شبكة ذي قار
عـاجـل










(ثالثاً) التحدي الامريكي للشعوب لازال قائماً:

أن تحدي أمريكا كنظام للشعوب لازال قائماً و ليس بجديد, وبالرغم مما واجهته وتواجه من تحديات ومشكلات,وبالمقابل فأن مواجهة الشعوب وحركاتها الثورية لا زالت تكلف الولاياة المتحدة الكثير من خسائر مادية ومعنوية وحتى بشرية وبسبب طبيعة وفلسفة النظام العدوانيةوالاستغلالية وأن عدم الاستفادة من الدروس في هذا الجانب سيكلف الشعب الامريكي ودولته الكثير من المشاكل والتي لاتسعى لها الاكثرية الساحقة من الشعب الامريكي,وكان يمكن للعقلية الامبريالية أن تستفيد من الدرس الكبير الفيتنامي بعد فشل الولاياة المتحدة في حربها ضد الشعب الفيتنامي بالرغم من تنصيبها عملاء لها في حكومة سايغون في حينه الاخرين وأن هذا الامر لم يثنيها في في السير بسياستها العدوانية والتي لا ترى فيها إلا قوتها ولم تقم بأي مراجعة في مواقفها العدائية للشعوب ,بل مما زاد إندفاعها و شجع العقلية الامبريالية التي تتحكم بها إنهيار الاتحاد السوفيتي  مما جعل كفة أصحاب الراي (اليمين المتطرف) أن تزداد تأثيراً في رسم الستراتيجيات الامريكية فكان الموقف العدواني من إحتلال افغانستان والعراق ( بالتاكيد هنالك إختلافاً كبيراً بين النظام الثوري و الوطني في العراق قبل إحتلاله وبين نظام طالبان المتخلف) ولكن حماقة السياسة الامريكية جمعت كل حلولها مع في سلة واحدة ولكل الانظمة وبدون تمييز ورتبت أعداء لها من جميع الاصناف بسبب نرجسية العقلية التي كانت تحكم أمريكا,ولم تبالي وكعادتها بالاحراجات التي سببته لاصدقائها وحلفائها في هذا الخلط في ترتيب أعدائها, فلا يوجد اي تجانس في إنشاء ما اطلقوا عليه بمحور الشر قبل العدوان على العراق عندما جمعوا بين العراق الوطني التقدمي وبين إيران المتخلفة والمتطلعة للاستحواذ على ثروات الخليج التي فيها مصالح الولاياة المتحدة وبين نظام الكوري الشمالي والذي يعتبر أخر معقل للايديولجية الماركسية ويشكل تحدياً لاصدقاء الولاياة المتحدة الامريكية في شرق اسيا,وأن هذا الخلط العبثي تسبب في الكثير من المشكلات للولاياة التحدة بحيث شجع الحركات الاسلامية المتطرفة والتي كانت متحالفة مع الولاياة المتحدة بل هي صاحبة الفضل الكبير في إنشاءها ودعمها كتنظيم القاعدة أن تستغل هذه التدخلات المقصودة او الغير مقصودة بان تصل الى ضرب المصالح الامريكية في كل أنحاء العالم وأن تصل الى داخل الولاياة المتحدة نفسها وما أحداث 11 أيلول عام 2001 الا ه صورة من صور المواجهة مع الولاياة المتحدة ومنعطف يستحق للاستراتيجين الامريكيين ان يقفوا عنده,و ان خطا امريكا في الحرب على افغانستان والعراق وبذات الطريقة في التحليل والاجراء قد ادى الى فشلها فيهما من تحقيق أهدافها,الامر الذي أثار طرح العديد من التسأولات حول قدرة الولاياة المتحدة في حل مشاكلها في العالم وبدون أحداث اي تغير في النظرة والتحليل.و الامر الذي يستحق طرحه في هذا الجانب هو الخلط الذي تسببت فيه الولاياة المتحدة وحلفائها خصوصاً في حربها على ما أطلقت عليه بالحرب على الارهاب وستراتيجية تجفيف منابع الارهاب وهو امر خطير ومهم جدا في خلطها بين واقع السياسية والمصلحية وبرغم ما أنفق عليها لم تحسم الحرب ضد الإرهاب‏,‏ بل زادت أعداد الخلايا الإرهابية التي تكتشف كل يوم‏.‏ ومن ناحية أخري‏,‏ وفي ظل ثورة الاتصال وتداخل الأسواق‏,‏ لم يعد الإبداع والابتكار والكيانات الاقتصادية العملاقة حكرا علي أمريكا وحدها‏ وهذه إحدى الحائق التي لابد أن يعترف بها الستراتيجيون الامريكيون. والى جانب ذلك أستفزت الادارات الامريكية في العقدين السابقين مشاعر العرب والمسلمين عندما كانوبكل حماقة يصرحون بان للرب رغبة في تنفيذهم لعدوانبتهم وترجمةسياستم الشريرة الى غزو و إحتلال و محاربة كل من يختلف معهم في  الرأي والنظرة والمعالجات ولو أستطاعوا لقذفوا الاخرين بالكفر وهو الامر الذي لا يوجد له أية أرضية في المسيحية وتعاليم السيد المسيح (ع) وحتى في التفسرات لكتاب المقدس.. ‏    


فالادارات الامريكية و كما قلنا كانتا ترفع شعارات دينية كاذبة لتبرير خططها العدوانية على الشعب العربي والشعوب الاسلامية لذلك نرى الشعار المحرِك "من أجل الرب" قد استخدمه الساسة الأمريكيون بإلحاح في مواقف ليس للقوة فيها مبرراً فعلياً كغزو أفغانستان والعراق مثلاً
(1),الامر الذي خلق لدى البعض من القادة الامريكين قناعة يأن الشخصية الأمريكية التي أصبحت تؤمن بالقوة كحل مطلق لكل العقبات التي تعترض إنشاء مملكة الرب.. المصالح "الدنيوية" تحتاج للقوة كي تتحقق، وكذلك القيم "الدينية" لا تنتشر بغير القوة! وهذا بالاساس لا يتوافق ابداً مع     الايمان المسيحي بإختيار التسامح والمحبة بين المؤمنين المسيحين الحقيقين,فقول السيد المسيح(ع)  في عظته على الجبل(وأما أنا فاقول لكم لا تقاوموا الشر,بل من لطمك على خدك الايمن ,فحول له الاخرأيظاً..)(2).وهذه المعتقدات الخاطئة والمسيئة للمسيحية,حفزت بعض الحركات الاسلامية التقليدية أن ترفع شعارات خاطئة وتحول شعار الجهاد المقدس الى إسلوب لتصفية الحسابات بين الخصوم ,وبحشر وإستغلال الاديان حولو المعركة من صبغتها الوطنية والقومية التحررية الى تصادم بين حركات وإتجاهات دينية ,وهذا ما تهدف له الصهيونية العالمية والتي تسعى الى تحويل الصراع معها ومع الامبريالية من صراعاً تحررياً الى دينياً وبذل يكتسب الكيان الصهيوني شرعية لوجوده أولاً ولتوسعاته العدوانية وإستعمار الاراضي العربية المحتلةوتحت شعارات دينية..    


ويبقى التسأول حول قدرة الولاياة المتحدة على قيادة العالم لوحدها وبهذه الطريقة ونحن نتجاوز العقد الاول من القرن الواحد والعشرين.إذا كان من هنالك من يحرص على الولاياة المتحدة كمصالح و وتمثيلها للقيم الديمقراطية ومبادئ الحرية وقائدة للعالم لابد ان يشجع الرأي الذي يتجه لاحداث تغيراً في فلسفتها تجاه الشعوب وتغيراً في سلوكها في حل معضلا ت العالم بشكل متوازن وعادل ومنها ما يخصنا القضية الفلسطينية و كذلك حل المعضلة التي خلقتها الادارة السابقة في العراق مما تسبب في العدوان عليه وإعادة حقوق الشعب العراقي بالكامل  بدون اي نقص,ومعالجة كل الاجراءات العدوانية التي أرتكبتها بحق الشعوب ولتفادى معاداة الشعوب و حركاتها التحررية لها,بإتباع سياسة الحوار والاحترام المتبادل بن الشعوب.لانه ليس بجديد على الولاياة المتحدة مما تواجهه من مشكلات وتحديات وهي لا تزال الدولة العظمى والاولى في عالمنا وبكل المقاييس المعروفة,‏ وما يقوله الأمريكيون عن بلدهم صحيح بشكل عام‏,‏ لكن تجربة‏11‏ أيلول وحربي أفغانستان والعراق قد طرحت أسئلة كثيرة حول قدرة الولايات المتحدة علي القيادة بالصورة الأحادية الواثقة التي قدمتها للعالم مع بداية القرن الحادي والعشرين‏.‏

 

