شبكة ذي قار
عـاجـل










كلنا شاهد الإستقبال الحاشد والكبير للرئيس الإيراني نجّاد في الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء زيارته الأخيرة للبنان ، والبعض منا قد يكون أستغرب لذلك، وبعضنا تسآل وسأل: ماذا فعلت بالجنوب اللبناني يا حسن نصر الله؟ أوَ هكذا تصان الأوطان وهكذا تكون الإستقلالية؟ أوَ هكذا تورد ياحسن الإبل؟


لم يكن خافياً إيمان السيد نصر الله بولاية الفقيه وإستقتاله في الدفاع عنها والترويج لها، وهذا حقه الشخصي وهذا منهاج حزبه الذي يسميه "حزبَ الله". وهو جاهر ويجاهر بتبعيته للخميني ومن ثم الخامنئي وهو لايخفي شيء، وهو واضح في كل شيء إلا في موقفه من المقاومة العراقية التي أفشلت المشروع الأمريكي وهي تقارع المشروع الإيراني في العراق وستفشله بوحدة فصائلها إن شاء الله قريباً... فالسيد نصر الله ليس له إزدواجية في المواقف إلا هنا!!! فهو سيد المقاومة في الجنوب وهو ضد المقاومة في العراق، رغم أن العدو واحد والأهداف واحدة! فهو لن ينسى للبعث والعراقيين أنهم هم من سقى سيده الخميني كأس السم الزعاف، وعلى صخرة وحدتهم وصمودهم وبطولتهم تحطمت أحلام تصدير الثورة الخمينية لتعم " بخيرها" كل الشرق العربي! ألم تلاحظوا أن ثورة الخميني لم تكن تناضل لتضم تحت جناحها باكستان وأفغانستان الجارتين المسلمتين لإيران؟ بل إنها ساعدت الأمريكان على إحتلال أفغانستان بدلاً من دعم مقاومتها! ألم تلاحظوا أن "بركة" الخميني لي يكن معني بها غير العرب من العراقيين والخليجيين؟ ثم ألا ترون أن السيد نصر قد سلّم لإيران قضمة كبيرة من أرض لبنان العربي لقمة سائغة لنجّاد والخامنئي وهذا ليس من حقه ولاحق حزبه؟ فلبنان ليس ضيعة ضائعة ولاهي ملك صرف لحسن وحزبه يكرمها لمن يشاء من خلق الله. ألا يعي "سيد المقاومة" أن الإحتلال الإيراني للبنان لن يكون أفضل من الإحتلال الصهيوني للجنوب اللبناني؟ وإن أراد شاهداً فلينظر لأفعال إيران وأعوانها في العراق!


لقد كان الحضور اللبناني في الجنوب أضعف كثيراً من الحضور الإيراني،،، فقد كانت الأعلام الإيرانية هي سيدة المشهد بينما أختفت الأعلام اللبنانية خجلى بين الناس تعجب من تواجدها في أرض لم تعد لبنانية! حتى أن نجّاد تجرأ وتحدث إلى الحاضرين بالفارسية رغم معرفته العربية، ولم لا فهو في جزء من الإمبراطورية الفارسية سلملها له "وهو الممنون" السيد حسن نصر الله وقال له تفضل هاهو الجنوب يدين لك ولمولاك الخامنئي بالولاء والطاعة. أخال أن معظم الحاضرين لم يونوا بحاجة لمترجم وهم يستمعون للسيد الإيراني وهو يخاطبهم، فالفارسية قد تكون أصبحت هي لغة التخاطب الشائعة في الجنوب اللبناني، وكربلاء والنجف شاهد على ذلك- وقد يكون من باب إظهار الولاء للفقيه أن نتحدث بلغته لا بلغة القرآن الكريم!


ألا ترى ياسيد نصر الله ماذا قدمت يمينك ؟ ألا ترى مافعلت - رغم أنني متأكد أنك فعلته عن وعي وقصد . ألا ترى أنك تمكن أعداء الأمة منها ؟ ألا ترى أنك تبريء القاتل من دم ضحيته ؟ ودعونا من التهويشات الإعلامية ضد "إسرائيل" وما قيل عن "إستنفار عسكري" و"طيران إسرائيلي" فكل هذا من مستلزمات العرض الهوليوودي والعبرة بالنتائج وخواتيم الأعمال، فلا إسرائيل رف جفنها للتهديدات الإيرانية الجوفاء، ولا إيران أخّرت برامجها التسليحية خشية "عدوان إسرائيلي" مزعوم ... فالمباراة مستمرة والكل حبايب، وسيبقى الأمر كذلك مادام كل فريق يلعب وفق الخطة المرسومة. ومادام بين الجمهور من يصدٌق أن هناك غالب ومغلوب بين الفريقين،،، فلا مغلوب إلا الشعب العربي المسكين!


والله ياحسن لقد أجرمت بحق الأمة وبحق الدين وبحق المقاومة، فلبنان ليست ملكاً لك لكي تسلمها لقمة سائغة لإيران أو غير إيران، والجنوب اللبناني ليس خمساً تقدمه لمن يأكلون حقوق العباد ظلماً وبهتاناً، وليس لنا سوى أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل...


ولكن لا ننسى قول الله "واللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" و "وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّـهُ ۖ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".

 

 





السبت٠٨ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة