شبكة ذي قار
عـاجـل










3- إن كل الثورات التي تحققت في الوطن العربي لم تكن كما يشتهي البعض أن يطلق عليها أو يحشر تحليلاً فلسفياً بعيداً عن حقيقتها,فالبعض وبكل إنهزامية وفقدان للثقة بالذات وبالأنسان العربي يريد أن يتخيلها بأنها جزء من ستراتيجية التغير الامبريالي في المنطقة والاخر يريد أن يضعها فقرة بأجندة سياسية دينية أو حضارية ويدخلها بصراعاتها وكأنماهذه العقليات أو المحللين يستكثرون على أُمتنا وعلى أبنائها تفجيرهم للثورات وإحداث التغيرات حتى في أقوى الانظمة البوليسية,وهم بذلك يعبرون عن جهل كامل بهذه الامة و بقدراتها ويلصقون صبغة غربتهم عن واقع الامة العربية لان أحبار أقلامهم عجمية وأروراقهم مصنوعة في معامل غريبة عن الوطن العربي, ولهذا لا يمكن لهذه العقول ولهذه الاقلام أن تكتب بما يعبر عن حقيقة الامة ,ولا أُريد ان أجتهد وأُخدش هذا البعض وأقول قد يكونون مرتبطين بأجندة أجنبية تريد لهذه الامة العظيمة أن تبقى فاقدة لثقتها بنفسها وبقدرتها على الثورة.

 

والاكيد أن ثورتي شعبنا في مصر وتونس إستكمالاً لثورة شعبنا العراقي المستمرة ومنذ ثورة 17تموز العظيمة ولغاية اليوم في مقاومته البطلة ضد أعداء الامة والتي كانت تأخذ شكلاً تامرياً قبل 2003 ,فتارة كانت تأخذ شكل موأمرة لعملاء الاجنبي و تارة حرب عدوانية كالحرب التي شنها النظام الايراني على العراق في عام 1980 أو الحرب الكونية التي شنها تحالف إمبريالي صهيوني رجعي ضد العراق في عام 1991 ومن ثم حصاره وإحتلاله في عام 2003.واليوم تأخذ الثورة في العراق شكلاً جبهوياً شعبياً يقوده البعث الخالد والمتمثل بتحالف وطني قومي أشتراكي إسلامي ماركسي وذراع هذا التحالف يتمثل بالمقاومة العراقية البطلة ضد المحتلين الامريكي والايراني, وأيظا الثورة العربيةُ هي جزء من ثورة شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني من أجل تحرير الارض و الحقوق الفلسطينية. أي أن صيغ التعبير الثوري تختلف بإختلاف التحدي المفروض على القوى المناضلة ,فالثورة العربية مستمرة وهي موجودة منذ بداية التأريخ العربي ولها نمطها وأسلوبها ولها أدواتها الخاصة و تلتقي مع الثورة العالمية عند حدود الاهداف الانسانية في إقامة المجتمع الانساني العادل والمتحرر,وهي متداخلة و متفاعلة مع الثورة العالمية وتتأثر بها وأيظاً تؤثر بها,فإذا مع إستعرضنا بعض النماذج للثورات العالمية ونماذج الثورات العربية يمكننا أن نرى الحقيقة الكاملة لحقيقة التداخل بين الثورة العربية والثورة العالمية, وأيظاً تبلور وتطور الثورة العربية في الاساليب والطرق. فالنموذجين للثورات العالمية,سواء كان النموذج الامريكي في عام 1787, أو النماذج المتقاربة لحد ما والمتمثل بالثورة الفرنسية 1789 والصينية في عام 1911 والروسية في عام 1917,وبنفس التصنيف يمكننا أن نتعامل مع الثورة العربية المعاصر فالثورة المصرية في عام 1916 وثورة العشرين في العراق وثورةالضباط في العراق عام 1941 وثورة 23 تموز في عام 1952 وثورة 14تموز و17تموز في العراق, واليوم تصطف ثورتي شعبنا في تونس ومصر إنها بعضٌ من نماذج الثورة سواء التي أخذت بالتغير عبر الاصلاحات السياسية من خلال المؤسسات المدنية في المجتمع أو نموذج الثورات التي فرضت تغيراً جذرياً بالمجتمع وبنيته وفرضت ثقافة جديدة من خلال شرعية ثورية .. فتفاعل الثورة العربية المعاصرة وعلى مدى عقود نشوئها أخذت من هذين النموذجين للثورات والى جانب خصوصيتها,فمن النموذج الامريكي للثورة أخذت شكل الاصلاح السياسي الجذري ومن خلال المؤسسات والاليات الموجودة في المجتمع المدني وخاصة تلك التي تتمتع بديناميكية قوية وثورة 25 يناير 2011 في مصر إستطاعت أن تحدث هذا التغير بواسطة التظاهرات الجماهيرية الشعبية والتي ساندتها تنظيمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات الاتحادات ومن ثم إستطاعت كسب ثقة المؤسسة العسكرية التي ستكون ضابطة لهذا التغير (إنشاء الله), وثورة تونس أقل وضوحاً من ثورة مصر إلا إنها أخذت نفس النموذج وكانت بذات الاسباب التي دعت الجماهير لتنتفض بوجه النظام,والنموذج الاخر للثورات أخذت شكل القطيعة الجذرية ومن ثم إحداث التغير جذري في بنية المجتمع بإستخدام القوة للقضاء على الشرعيات القائمة من منطلق قيم جديدة ترتبط بحرية الانسان والمجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية ,إقامة شرعية ثورية قائمة على أيديولوجية جديدة وفرض منظور قيمي وأخلاقي جديد لاقامة المجتمع الجديد.

 

 

 





السبت٢٣ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة