورات في أوطاننا,فكل يوم تشرق فيه الشمس على هذا العالم سيحمل روح تموز الثورية الحقيقية والتي قد لا يعرفها المغفلون وأولاد أبليس ولكنها تعيش كل يوم مع العراقيين.وكلما سمى عراقي وعربي بشمس تموز يزداد يقين أحرارهذا العالم بأن بشائر الخير والنصروالثورة ستكون حقيقة,سوف يخرج نور شمس تموز من رحم الظلام ويشق ستائر دياجيره, فلابد ان يبزغ فجر تموزي الثوري الجديد مهما طالت الظلمةوأشتد سواداً.وصحيح أيظاً إن المرحلة التأريخية الحالية التي تمر بها الامة العربية صعبة وفيها من الجراح النازفة والكثير من الالم الضار في كل جنباتها,إلا أنها أمة سوف تنهض بسواعد الشرفاء وفي مقدمتهم المقاومة العربية الحقيقة وفي مقدمتها المقاومة العراقية البطلة المنتمية لتموز إنتماءاً حقيقياً وهي صرخة من صرخاته.


وواحدة أُخرى أقولها للشيطان وعبدته إن أستشهد الاباء فسيرفعها الابناء والاحفادوكل هذه الاجيال التي عاشت ومنذ وجود الانسان على أرض العراق وتوجت تموزسلطاناً للحرية, ولم يعرف العراقيون السكوت على الظلم,والظلم عندهم جورٌ كبير لايحتمل وسوف يكون سيف العراقيون شديداً على من يظلمهم ويصر على ظلمهم, كما قال الامام علي بن ابي طالب ( ع )  ) :يوم العدل على الظالم .. أشد من يوم الجور على المظلوم ) .ونحن كمؤمنين برب السماوات والارض سوف ننسى لكم ما أقترفتموه بحقنا وبحق شعبنا وأُمتنا إن أنتم عوضتمونا عن خسائرنا المعنوية والروحية وبشكل عادل ومنصف يقضي فيه من يملك إيمان المؤمنين برب العزة و عنده قرطاساً لا يعرف الميل ابداً وهونادرُ في هذا العالم ولكن ليس بمستحيل فنحن قوم تعلمنا المغفرة,عملا بقول الامام علي بن أبي طالب ( ع ) : ( إذا قدرتَ على عدوك .. فأجعل العفو عنه شكرأ للقدرة عليه ) .ونترك إدانتهم وحسابهم للخالق الواحد الاحد,كما يقول الرسول بولس في رسالته لاهل رومية الاصحاح 12 الاية 19-21: ( لا تنتقموا لانفسكم أيهاالاحباء بل أُعطوا مكاناً للغضب ,لانه مكتوب لي النقمة وانا أُجازي يقول الرب,فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فأسقه,لانك إن فعلت هذاتجمع حجر نار على رأسه.لايغلبنك الشربل إغلب الشر بالخير ) . سلمنا إمرهم للخالق فسيكون حسابهم كبير.والذي أُريد أن نقوله لوطننا العراق لقد أقسمنا لك سوف لا نعيد حسابات الامس .. و ما خسرناه فيه سنعوضه بالغد,فالعمر عندما تمضي ايامه لا يمكنها ان تعود ولا نحول يومنا الى حزن الامس,فالامس رحل ولن يعود ,فبين أيدي الثوار اليوم ليصنعوا الغد للاجال القادمة, ومن اوراق الخريف نتعلم فهي بالامس تسقط و لن تعود مرة أُخرى ولندع الذي سقط منها على الارض فقد صار جزءاً منها وسيمد أوراق الغد بالعافية, ولنتطلع للغد, الغد الذي سيرسمه ثوار المقاومة العراقية البطلة سيكون يوماً ربيعياً وحقيقياً بزهوه وجديداً في ورقه وحاسماً وثورياً في تموزه ليسجل صرخة جديد.أمين

 

 





الخميس١٣ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة