شبكة ذي قار
بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بيان رقم (174) في الذكرى 104 لتأسيس الجيش العراقي الباسل   

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (174)

في الذكرى 104 لتأسيس الجيش العراقي الباسل   

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ .صدق الله العظيم } الانفال (60(  

                                                                                     صدق الله العظيم

 

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

يحتفي العراقيون الأحرار في السادس من كانون ثاني من كل عام بذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل العزيز على قلوبهم، حيث تمثل هذه المناسبة عنواناً للشجاعة والبطولة والعطاء الغزير، ويأتي اعتزاز أهل العراق بها كونها ترتبط بالعديد من المواقف الوطنية والقومية التي ساهم فيها جيش العراق الباسل.

هذا الجيش الذي ولد من رحم شعبنا العظيم، فارتبط تاريخه والتصق بسجايا وأخلاق وتطلعات أبناء العراق الأصلاء، وقد مثل هذا الجيش امتداداً لكل المراحل المهمة في تاريخ الشعب منذ عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية ثم في عصر صدر الرسالة الإسلامية، وحتى العصر الحديث حيث يمثل جيش العراق امتداداً لكل هذا التاريخ المجيد.

أيها الأحرار في كل مكان

إن جيش العراق الباسل كان وما زال وعلى امتداد تاريخه الطويل ملتصقاً بالشعب التصاقاً جوهرياً، وكان رجاله الأشاوس يحملون آمال وآلام وأحلام وطموحات أبناء الشعب، فكان لهم الدور الأبرز في مواجهة التحديات الخطيرة، فيتقدمون الصفوف دفاعاً عن الشعب. وقد مثلوا طلائع قياداته للخلاص من حالات التراجع والنكوص والسبات التي مرت على البلاد في أوقات مختلفة، فتبوؤا قيادة ثورات العراق التحررية الكبرى في العصر الحديث.

وما أن أشرق ذلك الصباح من يوم السادس من كانون ثاني 1921 وعبر مسيرة كفاحه الطويلة كانت مساهمات جيش العراق الوطنية والقومية المتميزة خالدة في سفره الكبير سواء على مستوى الدفاع عن العراق وضمان أمنه واستقراره وسيادته، أو على مستوى العمل القومي الكفاحي للدفاع عن أرض العروبة أينما اقتضت الحاجة، ولعل فلسطين كانت تاج رأسه، فكلما ذكرت فلسطين، ذكر معها مواقف الجيش العراقي الباسل عبر كل مراحل الصراع مع العدو الصهيوني. وفي التصدي للعدوان الإيراني الهمجي الذي اعتمد على استراتيجية تصدير الثورة المنحرفة إلى بلادنا، ومنها إلى إعادة ما يسمى بالإمبراطورية الفارسية، وقف جيش العراق الأغر متصدياً بقدراته التسليحية وشجاعة رجاله الأبطال ليكونوا مصداً صلباً ضد هذا العدوان، فخاض جيش العراق ورجاله الأشاوس غمار حرب ضروس امتدت لثمان سنوات كان العطاء فيها غير محدود، مما أثار حفيظة أمريكا ودول أخرى في التآمر على بلادنا خلال أزمة الكويت، وما تلاها من عدوان شاركت فيه عشرات من الدول التي تأتمر بأمر القطبية الأمريكية، فخاض فيه أبطال جيش العراق قتالاً غير متكافئ بحجم ونوع وقوة التسليح، ومع ذلك كله كان أداءً متميزاً وبطولياً مشهوداً.

 

 يا أبناء شعبنا الصابر المحتسب

لم يكتفِ أعداء العراق بما ألحقوه من أذى في البنية الأساسية والقتالية لجيش العراق بل اجتمعوا مجدداً في سنة 2003 وبتعاون خبيث من أطراف متعددة لاحتلال العراق، ولكن رجال جيش العراق العظيم وبسبب اعدادهم المعنوي وروحهم الوطنية التي تربوا عليها، فقد شكلوا بعد الاحتلال نواة المقاومة الوطنية العراقية التي وقفت بوجه قوات الغزو والاحتلال وتصدت لمشروعه الخبيث، وساهمت مع أبناء الشعب في طرد الغزاة وتخريب مشروعهم الاحتلالي البغيض، وقدم جيش العراق العظيم بطولات كبرى وعمليات متميزة دفع الكثير من قادته ورجاله أرواحهم فداء على طريق التحرر الوطني، ولا زال الأحياء منهم على عهدهم لبلادهم.

كان جيش العراق يمثل عنواناً بارزاً لوحدة الشعب، فانصهرت في ثناياه كل المسميات العرقية والدينية لتذوب في روح سامية شعارها حب العراق والتضحية من أجل سيادته واستقلاله، وكان الجميع يتسابقون لتحقيق هذا الهدف النبيل، فشكلوا بتضحياتهم الجسيمة عمق الوحدة الوطنية والانتماء الحي للمؤسسة العسكرية بعيداً عن الولاءات الضيقة التي نشهدها اليوم بعد الاحتلال. وفي هذا المجال لم يكتفِ جيش العراق بأدواره الوطنية فحسب فقد كان مدافعاً عن أمة العرب ومشاركاً فاعلاً في كل المعارك القومية الكبرى ومسانداً لإخوته العرب في كل ملاحم التحرر والاستقلال الوطني والقومي.

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

  اليوم يقف رجال العراق الأصلاء وفي مقدمتهم رجال جيش العراق وقواته المسلحة على أهُبة الاستعداد ليتقدموا الصفوف لخلاص شعب العراق من أزمة الاحتلال وحكوماته العميلة التي تركها خلفه، وليساهموا جميعاً في إعادة بناء بلدهم مجدداً ليعود العراق حراً مستقلاً كما كان، وليتمتع أبناؤه بخيراته الكثيرة والمتنوعة وليعيشوا على أرضه الطاهرة أخوة متحابين لا يفرق بينهم محتل ولا طامع بأرضهم وخيراتهم، وأضحى هذا اليوم قاب قوسين أو أدنى. ومن الله العون والتوفيق.

تحية مقرونه بالتقدير والمحبة لكل رجال جيش العراق الباسل وقواته المسلحة قادة وآمرين

ومقاتلين، وإلى الذين لم يهتز إيمانهم بالعراق الأشم وبوحدته الوطنية.

التقدير والعرفان والاحترام إلى شهدائه الأبرار الذين روت دماؤهم أرض العراق الطاهرة وأرض العروبة التي قاتلوا فيها دفاعاً عن الحق، وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شِماله إلى أقصى الجنوب
تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته
والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بإذن الله
6 كانون الثاني 2025

القيادة العامة للقوات المسلحة بيان رقم (173)

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (173)

في الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الشهيد 1 / 12 / 1981

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ ﴾ أل عمران

                                                        صدق الله العظيم

 

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

يستذكر العراقيون الأحرار ومعهم الشرفاء من أمة العرب والعالم  في مثل  هذا اليوم الأول من شهر كانون الأول من كل عام ذكرى الشهداء الأبطال الذين روت دماؤهم الزكية تخوم الوطن وهم يتصدون للعدوان الإيراني الخميني الجائر على بلادنا ومحاولاتهم الشريرة فيما يسمى بتصدير ثورتهم المشؤومة والمنحرفة، ويستذكرون ويستحضرون الواقعة الأليمة التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني بحق عددٍ من الأسرى العراقيين الأبطال الذين وقعوا بيد الأشرار الذين لا يعرفون ديناً ولا مذهباً ولا قيماً إنسانية في معركة البسيتين الدامية سنة 1981، عندما تم أسر عدد من ضباط ومراتب جيشنا الباسل، وخلافاً لكل الأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية المعتمدة في الحروب، وخلافاً للتعاليم الإسلامية في التعامل مع الأسرى، قامت ميليشيات “الحرس الثوري الإيراني” الإرهابية ومعهم بعض الخونة والعملاء بحفلات تصفية وإعدام واسعة النطاق لأبطالنا الشهداء، وترك أجسادهم الطاهرة الزكية في العراء بعد إعدامهم بطرق وحشية لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً، فبعض شهدائنا الأبرار تم إعدامهم بربط أجسادهم بعجلتين تسيران باتجاهين متعاكسين لتقطيعهم وهم أحياء، وبعضهم أعدم بالدهس بسرف الدبابات وهم أحياء، بينما تم سكب البنزين على بعضهم وإحراقهم أحياء، وغيرها من الفنون السادية في الإجرام الوحشي.

أيها الأحرار في كل مكان

لم يكن فعل الإيرانيين في ذلك اليوم حدثاً عابراً، بل إنه جاء معبراً عن منهجهم وحقدهم على العراقيين والعرب، كما أنه يعبر عن منهج ثورتهم المنحرف الذي صدعوا رؤوس الجميع في محاولة تصديرها إلى العراق والعرب والتي يظهر تأثيرها وإجرامها اليوم في العراق وبعض الدول العربية بسبب الاحتلال الفارسي وتأثيره الخطير على العروبة والإسلام الحنيف، وبإشراف مباشر مما يسمى (الولي الفقيه) علي خامنئي، وذلك من خلال السعي لتزييف وتغليف وتحريف العقيدة الإسلامية السمحة، بالتعاون مع بعض الخونة العرب الذين جندوا أنفسهم لخدمة هذا النظام المتخلف في السعي لإعادة ما يسمى بإمبراطورية فارس، وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى لتنفيذ هذا المشروع القومي الفارسي الذي يتعكز زيفاً على المذهبية، وإشاعة الطائفية المقيتة في صفوف أبناء الوطن الواحد.

يا أبناء شعبنا الصابر المحتسب

لقد كان ذلك الحدث الأليم وتلك الجريمة النكراء بالرغم من بشاعتها دافعاً لزيادة عزم الأبطال في الجيش العراقي والقوات المسلحة في التصدي والسعي لتحطيم ذلك الغرور والعدوان الفارسي الهمجي على حدودنا الشرقية، وبالتالي تحقيق النصر النهائي والعظيم في الحرب الطويلة والطاحنة التي استمرت لثمان سنوات والتصدي لمشروع تصدير الثورة الإيرانية المنحرف وسحقه على حافات بلادنا وتجبر زعيمهم الذي رسم وخطط لهذا المشروع على تجرع كأس السم والهزيمة النكراء.

أما في العراق الذي قدم شعبه الابي قوافل من الشهداء الميامين وهم يدافعون عن حدود بلادهم وعن عزتها وشرفها وسيادتها فقد اهتمت القيادة السياسية والشعب العراقي بكل أطيافه بالشهداء وعوائلهم ورفعت شعاراً وطنياً واستراتيجياً يقدس التضحية والفداء من أجل الوطن وكان الشعار الأزلي الذي أطلق حينها (سيبقى الشهداء أكرم منا جميعاً) معبراً حقيقياً عن مكانة الشهيد في مسيرة البلاد والعباد من الناحية الشرعية والوطنية، ثم إنه لم يكن شعاراً نظرياً فقط بل حرص شعب العراق وقيادته السياسية لتطبيقه على أرض الواقع، واقترن ذلك الشعار بمجموعة من القوانين والتعليمات عززت من مكانة الشهداء وذويهم، فدعمت عوائلهم بالجوانب المادية والمعنوية المختلفة بما فيها منحهم أراضي سكنية مجانية وتسهيلات مالية لتشيدها، مع صرف سيارات حديثة، ومعالجات طبية داخل وخارج القطر وغيرها، إضافة الى منحهم الأوسمة والأنواط الفخرية لشجاعة وبسالة شهداء الوطن في مراسيم مهيبة.

وفي يوم الشهيد الأغر كانت القيادة قد قررت بأن يكون هذا اليوم من الأيام المتميزة في تاريخ العراق، حيث يعلق العراقيون كافة صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً وأطفالاً وردة الشهيد على صدورهم، ويتوقف الجميع عن الحركة سواء في أماكن العمل والعبادة والشوارع وفي كل أرجاء العراق وليقرؤوا سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق العظيم في موقف مهيب ومؤثر.

ولم يكتفِ العراق بذلك بل قررت قيادة العراق ولتخليد أثر الشهادة في حياة الإنسان العراقي إنشاء أكبر صرح معماري فريد على أرض بغداد الحبيبة يحاكي الشهادة ومعانيها العظيمة، فكان نصب الشهيد الخالد الذي يعد من التحف المعمارية الفريدة في العالم والذي أصبح علامة مميزة لبغداد الفداء والتضحية، وفعلاً كان نصباً ملهماً ومتميزاً خطت على جدرانه في الداخل أسماء شهداء الحرب الإيرانية العراقية بمختلف رتبهم ومواقعهم، وكان كبار المسؤولين العراقيين يتواجدون عند ذلك الصرح الخالد صباح يوم الشهيد من كل عام يتقدمهم رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة أو من يمثله ليضعوا أكاليلاً من الزهور على ضريح نصب الشهيد الخالد وفي مراسيم وتقاليد متميزة في التنظيم والهيبة والاهتمام والرمزية، كما تقوم العوائل العراقية من كل مدن العراق بزيارة ذلك النصب التاريخي المميز لتشرح لهم وتعلمهم معنى الشهادة والتضحية وتزرع في نفوسهم حب الوطن والدفاع عنه.

إننا في القيادة العامة للقوات المسلحة إذ نستحضر أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية أرض العراق الطاهرة نسأل الله تعالى الرحمة والغفران وجنان الفردوس الأعلى لشهداء العراق العظيم الذين سقطوا دفاعاً عن سيادته وحريته واستقلاله يتقدمهم شهيد الأضحى المبارك الرئيس الشهيد صدام حسين راعي الشهداء الأول.

وسيبقون في وجدان وضمير الشعب الذي تفاخر بهم وخلدهم في أعظم نصب تذكاري حمل ذكراهم وتزين بأسمائهم الخالدة في قلب عاصمتنا الحبيبة بغداد العروبة رغم حقد الحاقدين.

وسيبقى شعار (سيبقى الشهداء أكرم منا جميعاً) نبراساً وفناراً ومناراً تهتدي به أجيالنا القادمة…

تحية عز وفخر لكل الشهداء وعوائلهم وأصدقائهم ولكل العراقيين الأبطال الذين دافعوا عن بلدهم.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب.

تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته.

المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

١ كانون الأول 2024

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (172) في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأيام،  يوم النصر العظيم

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (172)

في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأيام  8 / 8 / 1988

  يوم النصر العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ  وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿60﴾ ) الأنفال   

صدق الله العظيم

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

تمر علينا في هذه الأيام ذكرى خالدة وعزيزة على قلوب العراقيين والعرب وهي الذكرى السادسة والثلاثون للانتصار التاريخي لشعب العراق وقواته المسلحة على عدوان إيران الشر في ملحمة القادسية الثانية المجيدة، تلك المعركة التي كان لها الدور الأكبر والرئيس في منع ملالي إيران من تصدير (ثورتها الإسلامية) المنحرفة، والتي كانت وما زالت في جوهرها تسعى بخبث لإعادة ما كان يسمى الامبراطورية الفارسية الغابرة.

كانت تلك الحرب واحدة من أطول حروب التاريخ الحديث، والتي مرت بالعديد من المراحل، فتضمنت مرحلتها الأولى للفترة من الرابع من أيلول حتى الثاني والعشرين منه عام 1980م الاعتداءات الإيرانية اليومية المتواصلة على الحدود، وفي داخل المدن والقصبات الحدودية، ضمن محافظات ديالى والبصرة تصحبها التهديدات الإعلامية والتصريحات الاستفزازية ضد قيادة العراق وقواته المسلحة، أما المرحلة الثانية للفترة من 22 أيلول لغاية 1 كانون أول 1980م فتمثلت بالتعرض السوقي (الاستراتيجي) العراقي الجوي والبري الشامل الذي بدأ بعد أن نفد صبر القيادة العراقية على الاعتداءات الإيرانية، وبعد استخدام العراق الوسائل السلمية والدبلوماسية كافة من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة، وشملت اندفاع وتوغل الجيش العراقي في الأراضي الإيرانية واحتلال بعض المدن وتطويق مدن أخرى مع ضربات القوة الجوية العراقية الشديدة والمركزة والدقيقة ضد القواعد الجوية الإيرانية.

أما المرحلة الثالثة للفترة من 1 كانون أول 1980 لغاية 30 حزيران 1982م فتمثلت بالمحاولات الإيرانية لإيقاف الاختراقات العراقية والسعي لاستعادة المبادأة في الحرب وشن الهجمات المقابلة والتي تمخضت في اتخاذ القرار العراقي في سحب قطعات الجيش إلى الحدود الدولية، وقد شهدت تلك الفترة معارك كبرى كمعارك قاطع عبادان والخفاجيه والشوش وديزفول والمحمرة ومهران وسربيل زهاب وغيرها.

وكانت المرحلة الرابعة للفترة من 30 حزيران 1982م لغاية 16 نيسان 1988م قد تمثلت بالدفاع السوقي الاستراتيجي الموضعي للجيش العراقي، وشهدت ملاحم ومعارك دفاعية بطولية عديدة لعل من أشهرها معارك شرق البصرة وهور الحويزة والشيب وكردمند وحاج عمران وغيرها، والتي أوقعت خسائر كبرى في صفوف الجيش الإيراني الذي يتفوق عددياً وتسليحياً بأربعة أضعاف جيش العراق الباسل. وفي هذه المرحلة تمكنت إيران من احتلال بعض من الأراضي العراقية بضمنها مدينة الفاو سنة 1986م.

أما المرحلة الخامسة والأخيرة للفترة من 17 نيسان 1988م لغاية الثامن من آب 1988م يوم النصر العظيم فتمثلت بالتعرض الواسع لاستعادة الأراضي المحتلة كافة ضمن معارك التحرير الكبرى الخالدة التي سطر فيها جيشنا الباسل وحرسه الجمهوري البطل المآثر والأمجاد التاريخية في سوح القتال، فتمكن العراق من تحقيق النصر الحاسم والنهائي في الحرب وأجبر الخميني على تجرع كأس سم الهزيمة لجيشه ومشروعه العدواني البغيض.

 

يا أبناء شعبنا المجيد وقواتنا المسلحة الباسلة

إن تلك الحرب الطويلة التي خاضها جيشنا العراقي الباسل وقواتنا المسلحة البطلة بعطاء وتضحيات جسيمة وأداء وطني قل مثيله تميزت بأن إدارتها كانت بمستوى عالي من العطاء الفكري والميداني وتلاحم شعبي وتكامل سياسي واجتماعي وإعلامي رائع، وإن ذلك الجهد المبارك قد ساهم  في تطوير فن الحرب وترسيخ وتطوير نظرية الدفاع التعرضي التي اعتمدها العراق في تلك الحرب، وكانت كفاءة وجدارة القيادة السياسية الوطنية آنذاك وهي تستشعر الخطر الإيراني الجديد وخطر مشروعه الخبيث الذي أطلقه الخميني حال نجاح  الثورة سنة 1979،  كما أن الإيمان المطلق للقيادة السياسية العراقية آنذاك بأن هذا المشروع يهدد الأمة العربية بالصميم هو الذي فرض حشد كل الطاقات لتحقيق الانتصار الناجز.

كما أن ملاحم القادسية المجيدة بمعاركها الطويلة والمتنوعة أنتجت للعراق العديد من قادة الجيش الأفذاذ الذين صنعوا مجداً عظيماً للعراق وقادوا معارك البطولة والانتصار وحافظوا على أمن العراق وسيادته، وذاع صيت الكثير منهم في كل أنحاء العالم، ولازال شعبنا يفخر ببطولات الرجال الذين صنعوا النصر ويتغنى بهم وبتاريخهم المجيد.

كما أنتجت تلك الحرب مليون مقاتل مدرب ومجرب سبب دق ناقوس الخطر في الكيان الصهيوني الذي بادر مع كل قوى الشر الدولية للتخطيط لتدمير هذا الجيش وقيادته السياسية الوطنية منذ اليوم الأول للنصر العظيم.

 

أيها الأحرار في كل مكان

لقد كان النصر العظيم في يوم الأيام  8 / 8 / 1988 نصراً عراقياً خالصاً صاغته أفكار ودماء وإرادة العراقيين الأباة، وعبر عن حقيقة شعب العراق الواحد  صاحب الحضارة العريقة والمجد التليد، وكان أداء رجاله في المعارك معبراً حقيقياً عن سجايا وأخلاق ونخوة العراقيين، ولقد شاركت في ذلك النصر العظيم  كل صنوف جيشنا الباسل، وكان لكل منهم دوراً مهماً في رسم ذلك اليوم الخالد، فكانت  لصنوف جيشنا الباسل المقاتلة والساندة والخدمية دوراً مهماً ومجيدا وكل تميز في ميدانه، فالتحية مقرونة بالمحبة والافتخار إلى كل صنوف هذا الجيش الوطني الباسل، من القوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي والقوات الخاصة والمشاة والدروع والمدفعية والصنف الكيمياوي والصواريخ  والهندسة العسكرية والمعدات الفنية والمخابرة والتموين والنقل والطبابة والعينة والهندسة الآلية الكهربائية والانضباط العسكري، كل ضمن دوره وقدراته المعروفة للجميع.

ولا يسمح المجال لسرد مآثر كل منهم في تلك الحرب الطويلة التي تحتاج إلى كتب ومجلدات لبيان بعض من مآثرها وأمجادها وبطولات رجالها.

 

أيها الأحرار في كل مكان

إن شعبنا العراقي الموحد البطل والذي ساند جيشه وقواته المسلحة الجسورة وقدم كل امكانياته وقدراته لتحقيق ذلك النصر العظيم الذي أغاض الكثير من الأطراف بما فيها دولاً كبرى، بات شعبنا اليوم يدفع ثمنَ ذلك النصر الواضح بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وباستخدام قواتها المسلحة بغزو العراق بحجج كاذبة ومسوغات غير قانونية، ولتسلم البلاد إلى إيران وتمنحها الفرصة الذهبية للثأر من يوم النصر العظيم ومن هزائمها العديدة التي ألحقها جيش العراق وقواته المسلحة خلال الحرب التي استمرت ملاحمها لثماني سنوات متواصلة، ونرى اليوم  كيف أنها وعملاؤها تعبث بالعراق وخيراته، ولكن شعبنا العراقي المجيد وقواتنا المسلحة الباسلة ورجالها الأشداء من الذين لم يفقدوا بوصلة حبهم للعراق ودفاعهم عنه في أحلك الظروف سوف لن يتنازلوا عن حقهم في الدفاع عن أمنه وسيادته، وفي تثوير شعبنا لتحقيق أهدافه العليا في السيادة والاستقلال مهما طالت الأيام وغلت التضحيات، وإن النصر القريب قادم بإذن الله، وما النصر إلا من عند الله.

تحية وتقدير عالي إلى روح صانع النصر وعنوانه الأبرز شهيد الحج الأكبر صدام حسين، وإلى رفاقه الأبطال من الذين كان لهم دورٌ مهمٌ في تحقيق ذلك النصر.

والتحية المقرونة بالافتخار والاعتزاز لكل قادة جيشنا الأبطال والآمرين والضباط والمقاتلين وإلى كل المساندين لتحقيق نصر يوم الأيام.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب

تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته

تحية إلى شهداء العراق العظيم

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً..

 

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

8 / 8 / 2024