شبكة ذي قار
عـاجـل










5- إذا الحقيقة التي لابد أن يقف عندها العراقيون الشرفاء والاشقاء والاصدقاء بل العالم له وهو إن الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال سواء الامريكية أو البريطانية أو الاسترالية وأذيالهم من الدول الحليفة معهم لم يكن بسبب تحقيق الهدف الكاذب وهوتحقيق الديمقراطية في العراق والذي قد طرح هدف بديل عن الهدف الاول وهو إن غزو العراق كان بسبب أسلحة الدمار الشامل المزعومة. وعندما أدركت هذه الدول أي منزلق هم فيه وخاصة بعد أن تغيرت أهداف المحتل الامريكي في غزو العراق من تدمير أسلحة الدمار الشامل الى تحقيق الديمقراطية المزعومة,عندها أستوعبت هذه الدول الحليفة لامريكا بأنها في ورطة إنسانية كبيرة. فإذا صح الادعاء للمحتل بأن غزوه لتحقيق الديمقراطية . لنقف إذن عند السؤال المثير للجدل الذي يفرض نفسه اليوم بسبب إنسحاب كبير لقوات المحتلين اليوم ومع حملة دعائية وايظاً كاذبة بإن العراق أصبح يعيش الديمقراطية وبات للعراقيين يتعاملون مع نظام ديمقراطي ولا وجود بعد لانظمة تسلطية ,هل الذي يعيشه العراق اليوم من مظاهر القتل المشاع والنهب للمال العام والخاص والتخندقات السياسية سواء كانت طائفية أوعرقية وغياب لامن الاشخاص والمجتمع وإنتهاك لكل حقوق الانسان وخاصة حرية الفكر,هو مظهر من مظاهر الديمقراطية؟,وهل يوجد في عالم اليوم من ديمقراطية كالتي يتحدثون عنها في العراق,أية خدعة جديدة بل أي إستخفاف وإستهانة بالرأي العالمي الذي يتعاملون معه وهل هو الى هذه من الدرجة من السذاجة ليصدق هذه الكذبة أيظاً.كيف يعيش العراق الديمقراطية ومن العراقيون 4.5 مليون عراقي يتوزعون بين التشريد واللجوء والهرب في بلدان العالم وحتى في أمريكا نفسهاوهذه حقيقة تستطيع اية منظمة أوحتى فرد أن يحصيها,والسؤال هل الديمقراطية من مظاهرها تشريد  أكثر من مليون عراقي في الداخل وتهجير و لجؤء أكثر من 4.5 مليون عراقي ؟؟ هذه حقائق من خارج العراق يمكن لاي عربي و أجنبي أن يلمسها أما التشريد في الداخل فهذه أحصائيات دولية ..سؤأل يحيرني جداً وأتمنى من يجروء على إيجابتي وهو:قبل الاحتلال كان بضعة الالاف من العراقين غادروا العراق لاسباب منها شدة الحصار ومنهم من سرق بنك أو دائرته أو منهم من قتل وألاخر هرب خوفاً من خدمة الوطن العسكرية أو من كان يبحث عن فرصة للعمل او العيش بعيداً عن اهله وهو مبهور بحضارة الغرب ولا إعتراض على هذا مبدئياَ من أجل تحقيق الغرض من التسأول,ولنتغاضى عن حاضنتهم, ونفترض ايظاً أعذارهم مقبولة لدى الدول التي إحتضنتهم, وثم حسبوا لاجئيين سياسين,وكانت الدوائر الامبريالية الصهيونية تروج بإنهم خرجوا من العراق هرباً من نظام ديكتاتوري,طيب اليوم هرب الاربعة ملايين ونصف مقارنة بتلك الألوف ماذا يصح أن يطلق على النظام الذي تسبب في تهجير هذه الملايين وحسب المعايير التي أعتمادها بالنسبة للالاف قبل الاحتلال ؟؟؟ الايستحق الوضع أن يتدخل العالم لتصحيح هذا النظام الذي تسبب في تهجير هذه الملايين ومحاكمة من تسبب في هذا الوضع الغيرأنساني وبنفس المعاير التي إعتمدها المحتلون لتبرير غزوهم للعراق وبالتالي إحالة المتسببين عن الحالة اللانسانية هذه الى المحاكم ومحاكمتهم بقضاء عادل و دولي وأولهم المجرمان بوش و بلير ولتصح عليهم مقولة السيد المسيح إذا كانوا حقاً يعرفون أسمه القدوس:(لا تدينوا لكي لا تدانوا,لانكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون.و بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.)# ..أليس من العدل محاكمة هولاء المجرمين وامام قضاء دولي نزيه,وليس كما فعل المجرمون بحق رموز العراق والامة حيث تركوهم لتصفيتهم جسدياً بمهزلة سوف لا يسامح التاريخ عن كل الذين تسببوا في هذه المهزلة,وإحالته للقضاء بنفس الاكاذيب التي أحالوا رموز العراق لمحاكمة صورية وعلى الظاهرة اللانسانية من تشريد الملايين من العراقيين,وهذا لا يمكن أن يختلف عليه إثنين بإنه وحسب النسبة والتناسب بين الالوف والملايين الحالية,بإن النظام التي تسبب في هجرة هذه الملايين ليس ديكتاتورياً أو طائفياً أو شوفينياً بل إجرامياً وهمجياً والذي يدعمه لا يختلف في همجيته عنه,أني لم أجتهد في التسمية والتشخيص بل إعتمدت على المعادلة والتي بنيت على إستنتاجات,فكما فعلوا بالنظام الوطني في العراق لانهم إدعوا بإنه تسبب في تشريد الالاف من العراقين نريد منهم أن يقدروا ما حجم فعلهم تجاه نظام شرد وقتل الملايين!

 

وأيظا يكفي أن يكون الدستور الحالي يقر بعدم حرية الفكر والمعتقد ومن خلال إجتثاث لفكر ومناضلين لهم دوراً أساسياً في بناء الوطن ويحرم عقيدة تربي أجيالاً على الوطنية والقومية الانسانية ويجتث مواطنين لمجرد أيمانه بهذه العقيدة والادهى من ذلك ليس بالاجتثاث بل بالقتل لمواطنين وعلى الانتماء الديني أو حتى الطائفي.والعراقيون والمحتل يعرفون تماماً أن شعب العراق يعيش تحت سلطة ميليشيات وعصابات قتل سرقة وإختطاف,هل هذه مظاهر للديمقراطية ..

 

والجزء الاساسي من هذا السؤال هل يعتبر العراق اليوم دولة مستقلة؟ وهو لا يمتلك جيشاً قادراً على حماية حدوده واراضيه من اي عدوان خارجي ,وهل الاستقلال يصح والعراق لايزال تحت بنود البند السابع للامم المتحدة,وهل العراق مستقل وفيه عدد من القواعد العسكرية الامريكية عددها يقال إنه 94 قاعدة وعلى اراضيه حوالي 50 الفجندي أمريكي يقوم بعمليات قتالية أطلقوا عليها (الفجر الجديد)و بدئوها في محافظة ديالى ,والى جانب ذلك هنالك الالاف من قوات فيلق القدس الايراني متغلغلة في القوات الامنية والعسكرية ؟ وهل أن للعراق إستقلال لكي يمتع بعلاقات دولية طبيعية مع الدول العربية والعالم, ولولا التأثير الامريكي لما شاهدنا سفارة عربية واحدة  كاملة في إدائها الدبلوماسي أو حتى سفارة أجنبية بإستثناء سفارات المحتلين الامريكية والبريطانية وبالطبع الايرانية وبعض الدول التي لا تتعدى عدد الاصابع وهدفها إرضاء الدبلوماسي الامريكي والبحث عن فرصة لاستثمار أعرج! هل هذه هي الديمقراطية؟ وهل الذي يجري في العراق سلوك ديمقراطي؟إنها كذبة فاضحة لا تحتاج الى تفنيد لان كل مظاهرها تشهد على إنها كذبة,وهي ورطة لصانع هذا النظام الغريب ليس في العالم المعاصر بل في التاريخ الانساني أيظاً..

 

والان الا يحق لنا أن نتحدث عن الخيارات المطروحة أمام المحتل الامريكي إذا أراد أن يحقق شيئاً للعراق والعراقيين.

 

6-قد تلجاء الستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق بعد 31/8/2010  والخاصة بتشكيل الحكومة الخامسة في العراق الى تغير طريقة مباحثاتها مع الكتل الكبيرة أو الائتلافات الموجودة في اللعبة الساسية الحالية في العراق,فقد تلجاء الى إسلوب تفكيك الائتلافات أو التكتلات بصيغة غير مباشرة وتجعل هنالك إنسلاخات أو إنسحابات لشخصيات أو تجمعات من التكتلات الاربعة الرئيسية بهدف  تحقيق أهداف الستراتيجية الامريكية الجديدة بعد الانسحاب والذي ستركز على تشكيل الحكومة بأي ثمن وبأي صورة  للتخلص من الحرج الذي وقعت به الادارة الامريكية في تعثر تكشيل الحكومة والذي ينعكس يشكل مباشر عليها بإعتبارها لاتزال تتحكم بالعراق وإستكمال جهدها من الخروج من العراق وفيه حكومة تستطيع الولاياة المتحدة أن تقول بإنها فعلت شيئاً ملموساً في العراق وأن ديمقراطيتها حقيقية في العراق وتفرض واقعاً سياسياً على العراق بإن إنسحابها تزامن مع ولادة حكومة في العراق وإنها أي الولاياة المتحدو لم تتخلى عن العراق .أما كيف ستعمل الستراتيجية الامريكية في العراق من أجل إخراج حكومة ما, فكل الاحتمالات واردة وقد يكون منها الاستفادة من خلق حركة أمبية في أيجاد تحالفات جديدة بمعنى أوضح سيحاول السياسين الامريكين عبر تقديم الكثير من المغريات للتكتلات المؤلفة للائتلافات الاربعة الكبيرة في الانشقاق والانسحاب منها وإعادة تشكيل الائتلافات جديدة وبشكل ونمط جديد يكون مع الخط الامريكي ويرضي الطرف الايراني لتشكيل الحكومة الجديدة,أي تشكيل إئتلافات حكومية جديدة وهجينية أيظاً عبر حركة إنشقاق وأئتلاف جديدة أمبية الحركة,والادراة الامريريكية تعرف حقاً أن لا نصيب مستقبلي لهذه الولادة المسخة الجديدة أيظاً ولكنها ستشجعها وتعمل على تشكيلها لمجرد إخراج الطرف الامريكي من الحرج الذي تسبب له في هذا التعسير والذي يلعب فيه الكثيرين والدور الايراني واضح في إحراج الامريكين في هذا الموضوع وهو جزء من ضغط أيراني تجاه الولاياة المتحدة لتخفيف الضغط على إيران وخاصة في موضوع العقوبات المفروضة عليها.   

 

7-إن القضاء على كل العصابات والمليشيات واي مظاهر عسكرية في البلاد هو أول خطوة بالاتجاه نحو تحقيق الديمقراطية في العراق وهذا بالطبع لايمكن أن يتحقق وفي ظل القوات الامنية والتشكيلات العسكرية الحالية,ولا بد لهذا العمل الكبير من الاستعانة بقوات الامن العراقية الحقيقةوالجيش العراقي الحقيقي الذي حله نفس المحتل ودمج القوات الحالية معه لغرض الاستفادة من العناصرالتي قد تتمتع بحس وطني وإيمان بالعراق الواحد وبذلك تسقط كل العناصر المليشوية التي دخلت هذه القوات في ظروف غير طبيعية,والاهم مغادرة الخوف من الانقلابات أو من التمردات لان عقيدة الجيش العراقي قبل الاحتلال كانت مبنية على الاخلاص للوطن والشعب ولم تكن العقيدة البعثية الخالدة الا لترسيخ هذه المفاهيم والقيم العالية. حيث تأكد أن الوضع المأساوي للمؤسسة الامنية والعسكرية التي أنشئها المحتلون كبير في عدم وجود عقيدة عسكرية واحدة يعمل بها الجيش,وأخطر ما فيها هو التعددية في انتماءات وإختلاف مرجعياتها,فالمؤسسة العسكرية والامنية لا تملك عقيدة عسكرية أو أمنية عراقية وطنية واحدة,وهذا مما يجعلها خطراً على الشعب اكثر من حمايته. فحتى في الدول التي يقوم نظامها الديمقراطي على الفدرالية يكون لها جيش واحد يخضع لمركز واحد لصنع وإتخاذ القرارويملك راي مركزي في كل ما يخص الدفاع عن الوطن والشعب .ولكن في عراق اليوم لكل حزب ميليشياوهنالك جيش مركزي و جيش في المنطقة الشمالية وأخر في جنوب  العراق, و الجيش تتحكم فيه التحالفات الحزبية والمرجعيات المتعددة,هذا بحد ذاته خطر جداً لان أي إختلاف بين هذ الاحزاب سينعكس على الجيش الذي سيتمزق ويصطف إصطفافاً سياسيا او طائفياً أو عرقياً مع مرجعياته الدينية أو المذهبية أو العرقية!أنها كارثة ستحل بالعراق وستكون (لا سمح الله) أفجع من الحرب الاهلية اللبنانية السابقة.فهل هذا مظهر من مظاهر الديمقراطية؟

 

8-إن الدستور لا يكتب بالشكل الذي كتب به ,والذي كان الهدف منه تحقيق رغبات أحزاب في السلطة وليس رغبات الشعب وإذا من كان يقول بإن الشعب صوت على الدستور فسؤالي له كم عددالذين صوتوا لصالح الدستور وكم من هذا العدد قرأ فقراته,إنه دستورُ كان جاهزاً قبل الغزو.ولاصلاح هذا الخطاء لابد من أن يساهم كل ممثلي الشعب وبدون إستثناء في إعداد دستور ومن ثم يعرض على الشعب بعد أن تعطى فسحة زمنية كافية لاطلاع الشعب عليه,وإذا من هنالك يقول هذا شبه مستحيل تحقيقه,فليسئل من هم أدرى منه ولهم خبرة في العمل السياسي والشعبي,وبعد ذلك يتم الاعداد لانتخابات نزيهة لايكون لمحتلين يد فيها وخاصة في توزيعه للنسب بين القوائم الفائزة و تحت ذريعة خاطئة بالحفاظ على التوازنات السياسية والطائفية والعرقية في البلاد,وعندها يمكن تشكيل حكومة ديمقراطية لاتحتاج الى شهور بل سيكون تشكيلها لا يتعدى أياماً معدودة ويتم تسليم السلطة بشكل هادئ لا أن يتمسك الخاسر بالكرسي,وعلى الاقل يكون هذا النموذج في تشكيل الحكومة مشابهاً للذي حصل في بريطانيا مثلاً بين المحافظين والعمال والاحرار أو اي نموذج للديمقراطية السياسية في العالم,فأية ديمقراطية هذه التي يمضي في ظلها  ستة شهور ولم يحسم موضوع التشكيلة الوزارية واية ديمقراطية هذه التي تبقى فيها الحكومة في السلطة وتصر على بقائها في السلطة واي ديمقراطية فيها دستور يُبقي البرلمان المنتخب جلساته مفتوحة وهو السلطة التشريعية والمفترض أن يكون هو الجهة التي يسير شؤون البلاد أما  بتكليفه لتشكيل حكومة تمشية أعمال أويحسم أمره على الاقل في إنتخاب رئيساً له ,دولة في أمس الحاجة للبناء والاعمار والاهم في فرض القانون وكل شئ معطل فيها بحجة للوصول لتوافقات بين المحتلين الامريكي والايراني,فأي ديمقراطية هذه ؟

 

9-ولاقامة الديمقراطية الحقيقة لابد أن تسبقها إقامة دولة تقوم مؤسساتها على تشريعات قانونية والى قوة عسكرية نافذة تتحرك فقط بإوامر من مرجعياتها في الدولة و مؤسساتها العسكرية والامنية والادارية وتقوم على إحترام المهنية والخبرة وتتراجع الاحزاب الى مواقعها الحقيقية بين الجماهير وهي حاضنها الطبيعي وهنالك فقط تظهر وتكسب شرعيتها بين الوسط الشعبي أما إذا كانت تفتقد الى القاعدة الجماهيرية وعجزها في التحرك بين الوسط الشعبي فهذا الامر تتحمله هي فكراً وتنظيماً وتترك الدولة لتسير مصالح الشعب وليس الدولة قنطرة لتعبر هذه الاحزاب العاجزة والفاشلة الى الأوساط الجماهيية.ولا يمكن للدولة أن تكون ممثلة للشعب العراقي ما لم تكون مدعومة شعبياً وإجتماعياً ومن قبل كافة أبناء الشعب وبكل أديانه و طوائفه وقومياته وكل أحزابه وتياراته وتجاوز حالة التشضي الذي خلقتها ضروف الاحتلال ومن هذا الدعم الشعبي ستنبثق الارادة الوطنية الحقيقة,وسيكون عنذئذ للقانون سيادته,وبالعمل الجماعي المشترك يتم قلع كل مظاهر الفساد الاداري والاخلاقي وعندها سيستقيم الواقع العراقي وتتهيئ الارضية الصحيحة لاقامة إنتخابات نزيهة وعادلة وتظطر الوجوه الطارئة و اللاوطنية أن تترك العراق وتلتئم الجروح وتختفي كل مظاهر الطائفية والعنصرية والمذهبية و يعود العراق للعراقيين الحقيقين في الانتماء والهوية وتتمزق كل الهويات المزورة التي أتسخت بها الجنسية العراقي المحببة لكل عراقي اصيل .. أمين    

 

* أنجيل البشير متى / الاصحاح السابع / الاية : 1-3





الاحد٢٧ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة