شبكة ذي قار
عـاجـل










نعايش هذه الأيام ثورة الجياع العربية التي أضرم نارها المرحوم محمد ألبوعزيزي في القطر العربي التونسي ولكن في نفس الوقت تأتينا الأخبار المقرفة عن تحركات الرعاع وسقطة المتاع في وطننا المغتصب لتقسيم العراق إلى أقاليم ووليات طبقا للمخطط الصهيوأمريكي من خلال نشر وتبرير فكرة حتمية إقامة "إقليم الأنبار" من أجل ما يسمى بـ "حماية السنة" وضمانة مستقبلهم في العراق استكمالا للمشروع الصفوي الذي يبغي ضم الجنوب إلى إيران وتشتيت أهالي عاصمة المنصور والرشيد بغداد العروبة وتفريغها من المنتمين إلى المذهب السني. اللاعب المتمرس في تمرير مثل هذه المؤامرة هو الحزب الإسلامي العميل وعراب الخيانة والشوفينية الطائفية السنية الخرف عدنان الدليمي الذي مع حزبه العميل ومن لف حوله خان وطعن المقاومة العراقية المسلحة الباسلة بطعنة سامة من الخلف من خلال المساعدة على تشكيل تنظيمات الصحوات العملية والتصويت سابقا على تمرير دستور بريمر الذي كتبه اليهودي الصهيوني نوح فيلدمان. المهمة التي أنيطت إلى الخرف عدنان الدليمي وباقي العملاء الممولين ماليا من قبل العميل المزدوج نوري المالكي هي إقناع شيوخ ووجهاء محافظ الأنبار إضافة إلى البعض من رجال الدين - وحسب معلومات "هدهد سليمان" الأخيرة - على إقامة إقليم يسمى بـ "إقليم الأنبار". هذا التطور ألتدميري يعني دق المسمار الأخير في نعش وحدة العراق شعبا وأرضا ودق إسفين التفرقة الطائفية المقيتة ليس فقط بين أبناء الوطن الواحد بل أيضا بين أبناء العشيرة العربية الواحدة المنتمين إلى المذهب الشيعي أو المذهب السني. للإطلاع بشكل أوسع على دور الخرف عدنان الدليمي في مؤامرة تقسيم العراق يرجى الرجوع إلى مقال الدكتور عمر الكبيسي المنشور في موقع البصرة تحت عنوان "رد على د. عدنان الدليمي: يا مغيث المستغيثين من دعاة الأقاليم الطائفية الخبثاء".  

 

مقارنة قصيرة ومختصرة بين ما يحدث في القطر العربي التونسي الآن "ثورة الجياع" وما حدث ويحدث في العراق المحتل "مؤامرات الرعاع وسقطة المتاع" نرى أن هناك بعض التشابه والمفارقات فيما يخص ردود الفعل الشعبي:

 

1- الانتفاضة الشعبية التونسية بدأت كرد فعل عفوي على أحداث داخلية واتسعت تنظيميا بشكل أفقي من خلال احتضانها من قبل قوى المعارضة السياسية وشرائح واسعة في المجتمع التونسي التي كانت مغبونة ومقزمة من قبل نظام زين العابدين بن علي الفاسد، بينما اندلعت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة كرد فعل على اعتداء خارجي غاشم واحتضنت من قبل شرائح كبيرة في المجتمع العراقي وليس من قبل مجمل الشعب العراقي لأسباب عديدة منها الجهل وتأثير بعض رجال الدين الغرباء والانتماءات السياسية والطائفية المرتبطة بقوى خارجية منها دولة حاخامات قم وطهران الصفوية. 

 

2- المقاومة العراقية المسلحة الباسلة المعدة مسبقا من قبل النظام الوطني قبل الاحتلال انطلقت بعد يومين فقط من احتلال بغداد وتعرضت إلى مؤامرات داخلية وخارجية وحوصرت ماليا وتعبويا وإعلاميا من قبل القريب والغريب، بينما الانتفاضة التونسية التي بدأت بشكل عفوي ضد الظلم والطغيان والحرمان احتضنت وأسندت داخليا وخارجيا من قبل شرائح واسعة في المجتمع التونسي ومن قبل أحرار الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وأيضا من قبل الرجعية العربية وأعداء العروبة والإسلام من أمثال إدارة الرئيس الفرنسي الصهيوني نيكولاي ساركوزي وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتصهينة. مثلما هي المقاومة العراقية فإن الثورة الشعبية التونسية معرضة أيضا للالتفاف عليها من قبل قوى خارجية وأخرى داخلية معارضة للتغيير الجذري في النظام السياسي والاقتصادي والمالي التونسي الذي تبغي الثورة الشعبية التونسية تحقيقه.

 

3- كما هي المقاومة العراقية المسلحة الباسلة التي تناضل من أجل تحرير العراق من براثن الاحتلال الغاشم وعملائه ومن مخلفاته السياسية والاقتصادية ودستوره البريمري المسخ، تبغي الثورة الشعبية التونسية إحداث تغييراً جذرياً في الدستور التونسي من أجل إعطاء الفسحة والحرية الدستورية الكاملة لمكونات الشعب التونسي خصوصا السياسية منها للمساهمة إيجابيا في تسير أمور البلاد ورسم مستقبل الأجيال القادمة. لكن في كلا الحالتين هناك من يعارض هذا التغيير. ففي الحالة العراقية نجد أن عملاء الاحتلال والمنتفعين منه ملتزمون بقوة وإصرار بكل حذافير الدستور البريمري المسخ الذي يرسخ حالات الانقسام الطائفي والإثني بين أبناء الشعب العراقي الواحد، بينما في الحالة التونسية يحاول الموالون لنظام زين العابدين بن علي الماسكين بزمام السلطة الآن التمسك بمواد الدستور التي تبقي نفوذ المنتفعين من ذلك النظام الفاسد.   

 

4- بينما نرى أن أحرار تونس يضحون بكل ما يستطيعون من أجل الاستمرار في الانتفاضة للتخلص من حكم الطغاة والفاسدين والخنوعين لإملائات القوى الخارجية، نرى بالمقابل خونة العراق والرعاع من سقطة المتاع يستجيبون لإملائات المحتل من أجل تقسيم العراق والاستمرار في تمزيق نسيجه الاجتماعي وتحطيم إرثه التاريخي والديني.

 

5- بينما نرى أن القوى الوطنية والإسلامية في تونس تتحد من أجل نيل الحرية والكرامة والانعتاق من قيود الظلم والاستبداد الذي فرضه عليهم ذوي القربى والغريب، نرى أن رعاع العراق من الخونة والعملاء والجهلة السائرين في ركابهم يسمسرون لنشر الفرقة الطائفية والعرقية ويتآمرون على المقاومة المسلحة الباسلة استجابة وخنوعا لإملائات قوى الاحتلال الصهيوأمريكية والفارسية الصفوية.

 

6- بينما نرى أن ثوار تونس يطالبون بالقضاء على الفساد الإداري والاجتماعي والاقتصادي والمالي وبإعادة الأموال المسروقة والتي جنيت بطرق غير مشروعة، نرى أن خونة العراق والرعاع السائرين في ركابهم يسرقون أموال الشعب ويعيثون في أرض العراق فسادا حيث أصبح العراق يعتلي أعلى قمم الفساد الاجتماعي والاقتصادي والمالي والأخلاقي في العالم المتحضر والمتخلف.  

 

7- بينما نرى أن الأحرار من رجال الدين في تونس يؤازرون الانتفاضة الشعبية للتخلص من آثار الفساد والظلم الاجتماعي والحفاظ على استقلالية وكرامة الدولة، نرى أن كثيرا من رجال الدين في العراق يسمسرون للاحتلال ويمنعون شرائح واسعة في مجتمعنا من التعرض لقوات الاحتلال من خلال فتوات فاقعة محرفة لا تمت إلى الدين الإسلامي الحنيف بصلة.

 

8- بينما نرى أن الشعب العربي التونسي ينتفض ويثور من أجل نيل حريته وكرامته، نرى أن الملايين من شعبنا في العراق صامتة وساكنة بل أنها في الحقيقة تسيير كالأنعام البائسة خلف الجهلة المتسترين بعباءة الدين والطائفة، ولا تتحرك إلا بفتاوى دينية صادرة عن حاخامات - وليس رجال دين - أجانب ليس لهم أي صلة أو علاقة ارتباط بوطننا الجريح.

 

9- قامت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة - رغم حصارها وإمكانياتها المحدودة المعتمدة على دعم الشرفاء من أبناء الشعب العراقي لها - بإفشال المشروع الأمريكي الذي كان يبغي رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط ونهب خيرات المنطقة خدمة لمصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لكن ومع ذلك، فإن تأثيرها الفعلي الثوري ظل محصورا في أرض العراق على الرغم من إشعاعها وصدى انتصاراتها وصلت إلى مناطق واسعة حول الكرة الأرضية. نأمل في أن الثورة الشعبية التونسية إن نجحت بشكل كامل في إحداث التغيير في هذا القطر العربي أن تمتد إلى سائر الأقطار العربية التي تخضع شعوبها تحت أسياط ظلم وفساد وطغيان جلاديها.

 

10- على الرغم من أن كل الأسباب الدينية والأخلاقية والوطنية والقومية والإنسانية والموضوعية التي حثت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة بالشروع في مشروع الجهاد ضد قوات الاحتلال وعملائها مازالت متواجدة على أرض الواقع العراقي إلا أن الملايين من أبناء شعبنا العراقي القادرين على حمل السلاح ومقارعة الاحتلال بشتى الوسائل بقت مشلولة دون حراك وواقعة تحت مخالب الظلم والطغيان والمجاعة وتأثيرات المخدرات الطائفية التي يصنعها ويحقنها في عروقهم حاخامات الدجل والشعوذة الصفوية. بينما اندلعت الثورة الشعبية التونسية لأسباب إنسانية وسياسية من أجل المطالبة بحقوق المواطنة الحقة ليس إلا وهذه الأسباب لا تضاهي الأسباب الكثيرة التي تحتم على الشعب العراقي القيام بثورة عارمة وشاملة من أجل الإسراع في تحرير أرضه من براثن الاحتلال الصهيوأمريكي- الصفوي المزدوج وإعتاق شعبنا من أغلال الفقر والعبودية والدجل والشعوذة الصفوية.  

 

 





الخميس١٦ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة