المسار والطريق الحقيقي لتحرير فلسطين

المسار والطريق الحقيقي لتحرير فلسطين

 الحسين العراقي

 

فلسطين لا يحررها حزب هو عبارة عن ميليشيا تتصرف خارج إطار الدولة، ولن تحررها دولة عربية بمفردها، ولن تحررها دولة تتبنى فقط الإسلام كغطاء سياسي، فلسطين يحررها أهلها ومعهم العرب، كل العرب.

طريق تحرير فلسطين هو الوحدة العربية، وهذه قناعة مواطن عربي يثق يقيناً بأن معه أكثر من ٨٠ بالمئة من العرب، الوحدة العربية بصيغة اندماج أو بصيغة فيدرالية أو بصيغة وحدة جيوش تترافق معها إرادة عربية أصيلة ثابتة باستخدام موارد وثروات العرب البشرية والاقتصادية من نفط ومعادن وشمس وماء وهواء.

ولأن الكيان الصهيوني والامبريالية والرجعية العربية والقوى الطائفية تدرك تماماً أن وحدة العرب هي المسار الوحيد لتحرير فلسطين، وتحرير كل العرب، فقد عملوا بكل امكاناتهم لجعل الوحدة العربية سراباً وهدفاً مستحيلاً وغاية تقف وراءها عقول غير واقعية ليسفهوا أعظم حقيقة جاءت رسالات السماء فوق أرضها وحملها العرب، ويحاولوا تغييب حقيقة أن الأمة العربية حضارية ومتمدنة وما أصابها من كوارث هو بفعل الفاعل الذي يعرف تماماً أن حرية العرب تتوقف على تحقيق وحدتهم.

لسنا ضد حزب يرفع شعار مقاومة الكيان الصهيوني، ولا ضد أية دولة أياً كان اسمها، لكننا ضد الخديعة والزيف وضد استغفالنا بتبني قضايا لتحقيق أهداف قومية لأي بلد آخر.

إن من يرفعون شعار حق الفلسطينيين هم من ذبح العراق الذي كان يسير حثيثاً لتحرير فلسطين، وهم من اجتثوا جيش العراق، ويبنوا لهم ميليشيات تعبث بأمن العراق والعراقيين، هم من يغتالون عروبة العراق لتسود الطائفية، هم من عاون أميركا، عرباً كانوا أم عجم، في غزو العراق العربي القومي واحتلوه وأخرجوه من دائرة الصراع العربي الصهيوني لتخلو الساحة لهم وللصهيونية ليلعبوا بمقدرات العرب.

نحن لن تخدعنا المناورات، من ألغى جيش العراق واجتث أبناءه، واغتال علماءه، ودمر صناعته لن يحرر فلسطين، لا إيران ولا عرب اللسان.

وحدة الأمة وقواها الوطنية والقومية وجيوشها وسلاحها وثرواتها في معركة متواصلة مستمرة هو الفعل الذي لا أمريكا ولا الكيان ولا أوروبا المعادية للعرب تستطيع الوقوف بوجه.

من يريد تحرير فلسطين فعليه أن يعمل بهذا المنهج وستتحرر فلسطين بعون الله، وما نقصده هنا ليس جزءاً من فلسطين المحتلة بل كل فلسطين من البحر إلى النهر.