شبكة ذي قار
عـاجـل










نحن شعب لايستحي ، وشعب بلا اخلاق ، وشعب لايحترم تاريخه ، لايحترم قيمه ، لايحترم رموزه ، لايحترم دينه ولا قرانه ..
عندما يكون شخصاً مثل طارق عزيز معتقلاً كل هذه السنوات من قبل القوات الاميركية ثم يسلم الى عصابات الاجرام في المزبلة الخضراء –معناها أننا شعب بلا ضمير ايضا ..


عندما نصمت على جرائم امريكا بحق عزيزاً مثل طارق عزيز ونسمح لها أن نعتقله كل هذه السنوات وهو لم يرتكب أية جناية بحقنا ولم يسئ الينا ونحن شعبه وابناء بلده ، عندما نصمت على جريمة امريكا بتسليم طارق عزيز الى ايران لتنفذ فيه الاغتيال والاعدام كما فعلت من قبل مع الرئيس صدام حسين ورفاقه الشهداء الاخرين " برزان التكريتي ، عواد البندر ، طه ياسين ، علي حسن المجيد " – هذا يدلُ على أننا شعب يرضى بالمهانة والذل لأن اهانة شخص مثل طارق عزيز واعتقاله واذلاله اهانة لنا واذلال لنا بل اهانة لكل الشعوب العربية ..


هذه ليست المرة الاولى التي نثبت فيها أننا شعب بلا حياء ولا خجل ..
اعدمت الاستعمار الايطالي المجاهد عمر المختار امام اعيننا فلم نحرك سأكناً ولم نتحرك حتى بابسط وسائل الاستنكار بل منعنا حتى من البكاء عليه بينما يترجل هو بابتسامة وبنفس راضية مرضية الى جنات ربه ويلحق بالشهداء والصديقيين .


واعدمت امريكا المجاهد صدام حسين ولم نتحرك ساكناً ، لم تهتز ضمائرنا ولم تتحرك في داخلنا شعرة من الايمان .. هذا رجل مؤمن ، مقاوم بطل ، فكيف نسمح لكفرة ان يعدموه امام اعيننا ومسامعنا..


وكما صمتنا على اغتيال رموزنا اعلاه ، نصمت اليوم على جرائم امريكا الجديدة بتسليم الاستاذ طارق عزيز الى حكومة المزبلة الخضراء و25 اسيراً هم من خيرة رجال العراق بل الامة العربية ..


لو كان طارق عزيز دبلوماسياً ليس للعراق وانما لدولة اخرى ولشعب اخر لكان شعب تلك الدولة عملت المستحيل لتمنع اعتقاله من قبل قوة محتلة لأنه رجل لايستحق الاعتقال فقد ناضل طوال حياته ليبقى رأس العراق عالياً في المحافل الدولية ولانه كان وفياً لبلده ولشعبه وقاتل اعداء بلده بالدبلوماسية والسياسة .


نحن شعب يسكت على العار ونحن شعب يبيع ضميره بابخس الاثمان ..
متى يشعر العراقيون انّ العراق بامس الحاجة اليوم الى شخص قيادي ، دبلوماسي مثل طارق عزيز .. متى يشعر العراقيون اننا بحاجة الى طارق عزيز وليس طارق عزيز بحاجة الينا .. ان العراق اليوم بحاجة الى هؤلاء الاسرى لان العراق لن يستقر بدونهم ، لان هؤلاء هم قادة العراق وهم الذين سيعيدون الامور الى نصابها..
عارُ علينا ونحن شعب ندعيّ بالاخلاق وبمخافة الله ان نسكت ونلزم الصمت ازاء جرائم امريكا بحق رموزنا الوطنية ومنهم طارق عزيز و25 اسيراً من القادة ..
لنخرج الى الشارع ، نعتصم ، نتظاهر ، نحتج ، نرمي المزبلة الخضراء بالقنادر، بالاحجار ، بفوهات البنادق ، بالقذائف ، ولانسمح أن تعيد امريكا جرئمها وتغتال رموز العراق لتنصب مكانهم حفنة مجرمين وقتلة امثال المالكي وعلاوي والطالياني والبرزاني عملاء امريكا وايران واسرائيل..


أن لم نتحرك اليوم وننقذ سمعتنا وشرفنا المهان ، لن نتحرك غداً ، وسيقال عنّا غداً كما يقال اليوم : اهل العراق لهم سجل اسود في قتل قادتهم بدؤها بالحسين عليه السلام وبأل بيته عندما تخلوا عن مناصرته ومساندته ..


ليخرج الشعب العربي باسره في تظاهرات صاخبة احتجاجاً على اغتيال قادة العراق ، ولتعلم هذه الشعوب أن ما جرى للعراق ولشعبه سيجري عليهم غداً لان مسلسل احتلال ارض العرب مستمرة ومسلسل اغتيال المجاهدين والقادة الوطنيين ستتواصل في كل بقعة ارض عربية لاتعترف باسرائيل ولاتخضع لامريكا ولا تتبع شياطين قم وطهران.


ليخرج العراق باسره في تظاهرات صاخبة ويطالب الشعب باسره ويصروا بقوة على اطلاق سراح طارق عزيز من المعتقل لنتمكن من رفع رؤوسنا عالياً امام الابناء والاحفاد..


لتتحرك القوى الوطنية والكتل السياسية التي تتدعي بانها مستقلة وانها وطنية وانها ضد الفساد وتطالب باطلاق سراح طارق عزيز وتثبت وطنيتها امام شعوبها .
وليعلم رؤوساء الدول العربية وامرائها وملوكها أن ماجرى لقادة العراق ورموزها كان ممكن ان يجري عليهم لو كانوا ثوار وطنيين رفضوا الخضوع والانصياع لامريكا ووقفوا ضد المد الصفوي الفارسي في ايران..
كفاناً صمتاً فالصمت عار وكفر واذلال ..
كفانا اساءة لتاريخنا ، ولمستقبلنا .. كفانا استهزاءاً بقيمنا ومبادئنا ..
تحية الى الصامد طارق عزيز فنحن لانستحق عزيزاً مثله *
* عنوان مقال للكاتب الكبير علي الصراف .


كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الخميس٠٣ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة