شبكة ذي قار
عـاجـل










سيظل التاريخ يضحك ملء شدقيه على ما يجري من غرائب في العراق.. وشرّ البلية ما يُضحك.


هل سمعتم أن الخائن والجبان يكرم، ويكون مصير المخلص الشجاع القتل في الطرقات وإلقاء جثته على القمامة؟
هذه واحدة من المضحكات المبكيات التي تجري في العراق اليوم، وما أكثرها!!.


يروي ضابط عراقي شارك في الحرب العراقية الإيرانية أنه راجع رئاسة محكمة الحلة لغرض إجراء معاملة نقل ملكية لعقار يملكه في مدينة الحلة مركز محافظة بابل، ومعه والدته، فوجدا صعوبة في الدخول إلى بناية المحكمة بسبب الطوابير الطويلة من الناس، وكانت هناك مجاميع ذات أشكال صفر كريهة تدخل وتخرج من دون أية رقابة أو رقيب وبانسيابية عالية، فسأل هذا الضابط عنها فجاءه الرد الذي وصفه بأنه "فاجع": إن هؤلاء لديهم هويات حمر خاصة والمحكمة منشغلة بتوزيع صكوك بقيمة 10 ملايين دينار، بالإضافة إلى قطعة أرض في محافظة الحلة خصوصاً في المقاطعات القريبة من مدينة بغداد... لماذا؟ لأنهم لم يحملوا السلاح ضد إيران وفروا هاربين من الحرب آنذاك.


يكمل الضابط روايته: أشار إلينا الشرطي بالوقوف خلف الطوابير التي لا تتحرك لأننا لا نملك الهوية الحمراء. وقفنا لفترة من الزمن ثم جاءنا أحدهم فقال الأفضل لكم "وكان يقصد جميع الواقفين بالطابور" أن تعودوا غداً لإكمال معاملاتكم فسألته لماذا؟ فلم يجب!!.. ثم دخل أحدهم وكنت اعرفه فسألته هل لك أن تقول لي ما الذي يحدث اليوم. أجابني بحرقة وألم:


- العراق يباع وسنباع نحن وراءه... حسبنا الله ونعم الوكيل

سألته لماذا ماذا يحدث أجاب أنهم يعطون 10 ملايين دينار لكل من لم يحمل السلاح ضد إيران ولديه ما يثبت أنه هارب من الخدمة آنذاك أو بشهادة اثنين تسهيلاً للأمر بالإضافة إلى قطعة أرض سكنية في النواحي القريبة من مدينة بغداد... إنهم يكافئون أذناب إيران ويبررون سرطانهم المنتشر في هذه المحافظة تحديداً!!!


يقول الضابط إنه لم يصدق ما قاله "الأخ الذي أعرفه واعرف أنه ثقة وصدوق ولم أعهده إلا كذلك لكن ما قاله شيء لا يصدقه العقل أو المنطق، فذهبت بنفسي وتركت والدتي تنتظر في الطابور بعد أن قررنا أن لا نسمع لكلام ذاك الشخص الذي طلب العودة غدا لإكمال المعاملة. وبدأت أفتش عمن اعرفه خصوصاً أنني من سكان المحافظة أباً عن جد ولابد لي أن اعثر على أحدهم، وبعد دقائق وجدت شخصاً اعرفه فسألته بالله عليك يا أخي هل ما سمعته صحيح أنهم يعطون 10 ملايين دينار وقطعة أرض للفارين أثناء الحرب العراقية الإيرانية.


أجابني: "وليش متعجب يعني ما يستاهلون!! أني نفسي أخذت لأنني هربت شهرين... ما تتذكر؟!!" يعني: "ولماذا العجب ألا يستحقون.. أنا نفسي أخذت لأني هربت.. ألا تذكر؟"


يضيف الضابط: وقفت مندهشاً وأجبت: نعم ... نعم أذكر!! وكيف لا اذكر. وكيف لا اذكر، خصوصاً والطريقة التي تحدث بها إليّ كانت أكثر من مجرد تهديد!!


ويمضي في روايته: رجعت إلى أمي وطلبت منها الذهاب فسألتي: "لماذا وليدي"، قلت لها يا أمي أنهم يوزعون الأموال والأراضي مكرمة للهاربين والخونة ممن باعوا وطنهم ولم يشاركوا أخوانهم في الدفاع عن شرفك وشرف العراق، أجابت بلهجتها العربية التي نفتقدها بعد أن كثرت لغة العجم: "يمه انفجعنا!!!"، قلت يا أمي دعينا نذهب قبل أن يشي بي أحدهم ويخبرهم أنني كنت ضابطاً في الحرب العراقية الإيرانية وجسدي يشهد لي على ذلك بكل شرف، فيكرمونني أمامك ويردونني قتيلاً.


ولا حاجة للقول إن هذا القرار صمم على قياس من جاءوا على الدبابة الأمريكية ليدمروا العراق ويفرضهم المحتل على العراقيين حكاماً لأنهم جميعاً كانوا هاربين من خدمة وطنهم، بل قاتلوا في الخندق المضاد له..


ألم أقل لكم: إن شرّ البلية ما يُضحك!!..

 

 





الاحد٢٧ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة