عملت المليشيات التابعة لأحزاب السلطة على خطف النشطاء في ساحات التظاهر من اجل ترهيبهم، وابعادهم عن التظاهرات التي اصبحت مصدر قلق للسلطة وميلشياتها.
و يسرد المختطفون الذين تم إطلاقهم قصصاً مؤلمة وظروفاً صعبة لأيام قضوها خلف القضبان، ويكفي أن تتصفح هاشتاغ “المتظاهرون تحت التعذيب”، لينقلنا إلى قصص يصعب تصديقها للتعذيب الذي تعرضوا له.
و الكثيرون منهم اكتفوا بالصمت لعدم قدرتهم على استرجاع أيام الاختطاف، والخوف من تهديد الجهات المختطفة لهم في حال البوح بأي معلومات.
وحاول المدونون جمع تفاصيل مَن أفصح عن تجربته، طريق التعذيب يسردها بمرارة من عاش تفاصيلها، وتتمثل بالصعق بالكهرباء والتعليق بالسقف والاعتداء الجنسي والتهديد بقتل الأهل والإجبار على التوقيع على أوراق فارغة.
أسلوب جديد اتبعته الميليشيات لترهيب الناشطين وأهاليهم، يتمثل بإرسال صور لأبنائهم وعليها آثار تعذيب، وهذا ما حدث مع الناشط والمسعف “إبراهيم حسين” شقيق الممثلة آلاء حسين، الذي اختطف بداية هذا الأسبوع للمرة الثانية، وتلقت عائلته، قبل أن يتم الإعلان عن إطلاق سراحه صوراً له وهو مضرّج بالدماء.
وفي ما يبدو أن حملة الاختطاف هذا الأسبوع كانت الأوسع، ونشر المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب خبر اختطاف الناشط أحمد الوشاح من أحد المطاعم في منطقة الجادرية، وكان الوشاح قد نشر قبل اختطافه عبر صفحته في فيسبوك رأياً أكد فيه رفض المتظاهرين منح المكلف بتشكيل الحكومة محمد علاوي مهلة لتقديم حكومته، كما انتقد غلق الطرقات المؤدية لساحة التحرير.وفي كربلاء، تم أيضاً اعتقال الناشط المدني جعفر النصراوي من قبل القوات الحكومية.
ويوضح المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، أن الجهات التي تقوم بعملية الخطف معروفة، ولكن أماكن المعتقلات غير معلومة، وإن كانت هناك تسريبات، فالميليشيات وبعض منتسبي الأجهزة غالباً ما تكون لديهم رغبة في الحصول على مبلغ مالي كبير، فيقومون بالاتصال بأهالي الضحايا للحصول على مبلغ من المال لقاء إخبارهم ببعض المعلومات، فالهدف مشترك بينهما وهو ابتزاز أهالي الضحايا، وثانياً ترهيب المتظاهرين سواء كانوا مواطنين عاديين أو ناشطين من أجل إخماد التظاهرات.