(رابعاً) المشكلة الفلسطينية تعقدت بأكثر مما كانت عليه من تعقيد,ولا يوجد مخرجاً لها إلا بالمقاومة ضد هذا الكيان المغتصب وإجباره على الاعتراف بالحق العربي في فلسطين,والامر الذي زاد الامر تعقيداً سقوط ضحايا من الجانبين كل يوم تقريبا ,وهذا بالضرورة يولد ترسبات ثارية لا يمكن ان تمحيها حتى المقاربات  أو التسويات السياسة, وفي نفس الوقت تعطي باحتمالات منذرة بسقوط المنطقة كلها إلي هوة حرب إقليمية قد تتوسع بشكل خطير إذا ما لامست مصالح دولاً أُخرى وفي نفس الوقت ستكون الانظمة المتطفلة والمزايدة على القضية الفلسطينية مهيئة للدخول ليس من أجل القضية الفلسطينية وتحرير الحق العربي بل من أجل التقاط هذه الفرصة لفرض نفسها كقوة إقليمية ونظام الملالي في طهران أول هذه الانظمة بالاضافة لبعض الانظمة الاقليمة الاخرى و التي دخلت حديثاً في بازار الدولي للقضية الفلسطينية والتي تسعى لايجاد موضعاً لها في اللعبة الدولية في هذه المنطقة ومن خلال شعارات دعم الفلسطنيين أو لايجاد وسيلة لايجاد أرضية مشتركة للمفاوضات  العربية مع هذا الكيان وكأنما أهداف هذا الكيان غير واضحة وأقل ما فيها التوسع على حساب العرب ,ولكن حالهم حال الاخرين في هذا البازارالسياسي .أن واضعي الستراتيجيات في الولاياة المتحدة لابد أن يستفادوا من دروس العراق وحتى أفغانستان وكيف تعتاش الانظمة الطفيلية على الاخطاء امريكية في المنطقة وفي نفس تكسب المواقع السياسية على حساب جهل وغباوة القيادات الامريكية وخاصة في جهلها أو تجاهلها لكثير من العوامل المؤثرة في المنطقة العربية والاسلامية وفي مقدمتها الارتباط الاخلاقي في حياة هذه الامة, الذي لايزال له حظٌ في التاثير على بناء السياسية في هذه المناخات,وكذلك الدين وقدرة بعض الانظمة والحركات في النجاح لتوضيفه أو إستغلاله لصالحها ومن ثم تهيئة اجواء و النفوس لعداء الغرب عموماً والولاياة المتحدة خصوصاً. أن السياسة الامريكية ليس بمقدورها إيجاد حل عادل لأي قضية مرهونة بالقبضة الصهيونية ومصالح الرأسمالية الشريرة في المنطقة,وأن كل محاولات الولاياة المتحدة  لحل  القضية الفلسطينيةلا تتعدى تهدئة بل تخدير الجانب العربي الفلسطيني بحلول نصفية ورباعية وهكذا ,وأن تمسك الولاياة المتحدة بدعم الكيان الصهيوني لا يخدم مصلحة المواطن الامريكي بل سيكفه مادياً ومعنوياً وبشرياً,وقد تحدثنا عن هذا الموضوع بالكثير في الاجزاء الماضية وكل الذي يمكننا أن نقوله في جانب الدروس ,هو أن الولاياة المتحدة أمامها خيارين ألاول يخص مصلحتها ومستقبلها مع العرب,والثاني إستمرارها  بالانجرار وراء السياسة الصهيونية لغاية فقدانها لمصالحها المهمة في المنطقة العربية وكذلك تسليمها لمفاتيح المنطقة لانظمة لا تقل وحشية وعدوانية للعرب عن الكيان الصهيوني كنظام الملالي.فهل يعطي المفكرون الستراتيجيون الامريكيون لهذه الدروس الاهمية المطلوبة,وبالتأكيد لا يمكن أن يحدث تغيراً في الموقف الامريكي تجاه القضية الفلسطينية بالسرعة التي نتمناها وحتى في ظل أي من الديمقراطيتين الأمريكيتين أن كانت جمهورية أو ديمقراطية,وأيظا حتى لو كان الموقف واضح في عدوانية هذا الكيان وحتى لوشهد العالم كله عليه بما فيهم حلفاء الولاياة المتحدة وأوضح وأحدث مثل هذا الموقف الاعتداء الصهيوني المسلح على قافلة الحرية والتي كانت تحمل مساعدات إنسانية لاهلنا في غزة,وقتل فيها أبرياء عزل.قد يستطيع العرب والانسانية معهم من إحراج الوياة المتحدة في الحد من تعاطفها مع الافعال العدوانية لهذا الكيان ولكن لا يقرأ العرب والعالم قراءة خطأ لبعض المواقف الامريكية ذات طابع تشدد تجاه هذا الكيان وخاصة التي في ظل إدارة الرئيس أوباما ,لان التاثير المتبادل في النظام لا يمكن أن يصل الى حد التوازن وخاصة في السياسة التي تخص وجود هذا الكيان في المنطقة..

 

 

1_وهو شعار و مبدأ في الحقيقة نابع من أهم الطوائف المتدينة المهاجرة "طائفة البيوريتانيين" – أي التطهيريين" التي فرت من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية وكانت تؤمن بمعتقد "الشعب المختار" والتي كانت تهدف إلى إقامة "أرض ميعاد جديدة"، حين سموا رحيلهم من إنجلترا "خروجاً توراتياً جديداً"، وبسبب معتقد "الشعب المختار" حدثت أكبر مجازر التطهير في القارة الأمريكية، فمن أجل أن تسود "مملكة الرب" بأيدي "الشعب المختار" لابد من استئصال كل من يواجهها، وتشكل تبعاً لذلك مفهوم "القوة المستمدة من الرب"

 

2- إنجيل البشير متى الاصحاح الخامس الاية:38,39





السبت٢٨ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة