العراق بين المتصارعين
نجلاء السامرائي
لقد كان العراق ولموقعه الحيوي بين الدول الكبرى فكان لزاما عليه ان ياخذ المبادرة للحفاظ على هذا الموقع ولان العراق حافظ على مكانته وخاصة بعد عام ٦٨ ولحد ٢٠٠٣ ولان الدول الكبرى كانت تحاول التسلط عليه ومنعه من اخذ المبادرة بين الكبار فقد بادرت اميركا وربيبتها إسرائيل من الضغط على العراق وحتى سلطت جار السوء الشرقي بعد طرد الشاه لان ورقته انتهت بعد ان كان شرطي الخليج العربي. وبعد ان وصل شيطان ايران الخميني وعلى الطائرة الفرنسية ليتسلم مقاليد الحكم بايران بحجة انه يحمل مبادىء الاسلام وكانت تلك الورقة التي تغطى بها ولكنه الشيطان الذي بدأ بالتحرش بالعراق وحتى استمرت الحرب معه لمدة ثمان سنوات وقد جرعه العراق كأس السم الزعاف ولكنه ترك او زرع بعض صغار الافاعي التي باعت نفسها للشيطان وليكون لها دور اخر تمارسه مستقبلا ولو قلنا انها الخلايا النائمة لوقت الحاجة لها . ولقد قامت اميركا وذيولها من الخليج بالضغط على العراق حتى جعلته ان يجتاح الكويت وكان ماكان وبعد ان فرض عليه الحصار لمدة ثلاث عشرة عام وبعدها تم اجتياح العراق واحتلاله وبدأ بعد ذلك عمل الخلايا التي ربيت في ايران وتسلطت على مقاليد الحكم بالعراق لان ابناءه الشرفاء الغيارى انشغلوا بمقاومة المحتل والى ان بدأت المؤامرة الكبرى التي فتحت بابا جديدا بحجة الدولة الاسلامية او ما سمي بالدواعش وادخلوا من سوريا للعراق ثم فتحت السيطرة على الموصل بعد ان تم الايعاز للقوات التي كانت مرابطة بتلك المدينة وهرب قادة الجيش وتركوا المدينة بيد الدواعش وسيطروا على المدينة بما كان فيها من اسلحة الجيش واموال البنك المركزي فرع الموصل وبدأت مرحلة جديدة ضد العراق ومما ساهم بتمزيقه . وبعدها صدرت فتوى من مرجعية فارسية مهيمنه على البلد بوجوب الجهاد الكفاءي وهي نفسها التي حرمت قتال المحتل الاميركي بحجة انهم ضيوف . وبدأت الحمى الطائفية بحجة واهية تحرير المدن التي اجتاحها الدواعش وكانت الغاية من ذلك هو البطش باهل السنة وطردهم من مدنهم الاصلية ليتم استحلالها . وقد بدأت تلك الفتوى تفرخ ميليشيات جديدة بحجة تحرير المدن بالغربية وكانت مهمتها الاصلية طرد اهلها ونهب اموالهم واثاثهم وترويعهم وتوطين الغرباء واستحلال خيراتها بحجة فتح مكاتب اقتصادية مما جعل تلك الميليشيات تتغول وتجرم بحق المواطنين اهل المدن الاصلية مما جعلهم يتفنون بايقاع الاذى بهم وحتى حرموهم من دخول العاصمة الا بايجاد الكفيل لهم او باستحصال الاموال منهم وعدم ابقاؤهم بالعاصمة مما جعلهم يرتحلون الى شمال العراق ومرت المآسي على اهلنا من المناطق الغربية من عام ٢٠١٤ ولحد الان بحجة واهية من انهم من الدواعش وحرموا من العودة لمناطقهم الاصلية وباتوا يعيشون بالخيام طيلة تلك الايام والاعوام ولحد الان وقد تم الاستغلال من الجميع لاستحصال الاموال باسمهم وقد بان الغحش بمعاملتهم ومحاولة القضاء عليهم وتكبيدهم الالم والاوجاع بعد ان تمت تصفية الرجال والشباب للمناطق الغربية بين قتيل ومغيب ومفقود وبقيت النساء والاطفال تحت رحمة تلك اامجاميع والميليشيات لاستغلالهن . وقد غفل حتى رجال ما يسمى للمناطق الغربية ممن دخل بمهزلة الحياة السياسية لم يكلفوا نفسهم من مساعدة العوائل التي فقدت رجالها وقد استغلوا تلك المأساة فقط اثناء الانتخابات ويتم نسيانهم . وقد بات العراق بين المطرقة والسندان .