النظام الإيراني خطر داهم على العرب
افتتاحية العدد 410 – مجلة صدى نبض العروبة
لقد قالها العراقيون غير ذي مرة، إن النظام الإيراني الكهنوتي هو الخطر الداهم الذي يهدد الوجود العربي برمته، وإن هذا التهديد لا يقل في مخاطره على الأمة العربية عن الخطر الصهيوني، بل إنه في العديد من جوانبه أخطر وأشرس وأكثر لؤماً وحقداً وخبثاً.
إن العقيدة الطائفية لإيران والتي تم تبني دعمها واسنادها وتسليحها من قبل الامبريالية الأمريكية والصهيونية هي معول تهديم الوجود العربي، وهي الخنجر المسموم الذي سمم بعض الجسد العربي وبعثر طاقاته وقواه، ويُستخدم وفق برامج مدروسة لتمزيق مقومات الوجود العربي، الطائفية الإيرانية أخطر بكثير من الاحتلال، لأن أي احتلال محكوم عليه بالزوال إن عاجلاً أو آجلاً، لكن الطائفية فتنة دائمة الشر والخراب وعدوان على وحدة المجتمع وعلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
الكيان الصهيوني يستهدف في عدوانه جزء من أرض العرب، غير إن العدوان الفارسي يضع احتلال كل الأرض العربية لصناعة امبراطورية فارسية ذات فضاء جغرافي ضخم لتكون دولة عظمى نصب عينيه وينفذ المشروع منذ احتلال العراق سنة ٢٠٠٣.
المشروع الفارسي باختصار مصمم لابتلاع الجغرافية العربية وأسلحته المدمرة تتلخص في تقويض مقومات وحدة الأمة.
الكيان الصهيوني لم يستهدف البنى العربية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية في مختلف أقطار الوطن العربي إلا بالقدر المخابراتي الذي يؤمن وجوده وسلامة كيانه المغتصب لفلسطين، غير إن نظام ملالي طهران قد غرس مخالبه في كل هذه البنى في كل الأقطار العربية التي طالتها أدواته.
لم يؤسس الكيان الصهيوني أحزاباً وميليشيات تعبث بأمن العرب وبمقدراتهم كما فعل النظام الإيراني، ولا نستبعد أبداً أن تكون منهجية العدوان الإيراني وأدواتها هي مزيج ناتج من الحقد الفارسي والعداء الصهيوني الامبريالي.
لم يستهدف الكيان الصهيوني الثروات العربية كما يفعل النظام الإيراني الذي جعل من ثروات العراق مثلاً مصدر تمويل لصناعته وزراعته وتجارته، فضلاً عن مليارات الدولارات التي يستلمها النظام من ميليشياته وأحزابه التي سلطتها ومكنتها أميركا في العراق.
إن على العرب في كل مكان أن يعوا حقيقة وجوهر الغطاء الديني والمذهبي الذي تلتحف به إيران لتغطي أهداف احتلال الوطن العربي.