ماجدة من أصحاب الهمم صنعت النصر من الألم

ماجدة من أصحاب الهمم

صنعت النصر من الألم

 

فاطمة حسين

 

نجلة عماد بطلة البارالمبياد من أصحاب الهمم، فازت على الأوكرانية المصنفة الأولى عالمياً في باريس، وحصلت على الميدالية الذهبية في منافسات تنس الطاولة ضمن دورة الألعاب البارالمبية المقامة في باريس ورفع علم العراق في باريس بفضلها. حققت هذا الإنجاز الكبير على الرغم من إصابتها بالإعاقة الجسدية بفقد رجليها وواحدة من يديها، ولم تسمح لهذه الإعاقة الجسدية بأن تقف في طريق طموحاتها ورغبتها في تحقيق النجاح الباهر في هذه الحياة.

النجاح رغم الإعاقة هو إنجاز مذهل يحققه ذوو الاحتياجات الخاصة، تلهمنا جميعاً وتظهر لنا القوة اللافتة التي يمتلكونها لتحقيق أحلامهم، فالنجاح الذي يحققونه لا يقتصر على اجتياز الصعاب والتحديات الجسدية والنفسية، بل يمتد إلى الإسهام الإيجابي في المجتمع وتحقيق الاعتراف بإمكاناتهم الفائقة .

 نتعرف اليوم على قصة نجلة عماد:

ولدت نجله عماد في محافظة ديالى عام 2004 والدها كان جندي في الجيش العراقي السابق، وفي سنة 2008 وهي جالسة في سيارة والدها فُجرت قنبلة دمرت السيارة، ففقدت نجلة الجزء الأكبر من ساقها اليمنى وركبتها اليسرى وساعدها الأيمن، وتوقفت حياتها تماماً، ولكن بفضل صمودها بدأت تدرس في المدرسة، وبدأت في لعب تنس الطاولة في سن العاشرة شاركت في أولمبياد طوكيو 2020 وحققت الفوز فيه.

بدأت نجلة رحلتها الرياضية في سن العاشرة حين زار المدرب منزلها، إذ كان يسعى لتكوين فريق محلي بارالمبي، ولكن عائلتها اعترضت ولكنها أصرت أن تكون ضمن الفريق، ولكن عائلتها لم تقدم لها أي دعم في البداية، لعبت نجلة أول مباراة لها في بطولة محلية في بغداد وتمكنت من تحقيق فوز كبير ليكون نقطة انطلاقها للمنافسة لاحقاً في أكثر من 30 بطولة دولية، فازت خلالها بالميداليات والجوائز، فوقف أهلها ومدربها وأحد الخيرين من أهالي ديالى، حيث خصص لها راتباً شهرياً نظراً لظروفها المادية الصعبة، كانت تحتاج للتدريب المستمر حتى في البيت، أخذت نجلة أربع طاولات تنس مستعملة من ساحة للخردة، وتم تجميعها وإصلاحها،  وتلف قطعة قماش سوداء حول ذراعها اليمنى عند الكوع لتخفيف الضغط على عكازها بينما تقوم بتركيب طرفها الصناعي بعناية، وتمسك يدها اليسرى بالمضرب وتبدأ التدريب، هذا ما قالته في لقاء متلفز.

تعد نجلة عماد أول لاعبة عراقية تحصل على ميدالية بارالمبية منذ بداية تأسيس البارالمبياد.

والجدير بالذكر أن نجلة أنهت دراستها الثانوية/ القسم الأدبي وقبلت في كلية التربية الرياضية بناءً على رغبتها.

نجلة عماد حققت هذا الإنجاز بدون دعم في بلد تسرق به الأموال ، وتقتل به الكفاءات ، وأثبتت أنها حقاً من أصحاب الهمم وليست معوقة . وهي تقدم بذلك درساً لكل من يسعى لتحقيق طموحاته .