وبعد ان استفحلت المشاكل المفتعلة بين ايران وإسرائيل وكان العراق بوسط تلك المشاكل حتى كان يوم السابع من اوكتوبر٢٠٢٣ وما قامت به حركة حماس ضد العدو الصهيوني وجرت الادعاءات بين حزب الله الذي كان له اليد الطولى في مجازر سوريا والعراق وبعد ان ذبحوا وقتلوا الناس الابرياء وحجتهم انهم من السنة وايضا تم تهجيرهم من مدنهم مما جعلهم يهربون الى تركيا بعد ان تم فتح لهم مخيمات . واستوطن في المدن السورية الميليشيات من ايران والعراق وكلها تحت مسميات طائفية وقد استحلت تلك الميليشيات المدن السورية وقد تم اسكان تلك المدن لاناس غرباء كما تم في العراق وبعد ان حزب الله وامينه الذي كان يدعي انهم سيحررون القدس وفلسطين والقطاع وظل الحزب يطبل ويزمر من انه سوف يقاتل مع حركة حماس ضد العدو الصهيوني وبدأ الحزب يضرب اطلاقات على الابراج الكهرباء والفضاءات الخالية من اي شيء وبحجة انه يقاتل مع حماس وقد تطورت الاحداث بعد ان هجمت إسرائيل على السفارة الايرانية في دمشق وقتلت بعض القيادات التي كانت موجودة بالسفارة مما جعل ايران ترعد وتزبد بانها سترد على اعتداء إسرائيل وبعد كل التهديدات الراعدة فولدت فارا وقد تطور الموضوع ايضا بعد مقتل رئيس جمهورية ايران وعندما ذهب هنية رئيس المكتب الفلسطيني لحماس للتعزية ومن ثم قتل في طهران وقد ادعت ايران ان إسرائيل هي من قتلته في دارها ودارت المهازل من ان ايران سترد اعتبارها من العدو وكانت اللعبة بين الاطراف الثلاث وهم ايران واسراءيل واميركا وهم يتوعدون ويهددون وقامت ااميليشيا العراقية بوسط تلك الصيحات تزبد وترعد وتهدد من انها سترد على العدو الصهيوني وووو .وكانت إسرائيل لها اليد الطولى بقتل كل من القيادات الفلسطينية امثال صالح العاروري الذي كان وهو في قلب العاصمة اللبنانية وبحماية حزب الله وقد قامت اسرائيل ايضا بضرب بعض الاماكن المتواجد بهابعض كوادر الايرانية المتواجدة بين سوريا ولم تحرك سوريا باي رد واخذت الميليشيات تنبح من مكمنها من انها ستقاتل وتنتقم من العدو على مجازره في غزة وسوريا ولبنان وقامت إسرائيل بضرب بعض القيادات المليشياوية العراقية وقد تطور الامر من بعض الميليشيات ان قامت بالادعاء بانها ستدخل الحرب ضد العدو وقد اخذت تضرب بعض الضربات وبالادعاء انها ضربت منطقة ام الرشراش وكان الرد القاسي الاسرائيلي على بعض مواقع الميليشيات على الحدود السورية العراقية وعلى بعض مواقع في منطقة جرف الصخر ولم يرتدع اصحاب الميليشيات العراقية ودسوا انوفهم مع ما يجري بين حماس وحزب الله مع العدو الصهيوني وقد هددت إسرائيل اذا لم يرتدع حزب الله فسيكون الردع قويا وكان ردهم ايضا على حزب الله وتم قتل حسن نصر الله بعد ان كان مختبا في سرداب تحت الارض وبعمق ٣٠ مترا وتم قتله ومعه كثير من الكوادر المتقدمة من بعده وبدات مرحلة تدمير جنوب لبنان وقد بادرت الحكومة العراقية بطلب جلب العوائل لحزب الله وبايعاز من ايران . وبدأت مرحلة اخرى للعراق وهو لم يرجع مواطنيه لاماكنهم الاصلية وظلوا طيلة تلك السنوات العشر والتهجير تحت الخيام والبرد والحر ولكن العراق بادر باسكان تلك العوائل باماكن كانت مخصصة لغيرهم وتم اسكانهم في مناطق السنة الذين تم حرمانهم لاصولهم وتم تسليمهم مبالغ قد وصلت الى عشرة الاف دولار لكل شخص ومنحوا حق التعيين ولهم الاولوية وبدون اي وثائق رسمية وبكل الوزارات العراقية بينما حرم العراقيين من تلك الميزات والمصيبة انه تم ادخالهم بدون تاشيرة او جواز سفر او اي وثيقة رسمية وكان قبلهم قد ادخلوا ما يقارب الخمسين الف او اكثر من باكستان بحجة الزيارة ولم يخرجوا من العراق وقد تم توطينهم بوصية مرجعهم الديني والذي استحصل على اراضي ومجمعات في كربلاء لاسكانهم وايضا كانت مجاميع اخرى من الفرس ونفس الحالة تكررت معهم واصبح العراق موطن لاولاءك الغرباء والذين تم تجنيسهم . وقام العراق بدور الوسيط لتمرير الاسلحة من ايران الى سوريا ومنها الى لبنان . واصبح رؤوساء الميليشيات يهددون العدو سيذبحونه وجاءهم الرد السريع بالتهديد ضد تلك العصابات من إسرائيل فبدات بالتصفية وهي تلتقط مواقعهم وتصفيهم . وقد تبرات ايران مما يفعله حزب الله والميليشيات وادعت ان ليس لها علاقة بالاثنان وباتت الميليشيات تضرب ببعض المسيرات الممنوحه لها من ايران من العراق ضد إسرائيل وكان يتم اسقاطها قبل ان تصل لموقعها الاصلي واصبحوا كمن يلهوا بالالعاب مع الكيان الذي زودته اميركا باخر واحدث الاسلحة المتطورة ليضرب بتلك الاسلحة كل من يعاديه . والان وبعد ان وصل ترامب للسلطة التي سيتسلمها في ٢٠/ ١/ ٢٥ وهو من قتل سليماني ولم يطرف له جفن فهو قد يلهو معهم بالقتل والتصفية وهم يهددون بطرده من العراق وكل تلك المهاترات ستذهب ادراج الرياح بما اعده لهم مع حزب الله . والان اصبح العراق وسط تلك الدول المتلاعبة بمصير الملايين والبلدان المجاورة للدولتين وهم لا يملكون خطة حماية بلدانهم . وبعد ان شاهد رؤوساءتلك المليشيات بان فعل اميركا ليس للتهويل ولكنهم يؤمنون ان إسرائيل هي الوحيدة صديقة اميركا والتي زرعت بوسط الوطن العربي لتكون الشوكة بين الدول العربية تطفوا على بحار من النفوط والغازات والمعادن الاخرى وقد قالها ترمب صراحة من ان اهل الخليج والعرب لا يستحقون العيش بوسط تلك الخيرات وانه سياخذ تلك الخيرات له ولبلده وحتى على العراق كان رأيه صريحا وبات العراق تحت الدوامة بين اميركا التي تحاول الهيمنة على خيرات العراق وقد قالها ايضا ترامب على العراق ان يدفع الاموال والنفط لاميركا لانها اسقطت نظام صدام وتلك الاموال بدل ما خسرته من جنود اميركا والان سيجري الصراع ما بين اميركا التي تطالب باجور حربها ضد العراق وبين ايران التي ترغب ان تجعل العراق الحديقة الخلفية لها وسيجري الصراع بين الطرفين وسط العراق وسيكون عملاء ايران وميليشياتهم تحت ايدي الطرفين وسيكون العراق الساحة للحرب بين الطرفين وبعد ان عرف رؤوساء الميليشيات ان اميركالا تلعب معهم اذا ماكانت مصالحهاتتضرر من اقتسام ايران لتلك الحقوق المكتسبة لها من احتلالها للعراق وتدعي ايران ان العراق من القدم كان عاصمة لايران وخيراته لهاوسيكون صراع بينهم . واعتقد ان تلك الميليشيات ستهرب قياداتها بعد ان سرقوا الاموال بالمليارات واخرجتها من العراق بعد ان كانوا لا يملكون شروى نقير وسيكون ضحاياهم من افراد تلك الميليشيات البسطاء الذين سيكونون وقود الحرب وعلى ذوي العقول التي تفكر بما سيجري بساحات القتال والتي ستجري وفق احدث الاسلحة والتي تطلق من مسافات بعيدة عن المتقاتلين الذين سيكونون هم الضحايا للطرفين وكما حدث في لبنان عند تفجير الاجهزة الصغيرةاصابت العشرات وعن بعد باعاقة مستدامة و سيكون العراق ارض الحرب ومكمن بقايا الاسلحة المدمرة والتي ستلوث الارض لعشرات السنين مع احداث العاهات للمواطنين . وسيخسر العراق بقتل كثير من ابناءه الذين كانوا مغفلين بادعاءات إيران ورؤساء تلك المليشيات الذين صعدوا من اسفل المجتمعات المتخلفة والطائفية وسيكون ذلك بعد خراب البصرة كما يقول المثل .